إعجاز سورة الكوثر...

أبو عبد المعز

Active member
إنضم
20/04/2003
المشاركات
596
مستوى التفاعل
25
النقاط
28
اين الاعجاز في سورة الكوثر....؟
لماذا لا يستطيع الثقلان ان يأتوا بمثل هذه الكلمات العشر....؟
قال ربنا عز وجل: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (23) سورة البقرة.
و" الكوثر"....سورة باجماع.....فلا بد ان يكون الاتيان بمثلها فوق طاقة الانس والجن....ولكن لماذا....؟
هذا السؤال واشباهه....لا يفتأ يتردد على خاطري...فأجد نفسي فى موقف عجيب...:
يقين مطلق في وجود الاعجاز...وعجز عن ادراكه في الآن ذاته... !!

.......ثم كان ان فتح الله الكريم..علي..بشذرات مما هو كامن في هذه السورة المعجزة....:

(انا اعطينك الكوثر. فصل لربك وانحر. ان شانءك هو الابتر.)
هي عشر كلمات...فقط..ولكنها كادت ان تحتوي اللغة العربية كلها...هنا موطن الاعجاز..
وقبل ذكر التفاصيل..نستهل بملاحظة هذه الانساق العددية......وقصدي من ذلك...تنبيه الاذهان الى ان سورة الكوثر..ليست عادية :

كلمات السورة 10 كلمات....
الآية الاولى....مؤلفة من 10 حروف...(غير المكررة):ا--ن--ع--ط--ي--ك--ل--و--ث--ر.
الآية الثانية...مؤلفة من 10 حروف ايضا:ف--ص--ل--ر--ب--ك--و--ا--ن--ح.
الآية الثالثة...مؤلفة من 10 حروف أيضا:ا--ن--ش-ك--ه--و--ل--ب--ت--ر.
ونختم هذه العشريات....بالاشارة الى ان عدد الحروف التى..لم تتكرر..الا مرة واحدة..هي ايضا 10 حروف:ع--ط--ي--ث--ف--ص--ح--ش--ه--ت.(هل هي الصدفة؟ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم اميا؟)

والآن........كيف كادت السورة تحتوى اللغة العربية.....:؟؟

لنتأمل الضمائر:

فى اللغة العربية...انواع كثيرة من الضمائر..ولكن هل تصدق ان هذه السورة القصيرة جدا..(10 كلمات)قد اشتملت على كل انواع الضمائر:
يقسم اهل اللغة الضمائر بحسب اعتبارات شتى......:
باعتبار الظهور والاستتار.....فيميزون بين الضمائر البارزة...والضمائر المستترة...وفى سورة الكوثر النوعان:
ضمير مستتر فى فعل الامر(انحر)
ضمير بارزفى (اعطينك).....
باعتبار الاتصال والانفصال.....فيميزون بين الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة......وفي سورة الكوثر النوعان:
ضمير متصل فى (اعطينك)
ضمير منفصل.في (هو الابتر)
باعتبار المحل الاعرابي......فبعضها فى محل رفع ..وبعضها فى محل نصب..وبعضها فى محل جر...وفى سورة الكوثر....ضمير فى محل رفع (نا)فاعل (اعطيناك)
ضمير فى محل نصب.(ك)مفعول (اعطيناك)
ضمير في محل جر.(ك)مجرور(رب)
باعتبار العدد..ورد فى السورة...الضمير المفرد..(ك)وضمير الجمع(نا)
باعتبار الخطاب...جاء فى سورة الكوثر..ضمير المتكلم(نا) ...وضمير المخاطب (ك)..وضمير الغائب (هو)


لنتأمل الافعال :

ليس فى سورة الكوثر الا ثلاثة افعال.....(أعطى) و(صلى) و(نحر)..ولكنه تستحضر......عدة انواع:
الافعال الصحيحة....مثلتها(نحر)
الافعال المعتلة.....مثلتها(صلى)
الافعال المجردة....مثلتها(نحر)
الافعال المزيدة مثلتها(اعطى)
الافعال المزيدة.....تصاغ اما بزيادة حرف ...واما بتضعيف حرف......(أعطى)نموذج للأول..(صلى)نموذج للثاني......
وبالنظر الى اللزوم والتعدي....(صلى) تحتمل اللزوم......(نحر)تتعدى الى مفعول واحد..(اعطى)تتعدى الى اكثر من مفعول...

