إعادة النظر في انتفادات الدكتور / فضل حسن عباس

إنضم
26/12/2005
المشاركات
96
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ذكر الدكتور / فضل حسن عباس ـ حفظه الله ـ في كتاب : (( القراءات القرآنية وما يتعلق بها )) كلاماً ينتقد فيه كتاب : (( المنهج النبوي في التعليم القرآني )) لشيخنا وأستاذنا الدكتور / عبد السلام مقبل المجيدي ـ حفظه الله ـ ، وكتاب الدكتور / عبد السلام هو عبارة عن الرسالة التي تقدم بها في جامعة القرآن الكريم بالسودان لنيل درجة الدكتوراة ، وأشرف عليها الدكتور / أحمد علي الإمام مستشار الرئيس السوداني لشؤون التأصيل .

ومخلص الانتقادات هي كالتالي :

1ـ قال الدكتور عبد السلام بأن قول عائشة الوارد في الصحيحين : (( كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات ثم نسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن )) فقولها : " وهن فيما يقرأ من القرآن )) قالت ذلك تأكيداً .
قال الدكتور فضل حسن عباس : هذا الكلام قدح في عائشة ، واتهام لها بأنها قولت النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله .

2 ـ قال الدكتور فضل حسن عباس : أن هذا الكلام سيفتح الباب للمستشرقين ليطعنوا في كتاب الله .

3 ـ وقال : لولا أنه ـ يقصد الدكتور عبد السلام ـ ممن نحسن الظن به لكان لنا وله شأن .

4 ـ وقال : إن على جمعية المحافظة على القرآن بالأردن ـ وهي التي طبعت الكتاب ـ أن تعيد النظر في الطباعة حتى تدري لمن تطبع . أو بهذا المعنى .
وغير ذلك من الا نتقادات التي تحضرني الآن .

وأعتذر للأخوة عن نقل الكلام بنصه لأن الكتاب أشتريته قبل حوالي : ستة أشهر تقريباً ، وقرأته ، ثم أعطيت شيخنا الدكتور / عبد السلام المجيدي ، ولا زال بين يديه . وسأنقل لكم النص لاحقاً إن شآء الله .
 
كنت ارسلت انا ايضا الى هذه الجمعية انتقاداتي حول هذا الباب واعتقد انهم ارسلوا للباحث ان يعيد النظر في الكلام الخطير الذي ذكره ههنا ولكنه فيما اعلم لم يستجب وادعى الناقل انه اصر على رايه في هذا الباب والامر متروك للباحثين في النظر في وجهة النظر تلك
ولكن النقل المنقول هنا لا يفي بالغرض لتحقيق راي الباحث اليمني فهناك نقول متصلة بها يتضح الكلام جيدا وسبق ان وضعته ههنا في هذا الملتقى فلم ينل من المعلقين الافاضل الا كل استغراب ولا ادري كيف اصل الى ذاك الموضع الذي وضعت الكلام فيه.
انا لا اقول هذا الكلام الا لاني اعتقد ان ما ذكره الباحث من اخطر ما قرات لباحث مسلم والله اعلم
 
أستاذنا العزيز : جمال أبو حسان ـ وفقه الله ـ

لا شك أن قول عائشة : (( فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن )) من المشكلات التي ذكرها أهل العلم قديماً وحديثاً ، وقد تطرقت لها في رسالتي التكميلية لمرحلة الماجستير .

لكن القول بأن كلامه من أخطر كلام الباحثين ، أظنه غير صواب لما يلي :

1ـ كون ذلك وجهة نظر ، واجتهاد من الدكتور / عبد السلام ، فرأيه ليس من قبيل الكلام الذي لا يستند فيه على دليل ، بل دعمه بأدلة تدل إلى ما ذهب إليه ، وهذا واضح لمن أمعن النظر في كتابه المذكور .

2ـ ليس هو أول من اجتهد في تفسير كلام عائشة .؛ بل سبقه إلى ذلك كثير من العلماء منهم النووي وابن قتيبة والطحاوي وغيرهم وكل يذهب إلى رأي ، مما يعني أن كلامهم في ذلك اجتهاد لا يلامون عليه .

3ـ لقد بعث إليّ الدكتور / عبد السلام بالرد على هذا الموضوع ، و بعثت بها للدكتور / عمر حماد ، وانتظرت منه رداً عليه فلم يرد . وسأرفع الرد قريباً على هذا الملتقى إن شآء الله ، ثم ننتظر مناقشة كلامه من الباحثين في هذا الملتقى المبارك ، وسننقل كلامه بنصه من الكتاب حتى يتسنى لنا معرفة وجهة نظره .

جزاكم الله خيراً .
 
لكن ايها الفاضل هل تجرا احد من السابقين على القول بان عائشة رضي الله عنها او غيرها من الصحابة رضي الله عنهم كان اذا اراد ان يؤكد امرا ما من الامور نسبه لله تعالى كما يقول الباحث واين هذا من قول الله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله
اتصور ان هذا راي لصاحبه وهو عندي خطير للغاية لانه يطعن في القران الكريم
اللهم الا اذا بين الباحث ان المراد من كلامه لا يمكن ان يفهم بالطريقة التي فهمها الاستاذ الدكتور فضل عباس وفهمته من بعده انا
والامر يستدعي الحوار فتكرم وضع الرد من الباحث الفاضل حتى نرى فان كنا اخطانا استغفرنا وتراجعنا
 
جزاكم الله خيراً ، وبارك الله فيكم .

أولاً : يجب أن نحسن الظن به ـ كما قال الدكتور / فضل حسن عباس ـ ، فهو من أكابر العلماء في علم القراءات ، وله سعة اطلاع في جميع المجالات كما لمست ذلك منه ، ولا يعني ذلك أنه معصوم ؛ فهو بشر يخطئ ويصيب .

ثانياً : " لكن ايها الفاضل هل تجرا احد من السابقين على القول بان عائشة رضي الله عنها او غيرها من الصحابة رضي الله عنهم كان اذا اراد ان يؤكد امرا ما من الامور نسبه لله تعالى كما يقول الباحث واين هذا من قول الله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله "

حاشا وكلا أن نقول بهذا على الاطلاق ، وإلا أصبحنا نقوّلهم مالم يقولون ، ونحن ننزهم عن ذلك ( رضي الله عنهم ) ، ولعل فهمت من كلامه مالم يقصده .

ثالثاً: قولك أستاذنا : " اللهم الا اذا بين الباحث ان المراد من كلامه لا يمكن ان يفهم بالطريقة التي فهمها الاستاذ الدكتور فضل عباس وفهمته من بعده انا "
أظن أنك فهمت بالطريقة التي لم يقصدها الدكتور / عبد السلام ، وإلا فهو من أول الناس رجوعاً عن كلامه إذا كان خطأً ، وأنا أجزم أنه لو علم أن كلامه فيه قدحاً لكتاب الله ما توانى في أن يحذف كلامه ، وهذا معروف لمن جالسه وسمع منه وسافر معه ، كيف لا وهو من أجل من قرأت على يديه كتاب الله ، وتتلمذت على يديه ، فأظن أنه أحرص منا على كتاب الله ، فهماً وعلماً وتخلقاً .

سأنقل كلامه قريباً على هذه المساحة إن شآء الله .
 
عرفت الدكتور عبد السلام شخصيا وصحبته في رحلة الحج هذا العام ولمست فيه نفس العالم والداعية المؤثر وعمق النظر والفكر في علمه وقوله ،وأفدت من كتب له أشهرها لا إنكار في مسائل الخلاف ، ولكن في النفس شيء من المقولة هذه، ونحن في حرص شديد على الوقوف على توضيح شيخنا الفاضل ، فالعلم صلة رحم بين أهله ولا نقول فيه إلا خيرا.
 
