إلا المودة في القربى ـــ أين الدليل؟!

إنضم
29/04/2008
المشاركات
505
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
" قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" الشورى:23

يورد الشنقيطي رحمه الله أقولاً في تفسير قوله تعالى:"إلا المودة في القربى"، والذي يعنينا هنا القول الأول:
"الأول : ورواه الشعبي وغيره عن ابن عباس وبه قال مجاهد وقتادة وعكرمة وأبو مالك والسدي والضحاك وابن زيد وغيرهم كما نقله عنهم ابن جرير وغيره ، أن معنى الآية :" قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِي القربى "، أي إلا أن تودّوني في قرابتي التي بيني وبينكم ، فتكفوا عني أذاكم وتمنعوني من أذى الناس، كما تمنعون كل من بينكم وبينه مثل قرابتي منكم، وكان صلى الله عليه وسلم له في كل بطن من قريش رحم، فهذا الذي سألهم ليس بأجر على التبليغ لأنه مبذول لكل أحد ، لأن كل أحد يودّه أهل قرابته وينتصرون له من أذى الناس. وقد فعل له ذلك أبو طالب ولم يكن أجراً على التبليغ لأن لم يؤمن. وإذا كان لا يسأل أجراً إلا هذا الذي ليس بأجر تحقق أنه لا يسأل أجراً كقول النابغة :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
ومثل هذا يسميه البلاغيون تأكيد المدح بما يشبه الذم .
وهذا القول هو الصحيح في الآية ، واختاره ابن جرير ....." انتهى.
وهذا ما صح عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية الكريمة، بل هو الظاهر المتبادر. ومن المناسب أن نلفت الانتباه إلى أنه لم ترد لفظة القربى في القرآن الكريم إلا في هذه الآية؛ أعني أنّ ما ورد من صيغ هو: ذوي القربى، ذي القربى’ أولوا القربى، ذا قربى، أولي القربى. وهذا يؤكد التفسير الذي صح عن ابن عباس رضي الله عنه.
على الرغم من وضوح هذا الوجه فقد وجدنا من يتعسف في التفسير ليزعم أن ما يطلبه الرسول عليه السلام هو مودة أقربائه. ولن يُعدم المتعسف أن يجد في اللغة مداخل، وإن تعرّجت، ليصل إلى مبتغاه.
معلوم أن أقرباء الرسول عليه السلام قد مُنِعوا أخذ الزكاة، ولذلك حِكَم. ولم أجد في القرآن الكريم ما يشهد لأقرباء الرسول عليه السلام بتميّز. أما السنة فقد صح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بأهل بيته خيراً، ومعلوم أن أهل بيته هم المخالطون له عليه السلام في بيته، كأزواجه وأصهاره وأحفاده. وبموت هؤلاء لم يبق من أهل بيته أحد يمكن أن يزعم بعد سنين أنه من أهل بيت الرسول عليه السلام، وإن كان من أقربائه أو من ذريته. ولتقريب الفكرة نقول: نحن من ذرية آدم ولسنا من أهل بيته عليه السلام لأننا لم نره ولم نخالطه في بيته.
والآن ما أطلبه من الأخوة الكرام وأرجوه أن يسعفوني بدليل من القرآن الكريم أو السنة الشريفة يشير إلى مناقب أقرباء الرسول بصفتهم أقرباء. ولا أريد أدلة على مناقب بعض الصحابة ممن هم ينتسبون أو لا ينتسبون إلى الرسول عليه السلام. ولا يهمني هنا ما تقوله الشيعة من قريب أو بعيد، ولكنني أدهش من مزاعم لدى أهل السنة أبحث لها عن دليل نصّي، وأنا جاد في البحث ولا أبغي الجدل.
 
" والآن ما أطلبه من الأخوة الكرام وأرجوه أن يسعفوني بدليل من القرآن الكريم أو السنة الشريفة يشير إلى مناقب أقرباء الرسول بصفتهم أقرباء. ولا أريد أدلة على مناقب بعض الصحابة ممن هم ينتسبون أو لا ينتسبون إلى الرسول عليه السلام. ولا يهمني هنا ما تقوله الشيعة من قريب أو بعيد، ولكنني أدهش من مزاعم لدى أهل السنة أبحث لها عن دليل نصّي، وأنا جاد في البحث ولا أبغي الجدل.