لنتأمل الاسماء:

نلاحظ ذلك التناسق الجميل......بين ما دل على الذات العلية...وما دل على النبي صلى الله عليه وسلم...:
ثلاث كلمات..احالت على الرب عز وجل.......وهي:(نا)المتصلة بالناسخ (ان)...و(نا)المتصلة بالفعل (اعطى) و(رب)....ثم نلاحظ.....محل النصب....اولا...ومحل الرفع ثانيا....ثم المجرور.....

ثلاث كلمات...اشارت الى المصطفى صلى الله عليه وسلم.....(ك) اعطيناك....(ك) ربك..... (ك) شانئك....
ولو اعتبرنا الضمير المستتر فى (صل) و (انحر)..لحصلنا على الحالات الاعرابية الثلاث....الكاف المنصوبة....فى اعطيناك..... والمرفوع فى (صل)....والمجرور فى ربك...(لاحظ الترتيب)..

لنتأمل الجمل:

(انا اعطيناك الكوثر)جملة خبرية.....
(فصل لربك) جملة انشائية...............فاستوعبت السورة الاسلوبين

(فصل لربك ) جملة فعلية
(ان شانئك هو الابتر)جملة اسمية......فاستوعبت السورة النوعين......

(فصل لربك) جملة بسيطة....
(ان شانئك هو الابتر)جملة مركبة...فاستوعبت السورة الشكلين...
[يقصد بالجملة البسيطة....ذات الاسناد الوحيد....ويقصد بالجملة المركبة ذات الاسناد المتعدد..ففي جملة (ان شانئك هو الابتر) اسنادان ..... شانئك... مسند اليه(مبتدأ اسم ان) و ...هو الابتر...مسند اليه (خبر)..لكن هذا المسند اليه نفسه...جملة أخرى...فيها اسناد....الابتر الى الضمير ..هو..قال أبو البقاء العكبري-رحمه الله-فى "التبيان":"هو"مبتدأ...أو توكيد...أو فصل.....
ومعنى ذلك...ان جملة...(ان شانئك هو الابتر) بسيطة باعتبار.....ومركبة باعتبار آخر....]
وبالنظر الى العلاقة بين الجمل....احتوت السورة على العلاقتين الممكنتين : الوصل ......والفصل..
الفصل...بين جملة (انحر)والتي تليها(ان شانئك...)
الوصل ..بين جملة (انحر)والتي سبقتها.....

كل هذا...والسورة كلماتها معدودة على رؤوس الاصابع.......
كل هذا.... ما ظهر لي..أما ما خفي فهو أعظم وأعظم....

لاحظتم انني اعتمدت منهجا ....وصفيا...يقوم على التصنيف بحسب المقولات الصرفية.والنحوية....ولم اتعرض للمعاني...فلعل الله.....ييسر لي فرصة أخرى....للبحث من هذه الجهة....لكنني متيقن...ان هناك اعجازا باهرا....ينتظر من يكشف بعضه للناس...
وصلى الله على محمد...وعلى آله وصحبه....
 
بمناسبة الإعجاز في السورة ، قرأت هذه المعارضة الطريفة لسورة الكوثر :
(( إنا أعطيناك اللحاح * فصل لربك و ارتاح * إن شانئك هو العجل النطاح )) .
 
جزاك الله خيرا يا دكتور هشام وهم يفضحون انفسهم بما تخطه ايديهم !!
 
من اوجه البلاغة في سورة الكوثر

من اوجه البلاغة في سورة الكوثر

1- سبب نزول هذه السورة معروف و هو وصف احد المشركين رسول الله بانه ابتر قاصدا بذلك ان ذكره سينقعطع بعد وفاته .. فجاءت الاية الكريمة " انا اعطيناك الكوثر"

