إشكال في رسم كلمتي (سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام)

مدثر خيري

New member
إنضم
30/12/2009
المشاركات
893
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
العمر
43
الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وقفت على عدة مصاحف في رسم كلمتي (سقاية، وعمارة) في سورة التوبة فوجدت في جميع المصاحف التي وقفت عليها إثبات الألف في الكلمتين ووجدت نصاً لابن الجزري يخالف ما هو معمول به في هذه المصاحف من إثبات الألف، بل نص على حذف الألف فيهما وهذا نص كلامه من النشر:
وقد رأيتهما في المصاحف القديمة محذوفتي الألف كقيامة وجمالة؛ ثم رأيتهما كذلك في مصحف المدينة الشريفة ولم أعلم أحداً نص على إثبات الألف فيهما ولا في إحداهما وهذه الرواية تدل على حذفها منهما: إذ هي محتملة الرسم. (النشر2/278)
والرواية التي يقصدها هي رواية ابن وردان عن أبي جعفر. وله في هاتين الكلمتين الخلاف من الدرة كما هو معلوم بقول ابن الجزري: وقل عمرة معها سقاة الخلاف بن... البيت. ولم يذكر ابن الجزري هاتين الكلمتين في الطيبة.
وقال الشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي بكر التنواجيوي: ومما خالف فيه مصاحف أهل المغرب النص (سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) في التوبة فإنهم يثبتونهما وهما محذوفتان.
ونص على حذف الألف فيهما الشيخ محمد العاقب الشنقيطي في رشف اللمى
بقي الإشكال وهو: على ماذا اعتمد من أثبت الألف في كلمتي (سقاة، وعمارة)؟؟؟
أرجوا الإفادة والتوجيه من إخواني باركم الله فيكم ونفع بعلمكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركابه: سبب الخلاف في الكلمتين هو سكوت أبي داوود و الداني عنهما،فلم يذكراهما بحذف ولا إثبات،وكذلك فعل الشاطبي في العقيلة،ومن هنا اعتبر بعض علماء الرسم سكوت الشيخين في قوة التصريح بالاثبات ،فاثبتوا الالف فيهما،وهو ظاهر مورد الظمئان، بينما اعتبر آخرون سكوتهما من باب الإسثناء، فحذفوا الالف فيهما،ومما عمق هذا الخلاف جريان عمل بعض البلاد بالإثبات وجريان عمل بعضها بالحذف،و الذي عليه عمل أهل بلدنا حذف الألف فيهما،نص على ذلك الطالب عبد الله في المحتوى الجامع وابن مايأبى في كشف العمى وابن النجيب في الجوهر المنظم ،فإذا انضم إلىى ذلك نقل ابن الجزري السابق،كان الأولى حذف الالف فيهما، خاصة أن الحذف فيهما حذف إشارة ،وهومعتبر عند علماء الرسم........
 
حقا إنه إشكال يا شيخ مدثر، وللفائدة رأيت أن أنقل كلام الشيخ أحمد شرشال الجزائري في تعليق له على "مختصر التبين لهجاء التنزيل" قال حفظه الله:
"في هذا الخمس كلمتان سكت عنهما أبو داود كما سكت عنهما غيره، وهما: (((سقاية))) و(((عمارة))) من قوله تعالى: ((سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام)) في الآية 19 ولم يذكرهما ابن القاضي في بيانه حيث نص على أن يذكر كل ما سكت عنه "التنزيل"، ولم يذكرهما صاحب المورد ولم يتعرض لهما شراحه، ولا ذكرهما الشيخ عمر البينوني صاحب البسط والبيان فيما أغفله مورد الظمآن، ولا ذكرهما علماء فاس الذين تعقبوا نظم الخراز، وبينوا مسائل ومواضع مهمة، وهذا مما خالف العمل فيهما النصَّ، فقد رسمتا في مصاحف أهل المغرب وأهل المشرق بمختلف الروايات بألف ثابتة فيهما. في حين هناك نصوص تدل على حذف الأف فيهما، فقال ابن الجزري: [ثم نقل قول ابن الجزري الذي نقله الشيخ مدثر أعلاه] ثم قال:
"ونظم هذا المعنى الشيخ محمد الفيلالي فقال:
سقاية عمارة بالحذف *** في ألفيهما بغير خلف​
وقال في النشر: ففي المصاحف - أعني القديمة - بغير ألف
ونص عليهما الشيخ محمد العاقب في كتابه كشف العمى والرين عن ناظري مصحف ذي النورين في باب حذف الألف بعد الميم" اهـ مختصر التبيين: 3/617، 618.
قلت: محمد العاقب ذكر (((عمارة))) فقط، ولم يذكر (((سقاية))) كما في شرحه المسمى "رشف اللمى على كشف العمى" ص: 133، والله أعلم.
 
