إضاءات حول مصحف قطر

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
138
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com

[align=center]بداية الفكرة 1991 والانطلاقة في 1999
الكواري يكشف رحلة مصحف قطر[/align]

2010-02-22
الدوحة - ياسين بن لمنور
كشف الدكتور خليفة بن جاسم الكواري مستشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وأول مشرف على مشروع مصحف قطر، وصاحب الفكرة، أن فكرة كتابة ونسخ مصحف قطر، بدأت من الناحية الرسمية في أغسطس 1991 . وقال الكواري للصحافيين إنه في تلك الفترة كان يقوم بمهام مدير الشؤون الإسلامية، ورفع مذكرة إلى وكيل المحاكم الشرعية اقترح فيها كتابة مصحف باسم قطر وهذه الفكرة موثقة خطياً. و أشار الكواري إلى أن هذه الفكرة لم تجد مجالاً للتنفيذ في ذلك الوقت إلى أن قام الأستاذ محمد أوزجاي أحد الخطاطين بزيارة أحمد بن عبد الله المري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وفي حوارهما أعيدت إحياء الفكرة، وانطلقت الفكرة من جديد من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لافتا إلى أنه في سنة 1999 انطلقت الفكرة إلى الواقع، بتوجيهات من الوزير بإعادة إحياء الفكرة القديمة، وقام آنذاك بوضع خطة مبسطة للمشروع مع تقدير مالي بسيط حسب أسعار ذلك الزمن مع بعض الضوابط الفنية والأمور الهامة المتعلقة بالموضوع.


ذكر أنه بصفته مديراً لإدارة الشؤون الإسلامية المنوطة بطباعة المصاحف وتوزيعها، بادر بالاتصال بالبروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية «إرسيكا» باسطنبول، الأمين العام الحالي منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك حرصاً على الإتقان والجودة العالية والاستفادة من خبرة المركز الذي يعتبر بحق أهم مركز في العالم يرعى الخط العربي ويعتني به من خلال منظومة متكاملة، وتم الطلب من المركز اقتراح الشروط والضوابط والمواصفات الفنية لكتابة المصحف من خلال مسابقة عالمية، وحرصوا أن تكون موضع أولوية وأساسا في هذا المشروع، كما طلبوا من المركز أن يجمع أسماء أبرز الخطاطين وأمهرهم وكذلك عناوينهم ووسائل الاتصال بهم، لاختيار الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في مسابقات الخط بالمركز وذلك حتى لا تُوسع دائرة الاختيار ويتم البدء حيث انتهى الآخرون، فضلا عن ترشيح أسماء أهم الشخصيات العلمية المتخصصة في الخط التي يمكن الاستفادة بها وبخبراتها كهيئة تحكيم للمسابقة العالمية بما يتناسب مع هذا المشروع الضخم لمصحف قطر، مع التركيز على موضوع الزخرفة والتذهيب والشكل النهائي للمصحف خارجياً وداخلياً.
وأضاف أنه في 22/4/1999 تمت مخاطبة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي بشرح الفكرة، وطلب التعاون والتنسيق للمسابقة، وبعد شهر تقريباً جاء رده الذي كان إيجابياً ومشجعاً، وفي 15/6/1999 رفعت فكرة المشروع وخطته إلى الوزير، واقترحوا عرض المشروع على سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتبني مشروع مصحف قطر، لتأتي الموافقة من سموه في 20/5/2000، وتم رصد المبلغ المقترح في حساب خاص باسم المشروع، وبهذه الموافقة الكريمة بدأ الأمل يتحقق لإنجاز مصحف قطر.
وأشار الدكتور الكواري إلى تلقيهم قائمة بأسماء 21 خطاطاً من ست جنسيات تقريبا من تركيا وبعض الدول العربية، وهذا من مركز الأبحاث «أرسيكا»، وفي 3/8/2001 وجهت الدعوة لهؤلاء الخطاطين؛ للمشاركة في المسابقة بكتابة خمس صفحات محددة من المصحف، ومرفق مع الدعوات شروط المسابقة وضوابطها، وكانت هذه هي المرحلة الأولى للمسابقة المشكلة من ثلاث مراحل.
و أكد أن العمل في مشروع الكتابة بعد توقيع عقود الاستكتاب مع الخطاطين انطلق في 25 ينويو 2003 وكانت الفترة المحددة لإنجاز العمل 24 شهراً، وبعد قرابة العامين تشكلت أول لجنة بقرار وزير الأوقاف رقم 7 لسنة 2005 الصادر في 12/3/2005، وقد صدر القرار قبل انتهاء كتابة المصحف بثلاثة أشهر، ونص في مادته الثانية على اختصاص واحد وهو تنشأ اللجنة تحت إشراف وكيل الوزارة للإشراف على خط مصحف قطر وكانت مكونة من رئيس وثلاثة أعضاء ومقرر، وكان من المقرر أن تنتهي كتابة المصحف في شهر يونيو 2005، ففي وقت صدور قرار تشكيل اللجنة كان أحد الخطاطين قد وصل إلى كتابة الجزء الثامن والعشرين والآخر قريباً منه، أي أنهما أوشكا فعلاً على الانتهاء من خط المصحف.

