إشارات مفيدة لآيات عديدة أن موسى أكبر من هارون وأن قتل أبناء بني إسرائيل جاء بعد مبعثه

إنضم
17/03/2018
المشاركات
77
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الكويت
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ,,,
بعث الله عزوجل الرسل إلى الناس لهدايتهم وإرشادهم لما فيه خيري الدنيا والآخرة ، وكانت من حكمة الله أن تكون الرسل أكمل الناس أخلاقا وأعظمهم سمتاً قال تعالى ( وكلا فضلنا على العالمين ) أي أن الأنبياء أفضل البشر بعد أن ذكر طائفة من الأنبياء في سورة الأنعام آيِة ( 86 ) ، وقال تعالى ( الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس ) وما هذا الاصطفاء بالنبوة إلا لأنه اختارهم على علمٍ على العالمين فالله سبحانه وتعالى أعلم حيث يجعل رسالته ، وجاءت السنة ببيان فضل الأنبياء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الناس أشد بلاءً قال ؛ الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ) أي الأفضل فالأفضل فهذا نص في أفضيلتهم وفي الحديث إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ و في روايةٍ ( صالحَ ) الأخلاق فالأنبياء عليهم السلام أعظم الناس دينا وأصدقهم إيمانا وأقواهم صبرا فلا يليق بالمسلم أن ينسب إلى أحدهم فعلا أو خلقا ينزه عنه عامة الناس فضلا عن الصالحين منهم فإذا نسب إليهم عملا لا يليق بهم فالمخرج إما أن يأتي بدليل واضح من الكتاب أو السنة الصحيحة أو يتراجع عنه ،،،، وقد كنت أقرأ في كتب التفسير قصة موسى وهارون عليهما السلام .أنه لما رجع موسى بعد مناجاة الرب جل وعلا قال تعالى
﴿وَلَمّا رَجَعَ موسى إِلى قَومِهِ غَضبانَ أَسِفًا قالَ بِئسَما خَلَفتُموني مِن بَعدي أَعَجِلتُم أَمرَ رَبِّكُم وَأَلقَى الأَلواحَ وَأَخَذَ بِرَأسِ أَخيهِ يَجُرُّهُ إِلَيهِ قالَ ابنَ أُمَّ إِنَّ القَومَ استَضعَفوني وَكادوا يَقتُلونَني فَلا تُشمِت بِيَ الأَعداءَ وَلا تَجعَلني مَعَ القَومِ الظّالِمينَ﴾ [الأعراف: ١٥٠]
فمن منطلق أخلاق الأنبياء الفاضلة لا يمكن أن يقوم نبي بتأديب أخيه النبي الذي أكبر منه سناً وهما في زمن تلك الواقعة قد يصل أعمارهم إلى الخمسين سنة فإن موسى عليه السلام لما قتل الفرعوني وخرج إلى مدين وتزوج وأكمل أجرة مهره عشر سنوات ثم عاد وجاهد فرعون عدة سنوات ،، وبعدما أهلك الله فرعون بالغرق وقعت تلك الحادثة وهي
أنه بسبب الغضب الذي أصاب موسى من عبادة قومه العجل ووجود هارون عليه السلام بين أظهرهم ،ألقى الألواح التي فيها هدى ونور وأخذ برأس أخيه يجره إليه ،،، وهذه الأفعال ( إلقاء الألواح ، وأخذ رأس أخيه ) نقول بها لأن الله جل وعلا قال بها ونحن لا نعلم الغيب إلا ما علمنا ربنا إياه ،،،، وهذه تبدو طبيعة بشرية ناتجة عن الغضب والأنبياء أحياناً يقع منهم الأعمال التي غيرها أفضل منها بمقتضى بشريتهم وقد يقال أنها تعتبر من صغار الذنوب لأن موسى عليه السلام استغفر منها
أما القول بأن موسى هو الأصغر وأخذ برأس أخيه هارون وهو الأكبر فإن هذا القول لايليق أبدا بخيار الناس فضلا عن الأنبياء فإني لم أجد دليلا من الكتاب والسنة الصحيحة فيما أعلم أن هارون هو الأكبر وإنما هذا قول اليهود الذين قالوا إن هارون هو الذي أمرهم بعبادة العجل وبرأه الله من هذا القول في كتابه العزيز ،وقد حذر الله جل وعلا المؤمنين في قوله ،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا) سورة الأحزاب 69 فلا نقول للرسول صلى الله عليه وسلم قولا لا يليق به ولا إلى الرسل من قبله ، فكيف يليق بالمسلم أن يأخذ بقول مشين قاله من رموا الأنبياء بأقبح الأفعال والأخلاق وقبل ذلك أساؤوا الأدب مع الله جل وعلا ،،، فإنه لم يعهد بين الخلائق أن يقوم الأخ الأصغر بتأديب الأخ الأكبر وجره من رأسه ولحيته وهما كبار في السن وصالحان في نفس الوقت قد يوجد بين الأخ الكافر وأخيه المسلم وبين الأخ العاقل وأخيه السفيه أما بين أنبياء وخاصة موسى الذي هو أفضل بشر خلقه الله بعد محمد وإبراهيم عليهم جميعا الصلاة والسلام ،،، هذا أقوله إذا لم يثبت بأن موسى هو الأكبر فكيف إذا كانت هناك إشارات تفيد في مجملها أن موسى هو الأكبر وفي المقابل لا يوجد إي دليل أو إشارة - فيما أعلم - مفادها أن هارون هو الأكبر
ومن تلك الإشارات :
أنه بالتأمل في آية سورة طه قال الله على لسان هارون (( يا ابن أم لاتأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول .....)
فإن هذا الأسلوب طبيعي يقع كثيراً و يرد على لسان الأخ الأصغر عندما يغضب عليه أخوه الأكبر فيبدي له استعطافه ويبرر موقفه ففي المخاطبة ب (يابن أم ) أسلوب معروف ودارج عند العرب وفي الحديث أنَّ أمَّ هانىءٍ بنتَ أبي طالبٍ تقولُ : ذهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ الفتحِ ، فوجَدتُه يَغتَسِلُ ، وفاطمةُ ابنتُه تَستُرُه ، قالتْ : فسلَّمتُ عليه ، فقال : مَن هذه . فقلتُ : أنا أمُّ هانىءٍ بنتُ أبي طالبٍ ، فقال : مَرحبًا بأمِّ هانىءٍ .، فلما انصَرَف ، قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، زعَم ابنُ أمي ، أنه قاتلٌ رجلًا قد أجَرتُه ، فلانَ بنَ هُبَيرَةَ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : قد أجَرْنا مَن أجَرتِ يا أمَّ هانىءٍ انتهى مختصرا من صحيح البخاري وهي تقصد علي بن أبي طالب شقيقها .
،،، ويزيد الأمر وضوحاً في آية الأعراف أنه قال (( فلا تشمت بي الأعداء )) لأن الشماتة من الحاضرين الكاهرين تقع على الأخ الأصغر عندما يعاقبه أخوه الأكبر وهذا أمر كذلك طبيعي ولو كان موسى هو الأصغر لكان هذا التصرف خارج عن مكارم ومحاسن الأخلاق و لوقعت عليه الشماتة واحتمال تقع عليهما جميعا ولمَا استعطفه هارون بهذا الأسلوب ولأنهما في زمن هذه الواقعة كانوا رسل وكبار في السن والرسل معصومون من مخارم المروءة وقبيح الأخلاق قال تعالى في سورة طه آية 47 (( فأتياه فقولا إنا رسولا ربك )) بالتثنية
تنبيه
وفي قوله تعالى ( إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) : يدل على كراهيتهم لهارون فاحتقروه واستضعفوه واحتمال استصغروه ،، ووصل الأمر إلى حد القتل لقوله (وكادوا ) ولم يكن معه أحد يستنصره على من عبد العجل يفهم من قوله ( استضعفوني ) ولم يقل استضعفونا فهذا يضعف حديث الذي في قصة المعراج لما سلم الرسول صلى الله عليه وسلم على هارون عليه السلام قال جبريل هذا المحبب في قومه وكذلك في بعض كتب التفسير أن هارون أحب إلى بني إسرائيل من موسى ،، وفي قوله فلا تشمت بي الأعداء دليل كره هارون لهم أيضا بسبب شركهم وظلمهم أنفسهم بعبادة العجل والذي يظهر من الآيات التي وردت في واقعة عبادة العجل أن جميع من حضر هذه الواقعة عبد العجل ،،،
الإشارة الثانية
في قوله تعالى
﴿وَأَوحَينا إِلى أُمِّ موسى أَن أَرضِعيهِ فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقيهِ فِي اليَمِّ وَلا تَخافي وَلا تَحزَني إِنّا رادّوهُ إِلَيكِ وَجاعِلوهُ مِنَ المُرسَلينَ﴾ [القصص: ٧]
فسمى الله أم موسى بتكنيتها فهي أمه بالولادة وأمه بالتكنية لأنه أكبر أولادها ،،، وكرر تكنيتها في قوله ( فأصبح فؤاد أم موسى فارغا )