وهو ظاهر مورد الظمئان،..
أخي أحمد السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله في علمك ونفع بك وإني أشكرك على هذه الإجابة بارك الله فيك لكن عندي إشكال في المقتبس أعلاه، نعم سكت أبو داوود عن هاتين الكلمتين فكيف يكون هو ظاهر مورد الظمآن ؟؟ وهذا مما أغفله صاحب المورد ولم يتعرض له شراح المورد ؟؟!!
أرجوا التوضيح حتى أستفيد منكم
ولك مني خالص الشكر والتقدير
محبكم (مدثر الأمين)
 
لم انتبه لردكم ياشيخ أحمد إلا بعد ما بعثت بردي.
نص على ذلك الطالب عبد الله في المحتوى الجامع وابن مايأبى في كشف العمى
هل تأكدتم من ذكر الشيخ محمد العاقب للفظة: (((سقاية)))؟ فقد تتبعت الشرح والنظم جيدا فلم اعثر عليها، حبذا لو نقلتم البيت الذي يذكر فيه ذلك، حفظكم الله.
 
قلت: محمد العاقب ذكر (((عمارة))) فقط، ولم يذكر (((سقاية))) كما في شرحه المسمى "رشف اللمى على كشف العمى" ص: 133، والله أعلم.
السلام عليكم أخي محمد بارك الله فيكم
بالنسبة لسقاية ذكرها في الصفحة التي تليها (134) في نفس الكتاب إلا أن الإشكال أنه قال في النظم: وهي السقاية ...إلخ البيت فيذهب معه الذهن إلى سورة يوسف (جعل السقاية في رحل أخيه) و الألف فيه ثابتة والله أعلم.
 
لم انتبه لردكم ياشيخ أحمد إلا بعد ما بعثت بردي.

هل تأكدتم من ذكر الشيخ محمد العاقب للفظة: (((سقاية)))؟ فقد تتبعت الشرح والنظم جيدا فلم اعثر عليها، حبذا لو نقلتم البيت الذي يذكر فيه ذلك، حفظكم الله.
البيت (121) وشرحه ص:134
 
وابن النجيب في الجوهر المنظم
أخي أحمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الكتاب مفيد في بابه (علم الرسم) ووجدت فيه فوائد كثيرة، وأخذه اثنين من الإخوة في كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية في رسالة لنيل درجة الماجستير، وهو كتاب مفيد وممتع. وفيه استدراكات كثيرة تفيد طالب علم الرسم، والله أعلم.
 
