إشكالات تسترفد عونكم . .

إنضم
27/08/2012
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
البحرين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإني من خلال قراءتي في بعض كتب التفسير وعلوم القرآن تعرض لي بعض الاستفسارت والأسئلة التي تحتاج إلى أن تطرح على أمثالكم من (أهل التفسير) رجاء أن ينفع الله بعلومكم ويمتع بملتقاكم المبارك
فأسأل الله -تعالى- أن يبارك في جهودكم وينفع بكم الإسلام والمسلمين.. آمين.
السؤال الأول:
جاء في تفسير الجلالين لقوله -تعالى- من سورة (ق): {وجاءت سكرة الموت بالحق} ما نصُّه: (( {بالحق} من أمر الآخرة حتى يراه المنكر لها عيانا، وهو نفس الشدة )) اهـ
قال الجمل في (( الفتوحات الإلهية )) 4/270:
(( قال القاري: لم يظهر لي معنى هذه العبارة اهـ ويمكن أن يقال الضمير في قوله (وهو) راجع لأمر الآخرة، والمراد بالشدة الأمر الشديد، وهو أهوال الآخرة، فعلى هذا تكون هذه الجملة تفسيراً لقوله: [ من أمر الآخرة] )) اهـ
وهذا التوجيه الأخير ظهر لي أن سياقه الذي فسره به الجمل على هذا النحو:
وجاءت شدة الموت بالحق الذي هو نفس الشدة !
فلم يظهر لي هذا التوجيه، فهلا أفدتمونا بارك الله فيكم إن ظهر لكم شيء من عبارة الجلالين.
 
مرحبّا بأخي يوسف بين إخوانه في هذا الملتقى.

الذي أفهمه من كلام الجلال المحلي رحمه الله في هذه الآية هو أن الحق الذي جاءت به سكرة الموت هو الشدة نفسها التي توحي بها كلمة (سكرة).

وقد وجدت الدكتور فخري قباوة في تعليقه على الجلالين ينص على مثل هذا ويوضحه إذ قال: "و (الحق) ما لا بد من حدوثه في وقته المحدد، والمراد ما سيكون مع الموت وبعده من الأهوال...وقول المحلي "هو نفس الشدة" يعني أن الحق المذكور هو عبارة عن الشدة نفسها. قال الكواشي في التلخيص: "بالحق: بحقيقة الموت...والمعنى: أحضرتْ شدةُ الموت حقيقتَه" فلا مجال لما استشكله القاري وصاحب الفتوحات والصاوي" ا.ه.

فائدة:
اشتهر أن من الأخطاء الشائعة تقديم "نفس" وأخواتها في مثل هذه العبارات، وأن الصحيح هو تأخيرها فيقال في العبارة السابقة: "وهو الشدة نفسها"، وهذا لا يسلّم، واستعمال المحلي له لا إشكال فيه، قال قباوة: "وتقديم (نفس) في مثل هذا سائغ صحيح، خلافًا لما يزعمه بعض المعاصرين".

 
أشكر لك أخي الكريم ترحيبك ومبادرتك
وجزاك الله خيراً على ما أفدت به
واعذرني على تأخر ردي فقد شغلت عن الملتقى الأيام الماضية
ولي عودة للإفادة من علومكم - حفظكم الله -
 
يقول تعالى : {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }[ق:19]
جاء في تفسير الجلالين : " (وجاءت سكرة الموت) غمرته وشدته (بالحق) من أمر الآخرة حتى يراها المنكر لها عيانا وهو نفس الشدة (ذلك) الموت (ما كنت منه تحيد) تهرب وتفزع "
فالظالمون المكذبون المنكرون تجيئهم سكرة الموت بالحق ، حيث الملائكة تقبض أرواحهم بالكيفية التي ذكرها الله تعالى :
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }{الأنعام:93]
وقوله تعالى : " {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ }[محمد:27]
وتلك هي الشدة التي أشير لها في تفسير الجلالين .
والله أعلم وأحكم
 
مناقشة

مناقشة

يقول جلال الدين المحلي -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى- { يوم يناد المناد من مكان قريب } من سورة (ق):
(( وناصب يوم ينادي مقدراً، أي: يعلمون عاقبة تكذيبهم )) اهـ. ((تفسير الجلالين)) (692)

قام الشيخ القاضي محمد كنعان -رحمه الله- بإضافة الآتي:
(( وناصب يوم -الثانية- : ((ينادي)) مقدراً، أي: يعلمون عاقبة تكذيبهم )) اهـ. ((قرة العينين )) (691)

الذي يظهر لي -والله أعلم- أن في ما ذكره القاضي -رحمه الله- نظراً، فمراد المحلي -رحمه الله- أن عامل النصب في قوله -جل وعلا-: {يوم ينادي المناد} ما قدره بقوله: يعلمون عاقبة تكذيبهم.
فيكون السياق على هذا: يعلمون عاقبة تكذيبهم يوم ينادي المناد من مكان قريب.
ولذا جاء في ((الفتوحات الإلهية)) 282/4:
قوله : (يعلمون عاقبة تكذيبهم) بيان للناصب المقدر، ولو قدره الشارح بجنب منصوبه لكان أسهل في الفهم؛ لأن قوله: {ذلك يوم الخروج} من جملة الاعتراض الآتي التنبيه عليه، فالعامل في {يوم يناد} يقدر قبله. اهـ شيخنا.

وما جاء في ((قرة العينين)) غير مستقيم عندي، والله أعلم.
 
عودة
أعلى