وذكر السيوطي رحمه الله عن الشافعي قوله جميع ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن وتطبيقاً لهذا القول ، جاء في حديث هاني بن يزيد رضي الله عنه لما وفد إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ، مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم ، فدعاه رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله هو الحكم ، وإليه الحكم ، فلم تكنى أبًا الحكم ؟ فقال : إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم ، فرضي كلا الفريقين . فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ما أحسن هذا ، فما لك من الولد ؟ قال : لي شريح ، ومسلم ، وعبد الله ، قال : فمن أكبرهم ؟ قلت : شريح ، قال : فأنت أبو شريح ..رواه أبوداود وغيره
فهذا مما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهمه من كلام ربه فكنّاهُ بأكبر أولاده وكذلك الله سبحانه وتعالى كنى أم موسى بأكبر أولادها ويمكن أن يسميها باسمها لكن سماها بالكنية ليتبين لنا كثرة اختلاف وأخطاء وكذب وتحريف أهل الكتاب ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ﴾ [آل عمران: ١٠٠]
وقال تعالى ﴿إِنَّ هذَا القُرآنَ يَقُصُّ عَلى بَني إِسرائيلَ أَكثَرَ الَّذي هُم فيهِ يَختَلِفونَ﴾ [النمل: ٧٦]
وقد كنى الرسول صلى الله عليه وسلم هاجر في قصة زمزم بأم إسماعيل كما في صحيح البخاري ...
وأيضا روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله - مثَلُ الذين يغزونَ من أمَّتِي ، ويأخذونَ الْجُعلَ يتقوُّوُن بِهِ على عدوِّهم ، مثلُ أمِّ موسى تُرْضِعُ ولدَها ، وتأخذُ أجرَها وفي رواية مثل الذين يحجون من أمتي و الحديث ضعيف ذكره أبوداود في المراسيل وغيره لكن الشاهد من الحديث تكنية أم موسى ،،
فهذه سنة الله في كتابه الكريم امتثلها الرسول صلى الله عليه وسلم في تكنية الرجل أو المرأة بالولد الأكبر
وفي قوله تعالى ( إنا رادوه إليك ) اللي يظهر أنهم كانوا يأخذون الأولاد لاستعبادهم ذلك بأن الله وعدها بالرد وهو عكس الأخذ ولم يكونوا يقتلون الأولاد كما هو مشهور لأن خوفها على موسى لا دليل عليه أنهم كانوا يقتلون الأطفال وكذلك هم لا يعلمون أنه من أولاد بني اسرائيل ..وفي قوله تعالى ( إن كادت لتبدي به ) دليل على أنهم لا يعلمون أنه منهم ...فكيف يقال أنهم أرادوا قتله لأنه من بني اسرائيل
الإشارة الثالثة
وفي قوله تعالى على لسان أم موسى ( وقالت لأخته قصيه ) هذا على لسان أم موسى فلو كان هارون أكبر من موسى لأرسلته أمه بدلا من أخته فإن الخوف على الفتاة أعظم من الخوف على الفتى خاصة أنهم يقولون أن هارون ولد في العام الذي فيه عفوٌ عن قتل المواليد وأن هارون أكبر من موسى بعشر سنوات والبعض قال بسبع أو ثلاث ،، والذي يظهر لي أن هارون ولد بعدما حصلت أم موسى على الرعاية والأمان من امرأة فرعون وعاشت في كنف القصر الفرعوني ولذلك أرسلت أخته ،، وأما الخبر الذي فيه عامٌ يقتل فيها أولاد بني إسرائيل وعامٌ عفو فهذا خبر من أهل الكتاب والله أعلم بصحته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا فإنكم إما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق ) رواه أحمد وغيره وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرءونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا [ ص: 954 ] هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم ))
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت ولا أراها إلا الفأر ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته قال أبو هريرة فحدثت هذا الحديث كعبا فقال آنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قال ذلك مرارا قلت أأقرأ التوراة ... وقوله ((أأقرأ التوراة ))استفهام إنكار أن أبا هريرة لا يأخذ من التوراة ولا من كتب الأوائل مثل أهل الكتاب فما يأخذ إلا من الرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف كعب الأحبار وغيره
وأقول عن قتل أولاد بني إسرائيل فالذي في كتاب ربنا أن قتل الأبناء جاء بعد مبعث موسى إلى فرعون قال تعالى ﴿فَلَمّا جاءَهُم بِالحَقِّ مِن عِندِنا قالُوا اقتُلوا أَبناءَ الَّذينَ آمَنوا مَعَهُ وَاستَحيوا نِساءَهُم وَما كَيدُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ﴾ [غافر: ٢٥]
وقال تعالى ﴿وَقالَ المَلَأُ مِن قَومِ فِرعَونَ أَتَذَرُ موسى وَقَومَهُ لِيُفسِدوا فِي الأَرضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبناءَهُم وَنَستَحيي نِساءَهُم وَإِنّا فَوقَهُم قاهِرونَ﴾ [الأعراف: ١٢٧]
فمن قال أن القتل لهم كان في الصغر قبل مبعث موسى عليه السلام فليأتِ بالدليل الصحيح الصريح
فلو كان القتل موجودًا مستحرًّا بهم لما قال فرعون اقتلوا أبناءهم بعد مبعث موسى عليه السلام, وقد جاء في كتابنا الأمر بالتمسك بالقرآن الكريم قال تعالى ( فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ) سورة الزخرف 43 وفي قوله (فاستمسك ) زيادة في مبنى الكلمة يدل على زيادة في المعنى وهو الاعتصام بهذا الكتاب فهو على الحق والعدل والصدق ..وقال تعالى (أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ) العنكبوت 51 بلى يكفينا كتاب ربنا صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام .
وأما خوف أم موسى على ابنها عند ولادتها فالظاهر والله أعلم أنهم يأخذون الأولاد لاستعبادهم ولا يشترط القتل , كما قال أصحاب طالوت لنبيهم ( وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ) فهؤلاء أخذت أولادهم وعزلوا عنهم وتشابهت قصة جالوت الطاغية مع فرعون
وقد قال الله تعالى آمراً موسى وهارون
﴿فَأتِياهُ فَقولا إِنّا رَسولا رَبِّكَ فَأَرسِل مَعَنا بَني إِسرائيلَ وَلا تُعَذِّبهُم قَد جِئناكَ بِآيَةٍ مِن رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى﴾ [طه: ٤٧]
ولم يقل ولا تقتلهم لا لهم ولا لأبنائهم
وقال تعالى
﴿فَأتِيا فِرعَونَ فَقولا إِنّا رَسولُ رَبِّ العالَمينَ ۝ أَن أَرسِل مَعَنا بَني إِسرائيلَ﴾ [الشعراء: ١٦-١٧]
فكان يستعبدهم ويؤذيهم كما قال تعالى ﴿قالوا أوذينا مِن قَبلِ أَن تَأتِيَنا وَمِن بَعدِ ما جِئتَنا قالَ عَسى رَبُّكُم أَن يُهلِكَ عَدُوَّكُم وَيَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلونَ﴾ [الأعراف: ١٢٩]
فالايذاء يشمل القتل ويشمل غيره لكن القتل فواضح أنه جاء بعد مبعث موسى عليه السلام
و قال تعالى على لسان موسى ؛؛
﴿حَقيقٌ عَلى أَن لا أَقولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الحَقَّ قَد جِئتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِن رَبِّكُم فَأَرسِل مَعِيَ بَني إِسرائيلَ﴾ [الأعراف: ١٠٥]
وقال تعالى
﴿وَلَقَد فَتَنّا قَبلَهُم قَومَ فِرعَونَ وَجاءَهُم رَسولٌ كَريمٌ ۝ أَن أَدّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنّي لَكُم رَسولٌ أَمينٌ﴾ [الدخان: ١٧-١٨]
وقال تعالى
﴿فَفَرَرتُ مِنكُم لَمّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لي رَبّي حُكمًا وَجَعَلَني مِنَ المُرسَلينَ ۝ وَتِلكَ نِعمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَن عَبَّدتَ بَني إِسرائيلَ﴾ [الشعراء: ٢١-٢٢]
وقال تعالى
﴿وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ﴾ [القصص: ٥]
وقال تعالى
﴿وَأَورَثنَا القَومَ الَّذينَ كانوا يُستَضعَفونَ مَشارِقَ الأَرضِ وَمَغارِبَهَا الَّتي بارَكنا فيها وَتَمَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسنى عَلى بَني إِسرائيلَ بِما صَبَروا وَدَمَّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَقَومُهُ وَما كانوا يَعرِشونَ﴾ [الأعراف: ١٣٧]


