ابن المهلهل
New member
- إنضم
- 01/02/2009
- المشاركات
- 6
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
إلى صديقٍ لم ألقَه بعدُ
سلامُ اللهِ عليكَ ورحمتُه وبركاته ، أما بعد ُ :
فقد وصلتني رسالتُك - وَصَلَ الله أيامَك بالسُّعودِ والسَّلامةِ - فرأيتُها نعمَ الألوكةُ من الصَّديقِ للصَّديقِ ، ومن المحب للحبيب ...
وإنِّي أبشِّرُكَ بتَوَاردِ نِعَمِ اللهِ عليَّ ، وتتابع آلائه إليَّ ، فلا أزالُ - بحمدِهِ وفضلِه - في عملٍ صالحٍ يُسعِدُ ، وإحسان أرجوه ليوم حسابي ... ولا أزال بعونِه تعالى محموداً عندَ خلقِهِ ، مُكرَّماً عندهم .
وإنَّ رسالتَك - أيُّها الصَادقُ العزمِ - تنكأُ فيَّ الأسَى ، مع إذْكَارِهَا فضلَك - دونَ النَّاس - عليَّ .
أيها القادمُ :
كمْ أحبُّ فيكَ الدأبَ على الكَمَالاتِ ، وتتبُّعَ الفَضَائلِ النادراتِ ، ولكم يُعجبني فيكَ ضربُك بأخلاقِ ذا الزمانِ الحائطَ ، والرجوعُ إلى أخلاقِ الأُلَى ، وسَلَفِنَا المجتبى ... فعليكَ سلام الله وتبريكاته .
أيها الآتي :
إذا ذكرتُ الصَّدَاقةَ والصَّديقَ فأنت -والله- المسمَّى ، فبك أَصُولُ ، وعليك - بعد الله - أستعينُ .
وإني يا صديقي أحدثُكَ بحديثٍ جَرَى البارحةَ :
كنتُ جالساً في جماعةٍ من أهل مودَّتِنَا فيهم ( أبو نصر بن محمد الأسلمي ) و ( سعيد بن أزهر الأكلبي ) فأجمعوا على الإلحاح أن يسألوني : من أقربُ حبيبٍ وصديقٍ إليكَ ؟! وألصقهم بقلبك ؟!
فتلكأتُ وقتاً واستقلتهم فلم يقيلوا ،فأنشأت أقول على الاقتضاب - وصورتك يا صديقُ لا تفارق مخيلتي - :
أيها الكرماء :
إنَّ الصَّديقَ من الصِّدقِ ، وصديقُكَ من صدَقَك وصدَّقك وصادقك ... وإنَّ أحبَّ النَّاسِ عندي من إذا وعدتُه وفى ، وإن أكرمتُه ملكتُه ، وإن أغضبتُه ما جَفَا ، وإذا ائتمنتُه حَفِظَ ، وإذا خَاصمْتُه صَدَقَ ، وإذا أسررتُ له إسراراً كَتَمَ ...
إنَّهُ - أيُّها السَّادةُ - رجلٌ تَسَربَلَ كَرَمَاً ، واكتَسى أَدَبَا ، وتَدَرَّعَ خُلُقَا . إنْ شئتَهُ كريماً أو أديباً أو ظَريفاً ألفيته كذلك .
وإنْ ملمةٌ نزلتْ وَوَجبتْ فأنا هو ، وماله مالي ، ووقته وقتي ، وهو أنا ...
إنَّ صديقيْ صديقُ عمرٍ وحبيبُ دهرٍ ، بَلَوتُهُ وسَبَرتُه فإذا الذهبُ كَامنٌ ، والمَكَارمُ بَاديةٌ ...
إنَّهُ الصَّديقُ الذي تَتَمنَّى لو بذلتَ روحَكَ ووقتَكَ له ، فلا أمنَّ عليك منه ، ولا أحق بها غيرُه . كيف لا وهو في حياتي مُتَكَأُ وغطاءٌ ، وفي سَيْري دَليلٌ، وفي الحَوَادثِ معينٌ .
