بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم.
يرى كبار النحويين والمفسرين مثل الخليل وسيبويه والمبرّد وأبو حيان والطبري وبعض النحويين الآخرين، أن المثنى جمع، وأن أصل المثنى هو الجمع. والشواهد على ذلك كثيرة في كتاب الله عز و جل منها:
{{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}
{ {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}
{ {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}
في الآيات السابقة القرينة واضحة في إطلاق الجمع على المثنى لكن في قوله تعالى{ {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}} ، جاء قوله تعالى{بِهِمْ جَمِيعًا} } يعود في ظاهره على يوسف وأخيه وكبيرهم إلا أن السياق لا يؤيده ،فقد أضرب يعقوب عليه السلامعليه السلام عن حجج أكبر أبناءه في قوله تعالى{ {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}} كما أضرب عن حججهم في فقد يوسف عليه السلام، وعوده مرهون بإذن أبيه ،وعند النظر في اللاحق من السياق قال تعالى{ {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}} فدل ذلك على أن قوله تعالى{بِهِمْ جَمِيعًا}{ يعود على يوسف وأخيه فقط ،ويكون من إطلاق الجمع على المثنى بدلالة السياق ، وذلك قد يحدث لعلة بلاغية مثل التعظيم والتشريف كما ذهب إليه سيبويه وأبو حيان مثل قوله تعالى{{
وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}}
{
وقوله تعالى{{
قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ}
} وقد كان ليوسف وأخيه شأن عند أبيهم صرح به أخوتهم في قوله تعالى{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}{ }.
هذا والله أعلم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم.
يرى كبار النحويين والمفسرين مثل الخليل وسيبويه والمبرّد وأبو حيان والطبري وبعض النحويين الآخرين، أن المثنى جمع، وأن أصل المثنى هو الجمع. والشواهد على ذلك كثيرة في كتاب الله عز و جل منها:
{{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}
{ {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}
{ {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}
في الآيات السابقة القرينة واضحة في إطلاق الجمع على المثنى لكن في قوله تعالى{ {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}} ، جاء قوله تعالى{بِهِمْ جَمِيعًا} } يعود في ظاهره على يوسف وأخيه وكبيرهم إلا أن السياق لا يؤيده ،فقد أضرب يعقوب عليه السلامعليه السلام عن حجج أكبر أبناءه في قوله تعالى{ {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}} كما أضرب عن حججهم في فقد يوسف عليه السلام، وعوده مرهون بإذن أبيه ،وعند النظر في اللاحق من السياق قال تعالى{ {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}} فدل ذلك على أن قوله تعالى{بِهِمْ جَمِيعًا}{ يعود على يوسف وأخيه فقط ،ويكون من إطلاق الجمع على المثنى بدلالة السياق ، وذلك قد يحدث لعلة بلاغية مثل التعظيم والتشريف كما ذهب إليه سيبويه وأبو حيان مثل قوله تعالى{{
{
هذا والله أعلم