فجميع هذه الآيات تفيد في مجملها أن فرعون كان يستعبد بني إسرائيل ويذلهم ولم يكن يقتلهم


ولوكان يقتلهم ويكثر القتل فيهم و في أبنائهم
لذكر ذلك موسى عليه السلام له عندما عاب فرعون على موسى بقتله الرجل الفرعوني
قال تعالى
﴿فَأتِيا فِرعَونَ فَقولا إِنّا رَسولُ رَبِّ العالَمينَ ۝ أَن أَرسِل مَعَنا بَني إِسرائيلَ ۝ قالَ أَلَم نُرَبِّكَ فينا وَليدًا وَلَبِثتَ فينا مِن عُمُرِكَ سِنينَ ۝ وَفَعَلتَ فَعلَتَكَ الَّتي فَعَلتَ وَأَنتَ مِنَ الكافِرينَ ۝ قالَ فَعَلتُها إِذًا وَأَنا مِنَ الضّالّينَ ۝ فَفَرَرتُ مِنكُم لَمّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لي رَبّي حُكمًا وَجَعَلَني مِنَ المُرسَلينَ ۝ وَتِلكَ نِعمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَن عَبَّدتَ بَني إِسرائيلَ﴾ [الشعراء: ١٦-٢٢]
ولم يقل أن قتلت أو ذبحت بني إسرائيل ولم يكن يخاف من فرعون حتى يواجهه بأنه يقتل أبناء بني إسرائيل لأن الله جل وعلا نهاه (( قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ )) (46) سورة طه
فالظاهر والله أعلم أن القتل كان قليلا في الأمم السابقة وإذا حصل يكون له ما يبرره عند من يقوم به فاقرأ قوله تعالى على لسان قوم شعيب
﴿قالَ المَلَأُ الَّذينَ استَكبَروا مِن قَومِهِ لَنُخرِجَنَّكَ يا شُعَيبُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَكَ مِن قَريَتِنا أَو لَتَعودُنَّ في مِلَّتِنا قالَ أَوَلَو كُنّا كارِهينَ﴾ [الأعراف: ٨٨] لم يقولوا أو لنقتلنكم
وكذلك الرسل مع أقوامهم
﴿وَقالَ الَّذينَ كَفَروا لِرُسُلِهِم لَنُخرِجَنَّكُم مِن أَرضِنا أَو لَتَعودُنَّ في مِلَّتِنا فَأَوحى إِلَيهِم رَبُّهُم لَنُهلِكَنَّ الظّالِمينَ﴾ [إبراهيم: ١٣]


وأيضاً قصة نوح وهود وصالح وشعيب ولوط مع أقوامهم لم يحصل بينهم قتال مع أن المسلمين أقل عدد من الكافرين واقرأ قول الفرعوني لموسى لما قتل موسى رجلا واحدا وصفه بالجبار
﴿فَلَمّا أَن أَرادَ أَن يَبطِشَ بِالَّذي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا موسى أَتُريدُ أَن تَقتُلَني كَما قَتَلتَ نَفسًا بِالأَمسِ إِن تُريدُ إِلّا أَن تَكونَ جَبّارًا فِي الأَرضِ وَما تُريدُ أَن تَكونَ مِنَ المُصلِحينَ﴾ [القصص: ١٩]
فالقتل كان معظماً في نفوس البشرية جمعاء ومن علامات الساعة كثرة الهرج أي القتل يفهم منه قلة القتل في الأمم السابقة وهذا غير الإهلاك من الله عند غضبه على أمة عاصية ....
وأما قوله تعالى على لسان امرأة فرعون (وَقالَتِ امرَأَتُ فِرعَونَ قُرَّتُ عَينٍ لي وَلَكَ لا تَقتُلوهُ عَسى أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُم لا يَشعُرونَ﴾ [القصص: ٩] فالظاهر أنهم يأخذون الأولاد لاستعبادهم والانتفاع بهم لا لقتلهم لأن قولها ( لاتقتلوه ) احتمال أنه كان لايقبل المراضع ولو كانوا يريدون قتله ،لقتلوه من حين ما التقطوه فهم لا يعلمون من أمه ومن أبوه ! هل هو من الفراعنة أم من الاسرائليين !.فهو لقيط جاءهم في تابوت ويفهم هذا من قوله تعالى ( فالتقطه ) وحاولوا عدة مرات أن يجدوا له مرضعة ولم يفلحوا وهذا يفهم من قوله تعالى ( وحرمنا عليه المراضع ) فانزعجوا منه وهموا بالتخلص منه
وفي هذه العصور تلجأ بعض الدول إلى اللقطاء فتستخدمهم وتستفيد منهم وتسخرهم في بعض الأعمال التي قد تكون شاقة لأنهم لا يرتبطون بأي عائلة ولا يجدون من يطالب بحقوقهم أو مصالحهم ،.
الإشارة الرابعة :
قال تعالى ﴿إِنّا قَد أوحِيَ إِلَينا أَنَّ العَذابَ عَلى مَن كَذَّبَ وَتَوَلّى ۝ قالَ فَمَن رَبُّكُما يا موسى﴾ [طه: ٤٨-٤٩]
قوله تعالى على لسان فرعون ( فمن ربكما ) يفي بالغرض من توجيه السؤال لهما فلما زاد وقال ( يا موسى ) وجه فرعون الكلام له لأنه هو الأكبر ففي الأمور العظيمة يتكلم الكبار مع أن هارون أفصح منه و موسى لا يبين الكلام كما عابه فرعون قبحه الله في قوله تعالى ﴿أَم أَنا خَيرٌ مِن هذَا الَّذي هُوَ مَهينٌ وَلا يَكادُ يُبينُ﴾ [الزخرف: ٥٢] ومن المعلوم أن كتاب الله كل ما فيه من كلمات وأحرف لها من الحكم والفوائد قد يعلمها الإنسان عند التدبر وقد لا يعلمها
ويؤيد ما قلته ما جاء في حديث قتل اليهود لعبدالله بن سهل رضي الله عنه قال سهل بن أبي حثمة ::
أن عبداللهِ بنَ سَهلٍ ، ومُحَيِّصةَ خرجا إلى خيبرَ من جَهْدٍ أصابَهما, فأتي مُحَيِّصَةُ ، فأخبر أن عبداللهِ بنَ سَهلٍ قد قُتِلَ ,وطُرِحَ في فقيرٍ أو عينٍ، فأتى يهودَ، فقال: أنتم واللهِ قتلتموه، فقالوا: واللهِ ما قتلناه، ثم أقبل، حتى قَدِمَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له, ثم أقبل هو وحُويِّصَةُ, وهو أخوه أكبُر منه ، وعبدُالرحمنِ بنُ سَهلٍ ، فذهب مُحَيِّصَةُ ليتكلم وهو الذي كان بخيبرَ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَبِّر كَبِّر.( وفي رواية في صحيح مسلم ليبدأ الأكبر ) وتكلمَ حُوَيِّصَةُ ثم تكلم مُحَيِّصةُ ،...الخ هذا اللفظ في صحيح النسائي - رقم: 4724