اختيار الخطاط :
وأوضح الكواري أن المفاجأة كانت كبيرة في عدد الأعمال التي وصلتهم، إذ تمت مخاطبة 21 خطاطاً فقط، ووصلهم 120 عملاً أي 120 خطاطاً، وحينما بدؤوا الفرز الأول لاحظوا أن أكثر الأعمال لا ترقى للمطلوب فتم استبعادها، واختارت لجنة الفرز -وهي لجنة محلية مُكونة من الإخوة الممارسين للخط- 47 عملاً، واتخذوا حينها قراراً بعدم استبعاد أي عمل يصل إليهم؛ لأن هذا يحقق الهدف المرجو، وهو اختيار أجمل خط، وقد تكون أحد هذه الأعمال أفضل ممن وجهت الدعوة لهم للمشاركة في المسابقة، وجاءت المفاجأة الكبرى أن الخطاط صباح مغديد الأربيلي لم توجه له الدعوة بالمشاركة في المسابقة، وفاز في اختيار هيئة التحكيم العالمية بينما أستاذه لم يفز، وكانت مكافأة من فازوا بكتابة نموذج خمس صفحات هي 500 دولار.
وأوضح صاحب الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة الخرطوم، أنه في المرحلة الأولى أيضاً تم تشكيل هيئة التحكيم باقتراح من مركز الأبحاث، وتم اختيار 4 أسماء منهم وشُكلّت الهيئة برئاسة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي بوصفه مديراً لمركز الأبحاث آنذاك، وعضوية الأستاذ الخطاط حسن جلبي من تركيا وهو يعتبر الآن الأستاذ الأول في الخط وتعليم الخط في العالم، وهو الذي كتب على جدران المسجد النبوي الشريف في التوسعة، وكذلك في مسجد قباء وله العديد من الأعمال والخطوط التي تميزه، والأستاذ الناقد الدكتور مصطفى أوغور درمان من تركيا وهو أحد خبراء الخط والناقدين والمدرسين بجامعات اسطنبول، والأستاذ الدكتور محمد سعيد الشريفي من الجزائر الذي كتب أربعة مصاحف، والأستاذ محمد التميمي وهو مقرر هيئة التحكيم من أرسيكا وأحد المديرين في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، ثم عقدت هيئة التحكيم اجتماعها الأول بمدينة الدوحة في الفترة من 20 إلى 22/5/2002 للنظر في أعمال المتسابقين في المرحلة الأولى بعد الفرز وهي 47 عملاً، وبعد 5 اجتماعات تقريباً انتهت هيئة التحكيم إلى اتخاذ قرارين هامين الأول؛ نظراً لقوة الأعمال والتنافس الشديد بين المتسابقين رأت هيئة التحكيم تمديد فترة المسابقة من مرحلتين إلى ثلاث مراحل، واقتصار المرحلة الثانية على 7 فائزين من المرحلة الأولى، حيث قالوا لا نستطيع اختيار ثلاثة أعمال فقط لقوة الأعمال المقدمة، وبالفعل تم عقد مسابقة أخرى لهؤلاء السبعة الفائزين وطلبت منهم هيئة التحكيم كتابة جزأين هما الجزء الثاني والجزء الثامن والعشرين، وكان هذا الاختيار مقصوداً، وذلك لتمييز الأعمال ووضوح قوة وخبرة ونضوج الخطاط، وأوصت الهيئة كذلك أن تُرفع قيمة الجوائز للفائزين الأول والثاني والثالث، للأول من 75 ألف دولار إلى 100 ألف دولار، وتُرفع للثاني والثالث من 30 ألف دولار إلى 50 ألف دولار لكل منهما، وبعد هذا الاجتماع وجهت إدارة الشؤون الإسلامية خطابات تدعو هؤلاء الخطاطين السبعة للمشاركة في المرحلة الثانية من المسابقة وحددت مكافأة لكل مشارك 2000 دولار، وتم تحديد زمن للانتهاء من الكتابة في شهرين وفق الشروط والضوابط الفنية للمسابقة، وفي الموعد المحدد وصلت أعمال ستة من الخطاطين واعتذر السابع، وتم إرسالها لأعضاء هيئة التحكيم كل في بلده تمهيداً لعقد الاجتماع الثاني لهيئة التحكيم.
واعتبر الدكتور الكواري تاريخ يوم الأربعاء 25 ربيع الثاني 1424هـ الموافق 25/6/2003 من اللحظات التاريخية لدولة قطر في مشروعها الجليل المبارك مصحف قطر، وهو توقيع عقد كتابة المصحف مع الخطاطين، وفي عقد الاستكتاب كانت هناك شروط وضوابط إضافة إلى ملاحظات فنية وعلمية للأخذ بها في المرحلة الثالثة والأخيرة التي ستحدد الفائز منهما، وحددت الفترة الزمنية للكتابة بعشرين شهراً، وأربعة أشهر للتصحيح.