أخي الفاضل الدكتور جمال،السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
لعل الرابط لا يعمل؛فيرجى التكرم بوضعه مرة أخرى،حتى نطلع على كامل البيان في هذه القضية التي تهم كل مسلم.
كما أرجو من الأخ الكريم سلطان الفقيه وضع ما عنده من رد الدكتور المؤلف حتى تكتمل الصورة.
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله خيرا.
 
رد الشيخ المقرئ الدكتور / عبد السلام المجيدي على الانتقادات التي وجهت له

رد الشيخ المقرئ الدكتور / عبد السلام المجيدي على الانتقادات التي وجهت له

الأخوة الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا رد الدكتور / عبد السلام على الانتقادات التي وجهت له ، والتي وعدنا بعرضها في هذا الملتقى المبارك .

وأحب أن أنبه الأخوة إلى ما يلي :

أولاً : نعتذر للأخوة الكرام بأن الدكتور / عبد السلام لم يستطع الدخول إلى الملتقى للمشاركة فيه ، ومناقشة الموضوع والكتابة فيه ، والأخذ والرد ؛ نظراً لانشغاله وارتباطه بأعمال كثيرة ، وهو يعتذر عن المشاركة في هذا الملتقى كما طلب منه الدكتور / عبد الرحمن الشهري عندما عرضت رسالتا ( الماجستير والدكتوراة ) للدكتور / عبد السلام في هذا الملتقى .

ثانياً : لقد نقلت الرد بنصه كما أعطاني الدكتور / عبد السلام .

ثالثاً : لقد أرفقت الرد بسيرة ذاتية للدكتور / عبد السلام ، حتى يتم التعرف له أكثر .

وإليكم ا الرد بنصه : "

بسم الله الرحمن الرحيم

حمداً لك اللهم وصلاة وسلاماً على من أرسلته رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد:

هذه رسالة عاجلة كتبت قبل سنتين تقريباً جواباً على نقد مُرَحبٍ به من الأستاذ عمر حماد من الأردن –وقد التقيت به هناك

أثناء مؤتمر الملتقى القرآني الأول- وبعد المؤتمر بعث لي سكرتير الجمعية الأستاذ زهران رسالة موجهة لي من قبله بين

فيها أن هناك كلاماً خطيراً في كتابي المنهج النبوي في التعليم القرآني الذي تفضلت بطبعه جمعية المحافظة على

القرآن الكريم في الأردن، والأستاذ عمر يرى أن في الكلام المذكور تنقصاً من الصحابة رضي الله عنهم وحشرني في

زمرتهم تحت لواء إمام المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وبعد الجواب والتوضيح الذي طلبه انتظرت منه رداً فلم

يكن، ولما وقف الأخ الحبيب سلطان الفقيه على كلامٍ مشابه لما ذكره الأستاذ عمر في بعض الكتب المطبوعة لشيخٍ

للأستاذ عمر أخبرني به، فأخبرته بما كان في غابر الزمان –أعني قبل سنتين- وقصصت عليه بخبر الأستاذ عمر فطلب

مني التوضيح الذي أرسلته، فأعطيته إياه كما كتبته للأستاذ عمر مع رجوعٍ سريع له، وتصرفٍ يسير فيه، ولنبدأ بذكر


نص الرسالة الأصلية التي وصلتني بالبريد الإلكتروني من الأستاذ عمر-عبر إيميل زهران-:

نص الرسالة الأصلية

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الدكتور هذه رسالة من الأخ عمر حماد في الأردن يود أن يوضح لك بعض الأمور

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الأستاذ الدكتور عبد السلام المجيدي حفظه الله

قياماً بواجب النصيحة لكتاب الله تعالى

فعند مطالعة كتابكم المنهج النبوي ص 111 + ص112

كتبتم في توجيهات حديث عائشة في المحرمات بالرضاع أن عائشة قد تكون عزت ذلك للقرآن من باب التأكيد على

التحريم رغم أنها سمعته من الرسول؟

وهذا كلام خطير جداً ومرفوض ويطعن في الصحابة وفي القرآن أيضاً وكم سيفرح أعداء القرآن بهذا التوجيه.

هل تظن أن عائشة سمعت كلاماً من الرسول ثم قالت إنه نزل في القرآن للتأكيد وبيان أنه محرم؟!

هذا كلام يعني أن عائشة قالت هذا من القرآن وإنها أضافت إلى القرآن ما ليس منه لتأكيد التحريم

أمر مرفوض بحاجة إلى توضيح ورجوع إلى الحق

أخوكم عمر حماد

جواب الكاتب على الرسالة (بتصرف):

كتب الكاتب في جوابه على الرسالة حينها ما يأتي –وبعث الجواب البريد الإلكتروني الذي جاءت منه الرسالة-:

عفواً أستاذ زهران: فقد كتبتُ التوضيح على عجل -والجواب لم يُراجع-ولم أراعِ فيه التوثيق الدقيق، والتفصيل لأنه جواب

رسالة، فإن أردتم التفصيل الدقيق وافيتكم به إن شاء الله تعالى متى تيسر الأمر-:

أولاً: بارك الله فيكم -أستاذ عمر- على قراءة الكتاب، وذلك يدل على حبكم للاطلاع وقراءة ما عند الآخرين زادكم الله

علماً وعملاً وحلماً .

ثانياً: الحديث المذكور يعد مشكلاً، ومشكلات الأحاديث كمشكلات القرآن ألف فيها العلماء كتباً من أشهرهم ابن قتيبة،

وسموها (مشكلات) فهي تسمية قديمة أي ما استشكله فهمنا القاصر في النصوص الواردة، كما سموها (غرائب) أيضاً

دلالة على استغراب الفهم لها بادئ الرأي فهي تحتاج إلى إعمال نظر-وللكاتب بحث موسع حول هذه التسمية في كتابه

التنوير في أصول التفسير-... وغالباً يكون حل المشكلات، وتوضيح الغرائب استنباطياً لا نصياً، وإذا كان كذلك فهو لا

يعدو أن يكون فهماً يعرض ولا يفرض، وهو قابل للصواب والخطأ، بل ربما يقبل تعدد التحليل والفهم، ويحكم على كل

فهمٍ قائم على النظر والاستدلال المقبول –وفق ضوابطه- بأنه قريب دون أن يقطع بالقول به (راجع أنواع التأويل الثلاثة

في كتب أصول الفقه وأصول التفسير)...وذلك طلباً للخروج من الإشكال الذي سببه قصور فهم القارئين للنص –أرجو

مراجعة الجزء المتعلق بفن توجيه الإشكالات في كتابي التنوير في أصول التفسير- ولا يحتاج الأمر إلى إبراز المسألة

على أنه معركة تسال فيها الدماء، وسيكون لصاحب الفهم المعين فيها شأن من قبل معارضيه كما يقول بعضهم عندما

لا يرتضي فهماً معيناً (لولا كذا لكان لنا ولفلان شأن) ما دام ما ذكره باقٍ ضمن حيز التأويل المقبول لا اللعب .

ثالثا: كتاب المنهج النبوي لا يتحدث تفصيلاً عن شرح الحديث، بل عرض فهماً معيناً لشرح ذلك الحديث، ولم يفصل لأنه لا

يتكلم عن التواتر القرآني، أو ما قيل في الأحاديث الثابتة إنه قرآن والجواب عليه...أعني أن تَعرُّضَ الكاتب لهذا الحديث

كعابر سبيل لم يطل النفس عنده، ولم يعرض جميع الأقوال فيه –كما أذكر والكاتب بعيد العهد عن الكتاب- على أني

أصدقكم القول-أستاذ عمر- لم أفهم ما هو الحق الذي تريد مني الرجوع إليه...فهلم لنتأمل في دلالات هذا الحديث أكثر .