صحيح أن المورد لم يذكرهما بحذف ولا إثبات، إلا ان بعض العلماء نسب الى الخراز أنه استظهر الاثبات بناء على أن سكوت الشيخين في قوة التصريح بالاثبات، ولا اذكر الان اين قرات ذلك،أما صاحب كشف العمى فقد ذكر الكلمتين كلتيهما،فقال عن ((سقاية)) جامعا لها مع نظائرها التي تثبت مع اللام وتحذف دونها:
كذا التماتيل غذا يُنَكَّر=وأربعٌ في الحكم معه تذكر
وهي سقاية ولفظ ساحر=دون تواصوا مع ديار سامر​
وقال عن ((عمارة)) ضمن كلامه في المحذوف بعد الميم:
أسمائه عمارة الغمامِ=الاعمال اسماعيل والأعمامِ​
 
جزيت خيرا على هذا الخبر السار،فالكتاب نادر في بابه،و فيه فوائد كثيرة، وصاحبه،مشهور بالتمهر في علمي الرسم والضبط،ورغم أنه سابق في الزمن على الشيخ الطالب عبد الله ،فإن كتابه لم يشتهر شهرة المحتوى الجامع،وصاحب الكتاب المذكور هو أحمد بن محمد الحاجي الشنقيطي المتوفي سنة 1257هـ وكتابه عبارة عن نظم طويل سماه: الجوهم المنظم في رسم المصحف المعظم شرحه شرحا نفيسا توجد منه نسخة بقسم المخطوطات بالمعهد الموريتاني للبحث العلمي بنواكشوط،والشيء بالشيء يذكر.......
 
رشف اللمى على كشف العمى (1 / 6):
ثامنا: ومع أن الشيخ محمد العاقب في رشف اللمى لم يلتزم ببحث الخلاف حيث قال: واعلم أن الاختلاف في الرسم وخصوصا الحذف لا يكاد ينحصر كثرة وإنما أذكر منه ما به العمل في بلادنا فقط لقصور الهمم عن غير ذلك، فقد تعرض في بعض الأحيان إلى الخلاف فذكر الخلاف في سقاية وعمارة ضمن كلمات ورجح حذفهما، إلا أن كثيرا من أهل الرسم يرجح إثباتهما، فأغلب الأرسام لا تذكرهما في المحذوف، والمصحف الذي طبع بالمدينة المنورة برواية ورش مؤخرا أثبتهما، وابن الجزري في النشر في القراءات العشر ج2ص279 مال إلى حذفهما مرجحا له بأمور منها: قراءة أبي جعفر العشرية سُقية وعَمَرة بضم السين جمع ساق وفتح العين والميم مع عدم المد في عمرة جمع عامر قال الشيخ صدافه:
سقاية عمارة بالتوبه... حذفهما تلزم منه التوبه
إلا على قول أتى في النشر... لم يتبعه غيرنا فلتدر
 
وفي كتاب أضواء جديدة على الرسم العثماني للأخ الفاضل د. عمر حمدان في ص 71، أنهما مرسومتان بالحذف في ثلاثة مصاحف من أربعة شملتها المقارنة، وكلها مصاحف قديمة يرجع بعضها إلى القرن الثاني الهجري.
 