أعذبُ النَّاسِ لِسَانَاً ، وأبرُّهُمْ جَنَاناً ، وأجملُهُمْ أَدَباً ومُرُوءةً ، وأَشجَعَهم جَنَاناً ، لا يُغضيْ دُونَ مُنكرٍ ، ولا يَستبطِأُ في مَعَروفٍ ... وَلَه في الحَقِّ قَوادمٌ ومناكبٌ وخَوافي . ما رأيتُه يَوماً إلا ازدادَ قرباً إلي ، ويشهدُ اللهُ مارأيتُه إلا في طاعة أو إليها أو راجعاً منها .
صَافي الوِدَادِ ، لَيِّنُ الجَنَاحِ ، سَهْلُ الطِّبَاعِ ، ميسُورُ الأَخلاقِ ، لَطِيفُ الشَّمَائلِ ، يَكَادُ يكونُ في الكرم الحقيقةَ لا المجازَ .
وتابعتُ حديثي قائلاً ( ومحيَّاك يا صديقُ أمام عيني ) :
إنَّ الشُّعراءَ والأُدَبَاءَ أكثَرُوا في ذِكْرِ خُلُوِّ الزَّمَانِ من صَدِيقٍ صَدوق صَادق الوعدِ ، ولو أنهم رَأَوكَ لرَأَوا غايةَ المنتَهى ، ونهايةَ المطْلَبِ ، وصَديقاً لا تجود الأيام بمثاله ...
ثم انفَتَلَ المجلسُ وتفرقتُ الجماعةُ ، وبقيتُ أنا شوقاً لرسالتِك هذه ، أزداد لها شوقاً وهي تزيدني هماً وصَبَابةً وتَذَكُّرَاً ، فاللهَ أسأل أن يعجل بقدومِكَ وسَلامتِكِ ، وأن يحفظك ويحميك ، ويقرّ عيني بك ، وأبلغ سلامي إلى الإخوان الذين خرجوا معك إلى الثغور الجنوبية ،،، ودمتم بحفظ مولاكم ، وانتصار على أعدائكم ...
فقد وصلتني رسالتُك - وَصَلَ الله أيامَك بالسُّعودِ والسَّلامةِ - فرأيتُها نعمَ الألوكةُ من الصَّديقِ للصَّديقِ ، ومن المحب للحبيب ...
وإنِّي أبشِّرُكَ بتَوَاردِ نِعَمِ اللهِ عليَّ ، وتتابع آلائه إليَّ ، فلا أزالُ - بحمدِهِ وفضلِه - في عملٍ صالحٍ يُسعِدُ ، وإحسان أرجوه ليوم حسابي ... ولا أزال بعونِه تعالى محموداً عندَ خلقِهِ ، مُكرَّماً عندهم .
وإنَّ رسالتَك - أيُّها الصَادقُ العزمِ - تنكأُ فيَّ الأسَى ، مع إذْكَارِهَا فضلَك - دونَ النَّاس - عليَّ .
أيها القادمُ :
كمْ أحبُّ فيكَ الدأبَ على الكَمَالاتِ ، وتتبُّعَ الفَضَائلِ النادراتِ ، ولكم يُعجبني فيكَ ضربُك بأخلاقِ ذا الزمانِ الحائطَ ، والرجوعُ إلى أخلاقِ الأُلَى ، وسَلَفِنَا المجتبى ... فعليكَ سلام الله وتبريكاته .
أيها الآتي :
إذا ذكرتُ الصَّدَاقةَ والصَّديقَ فأنت -والله- المسمَّى ، فبك أَصُولُ ، وعليك - بعد الله - أستعينُ .
وإني يا صديقي أحدثُكَ بحديثٍ جَرَى البارحةَ :
كنتُ جالساً في جماعةٍ من أهل مودَّتِنَا فيهم ( أبو نصر بن محمد الأسلمي ) و ( سعيد بن أزهر الأكلبي ) فأجمعوا على الإلحاح أن يسألوني : من أقربُ حبيبٍ وصديقٍ إليكَ ؟! وألصقهم بقلبك ؟!