الكوثر اسم يراد به الكثرة .. يقول سيد قطب في ظلال القران

"والكوثر صيغة من الكثرة.. وهو مطلق غير محدود. يشير إلى عكس المعنى الذي أطلقه هؤلاء السفهاء.. إنا أعطيناك ما هو كثر فائض غزير. غير ممنوع ولا مبتور.. فإذا أراد أحد أن يتتبع هذا الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه فهو واجده حيثما نظر أو تصور هو واجده في النبوة. في هذا الاتصال بالحق الكبير، والوجود الكبير. الوجود الذي لا وجود غيره ولا شيء في الحقيقة سواه. وماذا فقد من وجد الله؟ وهو واجده في هذا القرآن الذي نزل عليه. وسورة واحدة منه كوثر لا نهاية لكثرته، وينبوع ثر لا نهاية لفيضه وغزارته! وهو واجده في الملأ الأعلى الذي يصلي عليه، ويصلي على من يصلي عليه في الأرض، حيث يقترن اسمه باسم الله في الأرض والسماء.وهو واجده في سنته الممتدة على مدار القرون، في أرجاء الأرض. وفي الملايين بعد الملايين السائرة على أثره، وملايين الملايين من الألسنة والشفاه الهاتفة باسمه، وملايين الملايين من القلوب المحبة لسيرته وذكراه إلى يوم القيامة. "

و الكوثر ايضا اسم للنهر الذي يكون لرسول الله صلى الله عليه و سلم في الجنة ... و الان ما مصير الملايين بعد الملايين من المسلمين السائرين على درب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ترد عليه في الحوض يوم القيامة قبل الدخول الى جنات النعيم ..
و في هذا تلاحض التناسق البديع فهذا الكوثر من المسلمين يلتقون بين يدي رسول الله يوم القيامة عند الحوض الذي ذكر بعض العلماء ان مصدره ذلك النهر ( الكوثر)

http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=58851&Option=FatwaId



2- فصل لربك و انحر:
بعد الاشارة الى عظيم نعمة الله سبحانه و تعالى على رسوله محمد عليه الصلاة و السلام يأمر الله سبحانه و تعالى عبده بان يصلي و في الصلاة يتجلى التواضع في اسمى معانيه فناسب الامر بالصلاة بعد ذكر نعم الله سبحانه و تعالى على نبيه ... و يروى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه عندما دخل مكة في عام الفتح دخلها متواضعا خافضا لرأسه حتى كادت ان تلامس عنق دابته ..

و بعد الامر بالصلاة انتقل الخطاب القراني الى النحر .. و كلاهما عبادتنان لله تعالى .. يفترض في الصلاة ان تكون باتجاه القبلة و يستحب عند النحر توجيه الاضحية للقبلة ..و كما ان الصلاة معلم للتواضع فالنحر اشارة لشكر نعم الله سبحانه و تعالى ...و في ( النحر ) رابطة بيانية بديعة مع خاتمة السورة ..


3- ان شانئك هو الأبتر:
لاحظ التناسق اللطيف بين النحر و البتر .. و في اضافة كلمة هو الى هذه العبارة اشارة الى التخصيص فيكون معنى الاية ان شانئك ابتر و لست انت يا محمد فجاءت كلمة هو لتجمل هذا المعنى ..

(ذكر السهيلي في الروض الانف الكثير من هذه الفوائد)
 
شكرا للأخ عبد الله حسن...وأضيف الى اضافاتك...أمرا ...وهو ان الله تعالى لم يعط لنبيه الكريم....الكوثر فقط..بل اعطاه مناسبة لأعظم عبادة....هي عبادة الشكر..تلك العبادة التي قل من قام بها...."وقليل من عبادي الشكور"والسر كامن فى اعتماد صيغة الماضي فى قوله "اعطيناك"....وربط ذلك بالفاء..."فصل"....فكأن المعنى....ان العطاء تم....فاشكر ربك ...وهذا المعنى ...قد يختفي لو قال...".سأعطيك الكوثر.....فصل..."لأن العبادة حينئذ قد تنزل من مقام الشكر الى مقام السؤال والطمع....
 
محاولة جميلة لإظهار الإبداع البياني في سورة الكوثر. وهي محاولة مبنية على التسليم بمعنى معين للإعجاز، كما تنطلق هذه المحاولة من قضية التدرج في التحدي.