رابعاً: منبع الإشكال في الحديث هو قول سيدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها: (فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهن فيما يقرأ من القرآن) إذ كيف يكون الكلام هنا على ظاهره -مع أننا لا نجد من يقرأ ما ذكرته أم المؤمنين الطاهرة،

وزوج سيد المرسلين المبرأة- في الحديث كقرآن؟ صلى الله على رسول الله وآله وصحبه وسلم، ورضي عنها...ثم هل

معنى ذلك أنه يجوز أن نقرأ القرآن بما ذكرته رضي الله عنها؟ لأن نص الحديث في مسلم كما رأيت (فتوفي رسول اللهr

وهن فيما يقرأ من القرآن)...وقد ذكروا شيئاً يشبه ذلك عن ابن شنبوذ غفر الله له، وبينوا كيف ألزمه علماء عصره

بالتوبة...

أخي الحبيب: أرجو أن تتأمل: بل الطعن الحقيقي -من وجهة نظر الكاتب- في الصحابة رضي الله تعالى عنهم- أن نأخذ

الحديث على ظاهره؛ إذ معناه أن هناك قرآنا حذف من كامل القرآن بدليل هذا الحديث وأحاديث كثيرة مشابهة مثل

حديث زيد بن أرقم –عند أحمد- قال: ((لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: -لو كان لابن

آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى لهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب))، بل جاء عن أبي

بن كعب –عند أحمد-أنه قال: ((هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم –قال- أفأثبتها فأثبتها))،

وفي رواية لابن حبان: قال ابن عباس قلت: صدق الله ورسوله (( لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما الثالث،

ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب)) قال: فقال لي عمر: ما تقول ؟ قال: قلت : هكذا أقرأنيها أبي

بن كعب قال: فقم بنا إليه قال: فأتاه: ما يقول هذا؟ قال أبي : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه

وسلم.

ومثل ما جاء في مسلم: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن

فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم: فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم،

وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها: (لو كان لابن آدم واديان

من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب)، وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها

غير أني حفظت منها (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم

القيامة) .

وفي البخاري عدد من الأحاديث المشكلة من هذا النوع كحديث أبي الدرداء في سورة الليل...والأحاديث في هذا الباب

ذوات عدد، وظاهرها مشكل، وقد حاول كاتب هذه الأحرف جمعها في بحث خاص لعله يرى النور إن شاء الله

تعالى...وكما ترى شيخ عمر -وفقكم الله- ظاهر الأحاديث مشكل، وتمسك بها بعض الروافض في القول بأن هناك من

يقول بتحريف القرآن من أهل السنة-حاشاهم- فقولكم: إن التوجيه الذي ذكره الفقير إلى الله صاحب كتاب المنهج النبوي

يؤدي إلى الطعن في الصحابة يظهر العكس منه –والله المستعان، وفوق كل ذي علم عليم- إذ الكاتب قصد ذكر أحد

التوجيهات التي بها نفهم كلام السيدة عائشة رضي الله عنها كما ينبغي...ولذا أرجو منكم -شيخ عمر- وفقكم الله أن

تتأملوا في الموضوع أكثر –فالفقير كاتب هذه الأحرف- يظن أنكم هولتم الأمر، وحملتم التوجيه المذكور ما لم يقصده

الكاتب .

خامساً: هناك مسائل كثيرة تدخل ضمن أصول الفقه، وأصول التفسير في النصوص الأثرية (القرآن الكريم-الحديث النبوي

الشريف-كلام الصحابةy)، ولا بد من تفسيرها على غير مقتضى الظاهر-عند الاقتضاء-، ولذا يقول أهل العلم في بعض

النصوص: ظاهره غير مراد، ويبوب علماء البيان واللغة العربية: باب خروج الكلام عن مقتضى الظاهر، وينقله علماء

أصول التفسير، وأصول الفقه ويستفيد منه شراح الأحاديث بما يناسب مجالهم... ولا شك أن كلام سيدتنا عائشة رضي

الله عنها خارج عن مقتضى الظاهر لإجماع المسلمين أن قولها: كان يقرأ في القرآن حين توفي النبيr لا يقرأ قطعاً لا

في عهد الراشدين ولا الآن، والقول بغير ذلك هو الذي يؤدي إلى الطعن في القرآن الكريم، والله المستعان .

سادساً: أرجو أن تراجعوا الكلام فليس فيه طعن على السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بل هو فهم لكلامها، وسترى

في البند التالي أن العلماء اختلفوا في فهم كلامها، وما ذُكِرَ هو وجه في فهم كلامها لا غير -بارك الله فيكم- .

سابعا: عفوا لم يرد كاتب هذه الأحرف التفصيل، لكن على سبيل المثال أذكر لكم بعض أجوبة أهل العلم في توجيه كلام

سيدتنا عائشة -بعد اتفاقهم على خروجه عن مقتضى ظاهره-:

فالإمام النووي يقول كما في شرح النووي على مسلم: "وقولها ( فتوفى رسول الله r وهن فيما يقرأ ) هو بضم الياء من

يقرأ ومعناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جدا حتى أنه صلى الله عليه وسلم توفى وبعض الناس يقرأ خمس

رضعات ويجعلها قرآنا متلوا لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على

أن هذا لا يتلى"، وكذا نقل السيوطي في شرحه على مسلم4/ 60، وصاحب تحفة الأحوذي4/ 259...لاحظ الإمام النووي

أوَّل الحديث بالنسخ على الرغم من عدم وجود ما يدل على النسخ إلا الإجماع على عدم قراءته فيما بعد-وهو كاف-ٍ...لكن

المراد أن النووي رحمه الله أوَّل الحديث ولم يجره على ظاهره...هل يقال: كذب الإمام النووي السيدة عائشة رضي الله

عنها؟-حاشاه- .

ومال الباجي في المنتقى شرح الموطأ3/ 257 إلى رد ما يفهم من الحديث قرآنيته لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر...اسمع

إليه يقول: "هذا الذي ذكرت عائشة -رضي الله عنها- أنه نزل من القرآن مما أخبرت عن أنه ناسخ أو منسوخ لا يثبت

قرآنا ؛ لأن القرآن لا يثبت إلا بالخبر المتواتر ، وأما خبر الآحاد فلا يثبت به قرآن ، وهذا من أخبار الآحاد الداخلة في

جملة الغرائب –لاحظ كلمة الغرائب هنا-فلا يثبت بمثله قرآن، وإذا لم يثبت بمثله قرآن، فمن مذهبنا أن من ادعى فيه أنه

قرآن وتضمن حكما فإنه لا يثبت ذلك الحكم إلا أن يثبت بما يثبت به القرآن من الخبر المتواتر ؛ لأن ذلك الحكم ثبوته فرع

عن ثبوت الخبر قرآنا ، ولو سلمنا أنه من جملة ما يصح التعلق به لما كانت فيه حجة ؛ لأنها قالت أنه كانت فيه عشر

رضعات معلومات يحرمن ولا يدل أن ما دون العشرة لا يحرمن إلا من جهة دليل الخطاب ، وقد قررنا أنا لا نقول به ، ولو

كنا نقول به لخصصناه وعدلنا عنه بما تقدم من أدلتنا"...انظر هنا كيف مال الباجي إلى رد فحوى الحديث برمته... وانظر:

فتح الباري14/345...ماذا سيقول المرء عن سيد فقهاء المالكية في الأندلس قرين ابن حزم علماً وعصراً بعد سماع هذا

الكلام؟ أما العبد الفقير كاتب هذه الأحرف فيذكر أن ابن ماجة روى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: ((إِذَا

حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْنَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ)) -وقد صححه الألباني عن

علي ومثله الأرنؤوط في مسند أحمد، وضعفه الألباني عن ابن مسعود-فإذا كان سيدنا علي يطلب إحسان الظن

بالمعصوم سيد البشر، والنجم الذي فاق الشمس والقمر صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه في العشي

والبكر...وهو في غنى عن ذلك إذ ما ينطق عن الهوى...فينبغي أن نحسن الظن بمن يصدر منهم الصواب

والخطأ...والباجي منهم وأنعم! فأرجو أن تجعلني يا أستاذ عمر ممن يحسن بهم الظن...وربنا الرحمن المستعان.

