يوسف السناري
New member
بسم الله والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد المبلغ عن ربه كلام ربه وعلى آل بيته وأصحابه الأطهار الأبرار.
أما بعد: فهذه سلسلة من خواطرقلم رصاص جاد الله به على صاحبه وأجرى مداده بإذنه سبحانه وتعالى والله أسأل أن يتقبله منه وأن يلهمني فيه رشده.
هو كإحساس رجل جاهلي النخوة، قرشي القبيلة إذا بُشّر بولدٍ وُلد لتِمام إلى أن يكبر هذا الولد فيصير شابًا يافعًا فيشدو من الشعر ما يشدو، فيباهي به هذا الجاهلي في مقامات الناس وأنديتهم.
حين يذحج (يرمى به) هذا المولود الصالح أكون أنا مسقط رأسه لا أحد يشهد معي مخاضه (وجع ولادته)، هو مخاض قلم رصاص وصاحبه، ولا أحد يسمع طلقه ونزغة الشيطان له إلا أنا.
حينما يستهل صارخًا أعاجله بالتكبير في أذنه وبسؤالي الله أن يكون من المخلصين له، وأن لا يكون للشيطان في حظه منه شيء.
كيف لا وهو ابني البكر!
وكل ُّكلام السّفرة في نظر بعضهم أبكار.
وإن من الكلام البكر لما يفتن صاحبه كما إن من الولد لما يفتن أباه.
فحقّ لصاحبه بأن يعق عنه حتى لا يعقه كلامه إذا هرم وكبر.
وحقّ لصاحبه بأن يعوّذه بالله حتى لا يُعان صاحبُه بأن يقول مثله فيما بعد.
وحق له بأن يُؤذن في أذنيه بالتكبير لله حتى يأذن الله لنجاة صاحبه.
وأي سعادة يسعد بها المرء حينما يلد قلمه أحرفا ليس فيها لغيره منها شيءٌ، لم يشرك قلمه فيها لأحد سواه، عند ذلك تكون هذه الأحرف خالصة لصاحبها مدى الدهر.
كيف لا! وهي التي كانت سببا في ترحم ودعاء الناس له حينما يطالعونها، فتسلّ دعوة من قارئها لا يستطيع دفعها عن نفسه ولا إيصالها إلا لصاحب كلامها الأول.
وإن القلم ليحزن، وإن الخاطر ليفجع إذا أماته صاحبه بثجِّه (الصبّ بكثرة) مدار غيره.
أما بعد: فهذه سلسلة من خواطرقلم رصاص جاد الله به على صاحبه وأجرى مداده بإذنه سبحانه وتعالى والله أسأل أن يتقبله منه وأن يلهمني فيه رشده.
[مرحلة إنشاء الأبكار]
ما فرحت بشيء مما أكتبُ أشدّ فرحًا من إنشاء عدة أسطر من وحي الخواطر ومن إلهام قلم رصاص قد أذِن اللهُ له بالحديث عن مكنون النفس، حينها أكون كأنما خاويتُ الزهراءَ وعققتُ لها بشاة وخاويتُ أخاه وعققتُ له بشاتين. هو كإحساس رجل جاهلي النخوة، قرشي القبيلة إذا بُشّر بولدٍ وُلد لتِمام إلى أن يكبر هذا الولد فيصير شابًا يافعًا فيشدو من الشعر ما يشدو، فيباهي به هذا الجاهلي في مقامات الناس وأنديتهم.
حين يذحج (يرمى به) هذا المولود الصالح أكون أنا مسقط رأسه لا أحد يشهد معي مخاضه (وجع ولادته)، هو مخاض قلم رصاص وصاحبه، ولا أحد يسمع طلقه ونزغة الشيطان له إلا أنا.
حينما يستهل صارخًا أعاجله بالتكبير في أذنه وبسؤالي الله أن يكون من المخلصين له، وأن لا يكون للشيطان في حظه منه شيء.
كيف لا وهو ابني البكر!
وكل ُّكلام السّفرة في نظر بعضهم أبكار.
وإن من الكلام البكر لما يفتن صاحبه كما إن من الولد لما يفتن أباه.
فحقّ لصاحبه بأن يعق عنه حتى لا يعقه كلامه إذا هرم وكبر.
وحقّ لصاحبه بأن يعوّذه بالله حتى لا يُعان صاحبُه بأن يقول مثله فيما بعد.
وحق له بأن يُؤذن في أذنيه بالتكبير لله حتى يأذن الله لنجاة صاحبه.
[مرحلة الاقتباس]
وحينما أقتبس من غيري وأكثر من ذلك هو نفسه إحساس الرجل الجاهلي إذا بشّر بالأنثى يمتعض إذا أكثرت بعلُه من ذلك ولم تلد له الرجال الأبكار، ويسود وجهه عند قَرَأَته وهو يعلم انتقاصهم له ومع هذا هو كظيم لا يستطيع أن يدفع عن نفسه نظرة الناظرين له ولكلامه.وأي سعادة يسعد بها المرء حينما يلد قلمه أحرفا ليس فيها لغيره منها شيءٌ، لم يشرك قلمه فيها لأحد سواه، عند ذلك تكون هذه الأحرف خالصة لصاحبها مدى الدهر.
كيف لا! وهي التي كانت سببا في ترحم ودعاء الناس له حينما يطالعونها، فتسلّ دعوة من قارئها لا يستطيع دفعها عن نفسه ولا إيصالها إلا لصاحب كلامها الأول.
وإن القلم ليحزن، وإن الخاطر ليفجع إذا أماته صاحبه بثجِّه (الصبّ بكثرة) مدار غيره.