فتلكأتُ وقتاً واستقلتهم فلم يقيلوا ،فأنشأت أقول على الاقتضاب - وصورتك يا صديقُ لا تفارق مخيلتي - :
أيها الكرماء :
إنَّ الصَّديقَ من الصِّدقِ ، وصديقُكَ من صدَقَك وصدَّقك وصادقك ... وإنَّ أحبَّ النَّاسِ عندي من إذا وعدتُه وفى ، وإن أكرمتُه ملكتُه ، وإن أغضبتُه ما جَفَا ، وإذا ائتمنتُه حَفِظَ ، وإذا خَاصمْتُه صَدَقَ ، وإذا أسررتُ له إسراراً كَتَمَ ...
إنَّهُ - أيُّها السَّادةُ - رجلٌ تَسَربَلَ كَرَمَاً ، واكتَسى أَدَبَا ، وتَدَرَّعَ خُلُقَا . إنْ شئتَهُ كريماً أو أديباً أو ظَريفاً ألفيته كذلك .
وإنْ ملمةٌ نزلتْ وَوَجبتْ فأنا هو ، وماله مالي ، ووقته وقتي ، وهو أنا ...
إنَّ صديقيْ صديقُ عمرٍ وحبيبُ دهرٍ ، بَلَوتُهُ وسَبَرتُه فإذا الذهبُ كَامنٌ ، والمَكَارمُ بَاديةٌ ...
إنَّهُ الصَّديقُ الذي تَتَمنَّى لو بذلتَ روحَكَ ووقتَكَ له ، فلا أمنَّ عليك منه ، ولا أحق بها غيرُه . كيف لا وهو في حياتي مُتَكَأُ وغطاءٌ ، وفي سَيْري دَليلٌ، وفي الحَوَادثِ معينٌ .
أعذبُ النَّاسِ لِسَانَاً ، وأبرُّهُمْ جَنَاناً ، وأجملُهُمْ أَدَباً ومُرُوءةً ، وأَشجَعَهم جَنَاناً ، لا يُغضيْ دُونَ مُنكرٍ ، ولا يَستبطِأُ في مَعَروفٍ ... وَلَه في الحَقِّ قَوادمٌ ومناكبٌ وخَوافي . ما رأيتُه يَوماً إلا ازدادَ قرباً إلي ، ويشهدُ اللهُ مارأيتُه إلا في طاعة أو إليها أو راجعاً منها .
صَافي الوِدَادِ ، لَيِّنُ الجَنَاحِ ، سَهْلُ الطِّبَاعِ ، ميسُورُ الأَخلاقِ ، لَطِيفُ الشَّمَائلِ ، يَكَادُ يكونُ في الكرم الحقيقةَ لا المجازَ .
وتابعتُ حديثي قائلاً ( ومحيَّاك يا صديقُ أمام عيني ) :
إنَّ الشُّعراءَ والأُدَبَاءَ أكثَرُوا في ذِكْرِ خُلُوِّ الزَّمَانِ من صَدِيقٍ صَدوق صَادق الوعدِ ، ولو أنهم رَأَوكَ لرَأَوا غايةَ المنتَهى ، ونهايةَ المطْلَبِ ، وصَديقاً لا تجود الأيام بمثاله ...
ثم انفَتَلَ المجلسُ وتفرقتُ الجماعةُ ، وبقيتُ أنا شوقاً لرسالتِك هذه ، أزداد لها شوقاً وهي تزيدني هماً وصَبَابةً وتَذَكُّرَاً ، فاللهَ أسأل أن يعجل بقدومِكَ وسَلامتِكِ ، وأن يحفظك ويحميك ، ويقرّ عيني بك ، وأبلغ سلامي إلى الإخوان الذين خرجوا معك إلى الثغور الجنوبية ،،، ودمتم بحفظ مولاكم ، وانتصار على أعدائكم ...
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
صديقٌ لم تلقه بعدُ
صديقٌ لم تلقه بعدُ