تهاتف المعاني والألفاظ
تهاتف المعاني والألفاظ
.
أما إني لن أقول لكما كما قال أبن القم اليمني :
[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قالوا هجرت الشعر قلت ضرورة=باب البواعث والدوعي مغلق
ذهب الكرام فلا كريم يرتجى=منه النوال ولا مليح فيعشق [/poem]
[align=center]لكني قائل ما قال الصالحون الأولون ، صبر جميل والله المستعان .
إلى الله الملتجأ والمهرب ، هو الله رب المشرق والمغرب
أناس أمّلوا فيك فما كنت لما أمّلوا
ورغبوا فيما عندك فطال عليهم الأمد فملّوا أو أوشكوا
ظنوا بك الإحسان ولو علموا لتقنعوا
ورأوك تتشبع بالأشجار فلم يقنعوا .
أأشكو الزمان أم أعاتب الإخوان والخلان ..
فما فعل الزمان... والآخرون فما أجرموا .
إن شكاية الزمان مشجب كل متعلق منه بسبب فمستقل ومستكثر
غير أن الموفق من صمد في كل أمره للواحد الصمد
وعلم أنه في جهد وجهاد فلمن يلتفت وقد خلق في كبد .
لقد قام الجاحظ بما ترك الأول للآخر فما غادرها حتى عالجها بما عجل منيتها ، إلا أنه نسي مانعم به الأولون من فسحة الزمان ، وما درجوا عليه من تغرب للعلم عن الأوطان ، ونسي ما أعطوا من صفاء الذهن وسكون الدار ، وهجود الليل وحياء الجار ، وهذا مالا يستطيع أن يطوح به ألف جاحظ مع جاحظ التبيين والبيان ، فكم تركوا لنا من عوائق مقلقة ، وكم تركوا لنا من علائق مشغلة .
إن السائل ليسألك من مال الله فيسد عليك الطريق ، ويتملق بين يديك تملق الغريق ، فتخنقك العبرة إن لم تجد ما تسد به جوعته
فكيف إذا سألك صاحب لك في الطريق ، من حديث هو أقدر عليه منك وأجدر بالبريق ، غير أنه يحبه منك ويستبطئ غيبته .
رحماك رب
فهاهي نفوس زكية لا زالت تعشق حر الكلم ونظم الحرف وجرس الخاطر ، الذي يلامس شغاف قلوبها فيدعها تهيم له وبه ومعه في خيال يروح عناء قلوبها ، من وصب الحياة وجدها المقلق .
أعمار أتدري ما صنعت ؟
لكأنما سقت جحافل العبرات
وناديت بي من منى أو عرفات
وذكرتني سنين العبرات والنظرات
وصوبت سهام كل دعوة نحوي حتى جعلتني من أمري في أحراج لصاب
وخلقت في صدري تهاتفا بين المعاني والألفاظ الصلاب
فتشاجرت واشتجرت لتتهادى بما تحمله من معنى كريم يليق بك وبأخي الطيار
فماذا عساي أن أصنع
وكيف للحرف أن يخشع
وهل بعد هذا الود له من مرتع
إلا سفه الدمع مدرارا من أربع
وتهاديه مختالا كأنما يرفل في ثوب ابن المقفع
غير أن الكريم لايكفيه من تكرمه عجزه
والمستضيف لا يرضى من مضيفه إلا (أصوله وفرشه)!
فوالله إني أحب الكرم والكرام
ومثلكما حرى أن يكرم ياكرام
فإشارتكما أمر تشريف
لا يسع معها عصيان أو تسويف
فالله المسؤل أن القاكم بماتحبون دون تطفيف
إن حديث الدموع عمارا هو عمار الأدب
فلربما انخنقت الدمعة فتعجل صاحبها العطب
ولربما سحها فكانت عبرة من فرح أو غضب
فكم من لفظة شريفة تحيل الجون إلى الشَهب
ومعنى خفي لا ينقضي منه العجب
وأراك تضرب في أفياء الأدب بسبب أيما سبب
فعلام قصدتني وأنت تعلم أن النخل سُلُب
ولم استنهضتني وأنا رجل لي بعير قد نَقِب
فلعمري لآتينك بماتحب وإن كان حبوا على الهدب
ولله درك حين أرسلتها مثلا ( وهل الحياة إلا دموع وابتسامات ) أعز من النشب
[align=center]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ[/align]
[align=center]* غفر الله لك ولأخي الكريم د/ مساعد الطيار على هذه اللفتة الكريمة ، التي تبعث في النفس الأمل وتحيي فيها ما وئد ، والتي لولاها ومثلها لتعثرت الخطى ، فكم من علم دفين مع صاحبه ضن به يوم أن هان عند الناس ، وكم من كلمة شاعرة حبست في صدر صاحبها ، يوم أن لم يجد من يتفهمها أو يستطيب جرسها ، وإني يعلم الله منذ اطلعت على ماسطرتماه لفي هم من أمري ، لا لعجز أو عزوف عن الرد ، أو تلطف بعبارة تذكر باطلاع على هذا الود ، لكنها كانت حسرة لا يعلمها إلا الله من وجود أناس أكفاء ينظرون لما صنعت بعين كرم وتلطف ، ويترقبونه وينشدونه ثم أنت بما جريات الحياة تتلفف ، فهل هناك أعز من العلم والأدب ، وهل هناك أكرم من أن تجد ساحة نقادها علماء من أهل الأدب [/align].
وأستغفر الله لي ولكم من ذنوب ألسنتنا ومانجترحه ، فو الله إن المرء ليتأثم من ساعات يقضيها في غير ماليس من متين العلم ، إلا أنا نتطلع إلى رحمة الله ونحتسب هذه الساعات من المباحات
وإلا فلو حقق المرء لعلم أن خير ماصرفت له الأعمار هو ماكان خالصا للواحد القهار ، الذي هو أهل أن يتصرم العمر بكل لحظاته في ذكره وعبادته
ولي مقال ضمنته أمور من جملتها هذا المشهد ، وسبب غياب درر القصائد والمقامات الأدبية عن تمجيد الله والثناء عليه وغير ذلك .
عنونته ( بعث الفكرة )
أسأل الله أن يسهل على الخاطر تنقيحه وطرحه حتى نفوز بالأجر[/align]