إشكالات الطبعة الأخيرة للإشراف لابن المنذر

الميموني

New member
إنضم
24/02/2004
المشاركات
165
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
متى طبع كتاب جليل من كتب الأئمة المتقدمين تشوفت نفوس طلاب العلم إلى اقتنائه أو على أقل الأحوال تصفحه و الاطلاع عليه ليكون مرجعا يضاف لغيره من المصادر الكثيرة وكتب الإمام أبي بكر ابن المنذر (ت: 318هـ) من أجل ما صنفه العلماء قديما في بسط الخلاف بين فقهاء الصحابة و من بعدهم و كتابه الإشراف من الكتب التي لا تلحق و لا يشق لها غبار زانه مصنفه بكثرة نقوله و علو أسانيده وبجودة ترصيفه وحسن عباراته جمع فيه بين طريقة الفقهاء و المحدثين و سلك فيه أحسن المسالك فلله دره من كتاب اشرأبت إليه أعناق فضلاء الفضلاء و جهابذة العلماء واعتمدوه و تنافسوا على اقتنائه حتى قال ابن خلكان وغيره إنه أحسن الكتب و أمتعها . لكن صدّ بعض الناس قديما عنه انخفاضُ معرفتهم أو قلة ذات يدهم و ليس الكتاب بمحتاج إلى تعريف فأعرفه فهو من شموس نجوم المصنفات حتى اعتمده مثل ابن عبد البر في نقل الخلاف ثم ابن قدامة و النووي و هلم جرا و لكن الذي أوغر صدري و آلمني بعد أن اقتنيت طبعته الأخيرة في عشر مجلدات التي حققهاد/ أبو حماد صغير حنيف أن المحقق مع معرفته بكتب ابن المنذر زين للناس الكتاب بأمر عجب عجيب لقد لفق بين الإشراف و الأوسط و غيرهما فنقل فصولا و أبوابا طويلة من الأوسط ثم علق في الهامش بأن هذا الباب أضافه المحقق من كتاب الأوسط ؟؟؟ و أضاف نقولا من كتب أخرى لابن المنذر .
بل زاد المحقق فاختصر بعض الأبواب من عنده ككتاب الطهارة اختصره من الأوسط و أضافه و هكذا أصبح لدينا كتاب ملفق موهم لطلاب العلم .
فهذه من البلايا و منها أيضا أن المحقق ترك الاعتماد و الاستفادة من نسخة مهمة جدا و قد ذكرها و بين اطلع عليها سنة 1980م. و هي نسخة ابن يوسف المراكشي في المغرب برقم 514 .
و مصيبة أخرى أن المطبوع فيه كثير من الأخطاء و التحريفات و التصحيفات. و من أمثلتها : تحرف ( الهِميان ) إلى العميان في مواضع عديدة:باب لبس المحرم العميان
و غيرها.
فواعجبي من إهمالنا فبالأمس كتب جليلة مثل تفسير الثعلبي و غيره واليوم مثل الإشراف فأين أنتم يا معاشر الأشراف.
 
تحقيق المحقق د/ أبو حماد صغير حنيف لكتاب الأوسط كان تحقيقا متميزا و مفيدا و كان جزءا منه له علاقة برسالته للدكتوراه . و لهذا فوجئت أنا و غيري بهذه الطبعة التي لم نظنها تصدر من مثل المحقق جزاه الله خيرا و لعل له في بعض ذلك عذرا لا نعلمه فنسأ ل الله التوفيق لما يرضيه .
 
عودة
أعلى