الصعوبات :
وعن الصعوبات التي واجهت المشروع، أشار الدكتور الكواري إلى أن أبرزها هي قلة الخبرة بهذا العمل الضخم، مشيرا إلى التمكن من التغلب عليها باستشارة أصحاب الخبرة والاتصال بهم لترشيح أبرز الخطاطين العالميين، واختيار هيئة التحكيم، ولفت إلى أن عملية الكتابة والنسخ للمصحف مرت على مرحلتين، في الأولى بدأ فيها الخطاطون الكتابة وكانت في بلدانهم وتم تشكيل لجنة للتصحيح ثم إرسال الأعمال بعد تصويبها بالبريد، وكانت مرحلة مهمة لتنبيه الخطاطين إلى ما تريده اللجنة في إخراج الشكل وتراكب الحروف وغيرها، وأوضح بوجود بعض التعطيل لعمل الخطاطين؛ بسبب عمليات المراسلة للأعمال ثم تصويبها وإعادة إرسالها إليهم، لذا تم الطلب فيما بعد من الوزير بضرورة إحضار الخطاطين إلى الدوحة والإقامة بها؛ لمتابعة العمل مباشرة وعن قرب ودون تعطيل، وبالفعل حضر الخطاط عبيدة محمد صالح البنكي من سوريا، ولكن الخطاط صباح الأربيلي كانت لديه بعض الصعوبات في الإقامة الدائمة بالدوحة لصعوبة ترك بريطانيا فترة طويلة لظروف إقامته بها، وأشار إلى وصول عبيدة البنكي إلى الدوحة في شهر يونيو 2004 وأقام بها منذ بدء العمل تقريباً بعد مرور حوالي سنة على استكتاب عقد المصحف، ثم وصلت أسرته فيما بعد، وفي نفس الفترة وصل صباح الأربيلي، ولكن كانت إقامته بالدوحة متقطعة.

