إسهامات المعاصرين في تجديد علوم القرآن ... (للإثراء والمناقشة)

إنضم
22/05/2010
المشاركات
381
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
إسهامات المعاصرين في تجديد علوم القرآن​

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

مقدمة:
فإن شرف العلم بشرف معلومه، ومن أشرف العلوم = العلم المتعلق بكتاب الله، وقد كانت علوم القرآن [(1)] مبثوثة في مصنفات المتقدمين في التفسير حتى استقلت بمصنفات مستقلة، وقد كان للمعاصرين حضورٌ قوي في تجديد هذا العلم ورسم معالمه، وسنحاول فيما يأتي رسم مسارات التجديد في هذا العلم .

أولًا: تحقيق الكتب الجامعة في علوم القرآن .
نشط تحقيق الكتب الجامعة في علوم القرآن في أوائل هذا القرن، وحققت كتب كثيرة متعلقة بهذا العلم تحقيقًا علميًا متميزًا، كما طبعت طبعات أخرى تجارية، وهذا كان له أثره على تجديد الدراسات المتعلقة بعلوم القرآن، ومن أبرز الكتب المحققة:
1. البرهان في علوم القرآن، للزركشي [(2)].
2. مواقع العلوم في مواقع النجوم، لجلال الدين البلقيني [(3)].
4. الإتقان في علو م القرآن، لجلال الدين السيوطي [(4)].
5. الزيادة والإحسان، لابن عقيلة [(5)].
وهذه أبرز الكتب التي حققت، وإن كان هناك غيرها مما يستحق التنبيه عليه، ولكل مقام مقال .

ثانيًا: تحقيق كتب مفردة في مباحث من علوم القرآن [(6)].
وقد ظهرت تحقيقات متعددة لعدد من الكتب المهمة في أنواع من علوم القرآن، ومن ذلك:
1. مفردات ألفاظ القرآن، للراغب [(7)].
2. مختصر التبيين، لسليمان بن نجاح [(8)].
3. العجاب في بيان الأسباب، لابن حجر [(9)].


رابعًا: التأليف الجامع في علوم القرآن .
وهذه المؤلفات هي التي تهتم بجمع مباحث من علوم القرآن في كتاب واحد، وهذه المؤلفات منها ما أضاف للمكتبة القرآنية جديدًا، ومنها ما كان إعادة ترتيب لما في البرهان، والإتقان، ومناهل العرفان، والتفسير والمفسرون !!! .
ومن هذه المؤلفات:
1. مناهل العرفان، للشيخ/ الزرقاني، وهو أهم ما ألف على هذه الطريقة في الكتب المعاصرة، وعوّل عليه كثير ممن أتى بعده وبخاصة الدراسات الأزهرية، وعليه دراسة للدكتور/ خالد السبت، والكتاب بحاجة لدراسة أخرى والله أعلم .
2. مباحث في علوم القرآن، للشيخ/ مناع القطان، وفيه إشارات نفيسة وتحقيقات مفيدة .
3. إتقان البرهان، للدكتور/ فضل عباس وهو كتاب مفيد .
4. المقدمات الأساسية في علوم القرآن، للشيخ/ عبدالله بن يوسف الجديع، وهو من أهم الكتب المؤلفة على هذه الطريقة، وفيه تحرير وترتيب مفيدين .
5. المحرر في علوم القرآن، للدكتور/ مساعد الطيار، وهو من الكتب الفريدة في بابه، ويا ليته يكمل هذا التحرير لعلوم القرآن .

ثالثًا: الرسائل العلمية الأكاديمية وغيرها .
وهذه الدراسات أحدثت نقلة نوعية في الدراسات القرآنية، وإن لم تخل من خلل واضح في بعض الجامعات !!، وبعض الأفراد .
ومن العلوم المتعلقة بالقرآن ما لا يتجاوز في الأغلب منه الدراسات الوصفية، والاعتماد على كتب بعينها لا يتعداها للتحليل والنقد = كعلم مناهج المفسرين، فباستثناء دراسات معدودة تسير في الجانب التحليلي النقدي، نجد وفرة في الدراسات التي تعتمد على الوصف، بل على كتاب الذهبي -رحمه الله-، التفسير والمفسرون .
ومن الدراسات التي تستحق الإشادة:
1. التفسير والمفسرون، للدكتور/ محمد الذهبي، وهو كتاب مهم ويستحق دراسة تقويمية .
2. قواعد التدبر الأمثل، للشيخ/ عبدالرحمن حبنكة الميداني .
3. النسخ في القرآن الكريم، للدكتور/ مصطفى زيد .
4. المحرر في أسباب النزول، للدكتور/ خالد المزيني، ومقدمته تعد من أنفس ما كتب في أسباب النزول .
5. الشاهد الشعري، للدكتور/ عبد الرحمن الشهري .
6. التفسير اللغوي، للدكتور/ مساعد الطيار .
8. علوم القرآن بين الإتقان والبرهان، للدكتور/ حازم حيدر .
9. إجماع المفسرين، للدكتور/ محمد الخضيري .
10. اختلاف السلف، للدكتور/ محمد صالح محمد سليمان .
11. علوم القرآن عند الصحابة التابعين، للدكتور/ بريك القرني .