وذكر ابن بطال في شرحه على البخاري 13/195 عن بعض أهل العلم أن الحديث مضطرب على الرغم من أنه في مسلم،

انظر إلى كلامه: "وقد قال العلماء: إن أحاديث عائشة في الرضاع اضطربت، فوجب تركها والرجوع إلى كتاب

الله"...وهذا الكلام يحتاج إلى تفصيل من خلال الصناعة الحديثية والأصولية ولا أستطيع الآن أن أخوض فيها لضيق الوقت.

وإذا كان أهل العلم في العرض السريع السابق قد وجهوا الحديث المذكور وفق أحد ثلاثة مناهج كما ظهر: القول

بالنسخ، أو الإسقاط والاطراح نظراً لمعارضته للقرآن (قول الباجي)، أو الاطراح للاضطراب (قول ابن بطال)... فإن من

التوجيه في فهم الحديث ما ذكره الفقير صاحب المنهج النبوي –كتأويل رابع- من أن سيدتنا عائشة أرادت التأكيد على

أن حكم النبي r المذكور له حكم القرآن، وهكذا قال ابن مسعودt صراحة في حديث النامصات، وإليك النص في صحيح

مسلم 3/ 1678: عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات

والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله...فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، وكانت تقرأ

القرآن، فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات

خلق الله. فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؟ وهو في كتاب الله. فقالت

المرأة: ((لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته))-لاحظ أخي لم تتهمه بالتحريف، ولا قالت سيكون لها معه شأن! ولا

ألفت كتاباً عنوانه يشير إلى معركة حربية، بل ناقشت وتأكدت من فهمها لقوله- فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه قال

الله عز وجل (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا))-فما أجمل رده الهادئ ونقاشه العلمي- فقالت المرأة:

فإني أرى شيئا من هذا على امرأتك الآن. قال: اذهبي فانظري. فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئا. فجاءت إليه،

فقالت: ما رأيت شيئا. فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها...

أخي الحبيب: أرجو أن تتأمل في قوله: وهو في كتاب الله ...مع أن النص الذي يذكره ليس في كتاب الله كما هو

معلوم...وعلى طريقة الأستاذ عمر في الاستنباط فهل ابن مسعود رضي الله عنه يتعمد التحريف ونسبة شيء في كتاب

الله ليس منه؟ حاشا لابن أم عبد رضي الله عنه أن يفعل ذلك، ونحن نسير على دربه وطريقته، ونهتدي بهديه كما أمرنا

النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم....ولكن المشكلة في فهم كلامه، وقد قال بعض علماء اليمن في القرن التاسع

الهجري، -وهذه الأبيات أتمثل فيها أمام الأستاذ عمر-:

عجلت عواذله ولم تتأيدِ وجنت عليه جناية المتعمِّدِ

ما سرعةُ العذلِ المُعَوَّجِ نهجُهُ من سنة العدل القويمِ الموردِ

شيئان ما أعيا الأنامَ سواهما لوم البريِّ وتهمةُ المتوددِ

أرجو إعادة البيت الأخير...والله المستعان، وحسبي الله ونعم الوكيل .

وبعد: فالوقت لا يتسع لأكثر من هذا التفصيل-أستاذ عمر-، ولمكانتكم وسعادة الفقير صاحب كتاب المنهج النبوي

بقراءتكم للكتاب أراد أن يسطر لكم هذه الكلمات التوضيحية وهو يعترف بأن ما طرحه وجهة نظر قد تصيب، وقد تخطئ-

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا-...على أن الوقت أضيق من الردود على الانفعالات التي كثرت في غير

موضعها، ورحم الله ابن الوزير اليماني (ت840هـ)-صاحب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم صلى الله عليه
وآله وصحبه وسلم- إذ لما كثر ناقدوه، مال إلى عدم الردود أخيراً فلامه بعض محبيه على ترك الناس يخوضون في

عرضه وفكره فقال-وإن كانت الأبيات بحاجة إلى ضبط-:

ولو شئت أبكيـت العـيون معاتباً وألهبـت نيران القلـوب دقائقا

ولكنـني أصبـحت للـه طـالباً وأصبحن مني الترهـات طـوالقا

فإن أنصف الأصحاب لم أُلْف فارحاً وإن أعتبوا لم يصبح الصدر ضائقا

ومن كَمُـلَتْ فيه النـهى لا يـسره سـرورٌ ولا خـاف الحتـوف الطوارقا

ونسأل الله تعالى أن يرينا جميعاً طريق الصادقين علماً وعملاً ومباحثة وتزكية .

أخي الحبيب: وعسى الله تعالى أن يجعل حظنا جميعاً من أعمالنا ابتغاء مرضاة الله والدار الآخرة لا النـزول عند نوازع
ا
لشح المطاع، والهوى المتبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه.

على أني أوصي نفسي وإياكم باستصحاب الأخلاق العلمية أثناء النقاش العلمي، وعدم التهويل فيما يدخله الاجتهاد كما

يرى الإنسان بعض المزمجرين يهددون ويرعدون ويبرقون على مسألة هي أهون من ذلك في الميزان العلمي بسوء

الظن، والمسارعة إلى التهمة، وهل الأمر فيما يحتمله النظر إلا كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لبعض تلاميذه:

(ألا يستقيم أن نختلف ونكون إخواناً)...وهذا من الناحية النفسية... أما من الناحية العلمية والفكرية فإن ابن سيرين رحمه

الله تعالى قال -وهو يتكلم عن قضية في العرضة الأخيرة عند ابن داود في المصاحف، وأشار إليه ابن كثير في الفضائل-

: (فظننت ظناً فلا تجعلوه أنتم يقيناً) أي لا تحيلوا ما احتمله الفهم إلى قطعي متيقن... وهذا حق مبين؛ فإن مسائل

الاجتهاد فضلاً عن مسائل الاستنباط لا ينبغي أن تجعل ضمن مصاف المسائل القطعية.... وربنا الرحمن المستعان...

وبالمناسبة فإن لكاتب هذه الأسطر بحثين في الحوار العلمي: أحدهما نُشِرَ ضمن سلسلة كتاب الأمة في العدد 94

وعنوانه: لا إنكار في مسائل الخلاف-وتعيد طباعته الآن وزارة الأوقاف اليمنية-، والثاني: بحث نشر في مجلة كلية دار

العلوم العدد 39 وعنوانه: إدارة الاختلاف في الرؤية القرآنية... .

وصلى الله وسلم على النبي المصطفى والحبيب المجتبى والشفيع المرتجى وعلى آله وصحبه صلاة وسلاماً يجعلنا بهما

من أقرب المقربين لخليله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يوم القيامة .