من هم آل البيت؟

القولُ الصحيحُ في المرادِ بآل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ، وهم أزواجُه وذريَّتُه، وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلب، وهم بنُو هاشِم بن عبد مَناف.
ويدلُّ لدخول بنِي أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم في صحيحه (1072) عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أنَّه ذهب هو والفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يُولِّيهما على الصَّدقةِ ليُصيبَا مِن المال ما يتزوَّجان به، فقال لهما صلى الله عليه وسلم : ((إنَّ الصَّدقة لا تنبغي لآل محمد؛ إنَّما هي أوساخُ الناس))، ثمَّ أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس.

فأمَّا دخول أزواجه رضي الله عنهنَّ في آلِه صلى الله عليه وسلم ، فيدلُّ لذلك قول الله عزَّ وجلَّ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن ءَايَاتِ اللهِ وَالحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}.

فإنَّ هذه الآيةَ تدلُّ على دخولِهنَّ حتماً؛ لأنَّ سياقَ الآيات قبلها وبعدها خطابٌ لهنَّ، ولا يُنافي ذلك ما جاء في صحيح مسلم (2424) عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: ((خرج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غداةً وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شَعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثمَّ جاء الحُسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمةُ فأدخلها، ثمَّ جاء عليٌّ فأدخله، ثمَّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}))؛ لأنَّ الآيةَ دالَّةٌ على دخولِهنَّ؛ لكون الخطابِ في الآيات لهنَّ، ودخولُ عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم في الآيةِ دلَّت عليه السُّنَّةُ في هذا الحديث، وتخصيصُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأربعة رضي الله عنهم في هذا الحديث لا يدلُّ على قَصْرِ أهل بيته عليهم دون القرابات الأخرى، وإنَّما يدلُّ على أنَّهم مِن أخصِّ أقاربه.

• فتحريم الصدقة على آل محمد صلى الله عليه وسلم.

• وقول الله تعالى لنساء نبيه صلى الله عليه وسلم:


(وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32)) سورة الأحزاب

*والأمر بالصلاة عليهم في الصلاة:
وروى الإمام أحمد في مسنده (5/374) عن عبدالرزاق، عن مَعمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقول: ((اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما بارَكتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ))، قال ابن طاوس: وكان أبي يقول مثلَ ذلك.

والله اصطفى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس:

روى مسلمٌ في صحيحه (2276) عن واثلةَ بنِ الأسْقَع رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إنَّ اللهَ اصطفى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشاً من كِنَانَة، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم)).

• ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بأهل بيته:


وروى مسلم في صحيحه (2408) بإسناده عن يزيد بن حيَّان قال: ((انطلقتُ أنا وحُصين بن سَبْرة وعمر بنُ مسلم إلى زيد بنِ أرقم، فلمَّا جلسنا إليه، قال له حُصين: لقد لقيتَ ـ يا زيد! ـ خيراً كثيراً؛ رأيتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وسمعتَ حديثَه، وغزوتَ معه، وصلَّيتَ خلفه، لقد لقيتَ
يا زيدخيراً كثيراً، حدِّثْنا يا زيد! ما سَمعتَ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابنَ أخي! والله! لقد كَبِرَتْ
سِنِّي، وقَدُم عهدِي، ونسيتُ بعضَ الذي كنتُ أعِي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدَّثتُكم فاقبلوا، وما لا فلا تُكَلِّفونيه، ثمَّ قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماءٍ يُدعى خُمًّا، بين مكة والمدينة، فحمِد اللهَ وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: أمَّا بعد، ألا أيُّها الناس! فإنَّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسولُ ربِّي فأُجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثَقَلَيْن؛ أوَّلُهما كتاب الله، فيه الهُدى والنُّور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهلُ بَيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي، فقال له حُصين: ومَن أهلُ بيتِه يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيتِه؟ قال: نساؤه مِن أهل بيتِه، ولكن أهلُ بيتِه مَن حُرِم الصَّدقةُ بعده، قال: ومَن هم؟ قال: هم آلُ عليٍّ، وآلُ عَقيل، وآلُ جعفر، وآلُ عبَّاس، قال: كلُّ هؤلاء حُرِم الصَّدقة؟ قال: نعم!)).