المراحل :

وكشف الكواري على أن المصحف كعمل إجمالي من الناحية العملية يشتمل على ثلاث مراحل تتمثل في مرحلة الكتابة، ومرحلة التدقيق والتصحيح للنص المقدس، ومرحلة الطباعة، وأوضح بأنه لما كان مسؤولاً ومشرفاً على المشروع منذ بدايته خلال المرحلة الأولى وهي مرحلة الكتابة، انطلق العمل منذ أن كان فكرة إلى الإعلان عن المسابقة، ولكن مرحلة الكتابة نفسها كانت عبارة عن ثلاث مراحل، وكتابة المصحف جاءت خلال مرحلتين دون تخطيط مسبق لهما، ولكنها كانت بالفعل في مصلحة المشروع، ففي الاجتماع الرابع وهو من أهم الاجتماعات لهيئة التحكيم وبحضور اللجنة المشرفة على المشروع في إسطنبول وبالتحديد في شهر يوليو 2005، وبعد انتهاء مدة الكتابة بحوالي 20 يوماً من عقد الاستكتاب، عقدت لجنة التحكيم اجتماعها الأهم باسطنبول بحضورهم، وسبب أهمية الاجتماع أنه من المفترض أن تنظر هيئة التحكيم إلى عمل الخطاطين بعد انتهاء كتابة المصحف والعمل كاملاً حسب ما نص عليه عقد الاستكتاب برئاسة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، وأكد بأن فترة الكتابة المحددة انتهت والخطاطون لم ينتهوا من كتابة المصحف فكان أحدهم قد وصل إلى الجزء الثامن والعشرين والآخر تقريباً وصل إلى الجزء الثالث والعشرين أو الرابع والعشرين، ولفت إلى أنه كان بالإمكان تمديد فترة كتابة المصحف ثلاثة أو أربعة أشهر أخرى لإنجاز ما تبقى من العمل.

التذهيب :
وبخصوص عملية التذهيب أكد الدكتور الكواري أنه في الاجتماع الرابع، تم عقد اجتماع آخر لمناقشة التذهيب والزخرفة لمصحف قطر كالصفحات الأولى والأخيرة من المصحف، وأشار إلى أن التذهيب والزخرفة كانت من خلال مسابقة مغلقة خاصة في تركيا؛ لمهارتهم الفائقة
المشهود لهم بها دون منافس، وتم رصد مكافأة 3000 دولار لكل مزخرف، وتولت هيئة التحكيم لمسابقة مصحف قطر مسؤولية التحكيم في مسابقة الزخرفة ومتابعة أعمال المزخرفين والمذهبين، وتم تكليف ثلاثة أشخاص بهذا العمل من الرجال والنساء،
بشروط وضوابط فنية، وشملت أعمال الزخرفة صفحة سورة الفاتحة وبداية سورة البقرة والإطارات ومربع اسم السورة والأجزاء وصفحات بداية ونهاية المصحف وغير ذلك، وكذلك غلاف المصحف والكعب، وأنجزت كلها خلال فترة عمله بالمشروع في ثلاثة
أشهر تقريباً، كما تم في نفس الاجتماع الذي كان بحضور الأستاذ حسن جلبي أستاذ الخط والخطاطين باسطنبول والعالم
الإسلامي ثم مناقشة الخطاطين لبعض الجوانب التي تنبغي مراعاتها.