فهذا الحديث يدل على الأكبر اذا اجتمع مع الأخ الأصغر فالسنة يبدأ الأكبر بالكلام قبل الأصغر تأدباً معه مع أن حويصة رضي الله عنه لم يكن حاضرا في الواقعة ، وقد فهم هذا الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن كما قال الشافعي رحمه الله تعالى : جميع ما حكم الرسول صلى الله عليه وسلم به فهو مما فهمه من القرآن ،، فيما ذكره عنه السيوطي رحمه الله في مقدمة كتابه الإكليل في استنباط التنزيل وذكر أيضاً عن بعض العلماء قوله : ما سمعت حديث إلا التمست له آية من كتاب الله ،، وقال سعيد بن جبير رحمه الله : ما بلغني حديث عن رسول صلى الله عليه وسلم على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله ،، وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ؛ إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديقه من كتاب الله .. انتهى كلام السيوطي رحمه الله
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن كما يروى هذا الأثر عن عائشة رضي الله عنها وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله وهذا يدل على أن من خلقه أن يبدأ الكبير في الحديث في الأمور المهمة ...
الإشارة الخامسة
قال تعالى ﴿قالَ يا هارونُ ما مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلّوا ۝ أَلّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيتَ أَمري ۝ قالَ يَا ابنَ أُمَّ لا تَأخُذ بِلِحيَتي وَلا بِرَأسي إِنّي خَشيتُ أَن تَقولَ فَرَّقتَ بَينَ بَني إِسرائيلَ وَلَم تَرقُب قَولي﴾ [طه: ٩٢-٩٤]
فقوله تعالى على لسان موسى ( ألا تتبعني أفعصيت أمري ) دليل على ما فطر الله عليه الناس من أن الأخ الأكبر له نوع ولاية على أخيه الأصغر من أمره وتعليمه وتوجيهه وتأديبه إذا اقتضى الأمر فهذه عادة جرت بين الناس وغير مستنكرة بل يرون أن الأخ الأصغر عليه أن يوقر أخيه الأكبر ويحترمه ويخاطبه بإجلال والأنبياء أكمل الناس خُلُقًا فكان رد هارون (( إني خشيت أن تقول )) فهو عليه السلام خشي من إغضاب أخيه الأكبر ،، فهذه المحاورة تدل على كمال أخلاق الأنبياء وأنها متوافقة مع فطرة الناس التي فطر الله الناس عليها ،،
وفي حديث أنس بن مالك قال : جاءَ شيخٌ يريدُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأبطا القومُ أن يوسِّعوا لَه فقالَ ليسَ منَّا من لم يرحَمْ صغيرَنا ولم يوقِّرْ كبيرَنا .
قال المناوي رحمه الله :
" يُعْطَى الكبير حقه من الشرف والتوقير " انتهى من "فيض القدير" (5/ 388) .
والأخ الكبير له شيء من الولاية على أخيه الصغير .
قال الشرواني في "حاشيته" (3/ 21):
" منْ لَهُ وِلَايَةُ التَّأْدِيبِ، فَيَشْمَلُ الْأُمَّ وَالْأَخَ الْكَبِيرَ " انتهى .
وقال الجمل في "حاشيته" (4/ 426):
" يُؤْخَذُ مِنْ التَّعْلِيلِ أَنَّ مِثْلَ الْأَبِ كُلُّ مَنْ لَهُ وِلَايَةُ التَّأْدِيبِ ، كَعَمِّهِ ، وَأَخِيهِ " انتهى
الإشارة السادسة
قال تعالى
﴿وَقالَ لَهُم نَبِيُّهُم إِنَّ آيَةَ مُلكِهِ أَن يَأتِيَكُمُ التّابوتُ فيهِ سَكينَةٌ مِن رَبِّكُم وَبَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ موسى وَآلُ هارونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ [البقرة: ٢٤٨]
فتقديم آل موسى على آل هارون لاحتمال كبر السن والتقدم في العمر وليس المقصود فيها أفضلية موسى على هارون عليهما السلام لأن المقصود هم الآل،، والعلم عند الله العليم الحكيم .


الإشارة السابعة
قال تعالى ﴿قالَ رَبِّ إِنّي لا أَملِكُ إِلّا نَفسي وَأَخي فَافرُق بَينَنا وَبَينَ القَومِ الفاسِقينَ﴾ [المائدة: ٢٥]
أي لايملك أن يأمر وينهى إلا نفسه وأخيه وهذا موافق لما فطر الله الناس عليه من أن الأخ الأكبر يأمر وينهى أخيه الأصغر لما فيه من المصالح


وقد يرد سؤال لماذا يكنى أبو بكر بهذه التكنية !؟ فالجواب في صحيح البخاري حديث رقم 3969 عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ـ رضى الله عنه ـ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ بَكْرٍ، فَلَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا،
وكذلك عمر بن الخطاب يكنى بأبي حفص لأن أكبر بناته حفصه واللي يظهر أنه يكنى بها مع ترخيم اسمها
والإمام أحمد بن حنبل يكنى بأبي عبدالله وأكبر أولاده صالح وهذا لا إشكال فيه فقد يكون له ولد مات في الصغر اسمه عبدالله لأنه كم من رجل يموت له ولد صغير لايعرفه الناس ويكنى به ...
وأنهي هذا البحث جعله الله بحث خير وبركة وما أردت إلا الخير في الدفاع عن نبي الله موسى عليه السلام في أنه يأخذ بلحية أخيه الأكبر هارون وليس بصواب بل هو الأكبر ،،، وكذلك بيان ما في الأخبار الإسرائيلية من أخطاء ولقد قال الله سبحانه عنهم ﴿أَفَتَطمَعونَ أَن يُؤمِنوا لَكُم وَقَد كانَ فَريقٌ مِنهُم يَسمَعونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفونَهُ مِن بَعدِ ما عَقَلوهُ وَهُم يَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٧٥] فهم حرفوا كلام الله وهو طري قد وصل إلى أسماعهم ونبيهم موسى بين أظهرهم فكيف إذا تقادم العهد واندثر العلم ،،، ولا حول ولا قوة إلا بالله ،، والله الهادي إلى سواء السبيل ....
والله أعلم وصلى الله وسلم على الهادي البشير وعلى آله وصحبه وسلم
 
إذن تقرأ الآية الرابعة في القصص
يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ
ثم تقرأ الآية التاسعة في نفس السورة
قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً
فيكون استنتاجك منها - بالمخالفة للمفسرين! - هو أن فرعون لم يكن يقتل أطفال بني إسرائيل قبل بعث موسى؟!