*حديث: ((كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامةِ إلاَّ سبَبِي ونسبِي)).

أورده الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (2036) وعزاه إلى ابن عباس وعمر وابن عمر والمِسور بن مخرمة رضي الله عنهم، وذكر مَن خرَّجه عنهم، وقال: ((وجملةُ القول أنَّ الحديثَ بمجموع هذه الطرق صحيحٌ، والله أعلم)).
وفي بعض الطرق أنَّ هذا الحديث هو الذي جعل عمر رضي الله عنه يرغبُ في الزواج من أمِّ كلثوم بنت عليٍّ من فاطمة رضي الله عن الجميع.

• وموقف الصحابة من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
روى البخاري في صحيحه (3712) أنَّ أبا بكر رضي الله عنه قال لعليٍّ رضي الله عنه: ((والذي نفسي بيدِه لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أنْ أَصِلَ من قرابَتِي)).
وروى البخاريُّ في صحيحه أيضاً (3713) عن ابن عمر، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: ((ارقُبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته)).

قال الحافظ ابن حجر في شرحه: ((يخاطِبُ بذلك الناسَ ويوصيهم به، والمراقبةُ للشيء: المحافظةُ عليه، يقول: احفظوه فيهم، فلا تؤذوهم ولا تُسيئوا إليهم)).
وفي صحيح البخاري (3542) عن عُقبة بن الحارث رضي الله عنه قال: ((صلَّى أبو بكر رضي الله عنه العصرَ، ثم خرج يَمشي، فرأى الحسنَ يلعبُ مع الصِّبيان، فحمله على عاتقه، وقال:
بأبي شبيهٌ بالنبي لا شــبيــهٌ بعلي
وعليٌّ يضحك)).
قال الحافظ في شرحه: ((قوله: (بأبي): فيه حذفٌ تقديره أفديه بأبي))، وقال أيضاً: ((وفي الحديث فضلُ أبي بكر ومَحبَّتُه لقرابةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)).

عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما:
روى البخاري في صحيحه (1010)، و(3710) عن أنس رضي الله عنه: ((أنَّ عمر بن الخطاب كان إذا قُحِطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: اللَّهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنَّا نتوسَّلُ إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقِنا، قال: فيُسقَوْن)).
والمرادُ بتوسُّل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه التوسُّلُ بدعائه كما جاء مبيَّناً في بعض الروايات، وقد ذكرها الحافظ في شرح الحديث في كتاب الاستسقاء من فتح الباري.

واختيار عمر رضي الله عنه للعباس رضي الله عنه للتوسُّل بدعائه إنَّما هو لقرابتِه مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا قال رضي الله عنه في توسُّله: ((وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا))، ولم يقل: بالعباس. ومن المعلوم أنَّ عليًّا رضي الله عنه أفضلُ من العباس، وهو من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن العباس أقربُ، ولو كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُورَث عنه المال لكان العباس هو المقدَّم في ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ((أَلحِقوا الفرائض بأهلها، فما أبقتِ الفرائضُ فلأولَى رجل ذَكر))، أخرجه البخاري ومسلم.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لعمر عن عمِّه العباس: ((أمَا عَلِمتَ أنَّ عمَّ الرَّجلِ صِنْوُ أبيه)).

وفي تفسير ابن كثير لآيات الشورى: قال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله تعالى عنهما: ((والله لإِسلاَمُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطاب لو أسلَمَ؛ لأنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب))، وهو عند ابن سعد في الطبقات (4/22، 30).

وفي كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (1/446) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((أنَّ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه لَمَّا وضع ديوان العَطاءِ كتب الناسَ على قَدْرِ أنسابِهم، فبدأ بأقربِهم فأقربهم نسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلمَّا انقضت العربُ ذكر العَجَم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بَنِي أُميَّة ووَلَدِ العباس إلى أن تغيَّر الأمرُ بعد ذلك)).
وقال أيضاً (1/453): ((وانظر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين وضع الديوان، وقالوا له: يبدأ أميرُ المؤمنين بنفسِه، فقال: لا! ولكن ضَعُوا عمر حيث وضعه الله، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ مَن يليهِم، حتى جاءت نوْبَتُه في بَنِي عديٍّ، وهم متأخِّرون عن أكثر بطون قريش)).

وفي سير أعلام النبلاء للذهبي وتهذيب التهذيب لابن حجر في ترجمة العبَّاس: ((كان العبَّاسُ إذا مرَّ بعمر أو بعثمان، وهما راكبان، نزلاَ حتى يُجاوِزهما إجلالاً لعمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم)).

• وموقف أهل السنة والجماعة من آل البيت:

قال ابنُ تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية:
((ويُحبُّون (يعني أهل السُّنَّة والجماعة) أهلَ بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوَلَّوْنَهم، ويحفظون فيهم وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خُمّ: (أُذكِّرُكم الله في أهل بيتِي)، وقال أيضاً للعباس عمّه ـ وقد اشتكى إليه أنَّ بعضَ قريش يجفو بَنِي هاشم ـ فقال: (والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتَّى يُحبُّوكم لله ولقرابَتِي)، وقال: (إنَّ اللهَ اصطفى مِن بَنِي إسماعيل كِنانَةَ، واصطفى من كنَانَة قريشاً، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم)، ويتوَلَّون أزواجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّهات المؤمنين، ويؤمنون بأنَّهنَّ أزواجُه في الآخرة، خصوصاً خديجة رضي الله عنها، أمُّ أكثر أولاده، وأوَّل مَن آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصدِّيقة بنت الصدِّيق رضي الله عنها، التي قال فيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : (فضلُ عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام)، ويتبرَّؤون من طريقة الروافض الذين يُبغضون الصحابةَ ويَسبُّونَهم، وطريقةِ النَّواصب الذين يُؤذون أهلَ البيت بقول أو عمل)).

وقال أيضاً في الوصيَّة الكبرى كما في مجموع فتاواه (3/407 ـ 408): ((وكذلك آل بيت رسول الله  لهم من الحقوق ما يجب رعايتُها؛ فإنَّ الله جعل لهم حقًّا في الخمس والفيء، وأمر بالصلاةِ عليهم مع الصلاةِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لنا: (قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمد وعلى آل محمد كما بارَكتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ).

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
قال ابن كثير في تفسيره لآية الشورى بعد أن بيَّن أنَّ الصحيحَ تفسيرُها بأنَّ المرادَ بـ {القُرْبَى} بطونُ قريش، كما جاء ذلك في تفسير ابن عباس للآية في صحيح البخاري، قال رحمه الله: ((ولا نُنكرُ الوُصاةَ بأهل البيت والأمرَ بالإحسان إليهم واحترامِهم وإكرامِهم؛ فإنَّهم من ذريَّةٍ طاهرَةٍ، مِن أشرف بيتٍ وُجِد على وجه الأرض، فخراً وحسَباً ونَسَباً، ولا سيما إذا كانوا متَّبعين للسُّنَّة النَّبويَّة الصحيحة الواضحة الجليَّة، كما كان سلفُهم، كالعباس وبنيه، وعليٍّ وأهل بيته وذريَّتِه، رضي الله عنهم أجمعين)).
وبعد أن أورد أثرَين عن أبي بكر رضي الله عنه، وأثراً عن عمر رضي الله عنه في توقير أهل البيت وبيان علوِّ مكانتِهم، قال: ((فحالُ الشيخين رضي الله عنهما هو الواجبُ على كلِّ أحدٍ أن يكون كذلك، ولهذا كانا أفضلَ المؤمنين بعد النَّبيِّين والمرسَلين، رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة أجمعين)).

ألا يكفي هذا دلالة على منزلة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.


*الموضوع مستل من رسالة مختصرة في فضل آل البيت للشيخ عبد المحسن العباد.
 
الأخ الكريم حجازي،

شكراً لك على هذا النقل الطيب. ولي على بعض ما ورد ملاحظات:

1. إذا كان يُطلب من كل واحد فينا أن يحفظ أهل ود أبيه، فكيف لا يحفظ الصحابة رضوان الله عليهم قرابة الرسول عليه السلام؟! ومن هنا ليس هذا ما أطلب.
2. ما أورده الكاتب من حديث المسند من قول الرسول عليه السلام:"اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما بارَكتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ" : لا إشكال عندي في دعائه عليه السلام لأهل بيته وأزواجه، وإنما الإشكال في الدعاء للذرية. ووجه الاستشكال الآتي: هل استجاب الله تعالى لرسوله في ذريته؟! فإن قيل نعم، فيلزمنا إذن أن نعتقد بأن كل من ثبت أنه من ذرية الرسول عليه السلام لا بد أن يرحمه الله مهما فعل. وإذا كان كل من هو من ذرية إبراهيم عليه السلام قد رُحم وبُورك فأولى الناس بذلك كفرة بنو إسرائيل لأنهم من ذرية إبراهيم (كما باركت على).
3. أما قول الرسول عليه السلام:"إنَّ اللهَ اصطفى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشاً من كِنَانَة، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فواضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال:"فأنا خيار من خيار من خيار". ولكن هل يعني ذلك أن الاصطفاء يستمر إلى يوم القيامة حتى بعد بعثة الرسول عليه السلام؟!
4. أما حديث:"كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامةِ إلاَّ سبَبِي ونسبِي" فإذا صح فهل يصح تفسيره، وما معنى أن النسب غير منقطع؟ّ! هل يأتي الناس بأعمالهم ويأت آل البيت بأنسابهم؟! وإلا فما المعنى الحقيقي للحديث؟ ثم هل يجوز في الإسلام أن ننسب الرجل إلى أهل أمه؟
5. وقد صح حديث زيد بن أرقم، ولكن هل يصح فهمه لمعنى أهل البيت؟ وإذا صح فهمه، فما بالنا نجده يدخل نساء الرسول في مفهوم أهل البيت ثم يخرجهن في رواية أخرى للحديث؟! وفي رأينا بعد التحقق لا ترادف في الآتية: الأهل ، الآل، ذوي القربى.
 
الأخ الكريم حجازي،

شكراً لك على هذا النقل الطيب. ولي على بعض ما ورد ملاحظات:

1. إذا كان يُطلب من كل واحد فينا أن يحفظ أهل ود أبيه، فكيف لا يحفظ الصحابة رضوان الله عليهم قرابة الرسول عليه السلام؟! ومن هنا ليس هذا ما أطلب..

إذا ما الذي تلطب أخانا الكريم؟

2. ما أورده الكاتب من حديث المسند من قول الرسول عليه السلام:"اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما بارَكتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ" : لا إشكال عندي في دعائه عليه السلام لأهل بيته وأزواجه، وإنما الإشكال في الدعاء للذرية. ووجه الاستشكال الآتي: هل استجاب الله تعالى لرسوله في ذريته؟! فإن قيل نعم، فيلزمنا إذن أن نعتقد بأن كل من ثبت أنه من ذرية الرسول عليه السلام لا بد أن يرحمه الله مهما فعل. وإذا كان كل من هو من ذرية إبراهيم عليه السلام قد رُحم وبُورك فأولى الناس بذلك كفرة بنو إسرائيل لأنهم من ذرية إبراهيم (كما باركت على)..

هذا ليس دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم ،بل هو عبادة تعبدنا الله بها ، وهي تفسير قول الله تعالى :
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) سورة الأحزاب (56)

قال البخاري عند تفسير هذه الآية -: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، حدثنا أبي، عن مِسْعَر، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عُجْرَة قال: قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فَقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ فقال: "قولوا: اللهم، صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم، بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" .

أما الاستجابه للرسول صلى الله عليه وسلم فقد نالت شفاعته صلى الله عليه وسلم عمه أبي طالب فجعل في ضحضاح من نار.
فكيف بالمؤمنين من ذريته؟
وإذا كان الله وعد رسوله صلى الله عليه وسلم بأن لا يسوءه في أمته كما جاء في صحيح مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه:
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ
{ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي }
الْآيَةَ وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام
{ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ"

فهل تراه لا يسوءه في أمته ويسوءه في أهل بيته وذريته؟

3. أما قول الرسول عليه السلام:"إنَّ اللهَ اصطفى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشاً من كِنَانَة، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فواضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال:"فأنا خيار من خيار من خيار". ولكن هل يعني ذلك أن الاصطفاء يستمر إلى يوم القيامة حتى بعد بعثة الرسول عليه السلام؟!.

إذا كان الله اصطفى أولئك الذين اصطفى الرسول صلى الله عليه وسلم منهم ، فما بالك بالمؤمنين من ذرية ر سول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته؟

4. أما حديث:"كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامةِ إلاَّ سبَبِي ونسبِي" فإذا صح فهل يصح تفسيره، وما معنى أن النسب غير منقطع؟ّ! هل يأتي الناس بأعمالهم ويأت آل البيت بأنسابهم؟! وإلا فما المعنى الحقيقي للحديث؟ ثم هل يجوز في الإسلام أن ننسب الرجل إلى أهل أمه؟ .

أما معنى انقطاع النسب فهو أن النسب لا ينفع بدون الإيمان والعمل الصالح ، كما قال تعالى:
(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)) سورة المؤمنون

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأن النسب لا يغني عن العمل الصالح كما جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال:

" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ"

أما سببه صلى الله عليه وسلم وهو الإيمان والعمل الصالح ، ونسبه مع الإيمان والعمل الصالح فإنه لا ينقطع ولو ضعف العمل والأحاديث واضحة في ذلك.
وهذا من فضل الله العظيم على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم :
(.... وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) سورة النساء من الآية(113)
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) الضحى (5)

أما قولك:
يأتي الناس بأعمالهم ويأت آل البيت بأنسابهم؟!
فلم يقل أحد أن أنساب آل البيت تنفعهم دون الإيمان والعمل الصالح.
ولكن نقول إن نسبهم ينفعهم مع الإيمان والعمل الصالح وهذا معنى الحديث.

أما قولك:
هل يجوز أن ينسب الرجل إلى أهل أمة ؟
نقول الرجل ينسب إلى أبيه.
ولكن ابن البنت يقال له ابن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن رضي الله عنه إن ابني هذا سيد.
وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم من بينهم الحديث.

5. وقد صح حديث زيد بن أرقم، ولكن هل يصح فهمه لمعنى أهل البيت؟ وإذا صح فهمه، فما بالنا نجده يدخل نساء الرسول في مفهوم أهل البيت ثم يخرجهن في رواية أخرى للحديث؟! وفي رأينا بعد التحقق لا ترادف في الآتية: الأهل ، الآل، ذوي القربى.

أما هذه الفقرة الأخيرة فننتظر تحقيقك فيها.

وفق الله الجميع لما يحب وبرضى.
 
الأخ الكريم حجازي،

أقصد بكل ما طرحته أن يتنبه المسلمون إلى ضرورة الإنسجام في اعتقادهم وأحكامهم وأن لا يتناقضوا. وإسهاماً مني في ذلك أقدم لك هذه الملاحظات على ما ورد في مداخلتك:
1. " والذين آمنوا واتّبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم". فأين الدليل النصي الذي يخص المؤمنين من أقرباء الرسول عليه السلام ويميّزهم على باقي أهل الإيمان.
2. نحن في الصلاة نصلي على من آل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم باعتقاد وتابعية. لأن الآل هم من يؤولون بنسب أو اعتقاد أو تابعية. والنسب هنا غير مراد، كما أن آل إبراهيم عليه السلام هم من آلوا إليه باعتقاد وتابعية. والنسب غير مراد حتماً لما نعلم من انحراف بني إسرائيل.. وما نقوله في تفسير آل محمد هنا هو ما يقوله كبار علماء.
3. أبو طالب في ضحضاح ليس لقرابته ولكن لبلائه في الدفاع عن الرسول عليه السلام، أما أبو لهب فما أغنت عنه القرابة شيئاً.
4. قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فيقصد به الخيرية بالمجمل، والرسول عليه السلام يقول:" خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". وهنا نسأل: أين عبد الله، وأين عبد المطلب، في رأي أهل السنة؟!
5. لا نشك لحظة أن ابن البنت هو ابن وهو من الذرية، ولكنه لا ينسب إلى أهل أمه. ومعلوم أن الرسول عليه السلام لم يترك أبناءً حتى ينتسب إليه أحد. وفقط فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وإبراهيم والقاسم وعبد الله هم من ينتسب إلى الرسول عليه السلام.
6. جاء في البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: لما أُنْزِلَتْ هذه الآية: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فاجتمعوا. فَعَمَّ و خَصَّ فقال: "يا بني كعبِ بن لؤَيٍّ، أنقذوا أنفسَكم من النار. يا بني مُرَّةَ بن كعبٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبدِ شمسٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد مَنَافٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار. فإني لا أملك لكم من الله شيئاً. غير أن لكم رَحِماً سأبُلُّها ببَلالِها". أي أصلها بصلتها.
 
الأخ الكريم حجازي،

أقصد بكل ما طرحته أن يتنبه المسلمون إلى ضرورة الإنسجام في اعتقادهم وأحكامهم وأن لا يتناقضوا. وإسهاماً مني في ذلك أقدم لك هذه الملاحظات على ما ورد في مداخلتك:
1. " والذين آمنوا واتّبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم". فأين الدليل النصي الذي يخص المؤمنين من أقرباء الرسول عليه السلام ويميّزهم على باقي أهل الإيمان.
.

يخصهم في ماذا؟

الله خص آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصائص وقد رأيت النصوص في ذلك . فما علاقة آية الطور بالموضوع؟

2. نحن في الصلاة نصلي على من آل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم باعتقاد وتابعية. لأن الآل هم من يؤولون بنسب أو اعتقاد أو تابعية. والنسب هنا غير مراد، كما أن آل إبراهيم عليه السلام هم من آلوا إليه باعتقاد وتابعية. والنسب غير مراد حتماً لما نعلم من انحراف بني إسرائيل.. وما نقوله في تفسير آل محمد هنا هو ما يقوله كبار علماء..

إذا سلمنا أن آل محمد صلى الله عليه وسلم هم أتباعه المؤمنون به ، فلا يزال أهل بيته لهم منزلتهم الخاصة والآحاديث واضحة في ذلك.

3. أبو طالب في ضحضاح ليس لقرابته ولكن لبلائه في الدفاع عن الرسول عليه السلام، أما أبو لهب فما أغنت عنه القرابة شيئاً..

أبو طالب في ضحضاح لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والحديث واضح في هذا.

4. قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فيقصد به الخيرية بالمجمل، والرسول عليه السلام يقول:" خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". وهنا نسأل: أين عبد الله، وأين عبد المطلب، في رأي أهل السنة؟!.

إذا اصطفاهم لما فيهم من الخير وأخرج النبي صلى الله عليهم من أصلابهم ، فكيف بالمؤمنين منهم من صلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وردت النصوص في فضلهم وما خصهم الله به من الكرامة إكراما لرسوله صلى الله عليه وسلم ؟
فما هو المشكل في الأمر؟


5. لا نشك لحظة أن ابن البنت هو ابن وهو من الذرية، ولكنه لا ينسب إلى أهل أمه. ومعلوم أن الرسول عليه السلام لم يترك أبناءً حتى ينتسب إليه أحد. وفقط فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وإبراهيم والقاسم وعبد الله هم من ينتسب إلى الرسول عليه السلام..

لا أدري إلى اي شيء ترمي من وراء هذا الكلام!!
ذرية الحسن والحسين ينتسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الأم وهم بعض آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلحق بههم من ورد في :

القولُ الصحيحُ في المرادِ بآل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ، وهم أزواجُه وذريَّتُه، وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلب، وهم بنُو هاشِم بن عبد مَناف.
ويدلُّ لدخول بنِي أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم في صحيحه (1072) عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أنَّه ذهب هو والفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يُولِّيهما على الصَّدقةِ ليُصيبَا مِن المال ما يتزوَّجان به، فقال لهما صلى الله عليه وسلم : ((إنَّ الصَّدقة لا تنبغي لآل محمد؛ إنَّما هي أوساخُ الناس))، ثمَّ أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس."

فما أدري ما هو الإشكال عندك!؟

6. جاء في البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: لما أُنْزِلَتْ هذه الآية: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فاجتمعوا. فَعَمَّ و خَصَّ فقال: "يا بني كعبِ بن لؤَيٍّ، أنقذوا أنفسَكم من النار. يا بني مُرَّةَ بن كعبٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبدِ شمسٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد مَنَافٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار. فإني لا أملك لكم من الله شيئاً. غير أن لكم رَحِماً سأبُلُّها ببَلالِها". أي أصلها بصلتها.

وهذا لا إشكال فيه؛ فبدون الإيمان وشهادة الحق لن يغني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، ولكن بعد إيمانهم خصهم الله بما شاء من فضله فما هو المشكل؟
 
عودة
أعلى