محبكم/ عبد السلام مقبل المجيدي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

استدراك:
ـــــــــــــــــــــــــــ
هاهنا أمور ثلاثة لا بد من الإشارة إليها:

الأمر الأول: أعاد الأخ الحبيب سلطان الفقيه عليَّ الأمر جذعة، وذكر أن فضيلة الدكتور جمال أبو حسان –وهو مذكور

بجهوده المباركة في خدمة علوم القرآن الكريم، ولم يتيسر لي شرف التعرف عليه- أرسل إليَّ رسالة إلكترونية فيها ذكر

بعض الاعتراضات وطلب الجواب عليها، وذكر لي الأخ سلطان أن فضيلة الدكتور جمال ذكر كلاماً شديداً أثناء تعرضه

لشيء مما سبق فأخبرته أنه لم تصلني منه أي رسالة ربما لخلل في عنوان بريدي الالكتروني، وربما لخلل في (النت)؛

فإن هذا الخلل في وصول بعض الرسائل قد تكرر كثيراً...فأرجو من الدكتور الكريم التأمل فيما سطرته اليدان سريعاً مما

سبق فإن أقنعه ذلك –وفقه الله- وإلا ففي التماس العذر وحسن الظن ملاذ وقد روى ابن ماجة عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ:

رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي

نفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا...والحديث وإن كان ضعيفاً بهذا

الإسناد إلا أن متنه ظاهر .


الأمر الثاني: بمناسبة طريقة الأستاذ عمر -بارك الله فيه- في إيراد الإشكال مع التهويل الظاهر في كلامه ذكرت للأخ

سلطان قصة أبي الوليد الباجي رحمه الله المشهورة في رأي مال إليه حول كتابة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه

وسلم في آخر حياته الشريفة المباركة إعجازاً، وكيف شنع عليه بعض معاصريه بل وكفَّروه ، وهو مما تتوافر الدواعي

على نقله ، فطلب مني تسطير ملخصها فكان لسان الحال لبيك، وإليكم ما قاله القاضي عياض في ترتيب المدارك

وتقريب المسالك حول ذلك...قال رحمه الله تعالى:

" ولما ألّف أبو الوليد رسالته المسماة بتحقيق المذهب من أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب، وكان أصل ذلك أنه قرئ

عليه بدانية في كتاب البخاري، حديث المقاضاة فمرّ في حديث إسرائيل فتكلم أبو الوليد على الحديث وذكر قول من

قال بظاهر هذا اللفظ فأنكره عليه ابن الصائغ وكفّره بإجازته الكتابة على النبي الأمي، وأن هذا تكذيب للقرآن وأعلى

ما حمل من أشياعه في الإنكار والشناعة، وقبّحوا عند العامة ما أتى به وأكثر القالة فيه من لم يفهم غرضه، حتى أطلق

عليه اللعنة غلاتهم وضمنوا البراءة منها، أشعارهم، وحتى قام بذلك بعض خطبائهم في الجمع وفي ذلك يقول عبد الله

بن هند الشاعر:

برئت ممن شرى دنيا بآخرة ... وقال إن رسول الله قد كتبا


-في نظمه- أخبرني الثقة أنه سمع خطيب دانية ضمّنها خطبته يوم الجمعة فأنشدها على رؤوس الناس رحمه الله، فألف

هذا الكتاب وبيّن فيه وجوه المسألة لمن لم يفهمها وأنها لا تقدح في المعجزة كما لم تقدح القراءة في ذلك بعد أن لم

يكن قارئاً، بل في هذا معجزة أخرى. وأطال في ذلك الكلام وذكر من قال بهذا القول من العلماء، وكان المقرئ أبو

محمد ابن سهل من أشدّ الناس عليه في ذلك. ولم ينكر عليه في ذلك، ولم ينكر عليه أولو التحقيق في العلم والمعرفة

بأسراره وخفائه شيئاً من قوله، وكتب بالمسألة الى شيوخ صقلية وغيره فأنكروا إنكارهم عليه وأثنوا عليه وسوغوا

تأويله"

وفي فتح الباري لابن حجر ذكر أصل الحديث الذي اعتمد عليه الباجي...جاء في الفتح:


"قَوْله : ( فَأَخَذَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِتَاب وَلَيْسَ يُحْسِن يَكْتُب ، فَكَتَبَ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه )

تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيث فِي الصُّلْح عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَيْسَتْ فِيهِ هَذِهِ اللَّفْظَة " لَيْسَ يُحْسِن يَكْتُب " وَلِهَذَا

أَنْكَرَ بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ عَلَى أَبِي مَسْعُود نِسْبَتهَا إِلَى تَخْرِيجِ الْبُخَارِيّ وَقَالَ : لَيْسَ فِي الْبُخَارِيّ هَذِهِ اللَّفْظَة وَلَا فِي مُسْلِم

، وَهُوَ كَمَا قَالَ عَنْ مُسْلِم فَإِنَّهُ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق زَكَرِيَّا بْن أَبِي زَائِدَة عَنْ أَبِي إِسْحَاق بِلَفْظِ " فَأَرَاهُ مَكَانَهَا فَمَحَاهَا

وَكَتَبَ : " اِبْن عَبْد اللَّه " اِنْتَهَى وَقَدْ عَرَفْت ثُبُوتهَا فِي الْبُخَارِيّ فِي مَظِنَّة الْحَدِيث ، وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهَا النَّسَائِيُّ عَنْ أَحْمَد بْن

سُلَيْمَان عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى مِثْل مَا هُنَا سَوَاء ، وَكَذَا أَخْرَجَهَا أَحْمَد عَنْ حُجَيْنِ بْن الْمَثْنَى عَنْ إِسْرَائِيل وَلَفْظه " فَأَخَذَ

الْكِتَاب - وَلَيْسَ يُحْسِن أَنْ يَكْتُب - فَكَتَبَ مَكَان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه "

وَقَدْ تَمَسّك بِظَاهِرِ هَذِهِ الرِّوَايَة أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ فَادَّعَى أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَتَبَ بِيَدِهِ بَعْد أَنْ لَمْ يَكُنْ يُحْسِن

يَكْتُب ، فَشَنَّعَ عَلَيْهِ عُلَمَاء الْأَنْدَلُس فِي زَمَانه وَرَمَوْهُ بِالزَّنْدَقَةِ ، وَأَنَّ الَّذِي قَالَهُ يُخَالِف الْقُرْآن حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ : بَرِئْت مِمَّنْ

شَرَى دُنْيَا بِآخِرَةٍ وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَتَبَا فَجَمَعَهُمْ الْأَمِير فَاسْتَظْهَرَ الْبَاجِيّ عَلَيْهِمْ بِمَا لَدَيْهِ مِنْ الْمَعْرِفَة وَقَالَ لِلْأَمِيرِ :

هَذَا لَا يُنَافِي الْقُرْآن ، بَلْ يُؤْخَذ مِنْ مَفْهُوم الْقُرْآنِ لِأَنَّهُ قَيَّدَ النَّفْيَ بِمَا قِيلَ وُرُودِ الْقُرْآنِ فَقَالَ . ( وَمَا كُنْت تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ

كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِك ) وَبَعْدَ أَنْ تَحَقَّقَتْ أُمِّيَّتُهُ وَتَقَرَّرَتْ بِذَلِكَ مُعْجِزَتُهُ وَأُمِنَ الِارْتِيَابُ فِي ذَلِكَ لَا مَانِع مِنْ أَنْ يَعْرِفَ الْكِتَابَةَ

بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ تَعْلِيمٍ فَتَكُونُ مُعْجِزَةً أُخْرَى . وَذَكَرَ اِبْن دِحْيَةَ أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ الْعُلَمَاء وَافَقُوا الْبَاجِيّ فِي ذَلِكَ ، مِنْهُمْ شَيْخه

أَبُو ذَرّ الْهَرَوِيُّ وَأَبُو الْفَتْح النَّيْسَابُورِيّ وَآخَرُونَ مِنْ عُلَمَاء إِفْرِيقِيَةَ وَغَيْرهَا ، وَاحْتَجَّ بَعْضهمْ لِذَلِكَ بِمَا أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي

شَيْبَة وَعُمَر بْن شَبَّة مِنْ طَرِيق مُجَاهِد عَنْ عَوْن بْن عَبْد اللَّه قَالَ : " مَا مَاتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَتَبَ

وَقَرَأَ " قَالَ مُجَاهِد : فَذَكَرْته لِلشَّعْبِيِّ فَقَالَ : صَدَقَ قَدْ سَمِعْت مَنْ يَذْكُر ذَلِكَ . وَمِنْ طَرِيق يُونُس بْن مَيْسَرَةَ عَلَى أَبِي كَبْشَةَ

السَّلُوليِّ عَنْ سَهْل بْن الْحَنْظَلِيَّةِ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكْتُبَ لِلْأَقْرَعِ وَعُيَيْنَةَ ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ :

أَتَرَانِي أَذْهَب بِصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّس ؟ فَأَخَذَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّحِيفَة فَنَظَرَ فِيهَا فَقَالَ : قَدْ كَتَبَ لَك بِمَا أُمِرَ

لَك " قَالَ يُونُس فَنَرَى أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ . قَالَ عِيَاض : وَرَدَتْ آثَار تَدُلُّ عَلَى مَعْرِفَةِ

حُرُوفِ الْخَطِّ وَحُسْنِ تَصْوِيرِهَا كَقَوْلِهِ لِكَاتِبِهِ : " ضَعْ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِك فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لَك " وَقَوْله لِمُعَاوِيَةِ : " أَلْقِ الدَّوَاةَ وَحَرْف

الْقَلَم وَأَقِمْ الْبَاء وَفَرِّقْ السِّين وَلَا تَعْوِرْ الْمِيمَ " وَقَوْله : " لَا تَمُدّ بِسْمِ اللَّهِ " قَالَ : وَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَثْبُت أَنَّهُ كَتَبَ فَلَا يَبْعُد أَنْ

يُرْزَق عِلْمَ وَضْعِ الْكِتَابَةِ ، فَإِنَّهُ أُوتِيَ عِلْم كُلِّ شَيْءٍ . وَأَجَابَ الْجُمْهُور بِضَعْفِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ . وَعَنْ قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ بِأَنَّ

الْقِصَّة وَاحِدَة وَالْكَاتِب فِيهَا عَلِيّ وَقَدْ صَرَّحَ فِي حَدِيث الْمِسْوَر بِأَنَّ عَلِيًّا هُوَ الَّذِي كَتَبَ ، فَيُحْمَل عَلَى أَنَّ النُّكْتَةَ فِي

قَوْله : " فَأَخَذَ الْكِتَاب وَلَيْسَ يُحْسِن يَكْتُب " لِبَيَانِ أَنَّ قَوْله : " أَرِنِي إِيَّاهَا " أَنَّهُ مَا اِحْتَاجَ إِلَى أَنْ يُرِيَهُ مَوْضِعَ الْكَلِمَةِ الَّتِي

اِمْتَنَعَ عَلِيٌّ مِنْ مَحْوِهَا إِلَّا لِكَوْنِهِ كَانَ لَا يُحْسِنُ الْكِتَابَةَ ، وَعَلَى أَنَّ قَوْلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ " فَكَتَبَ " فِيهِ حَذْف تَقْدِيرُهُ فَمَحَاهَا

فَأَعَادَهَا لِعَلِيٍّ فَكَتَبَ . وَبِهَذَا جَزَمَ اِبْن التِّين وَأَطْلَقَ كَتَبَ بِمَعْنَى أَمَرَ بِالْكِتَابَةِ ، وَهُوَ كَثِير كَقَوْلِهِ : كَتَبَ إِلَى قَيْصَر وَكَتَبَ

إِلَى كِسْرَى ، وَعَلَى تَقْدِير حَمْلِهِ عَلَى ظَاهِرِهِ فَلَا يَلْزَمُ مِنْ كِتَابَةِ اِسْمِهِ الشَّرِيفِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ لَا يُحْسِنُ الْكِتَابَةَ أَنْ

يَصِيرَ عَالِمًا بِالْكِتَابَةِ وَيَخْرُجُ عَنْ كَوْنِهِ أُمِّيًّا ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِمَّنْ لَا يُحْسِن الْكِتَابَةَ يَعْرِف تَصَوُّرَ بَعْضِ الْكَلِمَاتِ وَيُحْسِنُ وَضْعَهَا

وَخُصُوصًا الْأَسْمَاء ، وَلَا يَخْرُج بِذَلِكَ عَنْ كَوْنه أُمِّيًّا كَكَثِيرٍ مِنْ الْمُلُوكِ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ جَرَتْ يَدُهُ بِالْكِتَابَةِ حِينَئِذٍ وَهُوَ لَا

يُحْسِنُهَا فَخَرَجَ الْمَكْتُوبُ عَلَى وَفْقِ الْمُرَادِ فَيَكُون مُعْجِزَة أُخْرَى فِي ذَلِكَ الْوَقْت خَاصَّة ، وَلَا يَخْرُج بِذَلِكَ عَنْ كَوْنِهِ أُمِّيًّا .

وَبِهَذَا أَجَابَ أَبُو جَعْفَر السِمْنَانِيّ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْأُصُولِ مِنْ الْأَشَاعِرَةِ وَتَبِعَهُ اِبْن الْجَوْزِيّ ، وَتَعَقَّبَ ذَلِكَ السُّهَيْلِيُّ وَغَيْره بِأَنَّ

هَذَا وَإِنْ كَانَ مُمْكِنًا وَيَكُونُ آيَة أُخْرَى لَكِنَّهُ يُنَاقِض كَوْنَهُ أُمِّيًّا لَا يَكْتُب ، وَهِيَ الْآيَة الَّتِي قَامَتْ بِهَا الْحُجَّة وَأُفْحِمَ الْجَاحِد

وَانْحَسَمَتْ الشُّبْهَة . فَلَوْ جَازَ أَنْ يَصِير يَكْتُب بَعْد ذَلِكَ لَعَادَتْ الشُّبْهَة . وَقَالَ الْمُعَانِد : كَانَ يُحْسِن يَكْتُب لَكِنَّهُ كَانَ يَكْتُم ذَلِكَ

، قَالَ السُّهَيْلِيُّ : وَالْمُعْجِزَات يَسْتَحِيل أَنْ يَدْفَع بَعْضهَا بَعْضًا ، وَالْحَقّ أَنَّ مَعْنَى قَوْله : " فَكَتَبَ " أَيْ أَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَكْتُبَ

اِنْتَهَى . وَفِي دَعْوَى أَنَّ كِتَابَة اِسْمِهِ الشَّرِيفِ فَقَطْ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ تَسْتَلْزِمُ مُنَاقَضَة الْمُعْجِزَةِ وَتُثْبِتُ كَوْنه غَيْرَ أُمِّيٍّ نَظَر

كَبِير ، وَاَللَّه أَعْلَم"

انتهى كلام ابن حجر...

