إلى أهل التحقيق

إنضم
04/01/2012
المشاركات
81
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مكة
فقرة١٣٨"ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا،وأكثرها لفظا،ولانعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غيرنبي،ولكنه لايذهب منه شيئ على عامتها،حتى لايكون موجودا فيها من يعرفه."الرساله للشافعي. فالمتأمل لهذا النص يجد في آخر العبارة إشكالا ليس بالسهل،فماأن تقرأ النص،وتفهمه وأنت مازلت تقرأ إلا أنك تقف عند عبارة:<... من يعرفه.> فتلحظ أنها لاتستقيم مع ماأراده هذا الإمام الكبير،ويظهر لك أن الأولى هي( من لايعرفه)حتى يستقيم ماأراده الشافعي، بدلا من ماجاءفي تحقيق الشيخ أحمد شاكر. وفي مانقله السيوطي في ( المزهر)حتى أنه قال بعد الذي ساقه :وهذا كلام الشافعي بحروفه. فأرجو من له دراية وعلما أن يفيدنا وإن ير توجيهنا فليفعل؛ فأنا حفي بهذه المسألة، وأرى فيها رأياواضحا للإمام الشافعي في قضية خلود العربية. وشكرا.
 
خاطرة وتوجيه

خاطرة وتوجيه

سلام عليكم وبعد:
أما فهمي القاصر ففهمها كالآتي: "... غير نبي، ولكنه لا يذهب منه" من اللسان "شيئ على عامتها" أي عامة الأمة، وعلمائها "حتى لا" إلى درجة، وإلى غاية لا "يكون موجودا فيها" أي الأمة "من يعرفه". فلا بد من أن يكون في الأمة من يعرفه، والله أعلم.
 
بارك الله فيك أستاذنا!
لكن الإشكال مازال قائما، فليتك تبين لنا أكثر.
 
عسى الشيخ منصور مهران يطلع على هذا الإشكال، ويدلي لنا برأيه الكريم.
 
أحمدالله أني قد وجدت مااستطاع أن يذهب بقدر كبير من الإشكال الذي اعترض لي في نص الإمام الشافعي_رحمه الله_
فعندما قرأت كتاب الشيخ محمود الطناحي_رحمه الله_المسمى بمدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي.
إذ أقف على كلام للشيخ يسطره في مجهود الشيخ أحمد شاكر_رحمه الله_في تحقيق كتاب الرسالة،
وتطرق أثناء ذلك لأمر أعجبه،يرى فيه أن الشيخ شاكر أصاب فيه،ومحق في دواعيه،رغم أن بعضهم لام الشيخ شاكر.
وهو أن شاكر_رحمه الله_ صنع فهرسا جمع فيه الفوائد اللغوية التي استنبطها من كتاب الرساله،وقد بلغت 54فائدة.وكتب في هامش تلك الفوائد:"الشافعي لغته حجة,لفصاحته وعلمه بالعربية،وأنه لم يدخل على كلامه لكنة،ولم يحفظ عليه خطأأو لحن،وأصل الربيع من هذا الكتاب <كتاب الرسالة>أصل صحيح ثابت،غاية في الدقةوالصحة,فماوجدناه فيه مماشذ عن القواعد المعروفة في العربية،أوكان على لغة من لغات العرب،لم نحمله على الخطأ، بل جعلناه شاهدا لما استعمل فيه،وحجة في صحته،واستنبطنا من ذلك بعض المسائل،ولعله فاتنا منه غيرها،..."ص607،الرسالة،بتحقيق شاكر.
فعلى هذا يرى الشيخ شاكر أن الشافعي_رحمه الله_ حجة في اللغة،وقداستند على رأي لابن هشام النحوي صاحب السيرة،في لغة الشافعي.
ولاغرو عندي في هذا،حيث إن الشافعي ترعرع في قبيلة هذيل المضرية10سنين،لا20سنة كماورد عند البعض،لأن الشافعي أتى مكة وعمره سنتان،وانصرف لسماع الحديث وهوفي مشارف العقد الثاني.
وقبيلة هذيل لم أر لهم في كتب تراجم الرجال من انتسب إليهم بالولاء،فمن ذلك نخلص أن هذه القبيلة لم تخترقهم العجمة،فماالعوادي التي أوهت في غيرها وصلتها،فبقت دهرا هي سليمة اللسان،وتجري الفصحى على سليقتها.
وهي أقرب القبائل بعد كنانة من قريش،ولغة قريش كلها فصحى،ولم تترك الفصحى أي مخرج للغتهم،فعلى قول من قال أن الفصحى تركت التسهيل وهو لقريش،واختارت التحقيق وهو لأهل نجد، فهذا ضعيفا جدا،فهذا القرآن الكريم نزل بكليهما.
سامحوني على هذا الاستطراد.
فالإشكال الذي في عبارة الفقرة التي صدرت بها الموضوع،وهي :<من يعرفه> ولماذا لم يقل :من لايعرفه.
فنجد أن حذف لا في غير القسم رويت في شاهد ذكره ابن عقيل في شرحه للألفية،إلا أنه قال عنه: إنه شاذ.
فعلى ذلك يصبح عندنا هذا الحذف على خلاف ذلك.بل هو وجه،وأي ما وجه.​

والحمدلله.​
 
بعد تأملي في نص الشافعي-رحمه الله-،وإثركثرة ماأعيدفيه النظر،ظهرلي أن عبارةالشافعي من دون(لا)بين "من يعرفه"هي في الذروةمن الإبانة،والمتانة.فلوكانت هناك (لا)لفهم أن هذا الشيئ مافي العامةمن لايعرفه،فتصبح كل الأمةعارفين به،فلايغيب على أفرادهامالايغيب على نبيها.وحينمايقول"حتى لايكون موجودافيهامن يعرفه"أفادناأن الشيئ منه لابدوفي الأمة من يعلمه،حتى وإن جهله معظمها،ليبقى حيا محمياماشاءالله.رحم الله هذاالفذ رحمةواسعة .وأقيلوا لي يامعشر الإخوة الفضلاء ماحاولت فيه مسبقا ولم أوفق فيه،إلا أنه قدم لي مالم أكن أحظى به لو بصرت من أول وهلة،وشبعت في أقل مانهلة.ولازلت أنشط لعبرة سمعته من دكتور سوداني حقق نجاحا،وتفضل بنفع لأمته،قال لناعقب موقف ألم به:ياإخوتي الجميل في حياتي أنها مليئة بالإخفاقات. ومن تأمل في مرمى ماأراد تيقن حسن ما أفاد. والحمدلله أولا وأخيرا.
 
عودة
أعلى