محبرة الداعي
New member
- إنضم
- 05/09/2008
- المشاركات
- 11
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم ؛ إلى علمائنا ..: الحذر الحذر ! فإن الأمر جَلَل !
لاشكَّ أنَّنا نعيش زماناً انتشر فيه العلم , وتطورت سبل الحصول عليه , فكثر طلبة العلم , وهذا بلا ريب مدعاة للفرح وشكر الله على هذه النعمة !
قد يقول بعضكم: إذن ما الذي دعاك لمثل هذا النداء ؟! فأقولُ وبالمعين أستعين :
كلّنا يُدرك أهمية العلم ومكانة العالم ؛ وكلنا كذلك يعرفُ مقولة الإمام مالك - رحمه الله – والتي تلقاها العلماء بالقبول " كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر – وأشار إلى قبره صلى الله عليه وسلم - " فالعصمة ليست للعلماء إنما للأنبياء , كل هذا وغيره مما يُعلَم متفقون عليه .
ولكن أليس حقيق بأمثالكم أن يتمثَّل بقول عمر رضي الله عنه " لستُ بالخبِّ ولا الخبُّ يخدعني ! "
إنَّ الحوار والردود بين العلماء أمر معهود ؛ كان عليه السلف وتوارثه الخلف , فهي محمدة لا مثلبة ؛ ما دام الأمر في حيِّز الخلاف لا الاختلاف ! فإن الأول رحمة والثاني نقمة !
وما يشكل على هذا الجمال والرقي العلمي والتخلق بخلق العلماء ؛ أنه في الآونة الأخيرة ظهر في شأن الردود أمور هي نذير شرِّ وبذرة فتنة يسقيها من لا ذمة له , وإن خرجت بحسن نية ؛ ومنها :
1 ) الحديث في الأشخاص – الذوات – ومحاولة الإسقاط دون الاكتفاء بمحلِّ الخلاف ! والنفس لا يمكن أن تَسْلَم لصاحبها إن رأت حظها في ذلك !
2 ) الأسلوب الأدبي في عرض بعض المحاور ؛ وأقصد بالأدب ذلك الاستعمال الذي فيه التشبيه والتمثيل والسخرية ولا أقصد بهذا التأدب ؛ فإن هذا مطلب !
3 ) الإكثار من تقرير مسألة عدم العصمة , وأن كل إنسان يخطئ ويصيب , وأن الحق لا يمكن أن يجتمع في قول أحد من الناس , وأن الأمر كما قيل حفظت شيئا وغابت عنك أشياء ! .. إلى غير ذلك من العبارات والتي هي حق لا ينكر ولا مذمة في قوله وذكره ؛ إذن ما الداعي لذكر هذه النقطة ؟! الداعي لها هي النقطة التالية .
4 ) الإكثار من الردود استجابة لطلب المغرضين وأصحاب الفتن ! والذين غالب ما يتصفون به حال سؤالهم أنهم يسألون مسترشدين ! وكذبوا والله ؛ فقد قيل : إن رجلاً اصطاد عصفورين وأمسكهما فأخذ ينتف ريش أجنحتهما ؛ فقال الأول: انظر إلى دموع عينيه ! يا لرقة قلبه !! فقال الآخر : انظر إلى صُنْع يديه ودع عنك دموع عينيه !!
ليس شرطاً أن يردَّ العالم على كل شيء , وأن يكون له رأي في كل واردة وشاردة ؛ فإنَّ هذا مما يستهلك العالم ويُقلّل من شأنه ! إنْ رأى العالم أنَّ الرد لازماً عليه , وفي ذلك مصلحة راجحة فليكن ؛ لكن ليحذر من أن يكون رده مطية لإسقاط غيره !
أقول وبكل صراحة – إبراءً للذمة ونصحاً للأمة – إننا مستهدفون في علمائنا , وأن هناك من يسعى للتفرقة بينهم ؛ قد يقول أحدكم : وما الذي يضير في هذا ؟! فإن الخلاف لا يفسد للودِّ قضية !
أقول نعم ؛ ولكن أعداؤكم لا يريدون بثَّ الشحناء بينكم , فهو أملٌ بعيد مناله ! لعلمهم مدى حرصكم على طهارة قلوبكم وسلامتها ؛ إنما يسعون للتقليل من شأنكم في أعين العامة ! والعالم متى ما نزلت منزلته وضعف شأنه وكثر شانئه لم يكن لعلمه وعمله أثر في الناس !
علماؤنا إنَّ لكم فيمن حولكم عبرة , وإنَّ لكم في تاريخ من سلف أعظم العبر ؛ فقد قيل : التاريخ يعيد نفسه ! أعيدوا النظر في شأنكم , واعرفوا ما يُراد بكم ولا يجلب عليكم أولئك فتكونون ممن سعى في ضُرِّ غيره حين أراد نفعه ! فضرَّ نفسه وضرَّ غيره !
علماؤنا غيركم المُعلَّم ؛ إني لكم ناصح وعليكم خائف ؛ وإنها أمور تحاك في الخفاء يراد بها الساسة - وهم يعلمون ذلك وصرَّحوا به - والعلماء وليس ذاك إلا بسبب كونكم حصن الأمة وسدها المنيع ! دفع الله عنا وعنكم وعن بلادنا كل شرٍّ وبلاء وأعلام السوء والفحشاء ..
هذا ما أردت قوله وما توفيقي إلا بالله ..