وأيضا تقرأ الآية 127 من الأعراف
وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ
ثم تقرأ الآية 129 من نفس السورة
أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا
فيكون استنتاجك منها هو أن فرعون لم يكن يقتل أطفال بني إسرائيل قبل بعث موسى؟!
=====
آسية رضي الله عنها قالت بالنص: لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً
ففهمت أنت الجملة على أنها عن المراضع؟!
 
الأخ محمد
أرجو منك تدبر البحث جيدا
آيات قتل أبناء بني اسرائيل واستحياء نساءهم جاءت مطلقة توضح البلاء الذي وقع عليهم كما في
آية 4 من سورة القصص
و49 من البقرة
واية 6 من ابراهيم
و141 آل عمران
لكن آية غافر توضح أن القتل جاء بعد المبعث
فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25)
لأن الفاء تفيد الترتيب
وأيضا آية الأعراف
وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ
سنقتل يعني سوف نقتل أبناءهم وهذه واضحة أنها بعد المبعث

أما آية الايذاء ليس شرطا أن يكون قتلا
قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
(
129
)

وهذا الايذاء ذكره موسى عليه السلام لفرعون عند لقائه في سورة الشعراء
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)

وتدبر ياأستاذ سلامة هذه الاية يتضح لك أنه كان يستعبدهم ولم يكن يقتل أبناءهم فإن فرعون عاب على موسى قتل الرجل وموسى عاب على فرعون استعباد بني اسرائيل فلو كان يقتل الأبناء لقال له موسى أنك تقتلهم

فهذا واضح جدا ولم يكن موسى يخشاه لأن الله نهاه أن يخشى فرعون لأنه معه يسمع ويرى
 
1- من أين لك أن القتل لم يتكرر؟ وكيف لك أن تجزم؟
2 - لم تجب عن كلام آسية.
3- يقول ابن عاشور:
"كلام موسى... نقض لامتنان فرعون، بقلب النعمة نقمة، بتذكيره أن نعمة تربيته ما كانت إلا بسبب إذلال بني إسرائيل، إذ أمر فرعون باستئصال أطفال بني إسرائيل الذي تسبب عليه إلقاء أم موسى بطفلها في اليم حيث عثرت عليه امرأة فرعون ومن معها من حاشيتها، وكانوا قد علموا أنه من أطفال إسرائيل بسمات وجهه ولون جلده، ولذلك قالت امرأة فرعون: قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا"
 
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ8
)
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُون9
)
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
(10)
وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
(
11
)
۞ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُون12
) سورة القصص
تدبر معي الآيات أم موسى نهاها الله جل وعلا من الخوف والحزن
الخوف من ماذا؟؟
يتضح لك البشارة بعدها (( إنا رادوه إليك )) فالرد عكس الأخذ فهم يأخذون الأبناء لاستعبادهم واستخدامهم في زراعة الأرض ونقب الجبال والمناجم ولازالت هذه عادة الجبابرة الطغاة

ولو كانوا يقتلونهم لقتلوه من حين ما التقطوه
ولاحظ لفظة (( فالتقطه آل فرعون )) فهو لقيط لا يعرف من أبوه هل هو من بني اسرائيل او فرعوني أو ابن زنا

أما قول امرأة فرعون (( لا تقتلوه )) اقرأ بعدها (( وحرمنا عليه المراضع من قبل ))

(( من قبل )) ماذا
من قبل لا تراه امرأة فرعون ولقائه بها
فهم انزعجوا منه بسبب عدم الرضاعة من النساء فهموا بقتله ولم يكن يعلموا أنه من بني اسرائيل

وأرجو أن نكتفي بهذا القدر
وسلامتك
 
هل بعد كل نقد يوجه لك تقول "نكتفي بهذا القدر"؟! فلم تفتح الموضوع في منتدى نقاشي من الأساس؟

عودة للموضوع:
تقول - وكأنك كنت حاضرا الموقف التاريخي! - أنهم لا يعلمون إن كان من بني إسرائيل أم من قوم فرعون، ويقول ابن عاشور: "كانوا قد علموا أنه من أطفال إسرائيل بسمات وجهه ولون جلده"
فالنقطة لا يصح الاستشهاد بها، لأنها محل خلاف وتخمين.

وتقول: "لو كانوا يقتلونهم لقتلوه من حين ما التقطوه"
هذا تخمين آخر!.. كيف تجزم، وكأنك تعرف عادات وأعراف خدم قصر فرعون؟!
هل يبنى التفسير على مثل هذه التخمينات؟!

التفسير يبنى على الكلام الصريح: قالت "لا تقتلوه"، إذن كانوا يقتلون الأطفال.
 
أنا كتبت الموضوع لأفيد واستفيد
وقولك كأنك حاضر فيها لمز
ما يصلح أن يكتب بين الأخوان
وأنا استندت لكتاب ربي في قوله فالتقطه
فلم يقل أخذه فاللقيط الذي لا يعرف أباه
وتعيب علي كأني انا حاضر
ثم تذكر عن ابن عاشور قوله انهم عرفوه
فهل كان ابن عاشور حاضرا
مع العلم أن بشرة موسى سمراء
 
كلمة اللقيط مأخوذة أصلا من الالتقاط، فأنت تحمل الكلمة مدلولات اصطلاحية زائدة عن المعنى!
ما حدث هو فعل "التقاط"، لا أكثر ولا أقل.
القرطبي: "الالتقاط وجود الشيء من غير طلب ولا إرادة، والعرب تقول لما وجدته من غير طلب ولا إرادة: التقطه التقاطا، ولقيت فلانا التقاطا"
=====
ليس كلامي لمزا، بل تصريحا بأن كلامك خطأ. فأنا واضح في نقدي، وخصوصا لمن يخرجون علينا بـ "نظريات جديدة" في التفسير ثم يعجزون عن الدفاع العلمي المنطقي عنها.
=====
قلت أنا: "النقطة لا يصح الاستشهاد بها، لأنها محل خلاف وتخمين"
فتخمينك مثل تخمين ابن عاشور.
التخمينات بلا قيمة تاريخية وبلا قيمة تفسيرية.
 
