بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب عبد الله جلغوم.. أقسم أنه يفيدني كثيرا ما تكتب في ابحاثك..
اما انت أخي أبو الحسنات الدمشقي .. ما هكدا تهدى الحسنات سيدي.. سأقول لك كلام الأخ المسلم لأخيه المسلم.. كلام الابن لابنه.. كلام الصغير لكبير يجله و يحبه.. و أعلم أنك أكبر مني قدرا و عمرا و علما.. غير أني ربما أنصحك فأصيب بنصحي ما لم تصبه أنت بعلمك.. و حسبي ان ادكرك غزوة الخندق و فكر سلمان الفارسي رضي الله عنه حتى يطيب خاطرك إلي.. فلعلك تأنف سماعي إدا علمت صغري في عينك.. أقول لك أخي ما هدا قول من يريد أن يتعلم.. و أن يفهم و حسبك مثلا النبي موسى عليه السلام و هو النبي كيف كان أمره مع الخضر..
أحسن الله إليك .
ليس في الحوار العلمي شيء اسمه كبير وصغير ، وإنما هي الحجة تقارع الحجة .
مع أن كلامك كله في الحواشي ، ولم يكن ردك علي في صُلبِ ما ذكرتُه ، ومع ذلك سأتعقب كلامك .
على هدا ما أظن أنك فهت شيئا أخي الحبيب
أخبرني بمعلومة واحدة بنيت على قول الكاتب : " مجموع أعداد الآيات في هذه السور هو 1132 " .
مرادي : لماذا 26 من مضاعفات 13 و31 ليس كذلك مع أنهما قسيمان ؟
كلامي واضح جداً فأعد النظر فيه .
يا سيدي الكاتب ليس ساحرا حتى يوهمنا.. الكاتب أودع إلينا ملاحظات بديعة متى ما غيرت ترتيب القرآن اختفت و لم نجد لها مثيلا.. أنا اتحدى أي انسان على وجه الارض ان يأتي بترتيب مغاير للقرآن يحمل نفس هده اللطائف الترتيبية و العددية.. القرآن امامكم.. إدا كانت هده اللطائف موجودة فقط في القرآن و فقط في ترتيبه الحالي فسيكون هدا الترتيب معجزا.. ربما يحاول بعض الجهلة رسم جمل و أبيات شعر تحمل لطيفة عددية أو اثنتين و يقول هاؤم لدينا مثيلا له.. أما مع القرآن فاللطائف تتكاثر مع الآية الواحدة حدا لا يحصره عالم .. اما مع غيره فيحصيها كل من له نظر..
وهل قلت إنه ساحر ؟ ومن أين فهمت ذلك ؟
وكلامك هذا يدل أنك لم تقرأ كلامي كاملاً فانتقلت من الرد العلمي إلى الكلام الإنشائي .
ثم إذا أردت التحدي فتحدى بشيء منضبط ، أما قولك : "اتحدى أي انسان على وجه الارض ان يأتي بترتيب مغاير للقرآن يحمل نفس هده اللطائف الترتيبية و العددية "
فهذا ناتج عن عدم استيعابك لآراء الكاتب المحترم :
1) الأخ لم يجرعلى قواعد علمية صحيحة ، فهو يختار الجمع مرة والضرب مرة والقسمة أخرى بلا ضوابط .
وهذه الطريقة تفقد نظرياته كلها قيمتها .
وقد وقفت على كلام لشيخنا الدكتور صلاح الخالدي في كتاب البيان في إعجاز القرآن أشار فيه إلى أن الكاتب البهائي خليفة صاحب كتاب تسعة عشر كان يستخدم نفس هذا الأسلوب ، ورد كلامه بنحو الكلام الذي رددت به على جلغوم .
وكذا نبه الدكتور عبد الرحمن الشهري الأخ إلى هذه القضية لكنه لم يبالي بتنبيهه ، قال الدكتور : "أن الأمر في مخالفتكم - من وجهة نظري القاصرة - لأنكم تسلكون منهجاً غير منضبط بضوابط علمية مقنعة في نظر القارئ ، وإنما تسلكون طرقاً متعرجة مثيرة فتصلون لكل نتيجة بطريقة مختلفة عن الأخرى ، فمرة تجمعون ومرة تطرحون ومرة تقسمون وهكذا . وهذه الطريقة والمنهجية - مهما كانت النتائج مذهلة والنية صادقة - لا تشفع لها بالقبول عند القارئ لعدم اطمئنانه للمنهج ، ومن حق القارئ على الكاتب أن يبين له المنهج الذي أوصله للنتيجة دون تكلف، وأن يقرب له ما يصعب فهمه من المسائل " اهـ كلامه .
2) هذا العد الذي يعتمده الأخ هو العد الكوفي وهو إحدى الأعداد الصحيحة المجمع على صحتها ، والأخ لم يثبت إعجاز الأعداد الأخرى بل هو يرى ترجيح هذا العدد ، ولا نسلم له حتى يثبت إعجازاً لتلك الأعداد الأخرى لأنها كلها من عند الله ، وليس العد الكوفي وحده من عند الله .