حقا إنه إشكال يا شيخ مدثر، وللفائدة رأيت أن أنقل كلام الشيخ أحمد شرشال الجزائري في تعليق له على "مختصر التبين لهجاء التنزيل" قال حفظه الله:
"في هذا الخمس كلمتان سكت عنهما أبو داود كما سكت عنهما غيره، وهما: ((سقاية)) و((عمارة)) من قوله تعالى: ((سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام)) في الآية 19 ولم يذكرهما ابن القاضي في بيانه حيث نص على أن يذكر كل ما سكت عنه "التنزيل"، ولم يذكرهما صاحب المورد ولم يتعرض لهما شراحه، ولا ذكرهما الشيخ عمر البينوني صاحب البسط والبيان فيما أغفله مورد الظمآن، ولا ذكرهما علماء فاس الذين تعقبوا نظم الخراز، وبينوا مسائل ومواضع مهمة، وهذا مما خالف العمل فيهما النصَّ، فقد رسمتا في مصاحف أهل المغرب وأهل المشرق بمختلف الروايات بألف ثابتة فيهما. في حين هناك نصوص تدل على حذف الأف فيهما، فقال ابن الجزري: [ثم نقل قول ابن الجزري الذي نقله الشيخ مدثر أعلاه] ثم قال:
"ونظم هذا المعنى الشيخ محمد الفيلالي فقال:
سقاية عمارة بالحذف *** في ألفيهما بغير خلف​
وقال في النشر: ففي المصاحف - أعني القديمة - بغير ألف
ونص عليهما الشيخ محمد العاقب في كتابه كشف العمى والرين عن ناظري مصحف ذي النورين في باب حذف الألف بعد الميم" اهـ مختصر التبيين: 3/617، 618.
قلت: محمد العاقب ذكر ((عمارة)) فقط، ولم يذكر ((سقاية)) كما في شرحه المسمى "رشف اللمى على كشف العمى" ص: 133، والله أعلم.
ذكر عبد الرحمن بن القاضي (ت 1082 هـ) أن "كتاب النشر في القراءات العشر" لابن الجزري رحمه الله، المصدر الوحيد لحذف الكلمتين، دخل فاس سنة 1040 هـ اي بعد سكوت الداني وأبي داود بزمن ونُظم المود وانتهى تعقب البينوني على المورد، واستقر العمل على مقتضى سكوت الؤلفين والمعقبين معا. وعلى ذلك فلم يخالف العمل النص بل استعصى العمل على النص، أو قل خالف النصُّ العملَ
يبقى سكوت عبد الرحمن ابن القاضي عنهما عجيبا، لأنه عاش مع النشر اكثر من نصف عمره المديد، واستفاد منه كثيرا، لكنه لم يتعرض لذكرهما. وأكبر الظن أن معتمد الشناقطة في حذف ألفيهما، شيخ مشايخنا، الحاج، عبد الله بن أبي بكر التنواجيوي اطلع على النص عند أحمد الاحبيب الفلالي الذي من المحتمل أن يكون علمه من أو عند شيخه إبراهيم الأسكوري وهو تلميذ أحد أوائل من اطلع على النشر وقت دخوله فاس، وهو عبد الرحمن بن القاضي.
هل يرى ابن القاضي أن باب الرواية في الرسم قد أغلق بانتهاء البلنسي من المنصف والشاطبي من العقيلة ؟ وأن الانفراد بعد سبعة قرون بما يمكن أن يطلع عليه كل الخاصة، خاصة وأن مصحف الشام غير مخصص لابن الجزري والسخاوي رحمهما الله وحدهما، أمر غير محتمل، فألغى هذه الرواية وشبيهتها مما ينسب إلى السخاوي في {فخراج ربك} وتأدب بالسكوت ؟
 
وفي كتاب أضواء جديدة على الرسم العثماني للأخ الفاضل د. عمر حمدان في ص 71، أنهما مرسومتان بالحذف في ثلاثة مصاحف من أربعة شملتها المقارنة، وكلها مصاحف قديمة يرجع بعضها إلى القرن الثاني الهجري.
بارك الله فيك شيخنا الكريم
وقفت على الكتاب
جزاك الله خيرا
 
وأكبر الظن أن معتمد الشناقطة في حذف ألفيهما، شيخ مشايخنا، الحاج، عبد الله بن أبي بكر التنواجيوي اطلع على النص عند أحمد الاحبيب الفلالي الذي من المحتمل أن يكون علمه من أو عند شيخه إبراهيم الأسكوري وهو تلميذ أحد أوائل من اطلع على النشر وقت دخوله فاس، وهو عبد الرحمن بن القاضي.
وهو الذي نقله عنه النجيـبي في الجامع المقدم في شرح الجوهر المنظم ص (23).
 
وصلني اليوم نسخة من المصحف الموريتاني المطبوع برواية ورش عن الإمام نافع ووجدت فيه حذف الألف في كلمتي (سقاية وعمارة)، وتعتبر هذه الطبعة من المصحف - حسب رأيي - من أجمل الطبعات بالنسبة للمصاحف المطبوعة برواية ورش عن الإمام نافع.
 
عودة
أعلى