عبدالرحمن بن عبدالحفيظ برغال
New member
- إنضم
- 17/10/2014
- المشاركات
- 27
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الإقامة
- الأردن
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
إضاءات عن أشراط السّاعة
- يُقُومُ كثيرٌ من الناس بتفسير النّصوص الدّينيّة الواردة في الفِتن والمَلاحم وأخبار آخر الزمان بالتّخرُّصِ والجَهل ، فيُوقِعُونَهَا على أقوامٍ مَخصُوصِينَ ، وفي أزمنةٍ مُعيّنة ، أو بلادٍ مُعيّنة ، ويُكيّفُونَهَا تَكييفَاً بمحضِ آرائِهم وبلا علم .
- أخبارُ أشراط السّاعة وما يكون آخر الزّمان من الغيب الذي أَطلَعَ الله رَسوله على ما شاء منه ، وقد أخبرنا رسولنا ببعض ما يكون فيه من الملاحم والفتن ، والواجب علينا الإيمان به ، وبما جاء فيه ، دون إفراط أو تفريط ، فنُقِرُّ بهِ على وجهه .
- نجِدُ بعض النّاس وبعضَ من يُنسَبُ إلى العلم من المُتعجّلين المُتَكلّفين بمُجرّد ظُهور بوادِرَ لِأحداثٍ مُعيّنة سياسيّة أو عسكريّة ، يتَفاعَلُون معَها ، فيُسقِطُون الأحاديث على أشخاصٍ مُعيّنين ، وعلى وقائِعَ مُعيّنة ، ثمَّ بعد قليل يَنجلِي الحدَث ويَكتَشِفُوا أنَّهُم تَهَّوَّرُوا واستَعجَلُوا .
- ربُّما كان دافِعُهُم نبيلاً ، فهُم يحسَبُون أنّ فِعلَهُم هذا ممّا يَزيدُ يَقينَ المُسلمين ويُقوِّي إيمَانَهُم ، وحُسنَ قَصدهم لا يعني صحّةَ عملهم .
- إنّ ترقُّبَ حُصول أشراط السّاعة ليسَ بدعةً ولا خطأ ؛ خاصّة إذا حصَل بعضُ المُقدِّمات التي تدلُّ على قُرب ذلك الأمر ممّا جاءت بهِ الأخبار ، والدّليل على أنّهُ ليسَ بدعة ولا خطأ ، أّنّ الصّحابة – رضي الله عنهم – عندما سمِعُوا الرّسُول – صلى الله عليه وسلّم – يُحدِّثُهُم عن الدّجال وأكثر من ذكرِهِ ظنُّوا أنَّهُ في البساتِينَ بينَ النّخل ، بل وظنُّوا في شخصٍ أنَّهُ هو الدّجال ، ولم يُنكر – صلى الله عليه وسلّم – عليهم ترقُّبهم ، وإنّما طَمأَنَهُم عِندما ازداد خَوفُهُم { ما حدَثَ معَ الصّحابة جاء في الصّحيحين } .ولا يَزالُ العُلماء يَتَكلّمون في أشراط السّاعة ، ويَتوقَّعُون قُربَ حُصول بعض الأشراط ،ولكن يَنبغي أن لا نتَكلّفَ إيجادَ هذه العلامات من عِندِ أنفُسِنا ؛ لأنّ هذه العلامات وأشراط السّاعة أُمورٌ كونيّة غيبيّة لا بُدَّ أن تَقَع لا محالة ، ولَم نُخاطب باستِخراجها من عالم الغيب إلى عالم الشّهادة من عندِ أنفُسِنا .
- يَنبغي عدم الكلام بترتيب هذه الأشراط بلا علم من كتاب الله أو صحيح السُّنّة النّبويّة ، مثل أن يُقال هذه العلامة تَحصُل أوّلاً ثمّ هذه ثانياً ، بل ما جاء في النُّصوص مُرتّباً آمنّا بهِ ، وما لم يَجيء سَكتنا عنهُ .
- ويَنبغي أن لا يُؤثِّر هذا التّرُّقُبَ سلبياً على أداء الواجبات ، فهؤلاء الصّحابة – رضوان الله عليهم – آمنوا وصدّقُوا بهذه الأشراط ، وكانُوا أوّل المؤمنين بها ، وكانُوا من خيرة العباد ، وكانُوا يَدعُونَ إلى الله ويُجاهدُون في سبيل الله ويَجتَهدون في الطّاعات .
- ولِيَعلَمَ العبدُ أنّ قيام السّاعِةِ قريبٌ ، حتّى لو ظنَّ النّاسُ أنّها بعيدة ، قال الله تعالى وهو أصْدَقُ القائِلِين وأعلَمُ العالِمين عن يَومِ القِيامة : (( إنَّهُم يَرَونَهُ بَعِيداً (6) ونراهُ قريباً (7) )) سورة المعارج .
- وعِلمُ وقت قيام السّاعة ممّا استأثَرُ اللهُ بعلمِهِ فلا يَعلَمُه ملكٌ مُقرّب ولا نبيٌّ مُرسل ، قال الله تعالى لنبيِّهِ : (( وما يُدريك لعلَّ السّاعَة قريبٌ (17) )) سورة الشّورى ، وقال : (( وما يُدريكَ لعلَّ السّاعَةَ تَكُونُ قريباً (63) )) سورة الأحزاب ، وقال تعالى عن السّاعة : (( ثَقُلت في السّماوات والأرض ، لا تأتِيكُم إلا بغتة (178) )) سورة الأعراف
- ويَنبَغي على العبد أن يَعلَم أنّ الكلام في أشراط السّاعة وما يَتبَعُ ذلك من أُمور هو كلامٌ في الغيب ، فلا تُؤخذُ هذه الأمور من الأحاديث الموضُوعة والضّعيفة ، ولا من مرويّات الشّيعة الرّافضة ، بل عندنا ما يَكفي من كتابِ ربّنا وسنّةِ نبيّنا الثّابتة .
- ويَنبغي على العبد أن يُفرّقَ بينَ قول الرسُّول – صلى الله عليه وسلّم – ولفظُهُ ، وبين تفسير العالم لأقوال الرّسُول – صلى الله عليه وسلّم - ، فتفسير العالمِ مُعرّض للخطأ ، وليسَ هذا من التّنقُّص للعالم ، ولكن لأنَّهُ بشرٌ يُخطئ ويُصيب .
- وأخبارُ أشراط السّاعة الثّابتة في الكتاب والسُّنّة هي من الغيب الذي سوف يَقَعُ لا محالة ، والواجبُ علينا التّصديقُ بها ، ثُمّ امتثال الأحكام الشّرعيّة المُتعلّقة بها إذا حضَرَ وقتُها وحصَلَت .
مُستَخلَصٌ من كلام أهل العلم ، واللهُ تعالى أعلَمُ وأحكَم .