إشكال في قول لمجاهد في قوله تعالى لاتقولوا راعنا

إنضم
08/04/2005
المشاركات
235
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله مشايخنا الأكارم.. وقفت على إشكال في قول لمجاهد ذكره الطبري 2/459شاكر.. عند قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لاتقولوا راعنا.. الآية حيث قال مجاهد: لاتقولوا خلافا.. ثم ذكر الطبري تعليقا على كلامه لكنه لم يزيل الغموض الظاهر في قول مجاهد.. وقد رجعت لعامة كتب التفسير فلم أجد بيانا شافيا.. ماذا يقصد مجاهد رحمه الله في قوله: لاتقولوا خلافا؟
 
ذكر ذلك الطبري رحمه الله في آخر كلامه عن الأقوال فقال : فأما التأويل الذي حكي عن مجاهد في قوله : ( راعنا ) أنه بمعنى : خلافا ، فما لا يعقل في كلام العرب؛ لأن "راعيت" في كلام العرب إنما هو على أحد وجهين : أحدهما بمعنى "فاعلت" من "الرِّعْيةِ" وهي الرِّقبة والكلاءة ، والآخر بمعنى إفراغ السمع ، بمعنى "أرعيته سمعي" ، وأما "راعيت" بمعنى "خالفت" ، فلا وجه له مفهوم في كلام العرب ، إلا أن يكون قرأ ذلك بالتنوين ، ثم وجَّهه إلى معنى الرعونة والجهل والخطأ ، على النحو الذي قال في ذلك عبد الرحمن بن زيد ، فيكون لذلك - وإن كان مخالفا قراءة القرَأة - معنى مفهوم حينئذ .
طبعة دار هجر 381/2
 
جزاكم الله خيرا شيخ وليد.. كلام الطبري على قول مجاهد لم يزل الغموض.. ماذا يقصد مجاهد بقوله.. راعنا أي: خلافا.. ماذا يعني بخلافا
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل تفسيره على قراءة : (راعناً) . فالرعونة خلاف وليست وفاقاً .
 
لما كانت اللغة لا تحتمل أن يكون معنى راعنا (خلافاً) فلا مناص من حمل كلام مجاهد على أن خلافاً راجعة إلى النهي أي لا تقولوا راعنا خلافاً ليهود، ولا مانع من أن من جاء بعد مجاهد ومنهم الطبري فهموا كلام مجاهد بأن (راعنا) معناها (خلافاً)، وحاول الطبري أن يوجه هذا المعنى فلم يفلح بتوجيه قوي لأنه بادئ بدء مما لا يمكن توجيهه.
 
زاد ابن المنذر عن مجاهد :


حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي قوله " {وَرَاعِنَا} خلافا يلوون به ألسنتهم "تفسير ابن المنذر (2/ 733)
 
قول مجاهد بن جبر رحمه الله محمول على بيان عموم حكم الآية، أي: لا تقولوا قولاً يخالف لفظه ما يفهم من معناه بسوء.
لا أنّ "راعنا" معناها "خلافا"
والخلاف في القول والخَلْف فيه هو الساقط الرديء، ومن أمثال العرب: سكت ألفاً ونطق خَلْفاً.
والخُلْف هو الإخلاف.
كما قال البحتري في رجل وعده مائة دينار فلم يف بوعده:
المئةُ الدنيارِ منسيةٌ ... في عِدَةٍ أشبعتها خُلْفا
لا صدقَ إسماعيل فيها ولا ... وفاء إبراهيم إذ وفى
إن كنت لا تنوي نجاحاً لها ... فكيفَ لا تجعلها ألفا
والمقصود أنه يصحّ في اللغة أن يقال: "قال خلافاً"، و"قال خَلفاً"، كما يقال: "قال هجراً" ، أي كلاماً عجيباً منكراً أو فاحشاً من القول.
ومنه حديث: "ما له أهجر؟" أي: أقال هجراً.
ويقال: قال جهلاً، أي قولا فيه جهالة.
كما قال النابغة الذبياني في شأن عامر بن الطفيل وتشبيبه بالفزارية:
فإن يك عامرٌ قد قال جهلاً.. فإنّ مظنّة الجهل الشباب
فإنك سوف تحلم أو تناهي .. إذا ما شبت أو شاب الغراب
 
عودة
أعلى