قال كاتب هذه الأسطر: وفي نظري الكليل فإن قوله تعالى من قبله صفة توضيحية وليست تأسيسية فلا يتم الاستدلال

بها لأبي الوليد، وأمر آخر فلو كتب النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لظهر التعجب من سهيل، ولم يكن....وعلى

الرغم من ذلك فإن تكفير أبي الوليد رحمه الله مما يطول منه العجب-والله المستعان-، ثم ادعاء أنه شرى دنيا بآخرة حكم

ممن اطلع على الغيب فأين حرمة المسلم، وهذا –على الرغم- من أن في النفس من رأيه شيئاً...والقصة ليست بحاجة إلى

تعليق...نعم قد يقال إن بعض المستشرقين قد اعتمدوا على كلام أبي الوليد عندما أرادوا إثبات أن النبي صلى الله عليه

وآله وصحبه وسلم كان يعرف القراءة والكتابة، ولكن ما ذنب أبي الوليد وهو يتكلم عن شيء وهم يريدون شيئاً

آخر...فقط متى يترك الإنسان التهويل وتوابعه ولواحقه في المباحثات العلمية، ويكتفي بالمدارسة واستصحاب (قل

لعبادي يقولوا التي هي أحسن) .

الأمر الثالث: وقد بعثت باعتراض الأستاذ عمر حماد وجوابي عليه إلى ثلاثة من الشيوخ الفضلاء، والسادة العلماء النبلاء،

وهم:

الأستاذ الدكتور/ أحمد الحداد مفتي دبي وفقه الله تعالى،

الأستاذ الدكتور/ أحمد القضاة وفقه الله تعالى

الشيخ الدكتور/ الجيلي بلال وفقه الله تعالى

عسى أن أظفر منهم بتصحيح شيء تماديت فيه ولا أشعر... فأما الشيخ الدكتور/ الجيلي بلال فقد أجابني بأدب

معهود، وعبارة يورق منها يابس العود، وجعل التأويل الذي مال القلب إليه محتملاً، ولكنه رجح التأويل الذي ذهب إليه

الإمام النووي، وللأسف فقد ذهبت رسالته من جهازي فأرجو العفو في عدم عرضها .

وأما الشيخان الكريمان/ أحمد القضاة، وأحمد الحداد فقد يسر الله الاحتفاظ بحوابهما، وها هو أعرضه عليكم، فكان منه

الجواب التالي، –وأستسمحهما أن أذكر لكم جوابهما دون استئذان منهما في النشر العام، لكن لا يظهر أنهما

سيعذلانني على هذا إن شاء الله تعالى .

أولاً: جواب الأستاذ الدكتور/ أحمد الحداد مفتي دبي وفقه الله تعالى:

"وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

جزاكم الله تعالى خيرا عنا وعن القرآن وأهل القرآن

ماذا أقول لك سيدي العزيز؟؟ لقد شفيت وكفيت وكنت كما قيل في حبر الأمة عبدالله ابن عباس رضي الله تعالى

عنهما:

كفى وشفى مافي النفوس فلم يدع لذي إربة في القول جدا ولا هزلا

وأرى أنك قد وفقت في الجواب كما وفقت في الطرح في الكتاب، فلا تبال بعد ذلك ب.....

وقد كان ابن الأمير الصنعاني كثيرا ما ينشد:

أتانا أن سهلا ذم جهلا أمورا ما دراهن سهل

أمورا لو دراها ماقلاها ولكن الرضى بالجهل سهل

وفقك الله وزادك نبلا وعلما وفهما وحكمة

ولا أكتمكسرا أني مريض أحتاج لدعائكم فلا تظنوا به علي في نسمات الأسحار........." .

ثانياً: جواب الشيخ الدكتور/ أحمد القضاة

الأخ الحبيب

د. عبد السلام

حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعلم الله أني في شوق إلى رؤيتكم والتحدث إليكم والجلوس معكم

ويشهد الله أني أحببتك في الله، وأن لك في قلبي مكانة خاصة

وإن كنتُ عملياً شديد التقصير في التواصل معكم

أخي الحبيب

بلغني أنه صدر للدكتور فضل عباس كتاب جديد في الدراسات القرآنية، ولم أطلع عليه بعد

وربما كان ما أشرتم إليه قد أورده فيه

وأعلمُ أن الدكتور فضل عباس لا يرتضي كتابة شيء إلا بعد أن يتحقق ويتوثق منه

لكن المشكلة تكمن أحياناً في الاختلاف في فهم النص أو القول

أما ما ذكرتم بخصوص توجيه قول عائشة رضي الله عنها، فالذي أميل إليه، وأشعر أنه التوجيه الذي ينبغي حمل

قولها عليه هو ما ذكرتم مثله عن ابن مسعود رضي الله عنه، فهي تريد أن التحريم بخمس رضعات أمر ثابت قضى به

الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل حكم ثبت بالسنة فهو ثابت بالقرآن باعتبار أن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله،

وما شرع رسول الله مثل ما شرع الله

وهذا التوجيه لا إشكال فيه، ويخرجنا من إشكالات كثيرة يمكن إيرادها على الأحاديث التي جاءت في الصحيحين أو

أحدهما على أن مضمونها كان قرآناً يُتلى كحديث الخمس رضعات، والواديان من ذهب، والشيخ والشيخة.. إلخ.

ختاماً

أسألكم الدعاء

وأسأل الله لكم التوفيق لمراضيه والعمل بطاعته والقبول عنده

آمين

قال راقم هذه الأسطر: في النفس كثير مما يمكن التعليق عليه في هذه المباحثة العلمية، لكن الوقت عزيز...أرجو قبول

العذر، والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين والحمد

لله رب العالمين .
محبكم/ عبد السلام مقبل المجيدي

أستاذ مشارك للدراسات القرآنية/ جامعة ذمار/ اليمن


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا الرد واضح لا يحتاج إلى مناقشة ، حيث قد بين الدكتور رأيه واجتهاده في تفسير هذه اللفظة المشكلة ، فالدكتور اجتهد في تفسيرها ، وبين مقصده من كلمة تأكيداً ، وقد وافقه الدكتور /أحمد القضاة كما رأيتم .

والإمام الطحاوي قد رد هذه الزيادة من أصلها مع أنها في الصحيحين ، فأيهما أقرب إلى الصواب ـ مع احترامي لعلماءنا المتقدمين ـ من رد هذه الزيادة الموجودة في الصحيحين أم من اجتهد في تفسيرها ؟!
والجواب هو الأخير ، والله أعلم .

وهذه السيرة الذاتية للدكتور / عبد السلام المجيدي

[ سيرة ذاتية ]

البيانات الشخصية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاسم: عبد السلام مقبل عبده غالب (المجيدي).
الميلاد: تعز اليمن 1393 الموافق 1973م .
الحالة الاجتماعية: متزوج وله خمسة أولاد .
البريد الالكتروني : [email protected]
العمل: أستاذ مشارك للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة حضرموت سابقاً-جامعة ذمار حالياً، مستشار وزير الأوقاف، عضو لجنة مراجعة المصحف والإشراف على طباعته-وزارة الأوقاف، عضو لجنة المسابقات الدولية للقرآن الكريم-وزارة الأوقاف، عضو لجنة تحكيم مسابقة رئيس الجمهورية للقرآن الكريم.