آمل نشر هذا المقال في المجموعات والمواقع وإيصاله إلى طلبة العلم والعلماء //
وكتبه محبكم /
محبرة الداعي
[email protected][/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم ؛ إلى علمائنا ..: الحذر الحذر ! فإن الأمر جَلَل !
لاشكَّ أنَّنا نعيش زماناً انتشر فيه العلم , وتطورت سبل الحصول عليه , فكثر طلبة العلم , وهذا بلا ريب مدعاة للفرح وشكر الله على هذه النعمة !
قد يقول بعضكم: إذن ما الذي دعاك لمثل هذا النداء ؟! فأقولُ وبالمعين أستعين :
كلّنا يُدرك أهمية العلم ومكانة العالم ؛ وكلنا كذلك يعرفُ مقولة الإمام مالك - رحمه الله – والتي تلقاها العلماء بالقبول " كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر – وأشار إلى قبره صلى الله عليه وسلم - " فالعصمة ليست للعلماء إنما للأنبياء , كل هذا وغيره مما يُعلَم متفقون عليه .
ولكن أليس حقيق بأمثالكم أن يتمثَّل بقول عمر رضي الله عنه " لستُ بالخبِّ ولا الخبُّ يخدعني ! "
إنَّ الحوار والردود بين العلماء أمر معهود ؛ كان عليه السلف وتوارثه الخلف , فهي محمدة لا مثلبة ؛ ما دام الأمر في حيِّز الخلاف لا الاختلاف ! فإن الأول رحمة والثاني نقمة !
وما يشكل على هذا الجمال والرقي العلمي والتخلق بخلق العلماء ؛ أنه في الآونة الأخيرة ظهر في شأن الردود أمور هي نذير شرِّ وبذرة فتنة يسقيها من لا ذمة له , وإن خرجت بحسن نية ؛ ومنها :
1 ) الحديث في الأشخاص – الذوات – ومحاولة الإسقاط دون الاكتفاء بمحلِّ الخلاف ! والنفس لا يمكن أن تَسْلَم لصاحبها إن رأت حظها في ذلك !
2 ) الأسلوب الأدبي في عرض بعض المحاور ؛ وأقصد بالأدب ذلك الاستعمال الذي فيه التشبيه والتمثيل والسخرية ولا أقصد بهذا التأدب ؛ فإن هذا مطلب !
3 ) الإكثار من تقرير مسألة عدم العصمة , وأن كل إنسان يخطئ ويصيب , وأن الحق لا يمكن أن يجتمع في قول أحد من الناس , وأن الأمر كما قيل حفظت شيئا وغابت عنك أشياء ! .. إلى غير ذلك من العبارات والتي هي حق لا ينكر ولا مذمة في قوله وذكره ؛ إذن ما الداعي لذكر هذه النقطة ؟! الداعي لها هي النقطة التالية .
4 ) الإكثار من الردود استجابة لطلب المغرضين وأصحاب الفتن ! والذين غالب ما يتصفون به حال سؤالهم أنهم يسألون مسترشدين ! وكذبوا والله ؛ فقد قيل : إن رجلاً اصطاد عصفورين وأمسكهما فأخذ ينتف ريش أجنحتهما ؛ فقال الأول: انظر إلى دموع عينيه ! يا لرقة قلبه !! فقال الآخر : انظر إلى صُنْع يديه ودع عنك دموع عينيه !!
ليس شرطاً أن يردَّ العالم على كل شيء , وأن يكون له رأي في كل واردة وشاردة ؛ فإنَّ هذا مما يستهلك العالم ويُقلّل من شأنه ! إنْ رأى العالم أنَّ الرد لازماً عليه , وفي ذلك مصلحة راجحة فليكن ؛ لكن ليحذر من أن يكون رده مطية لإسقاط غيره !
أقول وبكل صراحة – إبراءً للذمة ونصحاً للأمة – إننا مستهدفون في علمائنا , وأن هناك من يسعى للتفرقة بينهم ؛ قد يقول أحدكم : وما الذي يضير في هذا ؟! فإن الخلاف لا يفسد للودِّ قضية !
أقول نعم ؛ ولكن أعداؤكم لا يريدون بثَّ الشحناء بينكم , فهو أملٌ بعيد مناله ! لعلمهم مدى حرصكم على طهارة قلوبكم وسلامتها ؛ إنما يسعون للتقليل من شأنكم في أعين العامة ! والعالم متى ما نزلت منزلته وضعف شأنه وكثر شانئه لم يكن لعلمه وعمله أثر في الناس !
علماؤنا إنَّ لكم فيمن حولكم عبرة , وإنَّ لكم في تاريخ من سلف أعظم العبر ؛ فقد قيل : التاريخ يعيد نفسه ! أعيدوا النظر في شأنكم , واعرفوا ما يُراد بكم ولا يجلب عليكم أولئك فتكونون ممن سعى في ضُرِّ غيره حين أراد نفعه ! فضرَّ نفسه وضرَّ غيره !
علماؤنا غيركم المُعلَّم ؛ إني لكم ناصح وعليكم خائف ؛ وإنها أمور تحاك في الخفاء يراد بها الساسة - وهم يعلمون ذلك وصرَّحوا به - والعلماء وليس ذاك إلا بسبب كونكم حصن الأمة وسدها المنيع ! دفع الله عنا وعنكم وعن بلادنا كل شرٍّ وبلاء وأعلام السوء والفحشاء ..
هذا ما أردت قوله وما توفيقي إلا بالله ..
آمل نشر هذا المقال في المجموعات والمواقع وإيصاله إلى طلبة العلم والعلماء //
وكتبه محبكم /
محبرة الداعي
[email protected][/align]