إشكال إسناد في تفسير الطبري

إنضم
08/02/2009
المشاركات
614
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
14089- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، أخبرني ابن دينار، عن عكرمة: (أو دمًا مسفوحًا) ، قال: لولا هذه الآية لتتبع المسلمون عروق اللحم كما تتبعها اليهود.
جامع البيان:12/ 194.
لعل في الإسناد السابق خطأً، عن ابن جريج عن مجاهد أخبرني ابن دينار عن عكرمة، وبالبحث لم أجد له مثيلا في التفسير. لأنني وجدت بعض الباحثين نسب القول إلى مجاهد؟؟!
فما رأي المختصين.
 
بلال الجزائري :

لا أرى إشكالا في هذا الاسناد ، بل تحويلا في الاسناد فقط . لم يرو مجاهد عن عمرو بن دينار حسب المزي . بل روى ابن جريج عن عمرو بن دينار . ومن هنا : (أخبرني ابن دينار عن عكرمة) : هو كلام ابن جريج .

توفي مجاهد بن جبر ٢٢ سنة قبل وفاة ابن دينار ولا ذكر له راويا عن ابن دينار حسب علمي .

م.
 
الأمر بالعكس (تماماً) فابن دينار يروي عن مجاهد.
وفي ترجمة ابن جُريج في التهذيب: يروي عن:....عكرمة وقيل لم يسمع منه، وعمرو بن دينار.
فعلى هذا ( عن مجاهد) زيادة بالخطأ، والله أعلم.
وإن كان هناك تحويل في الإسناد، فأرجو توضيحه، مع الشكر
 
تقول : فابن دينار يروي عن مجاهد.

لا أجد شاهدا لهذا الكلام ، لا في التهذيب لابن حجر ولا عند المزي . هذا تحويل في موضعه بغير ذكر التحويل كما جرت العادة في ذلك في الكتب الستة .

شكرا .
 
يبدو أنك تعجلت الرد د. موراني
إليك نص الحافظ في التهذيب: 10/ 42
قال في ترجمة مجاهد بن جبر المكي:
(روى عنه أيوب السختياني وعطاء وعكرمة وابن عون وعمرو بن دينار وفطر بن خليفة وأبو إسحاق السبيعي وأبو الزبير المكي ويونس بن أبي إسحاق وقتادة...).
 
الذي يظهر أن في الإسناد تحويلا كما قال الدكتور موراني فمرة يرويه ابن جريج عنعنة عن
مجاهد ومرة يرويه عن ابن دينار مصرحا بالسماع.
 
جاءت هذه الفقرة في تفسير الطبري بتحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي (دار هجر ، القاهرة ٢٠٠١ ) ، ج ٩ ، ص ٦٣٥ ، س ١ - ٣ كما يلي :
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد ، و(١) أخبرني ابن دينار عن عكرمة : { أو دما مسفوحا } . قالا (٢) : لو لا هذه الآية ....إلخ .

(١) سقط من النسخ ، وهما إسنادان ، وينظر تهذيب الكمال ، ٢٢ / ٥
( وهو إحالة إلى ترجمة عمرو بن دينار لم يأت فيها ذكره راويا عن مجاهد )

(٢) في النسخ : قال .

ودمت جميعا بخير وعافية
 
لاشك أن في الإسناد تحويلا، وأن ابن جريج رواه مرة عن مجاهد ومرة عن ابن دينار،ولكن
السؤال لماذا قدم الطبري رواية مجاهد وهي معنعنة عن رواية عمرو بن دينار مع أن فيها
تصريحا بالسماع،هل لأن اللفظ لفظ مجاهد؟
 
الطبري بريء من هذا الترتيب

الطبري بريء من هذا الترتيب

أعتقد أن الطبري أخذ بالروايتين كما جاء في مصادره المعتمدة . كثيرا ما نجد أن ابن جريج يروي (كما يبدو) عن مجاهد سماعا مثل : ابن وهب عن ابن جريج أنّ مجاهدا كان يقول / أنّ مجاهدا قال ....إلخ .

وكذلك نجد أنّ ابن جريج يروي عن عمرو بن دينار معنعنا ، مثل : ابن وهب عن ابن جريج عن عمرو بن دينار . هذه الأمثلة كلها من التفسير لابن وهب الذي سيصدر قريبا مرة أخرى محققا مصححا وموسعا .

لا أرى هذا الترتيب غريبا إن نضع بعين الاعتبار أنّ هذه الروايات تعود إلى بداية القرن الثاني أي إلى عصر مبكر جدا .

ودمتم بخير
 
هذا الإسناد تكرر عند الطبري:
حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جُريج، عن مجاهد:
وابن جريج لا يروي عن مجاهد مباشرة، بينهما واسطة؟!
(وتفسير مجاهد بن جبر كتاب يرويه عنه القاسم بن أبي بَزَّة، وكل من يروي التفسير عن مجاهد هو من طريقه وكتابه، كما قال ابن حبان: (لم يسمع التفسير من مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة، وأخذ الحكم وليث بن أبي سُليم وابن أبي نَجيح وابن جريج وابن عيينة من كتابه، ولم يسمعوا من مجاهد) ). انظر:أسانيد التفسير للطريفي
وابن جريج فعلا يروي عن عمرو بن دينار كما في التهذيب.
فلعل الإسناد والتحويل هكذا:
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، ح [حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج] أخبرني ابن دينار، عن عكرمة: (أو دمًا مسفوحًا) ، قال: لولا هذه الآية لتتبع المسلمون عروق اللحم كما تتبعها اليهود
ولعل هذه طريقة الطبري واصطلاحه للاختصار، والله أعلم.

