سلسبيل
إذا كتبنا الآية التي سبقتها معها ربما قادنا ذلك إلى القول الصحيح فيها
قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ))
لاحظ أو لاحظي ---"الذين شقوا" تشمل نوعين هما--الكفار والعصاة---فكانت عقوبتهم جميعا الخلود في النار إلا العصاة من الموحدين فقد استثنتهم المشيئة من الخلود في النار---إذن سيخلد الإشقياء في النار إلا ما شاء ربك من العصاة أصحاب الكبائر فسيخرجون من النار بعد تلقيهم ما يستحقون من عذاب
قال إبن عطية في المحرر الوجيز
((إنما استثنى ما يلطف الله تعالى به للعصاة من المؤمنين في إخراجهم بعد مدة من النار، فيجيء قوله: { إلا ما شاء ربك } أي لقوم ما، وهذا قول قتادة والضحاك وأبي سنان وغيرهم، وعلى هذا فيكون قوله: { فأما الذين شقوا } عاماً في الكفرة والعصاة -