"إنا سمعنا كتاب أنزل من بعد موسى"

إنضم
11/02/2013
المشاركات
10
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الأردن-عمان
طرق اليوم على سمعي سؤال من أحد الإخوة، وهو أن الجن عند تحدثهم عن سماع القرآن ذكروا نزول القرآن من بعد موسى، ولم يتطرقوا بحال إلى نبي الله عيسى، فما الحكمة من ذكر ذلك، هل يستنبط من ذلك كون الجن الذين سمعوا القرآن على ملة موسى فحسب، أم شيء آخر يمكن التوصل إليه؟
 
قد اطلعتُ على إجابة هذا السؤال في كتاب الإتقان للسوطي ، والكتاب ليس بين يدي الآن ، فيمكنك مراجعته ، ولعلك تجد في هذا الرابط مبتغاك :

http://vb.tafsir.net/tafsir20226/
 
يقول الشعراوي في تفسيره : " { قَالُواْ يٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ.. } [الأحقاف: 30] أي: القرآن، وقولهم { مِن بَعْدِ مُوسَىٰ.. } [الأحقاف: 30] يدل على أنهم كانوا على صلة بالرسل السابقين، وأنهم كانوا مؤمنين بسيدنا موسى يعني: كانوا من اليهود.
وذكروا موسى دون عيسى - عليهما السلام - لأن كتاب موسى هو المنهج الذي ينظم حركة الحياة وفيه شرائع وأحكام، أما كتاب عيسى فكان مجرد وجدانيات ووصايا، لذلك تنبهوا لهذه المسألة وجمعوا بين الإنجيل والتوراة في كتاب واحد مع وجود عصبية بينهما، وأسمَوْهُ الكتاب المقدس."

وأجد أن التبرير الثاني الذي ذكره الشعراوي هو الأصح لأن القرآن يؤيده . يقول تعالى :
{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }[هود:17]
{وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ }[الأحقاف:12]

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى