إعجاز قرآني تجريبي، لا جدال ولا مكابرة...

أبو عبد المعز

Active member
إنضم
20/04/2003
المشاركات
588
مستوى التفاعل
25
النقاط
28
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [هود : 48]
إعجاز حقيقي في جزء من آية بل في جزء من جملة :
أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ
كم عدد أصوات "الميم" في هذا الجزء من العبارة ؟
فأما ذو الخبرة المتوسطة في الصواتة العربية سيجيب بدون طول تأمل :
هي ثمان "ميمات"
وأما من دونه فسيخلص إلى العدد ذاته ، من بعد تلقينه وتطبيقه لثلاث قواعد وجوبية في صواتة لغة العرب:
القاعدة الأولى:
التنوين "نون" (مصطلح التنوين – في تقديري - من أوهى مصطلحات أهل النحو ،لأن صيغة "تفعيل" قد توهم بأن النون من إنشاء المتكلم ومتوقفة عليه كما هو الشأن في "التنغيم" و"الترتيل" و"الترقيق"......لكن النون هنا من الملفوظ لا من التلفظ فهي صوت حقيقي لا يختلف عن الأصوات المجاورة له ولا عبرة بالخط )
القاعدة الثانية:
الحرف المشدد ينحل إلى صوتين من نوع واحد أولهما ساكن.
القاعدة الثالثة:
النون الساكنة إذا جاء بعدها "ميم" متحركة هي بداية كلمة أخرى تقلب ميما ثم تدغم في الموالية وهي قاعدة على الوجوب مطلقا...
مما رزقناهم ينفقون أصلها : من ما رزقناهم
عم يتساءلون أصلها : عن ما يتساءلون
إما يبلغن عندك الكبر أصلها: إن ما يبلغن...
والمعربون لا يعتبرون الخط: ف "مما" حرف جر واسم موصول في محل جر، "عم" حرفان حرف جر وحرف استفهام،"إما"
حرف شرط و ما زائدة.......
بعد تقرير هذه القواعد نرتل عبارة القرآن وفق مقتضياتها:
أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ
أمَمِن مِن مَن معك
هي خمس ميمات وثلاث نونات....ولما كانت النونات ساكنة بعدها ميمات متحركة قلبت وجوبا ميمات ثم أدغمت فكانت المعجزة!!!
متوالية صوتية من ثمان ميمات ،لا فاصل بينها، لها معنى ...!!

أممممممممعكّ!!!
باأيها الإنسي استعن بأخيك الجني ،واتحفانا بمتوالية صوتية ثمانية دالةـ واختارا أي صوت في أية لغة من لغات الجنة والناس...
والله العظيم لن تستطيعا....فالمسألة تجريبية عملية وليست نظرية ينجيكما فيها التلاعب بالكلام والاختباء خلف الفروض والدعاوى الفلسفية الفارغة ،كما هي دندنة المجادلين بالباطل في كل العصور والأمصار!!
إن كنت عربيا فلغتك فيها 28 من الصوامت والصوائت فقط...فخذ أي صامت من الصوامت وكرره ثمان مرات مع ما شئت من الصوائت (أي الحركات) فهل ستحصل على عبارة ذات معنى؟
ابدأ بالهمزة : أإآأأآإأ
إلى أن تختم بالياء:ٍيَيايييوييّ
نعيق إلى يوم يبعثون!!!
 
...ثم عثرت – في ذا السياق نفسه – على فريدة تركيبية قرآنية :
ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [مريم : 2]
"جملة" من الإبداع بمكان لأنها قد تمحضت للاسمية مطلقا:
فههنا سبعة أسماء (بل ثمانية!) متعالقة لتركيب جملة لا فعل خلالها ولا حرف !
فمن الاسماء الظاهرة خمسة : ذكر،رحمة،رب ،عبد،زكرياء
ومن الاسماء المضمرة اثنان: الكاف والهاء...
فإن قلت :تلك سبعة كاملة ،فأين الثامن المزعوم؟
قلت: هو الاسم المقدر حسبما تقتضيه الصناعة النحوية ،فالجملة القرآنية اسمية يحتاج "الخبر" فيها إلى مبتدإ محذوف، لا مناص من تقديره على نحو : [هذا] ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا...والله أعلم.
ألا فاعجب لآية هي جملة خلت من الفعل والحرف لكنها اشتملت على كل أنواع الاسم التي تعرفها العربية:
الظاهر، فالمضمر، ثم المقدر!!!
 
حنانيكَ أخي الكريم
ليس بهذا الكلام العاطفي ننافح عن إعجاز القرآن الكريم، فلقائلٍ أن يقول:
"قلتُ لِذِي لَـمَمٍ: مِّمَّ مُـمَاراتُك في نزواتِك؟"
وهذه جملة واحدة على البديهة لم أتعنَّ لها طويلًا، ولو تكلَّفتُ قليلًا لثنيّتها وثلّثتها، ولا يبعد احتمال إمكانية الزيادة على ثمانية أصوات. فهل هذا سيجعل عبارتي معجزة؟!
فإن قلتَ: إنما قصدتُّ صوتًا غير الميم، قلتُ لك: هذا تحكُّم لا يخفى على مُنصِفٍ.
والخلاصة: (وعلى أمم ممن معك) فيها من وجوه الائتلاف الصوتي والمعنوي ما لا يُنكره أحد، وإن تصدَّى لها باحث خريت لجاء منها بمقال لطيف، ولكن بيانه لا يكون بهذه الطريقة. والله أعلم.
 
قد كتب فيها العلامة الجليل محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله مقالةً قديمة منشورةً في مجلة كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تقريباً سنة 1978م أو ما يقاربها.
 
قد كتب فيها العلامة الجليل محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله مقالةً قديمة منشورةً في مجلة كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تقريباً سنة 1978م أو ما يقاربها.
بحثتُ عن المجلة على الشبكة؛ فلم أجدها - للأسف - في حدود بحثي، وإنما الموجود مجلة العلوم العربية ومتاح منها للتحميل العدد التاسع الصادر بتاريخ شوال 1429، فما بعده.
ولعلَّ مقالات العلَّامة عضيمة - رحمه الله - حقيقة أن تُجمع في مؤلَّف.
 
...ثم عثرت – في ذا السياق نفسه – على فريدة تركيبية قرآنية :
ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [مريم : 2]
"جملة" من الإبداع بمكان لأنها قد تمحضت للاسمية مطلقا:
فههنا سبعة أسماء (بل ثمانية!) متعالقة لتركيب جملة لا فعل خلالها ولا حرف !
فمن الاسماء الظاهرة خمسة : ذكر،رحمة،رب ،عبد،زكرياء
ومن الاسماء المضمرة اثنان: الكاف والهاء...
فإن قلت :تلك سبعة كاملة ،فأين الثامن المزعوم؟
قلت: هو الاسم المقدر حسبما تقتضيه الصناعة النحوية ،فالجملة القرآنية اسمية يحتاج "الخبر" فيها إلى مبتدإ محذوف، لا مناص من تقديره على نحو : [هذا] ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا...والله أعلم.
ألا فاعجب لآية هي جملة خلت من الفعل والحرف لكنها اشتملت على كل أنواع الاسم التي تعرفها العربية:
الظاهر، فالمضمر، ثم المقدر!!!

بارك الله فيك ونفع بك .
سبحان الله كم في هذا الكتاب الكريم من أسرار ...
 
عودة
أعلى