إشكال بالنسبة لجمع مصحف عثمان

محمد رشيد

New member
إنضم
04/04/2003
المشاركات
308
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
إشكال : قال الزرقاني ـ رحمه الله ـ ما معناه أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ حينما أراد جمع المصحف اضطر الى تتعدد المصاحف المكتوبة ، لأنه رضي الله عنه أراد أن يجمع في المصحف الأوجه السبعة التي نزل عليها القران ، و هذه الأوجه منها ما يمكن أي يندرج تحت رسم واحد ، كاختلاف وجوه الاعراب و منها ما لا يمكن أن يندرج تحت رسم واحد كالتقديم و التأخير مثلا أو بعض صور الابدال .
ووجه الاشكال : أن ما ذكره الزرقاني واضح و مفهوم و يمكن أن يندرج على مصحف عثمان ، و لكن ذكر الزرقاني رواية البخاري من أن عثمان أرسل الى حفصة أن ترسل اليه بالصحف التي عندها ـ و التي جمعت في عهد أبي بكر بعمل زيد بن ثابت ـ لينسخ منها المصحف ـ بأوجهه السبعة ـ فكيف كانت هذه الأوجه السبعة موجودة في مصحف واحد و هو الذي جمع على عهد أبي بكر و بعض هذه الوجوه لا تجتمع في رسم واحد مما اضطر عثمان الى أن يعدد المصاحف كما مر ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍
لا أجد دفع لذلك الا القول باحد وجهين :
الوجه الأول : أن مصحف زيد بن ثابت لم يشتمل على الأوجه السبعة ، و لكن هذا يرد عليه إشكالان :
الأول / أن الزرقاني ذكر أن المصحف الذي جمع في عهد زيد بن ثابت كان يشتمل على الأوجه السبعة .
الثاني / أن ذلك يلزم منه أن عثمان اعتمد على صحائف أخرى غير مصحف زيد بن ثابت حتى يستطيع أن يصل الى ما وصل اليه من
جمع كل الاختلافات ، و هذا لم يرد بل ما ورد هو اعتماده على المصحف الذي جمع في عهد أبي بكر .
الوجه الثاني : أن نقول بتعدد المصحف المجموع على عهد أبي بكر ، و لا يظهر ذلك من النقولات كما لا يخفى عليكم .

فأرجو التكرم بالافادة مع الترفق

و أرجو الانتباه الى موضوع الأوجه السبعة الذي أخشى أن يكون قد أهمل ، لأنه بذلك قد تراكمت عليّ النقاط الغير مفهومة في كتاب ( مناهل العرفان ) و هذا يعطّلني عن المسير .
و بارك الله في جهودكم
 
تأصيلٌ ثم تفصيل

تأصيلٌ ثم تفصيل

سيُحَل هذا الإشكال وجميع الإشكالات في موضوع الجمع - إن شاء الله تعالى - من خلال تصور ما يلي :

1 - أن أبا بكر رضي الله عنه جمع القرآن , وعثمان رضي الله عنه جمع الناس عليه .

2 - فعليه : جمع عثمان هو جمع أبي بكر رضي الله عنهم , ولم يغير فيه شيئاً .

3 - الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه هو ما عرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام في العرضة الأخيرة .

4 - العرضة الأخيرة اشتملت على ما لم يُنسَخ من الأحرف السبعة ؛ بدليل وجود عدد من الصحابة تختلف قرائتهم عمَّا في المصحف الإمام .

هذا القدر من البيان تجتمع به الأدلة , وعليه قامت , وبه نطقت , وهو حلٌّ لكثير من المشكل في هذا الباب , وأكتفي بهذا القدر , لهذا الإشكال , ولعلنا نزيد الموضوع إيضاحاً , بإيرادات أخرى في هذا الباب . والله أعلم .
 
