الفاضلة : لطيفة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى : {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف78
يقول الطبري في تفسيره : " يقول تعالـى ذكره : قالت إخوة يوسف ليوسف: { يا أيُّها العَزِيزُ } يا أيها الملك { إنَّ لَهُ أبا شَيْخاً كَبِيراً } كَلِفاً بحبه، يعنون يعقوب . { فَخُذْ أحَدنا مَكانَهُ } يعنون فخذ أحداً منا بدلاً من بنيامين، وخلّ عنه . { إنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ } يقولون : إنا نراك من المحسنين في أفعالك . وقال محمد بن إسحاق في ذلك ، ما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : { إنَّا نَراكَ مِنَ المُحْسِنِينَ } إنا نرى ذلك منك إحساناً إن فعلت . "
إن ما رآه الإخوة من نبي الله يوسف عليه السلام ، من سلوك كله يؤكد أنه أحسن إليهم :
1 ـ إيفاؤه الكيل مع حسن الضيافة : [وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ{59}]
2 ـ وضع البضاعة في رحالهم دون علمهم : [وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{62}]
3 ـ الفرح بوجود البضاعة عند عودتهم إلى أبيهم : [وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ{65}]
4 ـ إسراره للكلمة غير اللائقة في حقه دون معرفته : [قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ{77}]
لذلك يتأكد أن بالرؤية البصرية مع التحليل العقلي يصبح الإنسان متيقنا برؤيته العقلية للأشياء . فالإخوة يرون يوسف عليه السلام من المحسنين : {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف78
والله أعلم وأحكم