﴿فَالْتَقَطَهُ﴾، ولم يقل: أخذه؛ لأنه أصبح في حكم اللقيط المنبوذ، وأهل العلم يقولون: إن اللقيط هو الطفل المنبوذ الذي طُرِحَ، يُسمَّى لقيطًا؛ ولهذا قال: ﴿فَالْتَقَطَهُ﴾، ولم يقل: أخذه؛ لماذا؟ لأن اللقيط هو الطفل المنبوذ، هؤلاء أخذوا هذا التابوت

بن عثيمين
 
يبدو لي ان فرعون كان يقتل ابناء بني اسرائيل وهذا ما دفع ام موسى الى وضعه في التابوت وتهريبه في البحر وهذا ايضا ما دفع امرأة فرعون ان تقول لا تقتلوه وليس من المعقول ان تقوم ام موسى بوضعه في التابوت منذ ولادته اذا كان قوم فرعون ياخذون رجال بني اسرائبل عبيدا فليس من المعقول ان ياخذوه عبدا وهو حديث الولادة
 
عاب فرعون على موسى قتله الرجل
وعاب موسى على فرعون استعباد بني اسرائيل


ولم لم يقل له انت كذلك قتلت ابناء بني اسرائيل !؟

فلماذا سكت عنه موسى !ة
 
﴿وَفَعَلتَ فَعلَتَكَ الَّتي فَعَلتَ وَأَنتَ مِنَ الكافِرينَ ۝ قالَ فَعَلتُها إِذًا وَأَنا مِنَ الضّالّينَ ۝ فَفَرَرتُ مِنكُم لَمّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لي رَبّي حُكمًا وَجَعَلَني مِنَ المُرسَلينَ ۝ وَتِلكَ نِعمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَن عَبَّدتَ بَني إِسرائيلَ﴾ [الشعراء: ١٩-٢٢]

في هذه الآيات اقرأ المناقشة بين موسى و فرعون
فلم يقل موسى
وتلك نعمة تمنها علي أن قتلت بني اسرئيل

هذا يدل على أنه لم يكن يقتلهم بل كان يستعبدهم
فالله سبحانه أخبرنا بذلك
وما كنا للغيب حافظين
 
كلام العثيمين صحيح، أنه تم "التقاطه" بعد أن كان منبوذا.. ولا دلالة فيه إطلاقا على ما تقوله من أنهم "لم يعلموا أنه من بني إسرائيل"!
ولا أن كلام آسية "لا تقتلوه" معناه الرضاعة!

وما دمت رجعت لتفسير العثيمين فخير، إذ يقول:
"قولها لا تقتلوه يدل على أنهم هموا بقتله وإلا لما كان لقولها لا تقتلوه فائدة"

والاتباع دائما خير من "الاختراع".
 
نعم هم هموا بقتله
لم أقل انهم لم يهموا بقتله
فكيف انكره وقد قال به رب العالمين
ولا حول ولا قوة إلا بالله
سأقف انا عند هذا الحد
 
ما حدث باختصار، هو أن فرعون كان يقتل عددا كبيرا من أبناء بني إسرائيل، لخوفه منهم على ملكه، وليظلوا قوما ضعفاء مستعبدين غير قادرين على منافسته بعددهم، فخافت أم موسى فأوحى الله لها بأن تلقي بموسى فالتقطه آل فرعون وهموا بقتله (إما لتأكدهم أنه من بني إسرائيل أو درءا للشك باليقين) فدافعت عنه آسية.
أما الجدال في سن موسى وهارون أيهما أكبر فمن سفاسف الأمور. القصص القرآني للعبرة لا للدخول في تفاصيل تاريخية.
 
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ
 
الحذر غير الخوف
وانت قلت ان فرعون كان خائفا

واعيد سؤال سألتك ولم تجب المناقشة في سورة الشعراء
لماذا لم يقل موسى يا فرعون انت تقتل أبناء بني اسرائيل ؟؟؟
بل قال تستعبدهم
ارجو الاجابة
 
بل كان خائفا.
ارجع لتفاسير أهل العلم.

"ونمكن لهم في الأرض، ونجعل فرعون وهامان وجنودهما يرون من هذه الطائفة المستضعفة ما كانوا يخافونه من هلاكهم وذهاب ملكهم، وإخراجهم من ديارهم على يد مولود من بني إسرائيل"
(التفسير الميسر) (1/ 386)
"ما كانوا يحذرون: يخافون"
(تفسير الجلالين) (1/ 507)
السعدي:
مِنْهُمْ: أي من هذه الطائفة المستضعفة. {مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} من إخراجهم من ديارهم، ولذلك كانوا يسعون في قمعهم، وكسر شوكتهم، وتقتيل أبنائهم، الذين هم محل ذلك.
ابن كثير:
احترز فرعون من ذلك، وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل.
القرطبي:
كانوا على وجل منهم فأراهم الله ما كانوا يحذرون.
الطبري:
كانوا من ذلك على وجل منهم, ولذلك كان فرعون يذبح أبناءهم, ويستحيي نساءهم.
"يذبح أبناءهم خوف خراب ملكه"
(تفسير الثعالبي) (4/ 263)
ابن عطية: "والمعنى ويقع فرعون وقومه وجنوده فيما خافوه وحذروه من جهة بني إسرائيل وظهورهم"
(تفسير ابن عطية) (4/ 276)
"أي يرون منهم ما كانوا خائفين منه"
(تفسير الرازي) (24/ 579)
 
1- مغزى ذكر التعبيد في سورة الشعراء مذكور في تعليق سابق على لسان ابن عاشور!
"نقض لامتنان فرعون بقلب النعمة نقمة بتذكيره أن نعمة تربيته ما كانت إلا بسبب إذلال بني إسرائيل إذ أمر فرعون باستئصال أطفال بني إسرائيل الذي تسبب عليه إلقاء أم موسى بطفلها في اليم"
(التحرير والتنوير) (19/ 115)

2- حوار موسى وفرعون منطقي ومتسلسل. موسى يطلب منه تحرير بني إسرائيل من العبودية والسماح لهم بالرحيل عن مصر مع موسى، فطبيعي أن يكون المذكور في سياق الرد هو الاستعباد!
فرعون يمن على موسى بالتربية في القصر، فيكون رد موسى أن بني إسرائيل - أهله - كانوا في نفس الوقت في عبودية.
لو كان فرعون قد قال: مننت عليك بأن لم أقتلك، فربما يكون الرد المناسب وقتها: لكنك قتلت قومي.
لكن حيث أن المنة كانت: ربيتك في بيتي، فناسبها أن يكون الرد: لكنك استعبدت قومي.
 
اولا : "اتباع خير من الاختراع"هذا ان اتبعت فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والاصل اتباع الرسول اما اتباع العلماء فليس بواجب فهم رجال ونحن رجال وما ابن عاشور او ابن تيمية اوغيرهم الا رجال يصيبون ويخطئون واقوالهم ليست بحجة
ثانيا: الاخ سالم طرح رايه وهو راي محترم عززه بادلة من ايات القران الكريم فينبغي احترام رايه والرد عليه بدليل اقوى
 
الأخ سلامة
لم تأت بدليل
ففرعون طاغية جبار لا يخاف

نعم كانوا حذرين والحَذِر ليس بشرط أن يكون خائفا
وهذا جاء بعدما قويت شوكة بني إسرائيل
وانتصر موسى على السحرة وآمنوا به هنا قام فرعون بالتنكيل ببني اسرائيل
وجهاز الشرطة حذر من المجرمين لكن لا يخاف منهم
حتى ان موسى كان يخافهم في قتله الرجل
وخوفه لما قدم إلى فرعون
لكن الله جل وعلا نهاه عن الخوف فدخل على فرعون وهو غير خائف

فقال فرعون انت قتل رجلا منا
ثم تقول ان موسى سكت عن قتله ابناء بني اسرائيل
لكنه عاب على فرعون الاستعباد
ولم يذكر القتل لأن المقام غير مناسب

لماذا لا تقول أنه لم يحدث قتل أصلا
وإنما القتل جاء بعد مبعث موسى أما الايذاء فكان سابقا لمبعث موسى بنص كلام ربنا للدليل
في سورة غافر وسورة الاعراف
وهذا الدليل في سورة الشعراء

وكان أحد الخطباء ممن اعترض علي كما اعترضت انت علي عند المناقشة
فلما ذكرت له محاورة موسى لفرعون في سورة الشعراء
وقف متأملا بكلام الله سبحانه ثم أذعن للحق

