نبيل عبد المعبود منصور محمد
New member
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبى المصطفى ، وبعد
بسم1
{ وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } * { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } * { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } * { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } * { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } . أقسم الله بما شاء أن يقسم به مما لا يعلم تأويله إلا الله ، ونحن إذ نؤمن به مع الراسخين فى العلم لا نملك إلا أن نستنبط ما يحتمل أن تدل عليه الألفاظ من دلالات أو نستشعر فيه بعض الإشارات .
فقوله تعالى : { وَٱلطُّورِ } :
أيا كان ذلك الجبل ، فلا شك أن القرآن قد نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولو أنزل على جبل لكان ذلك الجبل خاشعا متصدعا من خشية الله ، ولا جرم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى من القوة ما يفوق الجبال ، ومن خشية الله ما يفوق الخيال ، وصدع بما أمره به الكبير المتعال .
{ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } :
أيا كان هذا الكتاب ، فلا شك أننا نلمس هنا إشارة إلى كتاب الله المنزل على رسوله ، فهو أشرف الكتب ، لأن الله جعله معجزا ، وتكفل بحفظه فى صدور الذين أوتوا العلم ، وكذلك فى المنشور من الرقاق على صورة المصاحف التى جمع فيها القرآن .
{ وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } :
أيا كان هذا البيت ، فلا شك أن فيه إشارة إلى بيوت الله العامرة بذكره وهى المساجد ، كما فى قوله عز وجل :
{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَىٰ ٱلزَّكَٰوةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَعَسَىٰ أُوْلَـٰئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ }.
وقوله عز وجل : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } .كما هو إشارة إلى كل بيت يتلى فيه القرآن ، فكما أن الذى ليس فى جوفه شىء من القرآن كالبيت الخرب ، فإن البيت الذى يتلى فيه القرآن هو بيت معمور بذكر الله .
{ وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } :
وأيا كان ذلك السقف ، فمن بديع الإشارات ، الإشارة إلى القرآن الكريم ذاته ، إذ هو سقف البيان وسقف الإعجاز الذى يرتفع فوق كل بيان ، ويسمو بإعجازه على كل مقال . وهو سقف مرفوع فى نظمه وفى معناه وفى تشريعه وفى كنوزه وفى أسراره وفى كونه لايخلق على كثرة الرد ولا تنتهى عجائبه ، إلى آخر ما يوصف به ذلك القرآن العظيم .
{ وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } :
وأيا كان هذا البحر ، فإنه يعطينا إشارة إلى أن هذا القرآن هو البحر الزاخر بما فيه من كنوز وآيات ، وأسرار وهدايات ، يطفو منها على السطح ما ييسر الله به الهدى لعباه ، ولا تزال الأعماق تزخر بما لا يعلمه إلا الله ، ولا تصل العقول إلى منتهاه .
***ولعل فى القسم بالطور ، إشارة إلى ذلك الرسول ، الذى أنزل عليه القرآن ، فإن الله عز وجل قد وصفه فى آية أخرى بأنه نور وذلك فى قوله :
{ قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } ،فلا مانع من أحقية الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشار إليه بالجبل فى قوله عز وجل :
{ وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } .
وبذلك تدور إشارات القسم كلها حول القرآن الكريم نزولا وحفظا وتلاوة وإعجازا وفيضا ، وعلى قدر المقسم به يكون المقسم عليه : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } * { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } .
هذا والله أعلى وأعلم .
بسم1
{ وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } * { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } * { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } * { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } * { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } . أقسم الله بما شاء أن يقسم به مما لا يعلم تأويله إلا الله ، ونحن إذ نؤمن به مع الراسخين فى العلم لا نملك إلا أن نستنبط ما يحتمل أن تدل عليه الألفاظ من دلالات أو نستشعر فيه بعض الإشارات .
فقوله تعالى : { وَٱلطُّورِ } :
أيا كان ذلك الجبل ، فلا شك أن القرآن قد نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولو أنزل على جبل لكان ذلك الجبل خاشعا متصدعا من خشية الله ، ولا جرم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى من القوة ما يفوق الجبال ، ومن خشية الله ما يفوق الخيال ، وصدع بما أمره به الكبير المتعال .
{ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } :
أيا كان هذا الكتاب ، فلا شك أننا نلمس هنا إشارة إلى كتاب الله المنزل على رسوله ، فهو أشرف الكتب ، لأن الله جعله معجزا ، وتكفل بحفظه فى صدور الذين أوتوا العلم ، وكذلك فى المنشور من الرقاق على صورة المصاحف التى جمع فيها القرآن .
{ وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } :
أيا كان هذا البيت ، فلا شك أن فيه إشارة إلى بيوت الله العامرة بذكره وهى المساجد ، كما فى قوله عز وجل :
{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَىٰ ٱلزَّكَٰوةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَعَسَىٰ أُوْلَـٰئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ }.
وقوله عز وجل : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } .كما هو إشارة إلى كل بيت يتلى فيه القرآن ، فكما أن الذى ليس فى جوفه شىء من القرآن كالبيت الخرب ، فإن البيت الذى يتلى فيه القرآن هو بيت معمور بذكر الله .
{ وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } :
وأيا كان ذلك السقف ، فمن بديع الإشارات ، الإشارة إلى القرآن الكريم ذاته ، إذ هو سقف البيان وسقف الإعجاز الذى يرتفع فوق كل بيان ، ويسمو بإعجازه على كل مقال . وهو سقف مرفوع فى نظمه وفى معناه وفى تشريعه وفى كنوزه وفى أسراره وفى كونه لايخلق على كثرة الرد ولا تنتهى عجائبه ، إلى آخر ما يوصف به ذلك القرآن العظيم .
{ وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } :
وأيا كان هذا البحر ، فإنه يعطينا إشارة إلى أن هذا القرآن هو البحر الزاخر بما فيه من كنوز وآيات ، وأسرار وهدايات ، يطفو منها على السطح ما ييسر الله به الهدى لعباه ، ولا تزال الأعماق تزخر بما لا يعلمه إلا الله ، ولا تصل العقول إلى منتهاه .
***ولعل فى القسم بالطور ، إشارة إلى ذلك الرسول ، الذى أنزل عليه القرآن ، فإن الله عز وجل قد وصفه فى آية أخرى بأنه نور وذلك فى قوله :
{ قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } ،فلا مانع من أحقية الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشار إليه بالجبل فى قوله عز وجل :
{ وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } .
وبذلك تدور إشارات القسم كلها حول القرآن الكريم نزولا وحفظا وتلاوة وإعجازا وفيضا ، وعلى قدر المقسم به يكون المقسم عليه : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } * { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } .
هذا والله أعلى وأعلم .