إشكال في تفسير قوله تعالى : ((مِن الجنة والناس)) ؟

حمد

New member
إنضم
04/09/2008
المشاركات
747
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
رجّح ابن القيم في بدائع الفوائد أّن (مِن) هنا بيانية للوسواس . أي : الوسواس من الجنة والناس .

لكن هنا اعتراض / وهو : أنّ شيطان الإنس لا يوسوس في صدور الناس كما هو حال شيطان الجن ، بل يوسوس وسوسة خارجية عن طريق أذن الشخص أو عينه .
وربنا سبحانه قد نصّ على الذي يوسوس في صدور الناس


فما الجواب على هذا الاعتراض ، وما الراجح في تفسير الآية ؟
 
لم أجد الجواب على الاعتراض أخي أحمد
 
الأخ الكريم حمد






الوسوسة فيها خفاء، حيث يتمكن شيطان الجن من الاتصال الخفي بالإنس فيطرح في النفس ما يمكنه من أفكار باطلة وتصورات فاسدة.... أما شياطين الإنس فإنهم أقدر على الاتصال من شياطين الجن. فهم يتصلون ويطرحون الأفكار والتصورات عبر الصوت والصورة واللمسة والرائحة...

وعندما نشعر بالإنس وندرك مقاصدهم ومراميهم تكون لدينا بعض الحصانة. ولكن عندما يكون غرس الأفكار وغسل الأدمغة وخلق المؤثرات بوسائل غير مباشرة تكون هذه الإيحاءات أخطر وأفتك.
هناك إذن التصريح وهناك التلميح، هناك المباشر وهناك غير المباشر. فعندما تقرأ كتاباً يهدف إلى ترويج الباطل فقد يكون ذلك بطريقة فجة ومباشرة وقد يكون بطريقة خفية غير مباشرة.

لا تكون الوسوسة في الأذن أو الأنف أو العين... وإنما هذه وسائل موصلة، والعبرة بوصول الفكرة إلى القوى المدركة داخل الإنسان. وقد أثبت العلم أن هناك مراكز للإدراك كالدماغ والقلب والمعدة. وتشير الدراسات إلى أن شبكة الأعصاب في القلب تتعلق بالإدراك العاطفي والإنفعالي.
وعليه لا إشكال لأنه لا وسوسة في الإذن أو العين... لأنها غير مدركة، وإنما هي وسائط وموصلات.
 
إذن هناك من يوسوس في صدور الناس من الناس . كما هو ظاهر الآية .
جزيت خيراً أخي أبا عمرو .
 
[align=justify]قال الشوكاني في فتح القدير عند قوله تعالى: (من الجنة والناس): ((بين سبحانه الذي يوسوس بأنه ضربان جني وإنسي فقال: (من الجنة والناس) أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فوسوسته في صدور الناس أنه يري نفسه كالناصح المشفق، فيوقع في الصدر من كلامه الذي أخرجه مخرج النصيحة ما يوقع الشيطان فيه بوسوسته، كما قال سبحانه: (شياطين الإنس والجن). ويجوز أن يكون متعلقًا بـ(يوسوس) أي: يوسوس في صدورهم من جهة الجنة، ومن جهة الناس. ويجوز أن يكون بيانًا للناس. قال الرازي: وقال قوم: من الجنة والناس قسمان مندرجان تحت قوله (في صدور الناس) لأن القدر المشترك بين الجن والإنس يسمى إنسانًا، والإنسان أيضًا يسمى إنسانًا، فيكون لفظ الإنسان واقعًا على الجنس والنوع بالاشتراك، والدليل على أن لفظ الإنسان يندرج فيه لفظ الإنس والجن ما روي أنه جاء نفر من الجن فقيل لهم: من أنتم؟ قالوا: ناس من الجن. وأيضًا قد سماهم الله رجالاً في قوله: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذن برجال من الجن). وقيل: يجوز أن يكون المراد: أعوذ برب الناس من الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس، ومن الجنة والناس. كأنه استعاذ ربه من ذلك الشيطان الواحد، ثم استعاذ بربه من جميع الجنة والناس. وقيل: المراد بالناس: الناسي، وسقطت الياء كسقوطها في قوله: (يوم يدع الداع) ثم بين بالجنة والناس؛ لأن كل فرد من أفراد الفريقين في الغالب مبتلى بالنسيان. وأحسن من هذا أن يكون قوله: (والناس) معطوفًا على (الوسواس) أي: من شر الوسواس، ومن شر الناس. كأنه أمر أن يستعيذ من شر الجن والإنس، قال الحسن: أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية. وقال قتادة: إن من الجن شياطين وإن من الإنس شياطين فنعوذ بالله من شياطين الجن والإنس. وقيل: إن إبليس يوسوس في صدور الجن كما يوسوس في صدور الإنس. وواحد الجنة جني كما أن واحد الإنس إنسي.
والقول الأول هو أرجح هذه الأقوال، وإن كان وسوسة الإنس في صدور الناس لا تكون إلا بالمعنى الذي قدمنا)).[/align]
 
أنّ شيطان الإنس لا يوسوس في صدور الناس كما هو حال شيطان الجن ، بل يوسوس وسوسة خارجية عن طريق أذن الشخص أو عينه .
" ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه......" ق 16
فنفس الانسان توسوس له وفي صدره وهي التي تتجاوب مع وسوسة الانس أو الجن فتتلقي وسوستهما
 
جزاكم الله خيراً ..

لقد استفدت من بحثكم ...
 
عودة
أعلى