نعم أخي أبي بيان ليتنا نزيد الموضوع
و على كلامكم السابق ـ أثابكم الله تعالى خير المثوبة ـ : لماذا تعدد المصحف العثماني ليشمل الأوجه كلها ، و لم يتعدد المصحف الذي جمعه أبو بكر ؟
فما زال السؤال قائم ، و لاحظ أني لا أئتي بتصور من عندي ، بل أسألتي تأتي بناءا على أول دراسة لي في علوم القران ، وهي في كتاب ( مناهل العرفان ) لذلك فإنه ستكثر أسألتي ـ إن شاء الله ـ وسوف يتحملني أيضا الشيخ عبد الرحمن الشهري ـ هذا ظني به ـ
 
* جواب *

* جواب *

سؤالك أخي الحبيب هو :
لماذا تعدد المصحف العثماني ليشمل الأوجه كلها ، و لم يتعدد المصحف الذي جمعه أبو بكر ؟

والجواب :
الذي اختلف في الجمعين هو سبب الجمع , فسببه في زمن أبي بكر رضي الله عنه هو خشية فوات شيء من القرآن بفوات حملته ؛ وذلك لما استحر القتل في القراء في وقعة اليمامة , في طلب عمر المشهور من أبي بكر بذلك .
أما سبب الجمع في زمن عثمان رضي الله عنه هو , ما رآه هو وما بلغه عن بعض الصحابة من الإختلاف في قراءة القرآن , اختلافاً يتبعه تخطئة وتجهيل , كما اختلفت اليهود والنصارى في كتابهم , وهذا ما جعل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يطلب من عثمان ذلك مع ما هو في نفس عثمان , وقد حمد له الصحابة ذلك الفعل بإجماع , وصح عن علي رضي الله عنه قوله : والله ما فعل عثمان الذي فعل إلا على ملأٍ منّا , ولو كنت مكانه لفعلت مثل الذي فعل .

فعلى هذا : الأوجه التي أشرت إليها في مصحف عثمان موجودة في مصحف أبي بكر , ولا أدري كيف ظهر لك أن في مصحف أبي بكر أوجهاً ليست في مصحف عثمان , فإن كنت وقفت عليه في "مناهل العرفان" فاذكره , وإن كنت فهمته من غيره فبينه , وفقك الله تعالى لكل خير , وجعلنا من مفاتيحه .
 
قلت أخي : ولا أدري كيف ظهر لك أن في مصحف أبي بكر أوجها ليست في مصحف عثمان .
و لكن أنا أقصد العكس / كيف تكون هناك أوجها في مصحف عثمان ليست في مصحف أبي بكر ؟
قال الزرقاني : [ وصفوة القول : أن اللفظ الذي لا تختلف فيه وجوه القراءات ، كانوا يرسمونه بصورة واحدة لا محالة ، أما الذي تختلف فيه وجوه القراءات فإن كان لا يمكن رسمه في الخط متحملا لتلك الوجوه كلها ، فإنهم يكتبونه برسم يوافق بعض الوجوه في مصحف ، ثم يكتبونه برسم اخر يولفق بعض الوجوه الأخرى في مصحف اخر ، وكانوا يتحاشون أن يكتبوه بالرسمين في مصحف واحد ….. إلخ ]
فواضح أن تعدد الأوجه كان مدعاة الى تعدد الرسم ، وبعض هذا الرسم لا يمكن الجمع بينه و بين غيره ، فكان لزاما لذلك أت تتعدد المصاحف كما هو ظاهر من كلام الزرقاني ـ رحمه الله ـ
و معلوم أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ نقل المصحف بأوجهه السبعة عن مصحف أبي بكر ، أي أن مصحف أبي بكر كان شاملا للأوجه السبعة ، فهذا يستلزم أنه أيضا متعدد ، لوجود الرسم الذي لا يمكن أن يجتمع مع غيره .
و السؤال / هل كان مصحف أبي بكر متعددا ؟ أم أنه كان على رسم واحد و لكن بقية الأوجه و الاختلافات محفوظة في صدر الصحابة رضي الله عنهم ، ثم لمّا دونها عثمان ـ رضي الله عنه ـ تعددت المصاحف ؟
وأعتذر إن كنت قد أتعبتك
 
لا تعتذر

لا تعتذر

لا تعتذر يا أخي الفاضل , فإنا نسعد بمدارستكم .

ولعلنا نتابع هذه الفقرات على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=189

الذي ستجد فيه مقدمة مفيدة في هذا الموضوع .

وبالنسبة لكتاب " مناهل العرفان " فإنه مُتعب جداً في هذا الباب , ولا يحل كثيراً من الإشكالات , فلعلك تستوعب الموضوع من غيره من الكتب التي تناولت هذا الجانب .
 
عودة
أعلى