إشكال في فهم قاعدة ترجيحية

إنضم
10/04/2011
المشاركات
129
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال تعالى :(( إِنّما الصّدَقَاتُ للفُقَراءِ والمَسَاكينِ والعَامِلِين عليها والمُؤلّفة قلُوبُهم وَفي الرّقاب والغارمين وفي سبيلِ الله...)) الآية
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : قال ابن الجوزي : إذا أُطلِقَ ذِكرُ ((سَبيــل الله)) فالمراد به الجهاد ..
وقال ابن دقيق العيد : ((في سبيل الله)) العرف الأكثر فيه استعماله في الجهاد..اهـ
فيخرج بذلك جميع الأقوال الأخرى التي قيلت في معنى ((وفي سبيل الله )) , والتي منها :
أنّ المُراد بذلك الحجيج , ويُروى هذا عن ابن عمر , وبه قال محمد بن الحسن من الحنفية , وإسحاق , وهو رواية عن الإمام أحمد.
ومنها أنّ المراد جميع القُرَب فيدخل فيه كل سعي في طاعة الله , وسبُل الخير.
ومنها أنّ المراد طلبة العلم.
وتعليل ذلك : عملاً بقاعدة الترجيح إذا اختلفت الحقيقة العُرفيّة والحقيقة اللُّغويّة في تفسير كلام الله قُدّمت العُرفيّة..
ومعلومٌ أنّ إطلاق لفظ (( في سبيل الله )) على الغزو والجهادكان شائعاً في الاستعمال عند نزول القرآن ..
ذكر ذلك كُلّه الشيخ الدكتورحسين الحربي حفظه الله في كتابه ,
الذي استُشكِلَ عليّ هو أنّي كُنتُ أعلم -بل ومُتأكدة -أنّ طـلب العلم من الجهاد , خاصّة بعد قراءتي لقول لابن عُثيمين رحمه الله في كتابه (كتاب العلم )حيث قال : (فالعلم من أفضل الأعمال الصالحة , وهو من أفضل وأجلّ العبادات , عبادات التطوّعِ , لأنّه نوع من الجهاد في سبيل الله , فإنّ دين الله عزّ وجلّ إنّما قام بأمرين: أحدهما العلم والبرهان , والثاني القتال والسنان .. إلى أن قال رحمه الله : والأوّل منهما مُقدَّمٌ على الثاني , ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلّّم لا يُغِيرُ على قومٍ حتى تبلغهم الدعوة إلى الله عز وجل فيكون العلم قد سبق القتال.اهـ
فتفاجأتُ بأنّه لا يُراد به طلب العلم حسب القاعدة السابقة لكونه لفظاً طارئاً بعد نزول القرآن وليس مُقارناً له فلا يجوز حمل الآية عليه اعتماداً على شروط تقديم العرف على اللغة ,

فكيف أجمع بين هذه القاعدة وبين قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السابق؟؟
 
السلام عليكم
إذا تأملنا جيدا كلام العلامة ابن عثيمين لوجدنا أنه يجعل طلب العلم " نوع من الجهاد " و ليس هو الجهاد في سبيل الله و الجهاد له معنى عام كما جاء في حديث فضالة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " المجهاد من جاهد نفسه في طاعة الله " و له معنى خاص و هو المعروف ... فإذا رجعنا إلى قاعدة تقديم الحقيقة العرفية - و يصح نعتها بالشرعية في هذا المثال - على الحقيقة اللغوية وجدنا أن طلب العلم لا يدخل في " سبيل الله " لكن في الآية التى ذكرتها الأخت بالذات لوجود القرائن و ممن بينها القاعدة المذكورة إلى جانب قاعدة " العطف يقتضى المغايرة " ...
 
بارك الله فيكم .
أما كلام الشيخ ابن عثيمين في اعتباره طلب العلم باباً من أبواب الجهاد في سبيل الله فهذا صحيح ، وليس منفرداً بهذا القول بل وافقه عليه كثيرون قديماً وحديثاً ، وهو فهم يعضده مفهوم بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية .
وأما إدخال طلبة العلم تحت مصرف (في سبيل الله) في آية الصدقات في سورة التوبة فهذا موضوع آخر .
وإعمال القاعدة التي تقول : (إذا اختلفت الحقيقة العرفية والحقيقة اللغوية في تفسير كلام الله قدمت العرفية) يوجب قصر معنى في سبيل الله بالغزاة في سبيل الله خصوصاً لأنه المعنى الذي يكاد يجمع عليه المفسرون للآية ، وبعضهم اقتصر عليه ولم يذكر غيره معه، والذين ذكروا غيره كطلب العلم ذكروه معه أيضاً ، ولكن يبقى لقول من يرى أن طلب العلم يدخل تحت هذا السهم وجاهة، ويفتي به كثير من أهل العلم ، ولا سيما عند تعطل الجهاد بالسيف في سبيل الله . وإن كان الحصر في آية الصدقات لا يستقيم مع توسيع مفهومات هذه الأصناف حتى تخرج عن الحصر والله أعلم بالصواب .
 
جزاكم الله خيراً شيخ عبد الرحمن
لازال رأسي يدورحول هذه المسألة , أحاول أتذكّر المرجع الذي سمعتُ فيه أن الزكاة يصحّ دفعها لطالب العلم , لدرجة كنتُ أدلّ بعض الناس إلى أن يدفعوها للطلبة ,, مُتأكدة من ذلك .. أتساءل هل من الشيخ ابن عثيمين نفسه رحمه الله؟؟وأين؟
بل وأذكر أنه زادني تأكيداً ماسمعته عن ابن المبارك رحمه الله من سخائه لا سيما لطلبة العلم لكن هل هي نفقات أو زكوات ؟؟ لستُ أعلم .. بصراحة الموضوع هام بالنسبة لي وأرجو من يوضّح ويشفي بجوابه !
 
عودة
أعلى