المؤهلات العلمية (الأكاديمية):
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حاز على شهادة العالمية العليا (الدكتوراه) من جامعة القرآن الكريم في مجال التفسير وعلوم القرآن الكريم بتقدير (ممتاز) مع التوصية بطباعة الرسالة في 5جمادى الأولى 1422هـ الموافق 25/7/ 2001م، وكان عنوان أطروحته: (تعليم النبي r أصحابه ألفاظ القرآن الكريم).
حاز على شهادة التخصص الأولى (الماجستير) من جامعة القرآن الكريم في مجال التفسير وعلوم القرآن الكريم بتقدير (ممتاز) مع التوصية بطباعة الرسالة في عام 1999م، وكان عنوان الأطروحة (تلقي النبي r ألفاظ القرآن الكريم).
أكمل الدراسة الجامعية (البكالوريوس) في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان، وتخرج بتقدير ممتاز حاصلاً على الترتيب الأول على مستوى الجامعة .
أكمل الثانوية في صنعاء، وتخرج من القسم العلمي الثانوي حاصلاً على الترتيب الأول على مستوى المعاهد العلمية في اليمن .
درس المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة في الرياض، وكان ترتيبه الأول على مستوى المدرسة في كل منها .

المواهب والقدرات:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنهى حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم في الثانية عشرة من عمره في الحلقات التابعة للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض.
يحفظ القراءات السبع من طريق الشاطبية، والثلاث المكملة للعشر من طريق الدرة، والعشر (الكبرى) من طريق طيبة النشر بأسانيدها المتصلة .
يتحدث ويكتب باللغة الإنجليزية .
يعمل خطيباً وواعظاً في وزارة الأوقاف اليمنية بالإضافة إلى عمله الأساسي في الجامعة.

الأبحاث العلمية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ) تلقي النبيr ألفاظ القرآن الكريم: وقد طُبِع في مؤسسة الرسالة-بيروت، وهو عبارة عن رسالة الماجستير .
2 ) المنهج النبوي في التعليم القرآني-طبع في الأردن بإشراف جمعية المحافظة على القرآن الكريم-وطبع في الإسكندرية باسم (إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم) .
3 ) التنوير في أصول التفسير: كتاب مقرر في مادة أصول التفسير في جامعة ذمار .
4 ) لا إنكار في مسائل الخلاف: طبع ضمن سلسلة كتاب الأمة وصدر في ربيع الأول 1424هـ –طبعه مركز الدراسات-وزارة الأوقاف القطرية العدد 94.
5 ) إدارة الاختلاف في الرؤية القرآنية: بحث محكم مقدم لمؤتمر الإرشاد الأول في الجمهورية اليمنية تحت عنوان: منهج الدعوة في فقه الخلاف، وطبع في مجلة كلية دار العلوم المحكمة-القاهرة .
6 ) السلسبيل المورود قصة رحلة الخلود: (منهجية جديدة في التفسير الموضوعي)-طبع الإمارات-وطبعة أخرى في السعودية بتقديم مجموعة من كبار الشيوخ: كعلامة اليمن القاضي محمد إسماعيل العمراني- والأستاذ الدكتور: حسن الأهدل .
7 ) مراجعات في الجمع العثماني للقرآن المجيد (الدوافع، الأهداف، الإجراءات): بحث محكم طبع في مجلة كلية دار العلوم-القاهرة .
8 ) لجنة نسخ المصاحف العثمانية-بحث محكم منشور في مجلة جامعة حضرموت .
9 ) فن التوجيه عند المفسرين: بحث محكم منشور في مجلة كلية الشريعة-جامعة القرآن الكريم-الخرطوم .
10 ) منارات في فقه الدعوة: محاضرة ضمن فعاليات مؤتمر الهدي النبوي المقام في أبو ظبي-منشورة ضمن فعاليات الندوات .
11 ) مقدمة في فقه الأولويات: محاضرة منشورة ضمن سلسلة محاضرات الدورات التأهيلية لدورات الإرشاد التي تقيمها وزارة الأوقاف اليمنية .
12 ) التربية الدينية في المناهج الدراسية بحث محكم مقدم لوزارة الشباب، ومنشور في مجلة كلية التربية/ جامعة ذمار .
13 ) الاستخلاف في الأرض (رؤية قرآنية): بحث محكم مقدم للمعهد العالي الإرشاد ضمن كتاب التربية السكانية .

الشهادات التقديرية من المسابقات القرآنية الدولية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لديه شهادة مشاركة في التحكيم في المسابقة القرآنية الدولية التي تقام في مصر بإشراف الأزهر ووزارة الأوقاف المصرية في عام1996م .
لديه شهادة مشاركة في التحكيم في الدورة السابعة لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم-الإمارات العربية المتحدة 1424هـ.
لديه شهادة مشاركة في المسابقة القرآنية النسائية الدولية التي أقيمت في ليبيا تحت شعار (واعتصموا) في عام 1428هـ-2007م .
شارك في فعاليات مؤتمر (الهدي النبوي في الدعوة والإرشاد) ضمن ضيوف الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله خلال شهر رمضان المبارك1425هـ .
شارك في ندوة جامعة الدول العربية المنعقدة في سوريا تحت عنوان: الشباب العربي وتحديات الغزو الفكري-ممثلاً لوزارة الشباب والرياضة في اليمن .
شارك في المحاضرة فيما يزيد على اثني عشر دورة إرشادية أقامتها وزارة الأوقاف اليمنية لخطباء اليمن في المحافظات المختلفة .
 
اولا نشكر الباحث الفاضل وتلميذه على هذا الجواب واود اعلامه باني لا اعرفه وان كان والله تسرني معرفته وثانيا انا لم احتد في الحوار ولا احب الحدة فيه وثالثا قول التلميذ الفاضل ان جواب الشيخ واضح لا يحتاج الى تعليق فامر لا نوافقه عليه فاما كونه واضحا فنعم واما كونه لا يحتاج الى تعليق فلا اظن احدا قرا الموضوع بعناية ويرى انه لا يحتاج الى تعليق واما انا فارجيء تعليقي الان لارى ماذا يقول السادة المكرمون في هذا الشان
ولكن اود التنبيه الى اننا لا نختلف حول اراء العلماء في توجيه ما يسمى بمنسوخ التلاوة ولكن خلافنا في الراي الخاص الذي ذكره الدكتور الفاضل عبد السلام واني لارجو ان يكون الحوار حول هذا الراي وحده وليس حول توجيهات العلماء
ولعلنا نلتقي فيما بعد
 
بارك الله فيك دكتور / جمال .

شيخنا العزيز : أنا أقصد بأن الجواب كافٍ شافٍ في تأويل اللفظة التي أشكل على البعض فهمها وهي قوله : "
تأكيداً " .

أما تعليق الأخوة فحيهلا بتعليقات الجميع ، و لا مانع هنا أن نتناقش ونتحاور ، وكل يدلي برأيه ؛ وإلا لماذا فتح هذا الملتقى المبارك ، كما أن فيه شيوخ من أهل التخصص استفدنا من الجميع .
ننتظر تعليقات القراء الكرام .

جزاكم الله خيراً .
 
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موضوع من موضوعات الملتقى يحتاج إلى إتمام.
وأنا أبحث في النّتّ لا في الملتقى استفزّني العنوان فقرأت ما فيه؛ ووجدت أن لا أحد لبّى نداء الدّكتور جمال وعلّق ممّن ناداهم، وهو غير متعلّق بهم إلا من باب التّخصّص، ولا الدّكتور جمال عاد إلى الموضوع.
والأصل أن يعلّق فضيلة الدّكتور جمال أبو حسّان -حفظه الله- فهو من أنكر على فضيلة الشّيخ المجيديّ -حفظه الله- مقالته تبعاً لشيخه وشيخنا الأستاذ الدّكتور فضل حسّان عبّاس حفظه الله ورعاه وشفاه وأحسن خاتمته.
وصلّى الله تعالى على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
 
عودة
أعلى