المسألة ليست غالب أو مغلوب
المسألة قرآن ودين ندين الله به
قال تعالى موصيا نبيه
فاستمسك بالذي أوحي إليك
 
1- بل المسألة هي كلامك في التفسير برأيك دون الرجوع للتفاسير.
2 - لم تقرأ كلمة "الخوف" في أي من النقول التي أوردتها؟!.. عجيب! ربما عندك مشكلة في المتصفح :)
 
انت نقلت ان فرعون خائف ولم تأت بدليل
والله سبحانه يقول
وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد

الأوتاد التي استقوى بها يخاف من شرذمة قليلين
فهو طاغية جبار لا يخاف بدليل خوف موسى منه عند قتل الرجل وخوفه عند لقائه

وأما لفظ (( عندك مشكلة في المتصفح ))
وقبلها كلامك لي (( الجدال في سن موسى وهارون ايهما اكبر فمن سفاسف الأمور ))

أحب أخبرك بأن متصفح قلبي سليم وشغال والدليل عدم استخدامي ألفاظ سوقية لأن الرسول يقول
ألا وإن في الجسدِ مُضغَةً : إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلبُ . .

فالذي في القلب يبدو على فلتات اللسان والقلم
 
أخي سالم أنا أؤيد الأخ محمد سلامة وقد أجبتك عن إشكال كلمة عبدت وعن إشكال حرف الفاء والسين في كل من " فلما ، وسنُقتل " بما فيه كفاية فأغنى عن إعادته .
فكلمة عبدت : أي جعلتهم عبيداً لك ، وهذا يكون بكل الوسائل ، يعني يشمل القتل والتعذيب والقهر .
فكل ما احتججت به رددت عليه ونقضته .
أنت متمسك بفكرة أن موسى قتل أبناء بني اسرائيل بعد البعثة فقط ، ونحن نقول أنه كان يقتلهم قبل البعثة وبعدها وعندنا أدلة صريحة أما أدلتك فليس من الصراحة في شيء بل هي أشباه أدلة " شبهة دليل " رددناها ولله الحمد .

وعلى كل حال بارك الله فيك لمحاولتك التدبر في آيات الله وأرجو من الله أن يُرينا الحق ويهدينا إليه .
 
قال الله تعالى آمراً موسى وهارون
﴿فَأتِياهُ فَقولا إِنّا رَسولا رَبِّكَ فَأَرسِل مَعَنا بَني إِسرائيلَ وَلا تُعَذِّبهُم قَد جِئناكَ بِآيَةٍ مِن رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى﴾ [طه: ٤٧]
ولم يقل ولا تقتلهم لا لهم ولا لأبنائهم
وقال تعالى
﴿فَأتِيا فِرعَونَ فَقولا إِنّا رَسولُ رَبِّ العالَمينَ ۝ أَن أَرسِل مَعَنا بَني إِسرائيلَ﴾ [الشعراء: ١٦-١٧]
ولم يذكر له قتل الأطفال مع شناعته فلو كان القتل واقعا لذكره موسى له
وكان يستعبدهم ويؤذيهم كما قال تعالى ﴿قالوا أوذينا مِن قَبلِ أَن تَأتِيَنا وَمِن بَعدِ ما جِئتَنا قالَ عَسى رَبُّكُم أَن يُهلِكَ عَدُوَّكُم وَيَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلونَ﴾ [الأعراف: ١٢٩]
وهؤلاء بنو اسرائيل بأنفسهم يشتكون لموسى ولم يقولوا يا موسى فرعون قتل أبناءنا


و قال تعالى على لسان موسى ؛؛
﴿حَقيقٌ عَلى أَن لا أَقولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الحَقَّ قَد جِئتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِن رَبِّكُم فَأَرسِل مَعِيَ بَني إِسرائيلَ﴾ [الأعراف: ١٠٥]
وقال تعالى
﴿وَلَقَد فَتَنّا قَبلَهُم قَومَ فِرعَونَ وَجاءَهُم رَسولٌ كَريمٌ ۝ أَن أَدّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنّي لَكُم رَسولٌ أَمينٌ﴾ [الدخان: ١٧-١٨]
وهذه المحاورة في الاعراف والدخان ولم يذكر فيها طلب الكف عن قتلهم بل قال ارسل او أدوا إلي عباد الله وهم بنو اسرائيل

وقال تعالى
﴿فَفَرَرتُ مِنكُم لَمّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لي رَبّي حُكمًا وَجَعَلَني مِنَ المُرسَلينَ ۝ وَتِلكَ نِعمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَن عَبَّدتَ بَني إِسرائيلَ﴾ [الشعراء: ٢١-٢٢]
وقال تعالى
﴿وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ﴾ [القصص: ٥]
وقال تعالى
﴿وَأَورَثنَا القَومَ الَّذينَ كانوا يُستَضعَفونَ مَشارِقَ الأَرضِ وَمَغارِبَهَا الَّتي بارَكنا فيها وَتَمَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسنى عَلى بَني إِسرائيلَ بِما صَبَروا وَدَمَّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَقَومُهُ وَما كانوا يَعرِشونَ﴾ [الأعراف: ١٣٧]


فجميع هذه الآيات تفيد في مجملها أن فرعون كان يستعبد بني إسرائيل ويذلهم ولم يكن يقتلهم قبل المبعث



ولوكان يقتلهم ويكثر القتل فيهم و في أبنائهم

لذكره موسى ولو في آية واحدة أثناء المحاورة

أما الواو لا تفيد الترتيب الزمني فاكتب في جوجل وابحث فستجد من يجيبك بشكل أوضح
 

السلام عليكم ،
طيب ماذا تعنى يذبح أبناءهم فى الآية :
نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)

وإذا كان يستعبدهم فقط، فلماذا خافت أم موسى عليه ؟
هل سيستعبدونه وهو مازال رضيع صغير؟! أم ينتظرونه حتى يكبر ويقوى ثم يأخذوه للعمل؟
 
اختي الزيتونة وعليك السلام
كتاب ربنا يبين لنا ان القتل حصل بعد مبعث موسى لفرعون

[FONT=&quot]في اللغة العربية (الفاء) تفيد التعقيب مع الترتيب
في قوله تعالى ( فلما جاءهم )
[/FONT]
قال تعالى
[FONT=&quot]﴿فَلَمّا جاءَهُم بِالحَقِّ مِن عِندِنا قالُوا اقتُلوا أَبناءَ الَّذينَ آمَنوا مَعَهُ وَاستَحيوا نِساءَهُم وَما كَيدُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ﴾ [غافر: ٢٥][/FONT]

[FONT=&quot]وهذا واضح أن القتل جاء بعد مبعث موسى إلى فرعون !؟ والحكمة لكسر شوكة رجال بني اسرائيل وإضعافهم والحيلولة بينهم وبين الإيمان بموسى واتباعه
وهذه سنة الجبابرة في الأرض في كل عصر ومصر
كما ايضا هو واضح من آية الأعراف [/FONT]


[FONT=&quot]﴿وَقالَ المَلَأُ مِن قَومِ فِرعَونَ أَتَذَرُ موسى وَقَومَهُ لِيُفسِدوا فِي الأَرضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبناءَهُم وَنَستَحيي نِساءَهُم وَإِنّا فَوقَهُم قاهِرونَ﴾ [الأعراف: ١٢٧][/FONT]

فانظري إلى حرف السين في سنقتل أبناءهم
وانظري ايضا إلى خاتمة الآية وإنا فوقهم قاهرون
فهو يريد قهرهم وإذلالهم وإضعاف شوكتهم