ولكن السؤال لماذا قدم الطبري رواية مجاهد وهي معنعنة عن رواية عمرو بن دينار مع أن فيها
تصريحا بالسماع،هل لأن اللفظ لفظ مجاهد؟

ربما لأن الطبري يقدم تفسير مجاهد على تفسير عكرمة؟!

أو لأنه أخرجه من عدة طرق عن عكرمة؟!
 
كما قال ابن حبان: (لم يسمع التفسير من مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة، وأخذ الحكم وليث بن أبي سُليم وابن أبي نَجيح وابن جريج وابن عيينة من كتابه، ولم يسمعوا من مجاهد).

أود أن أنبّه إلى أنّ ابن حبان ولد عام ٢٧٠ أما النسخة لتفسير ابن وهب فهي نُسخت وسُمعت بالقيروان عام ٢٩٠ ونسخت من كتاب سحنون ( ت ٢٤٠ ) . وفي هذه النسخة العتيقة ذكرٌ لرواية ابن جريج عن مجاهد سماعا كما ذكرت ذلك أعلاه .
وهذا الأمر يعارض ما ذكره ابن حبان فيما بعد .


 
مداخلتي هذه تتلخص فيما يلي:
1-عدم سماع ابن جريج من مجاهد لم يروه ابن حبان فحسب،بل نقل عن أئمة كبار،فابن معين
يقول:(إنه لم يرو عنه إلا حرفا واحدا أو حرفين)وحجاج الأعور-وهو ممن روى عنه-يقول:
(لم يسمع ابن جريج من مجاهد غير هذا الحرف يعني قوله تعالى:"فطلقوهن لقبل عدتهن")
وقد ورد مثله عن يحي القطان.وقال ابن عيينة-وهو أحد تلامذته-:(لم يسمع ابن جريج من
مجاهد إلا حديثا واحدا).
2-عدم السماع في هذا الموضع لايعد علة لأن ابن جريج رواه من كتاب صحيح.
3-العلة التي ساقها الأخ بلال والتي ذكر فيها أنه ربما قدمه لمزية التفسير الوارد عن مجاهد
على ماجاء عن عكرمة أراها وجيهة ورائقة.
4-هل نسخة تفسير ابن وهب التي جاء فيها رواية ابن جريج عن مجاهد سماعا فيها إضافة
على كلام العلماء المذكورين أعلاه والذين حصروا السماع في موضع أو موضعين.
5-في منتدى الألوكة وملتقى أهل الحديث كلام مفيد حول الموضوع،وقد أفدت منه،وأنصح
بالرجوع إليه،وجزى الله جميع الإخوة خيرا.
 
محمد فهد الحمود ، وفقك الله ،
بشاركتك الأخيرة اللطيفة دخلت في الميدان لا أريد أن أتبعه فيه : وهو مسألة علم الرجال عامة .

انطلقنا من رواية الطبري حسبما جاء أعلاه . ربما اتفقنا على أنّ ما جاء في تفسير الطبري في هذه المسألة هو اسنادان بعدم ذكر التحويل في الرواية غير ما ذكره المتأخرين في كتب الستة فيما بعد .
موجزا فحسب أريد أن أبرز أمرا له أهمية في دراسة علم الرجال وقول العلماء في هذا الفن العظيم :

هناك أقاويل لأصحاب علم الرجال ، قد ذكرتَ بعضهم ، من ناحية
وهناك الوثيقة المخطوطة (تفسير ابن وهب إثبانا سماع ابن جريج عن مجاهد ) من ناحية أخرى . فبالمقابل هناك ما قال فلان عن الفلان في كتب علم الرجال .

أنا شخصيا أعتبر الوثيقة المخطوطة من عام ٢٧٠ أولى من غيرها .

أما قضية علم الرجال واختلاف أصحابه فيها فهي موضوع لم يُجرى فيه بحث علمي ونقدي إلى الآن - حسب علمي - ، فقال ابن وهب ( ! ) في ذلك : لا يُقبل قولُ بعضهم في البعض : ينظر ترتيب المدارك ، أظن في ترجمة ابن وهب ) .


وشكري الجزيل للجميع .
 
شكرا للمتداخلين
ورواية ابن جريج عن مجاهد تحتاج مزيد بحث وتقصي
وعلم الرجال يفيد في مثل هذا، وهو بحمد لله مخدوم،
وإن كانت أقوالهم تختلف في الراوي واحد، فلا شك أنهم على مناهج، ومنهم المتشدد والمتساهل، والعبرة بالوسط.
 
عودة
أعلى