والأخ منذ عام كامل أطالبه بجواب على هذا ، وانظر ردي الأخير عليه هنا :
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=11733
3) الأخ يضخم قضية ترتيب السور لدرجة فيها قلة أدب وتجهيل لأئمة الإسلام وعلمائهم ، وهذا من سوء فهمه ، حيث كتب مقالة بعنوان : " ترتيب سور القرآن توقيفي رغم أنف المشككين " قال فيها : " إن من مصائب هذه الأمة اختلاف علمائها في ترتيب سور القرآن : هل هو توقيفي أم اجتهادي ؟ إلى الحد الذي تساوى فيه الأمران لدى البعض : فسواء أكان ترتيب سور القرآن توقيفيا أم اجتهاديا فإنه يجب احترامه " .
وهذه مبالغة وسوء فهم للمسألة ، لأن الخلاف فيها من الخلاف الجائز المستساغ ، وليس من جنس الخلاف الذي يبدع فيه المخالف ، أو لا يحترم كلامه - كما يقول الكاتب - .
على أن القاضي عياض عزا القول بأن ترتيب السور اجتهادي للجمهور ، وتبعه ابن حجر والسيوطي ، وكذا ابن رجب عزاه للجمهور .
وقد نبه الدكتور مساعد الطيار الأخ إلى مبالغته وسوء فهمه فقال : "ليست هذه مصيبة ، فهوِّن الأمر .
أتمنى أن لا تتضخم هذه المسألة عندكم حتى تصير مشكلة ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق " .
ومع ذلك فالأخ ليس لديه منطق علمي في الحوار ، فانظر مثلاً إلى قوله مناقشا قول الدكتور خالد السبت : " الراجح أن ترتيب السور ليس بتوقيفي وإنما هو اجتهادي "
قال الكاتب في جوابه : " بل توقيفي وتوقيفي وتوقيفي " فهل هذا رد علمي ؟ ولو كرر كلمة توقيفي إلى ما لا نهاية فهل هذا يزيد رأيه قوة ؟ وهل هذا الكلام يليق بمن يدعي الإمامة في الإعجاز العددي ومع ذلك لا يحسن إثبات مسألة من أهم أصوله ؟ .
4) الأخ مع جهله بكثير من المسائل التي يتكلم فيها ، وعدم أهليته لها، فإنه صاحب لهجة متعالية في خطاب الآخرين ، ومن ذلك قوله لأخ طلب منه مراجعة كلام الدكتور الفاضل خالد السبت في الإعجاز العددي بقوله : " الأخ عبد الله جلغوم أرجو منك - تفضلا لا أمرا - أن تستمع إلى هذا التحقيق العلمي في مسألة الإعجاز العددي للقرآن الكريم في الرابط أدناه، وأن تفرغ نفسك لتأمله و مراجعته ومقارنته بما عندك وفقك الله "
فانظر إلى أدب الأخ في السؤال ، فماذا كان جواب جلغوم ؟ قال : " أبعد كل ما قرأت تريد أن تنزل بي إلى كلام السبت في الإعجاز العددي ؟ لماذا لا تفكر بالصعود إلي ؟ " .
ومن ذلك أيضاً رده على أحد الإخوة الذي سأله : " ما تفسيرك كون سورة الأعراف أطول من سورة آل عمران بست آيات؟
ما هو تفسيرك كون سورة الشعراء أطول من سورة آل عمران والأعراف؟
ما هو تفسيرك كون سورة الكوثر أقصر من سورة الناس؟
إلى قائمة لا تنتهي. "
فأجاب : " لدي الإجابة لكل تساؤلاتك ، ولمائة مثلها .. ولكنني لن اجيبك لأن أسلوبك في التعامل مع هذا الموضوع لا يعجبني . أراك تغرد خارج السرب ، وكلما حاول أحد الفضلاء أن يطفيء ما تفتعله من الحرائق ، زدتها حطبا " .
ومن ذلك قوله مخاطباً للعبد الفقير : " أعلم أن وجود أمثالك هو من ضرورات الحياة ، وهي من سنن الله في الكون ، لقد يسر الله سبحانه لعمار بن ياسر من يهينه ويعذبه ، لينال على ذلك الأجر والثواب ..
أكثر الله من امثالك ، فإن في ذلك خيرا لي .. ووبالا عليك "
انظر :
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=15669
5) قد أسلفت في هذه الموضوع أن الكاتب متخبط في طرحه فهو لا يدري ما الذي يريد إثباته هل هو الإعجاز العددي أم أن الترتيب توقيفي .
أريد ان اعلم منك أخي أبو الحسنات قدر علمك بالأعداد و بعلم العدد .. فإن لم تكن لك دراية بالأعداد و علومها لمادا تتكلم في الأعداد..
كم أتمنى لو سألت عالما بالأرتميتيقا عن العدد المحير 13.. و لك أن تفعل دلك مع أي عالم أروبي أو أمريكي..
أريد سؤالك - وهذا السؤال يجيب عليه طالب في المدرسة الابتدائية بل هو من ضرورات العقول - : في أي عملية رياضية هل جمع رقم إلى آخر مثل طرحه أم أن لكل منها معنى الفرق بينه وبين الآخر كالفرق بين الشيء وضده ؟
فكيف يجوز للأخ أن يستخدم الجمع في وقت والطرح في وقت كما يحلو له ، أليس في هذا جناية على الرياضيات وإقحام لها في غير محلها ؟
وجزاك الله خيرا
على أنني لا أرغب بأن أناقش أحداً غير الكاتب لأنه هو المقصود بالرد ، أو أحداً يحمل آراء الكاتب عينها ، أما من لم يستوعب آراء الكاتب ويهضمها جيداً فحواره ليس هذا محله .