إشكالية دور ماء المرأة في تحديد جنس الجنين وصفاته

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
- هل كروموسومات الحيوان المنوي هي ما تحدد جنس الجنين فعلا كما يقول المتخصصون؟
- ما هو "ماء المرأة"، وهل هو البويضة فعلا؟ وأين توجد الصفات الوراثية؟

"جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأت الماء»
فغطت أم سلمة، تعني وجهها، وقالت: يا رسول الله أوتحتلم المرأة؟
قال: «نعم، تربت يمينك، فبم يشبهها ولدها»"
صحيح البخاري

من هذا الحديث نعلم أن ماء الاحتلام الأنثوي ينقل للجنين صفات أمه.
ومعروف علميا أن ماء الاحتلام يختلف تماما عن البويضة.
فهذه إشكالية.
انظر:
https://en.wikipedia.org/wiki/Nocturnal_emission#In_females

=====

جمع علماء المسلمين بين حديثين صحيحين، وخرجا بنظرية إسلامية عن تحديد جنس الجنين وصفاته

الحديثان هما:
"ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله»"
صحيح مسلم
"فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد"
صحيح البخاري

ابن حجر العسقلاني:
"قوله (نزع الولد) بالنصب على المفعولية، أي جذبه إليه. وفي رواية الفزاري (كان الشبه له)، ووقع عند مسلم من حديث عائشة (إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه أعمامه وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه أخواله) ونحوه للبزار عن ابن مسعود وفيه (ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فأيهما أعلى كان الشبه له)
والمراد بالعلو هنا السبق، لأن كل من سبق فقد علا شأنه فهو علو معنوي.
وأما ما وقع عند مسلم من حديث ثوبان رفعه (ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله) فهو مشكل، من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للأعمام إذا علا ماء الرجل ويكون ذكر لا أنثى وعكسه، والمشاهد خلاف ذلك، لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه.
قال القرطبي يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق. قلت: والذي يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو في حديث عائشة، وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره، فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث، والعلو علامة الشبه، فيرتفع الإشكال.
وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغمورا فيه فبذلك يحصل الشبه، وينقسم ذلك ستة أقسام:
الأول أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه،
والثاني عكسه،
والثالث أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر فتحصل الذكورة والشبه للمرأة،
والرابع عكسه،
والخامس أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه،
والسادس عكسه"
(فتح الباري لابن حجر) (7/ 273)

ابن العربي:
"أربعة أحوال: ذكر يشبه أعمامه. أنثى تشبه أخوالها. ذكر يشبه أخواله. أنثى تشبه أعمامها.
وذلك في الجميع بين ظاهر التعالج أن معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - سبق: خرج من قبل، ومعنى علا كثر،
فإذا خرج ماء الرجل من قبل وخرج ماء المرأة بعده وكان أقل منه كان الولد ذكرا بحكم سبق ماء الرجل، ويشبه أعمامه بحكم كثرة مائه أيضا
وإن خرج ماء المرأة من قبل وخرج ماء الرجل بعده وكان أقل من مائها كان الولد أنثى بحكم سبق ماء المرأة، ويشبه أحوالها لأن ماءها علا ماء الرجل وكاثره.
وإن خرج ماء الرجل من قبل لكن لما خرج ماء المرأة كان أكثر جاء الولد ذكرا بحكم سبق ماء الرجل وأشبه أمه وأخواله بحكم علو ماء المرأة وكثرته.
وإن خرج ماء المرأة من قبل لكن لما خرج ماء الرجل من بعد ذلك كان أكثر وأعلى كان الولد أنثى بحكم سبق ماء المرأة، ويشبه أباه وأعمامه بحكم غلبة ماء الذكر وعلوه وكثرته على ماء المرأة"
(أحكام القرآن لابن العربي) (4/ 96)

فجعلوا "كمية" الماء عنصرا حاسما في تحديد الصفات.
وهذه إشكالية ثانية.
وجعلوا "أسبقية" خروج ماء المرأة عنصرا حاسما أيضا.
وهذه إشكالية ثالثة.
 
عودة
أعلى