المسابقة النهائية :
وأشار الدكتور الكواري إلى أنه تم تحديد اجتماع هيئة التحكيم بعد انتهاء سنة التمديد في مدينة الدوحة في يناير 2007 لإصدار الحكم النهائي في مسابقة مصحف قطر، وسبقها أن أرسلت نسختا المصحف الشريف إلى أعضاء هيئة التحكيم للمراجعة ومن ثم الحضور للاجتماع بالدوحة ومناقشة رأيهم وما توصلوا إليه، والإعلان عن النسخة الفائزة بمشروع مصحف قطر، وبعد وصول هيئة التحكيم عقدت معهم اللجنة عدة اجتماعات؛ لمناقشة ما توصلوا إليه، وقُدمت النسخ مرمزة دون أسماء، وعبر الكواري عن خشيته يومها من اختلاف أعضاء هيئة التحكيم على تحديد الفائز بالمركز الأول، لكن حُسم أمر النسخة الفائزة، وهي نسخة الخطاط السوري عبيدة محمد صالح البنكي، والنسخة الثانية رجعت للخطاط العراقي صباح مغديد الأربيلي من أكراد العراق، ووافق الإعلان عن الفائز في مشروع مصحف قطر بدء عام هجري جديد، في غرة المحرم 1428هـ الموافق لـ20 يناير 2007 بحضور جميع أعضاء هيئة التحكيم، ووسائل والإعلام، وصدر بذلك بيان شامل.
وكشف الكواري لأول مرة عن سبب عدم اختيار نسخة ثالثة والسبب كان في اختلاف هيئة التحكيم، المكونة من التركيين حسن شلبي ومصطفى والجزائري الدكتور محمد السعيد الشريفي، إذ اختار الأتراك نسخة مواطنهم ممتاز في حين اختار الجزائري نسخة العراقي عدنان الشيخ وتم حجب المرتبة الثالثة لعدم تنازل أي منهم على موقفه.

الزخرفة :
وقام الكواري في اليوم التالي للإعلان عن الفائز بالمركز الأول وخط مصحف قطر، وقام في 21 يناير 2007 بزيارة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسلمه المصحفين المخطوطين، وكذلك سلمه جميع أعمال الزخرفة كاملة. وأشار إلى أن أعمال الزخرفة، ودقة أعمال المزخرفين تجد أن كل زخرفة تعتبر لوحة فنية بذاتها من جمالها ودقة الرسم وروعته وتناسق الألوان، واصفا إياها بالأعمال الرائعة، لافتا إلى أن المصحف في شكله النهائي تحفة فنية رائعة مع حسن خط النسخ الذي كُتب به المصحف، وتمنى أن يُعتنى بأعمال الزخرفة والنسخ الأصلية للمصحف حفظاً وعرضاً، لما يمثله مصحف قطر من رمزية دينية وتاريخية لدولة قطر، وكذلك القيمة الفنية لخط وزخارف المصحف، والتي قال إنها ستكون مرجعاً علمياً وفنياً للخطاطين والمزخرفين والمهتمين بذلك.

المواصفات :
وقال صاحب فكرة مصحف قطر إن الجديد في المصحف أنه آخر مصحف يُكتب في العالم الإسلامي حتى الآن، وأن هذا المصحف وما تميز به المشروع الأول في تاريخ العالم الإسلامي الذي يُطرح للكتابة في مسابقة عالمية، مشيرا إلى أنه جرت العادة بتكليف خطاطٍ معينٍ لكتابة المصحف، ولكن الأمر يختلف في المسابقة وخاصة أنها مسابقة عالمية تضم أفضل خطاطي العالم، لافتا إلى أن هذا ميدان تنافسي شديد جاد يُخرج كل خطاط أقصى ما لديه من خبرة وإبداع، وليس أدل على ذلك من أن هيئة التحكيم أكدت أن الأعمال الستة الفائزة في المرحلة الأولى كانت أفضل بكثير من المصاحف المطبوعة والمتداولة حالياً، فهذه ميزة من الناحية الفنية في فن وعلم الخط، مؤكدا على أنه من وجهة نظر قطرية بحتة أن هذا هو مصحف دولة قطر لابد أن تحقق به تميزاً يتوافق مع نهج وسياسة الدولة وسمو الأمير بالتميز والاستقلالية في الإنجاز والأعمال، مؤكدا على أن مصحف قطر بالنسبة لدولة قطر هو عمل تاريخي هام.

المصدر : صحيفة العرب القطرية .
 