[FONT=&quot]و القرآن نزل باللغة العربية
[/FONT]
قال تعالى

[FONT=&quot]﴿بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبينٍ﴾ [الشعراء: ١٩٥][/FONT]


أما القول بأنه كان يقتلهم وهم صغار قبل المبعث من قبل ولادة موسى الى مبعثه وهو يذبحهم ما يقارب 40 سنة وهو يسفك دماءهم
ألا يقتضي هذا أن يفنيهم فإن قلتِ هو يقتلهم عام ويتركهم عام
أقول لك ما هو مصدر هذه المعلومة
وقد قال الله جل وعلا
﴿أَلَم يَأتِكُم نَبَأُ الَّذينَ مِن قَبلِكُم قَومِ نوحٍ وَعادٍ وَثَمودَ وَالَّذينَ مِن بَعدِهِم لا يَعلَمُهُم إِلَّا اللَّهُ جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّناتِ فَرَدّوا أَيدِيَهُم في أَفواهِهِم وَقالوا إِنّا كَفَرنا بِما أُرسِلتُم بِهِ وَإِنّا لَفي شَكٍّ مِمّا تَدعونَنا إِلَيهِ مُريبٍ﴾ [إبراهيم: ٩]
فقوله لا يعلمهم إلا الله دليل إن قصص الأوليين ومنهم فرعون وموسى لا تؤخذ إلا من الوحي الكتاب والسنة

اختي الزيتونة
كيف لقومٍ يذبح ابناءهم وتستحي نساءهم ليلا ونهارا
أكثر من أربعين سنة
وهم مع هذا لم يفارقوا قرية فرعون أليست أرض الله واسعة
وأيضا القول بأنه عام يقتل أطفالهم وعام يتركون

فأنتِ تعلمين أن النساء ليست تحمل في وقت واحد
إنما جاءكِ الخبر من الأخبار الإسرائيلية التي لا تقوم على ساق ولا لها سند

وانظري إلى قول الرجل الناصح

﴿وَجاءَ رَجُلٌ مِن أَقصَى المَدينَةِ يَسعى قالَ يا موسى إِنَّ المَلَأَ يَأتَمِرونَ بِكَ لِيَقتُلوكَ فَاخرُج إِنّي لَكَ مِنَ النّاصِحينَ﴾ [القصص: ٢٠]

فليس من النصح للنفس وللأولاد وللنساء أن يبقى الرجل في قرية 40 سنة وأكثر
تنتهك حرماته وتستبيح دماء أولاده

سمع النصيحة
وخرج موسى حفاظا على دمه وهو لم ينبأ ولم يبعث بعد
فكان ناصحاً لنفسه

فهذا موسى لما أحس بالقتل خرج
 
شكرا على التوضيح أخى الهواش،

ليس بالضرورة قتلهم جميعا وإفنائهم، هو قتل وإضطهاد وتعذيب، لأنهم يحتاجونهم كعبيد فى الزراعة والرعي وغيره،
كما نرى الآن تعذيب الروهينغا وإضطهادهم فى بورما ، ولم يفنوا ،

السؤال الثاني:
لماذا خافت عليه أمه ؟
 
الجواب في نفس الآية
﴿وَأَوحَينا إِلى أُمِّ موسى أَن أَرضِعيهِ فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقيهِ فِي اليَمِّ وَلا تَخافي وَلا تَحزَني إِنّا رادّوهُ إِلَيكِ وَجاعِلوهُ مِنَ المُرسَلينَ﴾ [القصص: ٧]

فقوله تعالى إنا رادوه إليك
دل على أنها كانت خائفة أنه يؤخذ منها لأن عكس الرد هو الأخذ
فالقتل معظم في نفس البشرية جمعاء خاصة الأطفال
فمدعي الألوهية لا يقتل الأطفال بدون سبب فليس من السهل القتل وازهاق الروح بدون سبب وتتابعه

وفرعون لم يهدد موسى بالقتل في أول مواجهة له إنما هدده بالسجن

﴿قالَ لِمَن حَولَهُ أَلا تَستَمِعونَ ۝ قالَ رَبُّكُم وَرَبُّ آبائِكُمُ الأَوَّلينَ ۝ قالَ إِنَّ رَسولَكُمُ الَّذي أُرسِلَ إِلَيكُم لَمَجنونٌ ۝ قالَ رَبُّ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَما بَينَهُما إِن كُنتُم تَعقِلونَ ۝ قالَ لَئِنِ اتَّخَذتَ إِلهًا غَيري لَأَجعَلَنَّكَ مِنَ المَسجونينَ ۝ قالَ أَوَلَو جِئتُكَ بِشَيءٍ مُبينٍ ۝ قالَ فَأتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ﴾ [الشعراء: ٢٥-٣١]

مع انه في هذه اللحظات لم يؤمن به أحد فلم يكن معه إلا أخيه هارون

فلو كان القتل مستمر في بني إسرائيل أكثر من أربعين سنة فما الذي يجعلهم مستمسكين بهذه الأرض ( أرض مصر ) وهي ليست أرضهم

مع العلم أن من علامات الساعة
كثرة الهرج
والهرج هو القتل
وهذا يدل أن القتل في الأمم السابقة أقل
 
الجواب في نفس الآية
﴿وَأَوحَينا إِلى أُمِّ موسى أَن أَرضِعيهِ فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقيهِ فِي اليَمِّ وَلا تَخافي وَلا تَحزَني إِنّا رادّوهُ إِلَيكِ وَجاعِلوهُ مِنَ المُرسَلينَ﴾ [القصص: ٧]

فقوله تعالى إنا رادوه إليك
دل على أنها كانت خائفة أنه يؤخذ منها لأن عكس الرد هو الأخذ
فالقتل معظم في نفس البشرية جمعاء خاصة الأطفال
فمدعي الألوهية لا يقتل الأطفال بدون سبب فليس من السهل القتل وازهاق الروح بدون سبب وتتابعه

وفرعون لم يهدد موسى بالقتل في أول مواجهة له إنما هدده بالسجن

﴿قالَ لِمَن حَولَهُ أَلا تَستَمِعونَ ۝ قالَ رَبُّكُم وَرَبُّ آبائِكُمُ الأَوَّلينَ ۝ قالَ إِنَّ رَسولَكُمُ الَّذي أُرسِلَ إِلَيكُم لَمَجنونٌ ۝ قالَ رَبُّ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَما بَينَهُما إِن كُنتُم تَعقِلونَ ۝ قالَ لَئِنِ اتَّخَذتَ إِلهًا غَيري لَأَجعَلَنَّكَ مِنَ المَسجونينَ ۝ قالَ أَوَلَو جِئتُكَ بِشَيءٍ مُبينٍ ۝ قالَ فَأتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ﴾ [الشعراء: ٢٥-٣١]

مع انه في هذه اللحظات لم يؤمن به أحد فلم يكن معه إلا أخيه هارون

فلو كان القتل مستمر في بني إسرائيل أكثر من أربعين سنة فما الذي يجعلهم مستمسكين بهذه الأرض ( أرض مصر ) وهي ليست أرضهم

مع العلم أن من علامات الساعة
كثرة الهرج
والهرج هو القتل
وهذا يدل أن القتل في الأمم السابقة أقل



غير مسموح لهم مغادرة مصر، لأنهم عبيد لهم أو أيدى عاملة رخيصة،
وإلا لفرح فرعون عندما قال له موسى عليه السلام (أن أرسل معى بنى إسرائيل)، ولأجابه خذهم معك فى الحال وأخرجوا جميعا من أرض مصر.
 
طيب كيف تكثر الأيدي العاملة الرخيصة وهو مُشَرِّعٌ فيهم سيف القتل
ويعدمهم له اكثر من 40 سنة
 
عودة
أعلى