بمناسبة الإعجاز في السورة ، قرأت هذه المعارضة الطريفة لسورة الكوثر :
(( إنا أعطيناك اللحاح * فصل لربك و ارتاح * إن شانئك هو العجل النطاح )) .
وتشبهها هذه المعارضة:
إنا أعطيناك الأَنفس * فزك لربك وانعس * إن مبغضك هو الأخنس*

علق د. عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني على المحاولة الأولى في كتابه خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية:
يقول بعضهم: " إنا أعطيناك اللحاح. فصل لربك وارتاح. إن شانئك هو العجل النطاح ". وهذا قول ساقط لا يستحق الحروف التي كتب بها. ولا المساحة التي يشغلها من رقعة ورق بالية. وهو مع سقوطه هذا يبدو عليه أثر السرقة والتقليد. لأن العارِض عمد إلى النص القرآني نفسه وجاء به رافعاً منه ثلاث كلمات، واضعاً موضعها أربع كلمات تميل إلى السقوط والابتذال والغثاثة.
رفع " الكوثر " ووضع موضعها " اللحاح "، ورفع " وانحر " ووضع موضعها " وارتاح " وفيها خطأ ظاهر ( إذ الصواب: وارتح.) . ورفع " الأبتر " ووضع موضعها " العجل النُطاح ". فما الذي أتى به من عنده إذن. سوى السيئ والقبيح. ليقارن الذوق وليحكم بما يرى!

والخلاصة: أن التسليم بورود المعارضات يخدم قضية الإعجاز ولا ينال منها ولو تابعنا الذين قالوا بنفيها ووضع ما ورد منها لكان في ذلك حُجة للذين قالوا إن الله صرف دواعى العرب إلى المعارضة، فلم يعارضوا في كثير ولا قليل. بدليل أن: المعارضات لم تصح نسبتها إليهم.

إشكالية "السرقة والتقليد" نتيجة عدم فهم المماثلة. في سورة البقرة الآية 118 جمع الله بين المماثلة والمشابهة: تشابهت القلوب وتماثلت الأقوال. وفي نفس السورة الآية 194 قال الله تعالى {بمثل ما اعتدى عليكم} ولم يقل "بما اعتدى عليكم" لأن المشابهة في الإعتداء قد تؤدي إلى مخالفة صريحة.
 
محاولة جميلة لإظهار الإبداع البياني في سورة الكوثر. وهي محاولة مبنية على التسليم بمعنى معين للإعجاز، كما تنطلق هذه المحاولة من قضية التدرج في التحدي.

بمناسبة الإعجاز في السورة ، قرأت هذه المعارضة الطريفة لسورة الكوثر :
(( إنا أعطيناك اللحاح * فصل لربك و ارتاح * إن شانئك هو العجل النطاح )) .
وتشبهها هذه المعارضة:
إنا أعطيناك الأَنفس * فزك لربك وانعس * إن مبغضك هو الأخنس*

علق د. عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني على المحاولة الأولى في كتابه خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية:
يقول بعضهم: " إنا أعطيناك اللحاح. فصل لربك وارتاح. إن شانئك هو العجل النطاح ". وهذا قول ساقط لا يستحق الحروف التي كتب بها. ولا المساحة التي يشغلها من رقعة ورق بالية. وهو مع سقوطه هذا يبدو عليه أثر السرقة والتقليد. لأن العارِض عمد إلى النص القرآني نفسه وجاء به رافعاً منه ثلاث كلمات، واضعاً موضعها أربع كلمات تميل إلى السقوط والابتذال والغثاثة.
رفع " الكوثر " ووضع موضعها " اللحاح "، ورفع " وانحر " ووضع موضعها " وارتاح " وفيها خطأ ظاهر ( إذ الصواب: وارتح.) . ورفع " الأبتر " ووضع موضعها " العجل النُطاح ". فما الذي أتى به من عنده إذن. سوى السيئ والقبيح. ليقارن الذوق وليحكم بما يرى!

والخلاصة: أن التسليم بورود المعارضات يخدم قضية الإعجاز ولا ينال منها ولو تابعنا الذين قالوا بنفيها ووضع ما ورد منها لكان في ذلك حُجة للذين قالوا إن الله صرف دواعى العرب إلى المعارضة، فلم يعارضوا في كثير ولا قليل. بدليل أن: المعارضات لم تصح نسبتها إليهم.

إشكالية "السرقة والتقليد" نتيجة عدم فهم المماثلة. في سورة البقرة الآية 118 جمع الله بين المماثلة والمشابهة: تشابهت القلوب وتماثلت الأقوال. وفي نفس السورة الآية 194 قال الله تعالى {بمثل ما اعتدى عليكم} ولم يقل "بما اعتدى عليكم" لأن المشابهة في الإعتداء قد تؤدي إلى مخالفة صريحة، بعكس المماثلة.

http://vb.tafsir.net/tafsir3341/#.VMMwWyyBrc4
 
عودة
أعلى