[align=justify]
تنافس شريف في موضوع شريف ، وإن كان للنقد شأن هنا لكن ما فائدته ، فكتاب الله يحتاج منا في هذا الزمن إلى ماهو أكثر من خط وطباعة ، بل وددت والله أن لي من الأمر شئ فلا يطبع ( للعرب خاصة) مصحف واحد لعشر سنين أو تزيد ، لعل بني أمتي يتكلف واجدهم البحث عن مصحف فيستحثه بحثه للمحافظة عليه وصونه من الابتذال ، ومن سفهاء البيت أو من تسفه من كباره ، أما تدبره أو العمل به فهذا شأن آخر .

بالله كيف قلبك حين تجد كتاب الله مدسوسا في أرفف الأحذية في بعض المساجد ، أو ملقى في الطريق ، أو في أي مكان يصان عنه ماهو دونه ودونه ودونه في الشرف ، ياسبحان الله كيف وهو الذكر الذي به شرفنا .

في رمضان المنصرم كنت في بيت الله الحرام ، فرأيت مصليا ينتظر الصلاة قد مد قدميه تجاه المصحف وربما لامسه إن هز رجله من خدر ونحوه ، فطلبت منه أن يثني ساقيه أو يغير اتجاههما ولم أتعد في نصحي سوى ذلك ، بل كنت معه متلطفا ، فأبى وتذرع بأن هذا لا ينافي التعظيم ، فأخذت أبين له بأن هذا أمر لا ينبغي وإن كنت لا أشك أنك معظم لكتاب الله ، إلا أنه احتد وأخذ يجادل فما كان إلا أن أخرجني من طور إلى طور آخر ، فرفعت قدمي وقلت هب أني وضعت هذه القدم في وجهك أكان هذا يستثيرك ويشعرك بالإهانة أم غيرهذا ، فثنى ساقيه على الفور ، ولا أدري أمن هيبة المضي في الفكرة أم هو قيام الحجة في صدره ، أسأل الله أن يغفر لي وله .

وهنا وقفة مع مثل هذه المسألة ، هل يتوجه أن ينبَّه لمثل هذا كل أحد ، أم أنها قضية لها ملابساتها وحيثياتها... ، فما من مسلم إلا وفي قلبه من تعظيم الله وتعظيم شعائره شيئا قل أو كثر ، وفي الحقيقة أنها مسألة دقيقة متى ما قامت بقلب المسلم تنبه لأمور كثيرة في باب التعظيم لجناب الله مما يوقعه في الحرج أحيانا ، بما لا ينبغي أن يلفت له قلوب الناس إلا في المهم من ذلك ، وإن لها لأخوات وأخوات نتركها جميعها لوقت آخر إن شاء الله ( تعطيم المصحف ) .

نحن في يومنا وأمسنا وغدنا أحوج مانكون لأمر آخر غير الطباعة والزخرفة ، بحمد الله منذ أبصرت عيناي الدنيا لم يتعسر علي أن أجد مصحفا في المسجد أو البيت أو السيارة أو المكتب أو الطائرة ...،

هذا لا يعني توقف مثل هذه الأعمال الشريفة بقدر مايعني توجيهها ، وإلا فهذا البذل والعطاء السخي والتنافس المحمود مطلب جميل وتنافس شريف ، لكن لو صرفت الهمم إلى عمل إسلامي آخر ، أو أمر يثور به القرآن في حياة الناس لكان هذا حسنا.

لكنه زمن الشكل والمادة ، وتناقص الروح والجوهر ، وهما جناحان من ألوان الحياة جرت بهما سنة التدافع وتاريخ الناس ، فكلما نقص الجانب الروحي في أي لون من ألوان الحياة كانت توفيته في الشكل والزخرف .

وعموما فهذا الجهد يسر وينفع إن شاء الله ولا يضر ، وفيه دلالة على همة شريفة ومطلب للذكر الحسن ( مصحف قطر) .


شكر الله لك أبا عبدالله على نقلك لهذا اللقاء الذي استوقفني ، وعلى موضوعه الذي كان له استيقاف سابق ، والشكر موصول لكل من أتى على ذكرهم هذا اللقاء ، لسعيهم في هذا العمل الشريف .
كما أسأله سبحانه أن يملأ قلوبنا تعظيما له ولكتابه ، وإن يثمر بهذا التعظيم عملا وفهما وفلاحا .[/align]
 
أضحك الله سن الشيخ ابن الشجري

العمل هو أبلغ الحجج
 
أخي الحبيب ابن الشجري حيك الله وبيَّاك .
أما إنك قد قلتَ حقاً ، فقد وقع بعض المسلمين في هذا الأمر فاستهانوا بالمصحف ولم يعظموه حقَّ تعظيمه ، ولكنَّ هذه التصرفات الشاذة لا تمنع من العناية به وطباعته ونشره، فما رأيتَه أنت من صور الامتهان رأيتُ أكثر منه من صور التعظيم والحاجة الشديدة لنسخة منه في أصقاع متفرقة من عالمنا الإسلامي الممتد من المشرق إلى المغرب .
وصلتني نسخة جميلة رائعة من مصحف قطر هذا الذي نتحدث عنه في زيارتي الأخيرة للشارقة لحضور مؤتمر التفسير الموضوعي للقرآن الكريم جزى الله من أهداها لي خيراً .
وهي نسخة جميلة الإخراج ، مريحة للقراءة جداً ، طُبعت في مطبعة ماس باستانبول بتركيا ونال شرفَ خَطِّها الخطاطُ السوريُّ عُبيدة صالح البنكيُّ وفقه الله ، وقد سبق أن بدأنا حواراً في ملتقى أهل التفسير معه حول تجربته في خط هذا المصحف لعلنا نكمله الآن بعد صدور المصحف ونشره ، حيث كان مشغولاً من قبل بالإشراف على إخراجه وطباعته .
وقد كتب على رواية حفص بن سليمان .
qatar2.jpg
وغلاف المصحف غلاف جميل عنَّابي اللون يسر الناظرين فعلاً .
qatar1.jpg
واللجنة العلميَّة التي أشرفت على طباعته هي :
- الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي رئيساً
- الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف عبدالله نائباً للرئيس
- الشيخ سيد علي عبدالمجيد عبدالسميع وكيلاً
- الشيخ حسن عبدالنبي عبدالجواد عراقي وكيلاً
- الشيخ سلامة كامل جمعة قناوي عضواً
- الشيخ علي سيد شرف عضواً
- الشيخ حسن عيسى المعصراوي عضواً

وفيما يبدو لي أنه سيكون له حظوة عند القراء مستقبلاً لجمال إخراجه والعناية به ، وخاصة الذين سيبدأون الحفظ عن طريقه . أما الذين تعودوا على غيره فلا أظنهم سينتقلون إليه إلا بصعوبة .
وأما الحديث عن تفاصيل الخط ، ومحاسنه وما فيه من ملحوظات علمية أو فنية فسيكون لها مجال آخر بعد اطلاع الباحثين عليه ، والتدقيق فيه .
نسأل الله أن ينفع به المسلمين ، وأن يبارك في كل جهد مخلص لخدمة القرآن وأهله .

الرياض في 15/5/1431هـ
 
بارك الله فيك أبا عبد الله فما عهدنا منك الا كل خير
بالنسبة لشيخنا ابن الشجري فجزاك الله خيرا فقد أعجبت بنصحك الفعلي اكثر من القولي وأظن صاحبك قد قامت عليه الحجة وضحك
أما ما ذكر أبو عبدالله في تعقيبه فاذكر لكم قصة بسيطة حصلت معي - اذ من ملك مصحفا او تيسر له ليس كمن عجز عن ذلك -
أعرف عاملا أرتيري على صلاح واستقامة طلب مني مصحفا من الحجم الكبير ليهديه لوالده عند سفره ، فوفرت له عشر نسخ ، وعند عودته قال : لو رأيت دموع والدي وجدي وبقية كبار السن من أهل قريتي لعجبت وبكيت معهم فقد فرحوا بها أكثر فرحهم بعودتي .وقام كل منهم بصنع حقيبة خاصة بيده لمصحفه ، والويل لمن اقترب من كنزه ، فكيف بمن سولت له نفسه إهانته .
وفقكم الله وسددكم
 
عودة
أعلى