ومن هذا، ما ألف في جهود بعض العلماء في علوم القرآن، ومنه:
1. ابن القيم وعلوم القرآن، للبدري الأمين دفع الله أحمد .
2. إمتاع ذوي العرفان بما اشتملت عليه كتب شيخ الإسلام من علوم القرآن، وهو في الحقيقة كتاب نفيس يستحق أن ينسج على منواله، ونشرته دار الإمام البخاري .
3. الزركشي ومنهجه في علوم القرآن، لعبد العزيز إسماعيل صقر .
4. الإمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن، لمحمد الشربجي .


رابعًا: المؤسسات العاملة في الدراسات القرآنية، وأثرها في التجديد .

نشأت مؤسسات أسهمت في تجديد علوم القرآن بصورة واضحة، وأبرز هذه المؤسسات:
1. مركز تفسير للدراسات القرآنية:
وهو مثال للعمل الجاد لخدمة الهدف، ومثال لخدمة راقية لكتاب الله، ومن منجزات هذا المركز:
أ- ملتقى أهل التفسير، ولا يخفى أهمية هذا الملتقى وأثره في تطور الدراسات القرآنية، لا سيما بعد أن التقى الطلاب مع أساتذتهم، والمناقشات التي تتم عبر صفحات هذا الملتقى المبارك .
ب- أكاديمية تفسير، وهي لتعليم العلوم المختصة بالقرآن عبر نظام التعليم عن بعد .
إلى غير ذلك من المنجزات، كالإصدارات التي صدرت عن المركز، ومنها: اختلاف السلف للباحث الدكتور/ محمدصالح، وموسوعة الزيادة والإحسان لابن عقيلة، وعلوم القرآن عند الشاطبي للدكتور/ مساعد الطيار .
ج - البرنامج الذي يعد شامة في جبين البرامج، ورافدًا مهمًا للباحثين قبل عامة الناس = أضواء القرآن، ويستحق أن يرفرد ببحث لبيان أهميته وإنجازاته .

2. معهد الإمام الشاطبي:
وللمعهد جهود مباركة للنهوض بالدراسات القرآنية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
أ- الإصدارات المميزة، والبحوث المحكمة، ومنها: المجلة، والمحرر في علوم القرآن د. مساعد، والحقيبة القرآنية الميسرة .
ب- الموسوعة المميزة، موسوعة التفسير بالماثور، وهو عمل ضخم، لما يصدر بعد .

3. مؤسسة مبدع:
وهو نتاج عمل الأستاذ الكبير العلامة/ الشاهد البوشيخي، وقد قامت المؤسسة بعمل:
أ- المؤتمر الأول العالمي للباحثين في علوم القرآن، وصدر عنه بحوث قيمة، كبحث العلامة/ عبد الهادي حميتو في الرسم في بحوث أخرى مميزة .
ب- الإصدارات، ككتاب: ((موسوعة مدرسة مكة د. العمراني، دراسات مصطلحية، د. البوشيخي)) وغيرها .

وهناك مؤسسات أخرى لها جهود مباركة في دعم الدراسات القرآنية، كمجمع الملك فهد، والجمعية العلمية السعودية (تبيان) .


خامسًا: شخصيات لها أثر في التجديد .
وسأختار ثلاثة شخصيات فحسب، وكنت قد نويت أن أحذف هذه الفقرة، لكن لا بأس بإثباتها، ومن أراد الزيادة فليفعل، ولا حجر على فضل الله .

1. د/ الشاهد البوشيخي، ولا يخفى أثره في تجديد المعلومات المتعلقة بعلوم القرآن، وبخاصة الدراسات المصطلحية .
2. د/ مساعد الطيار، وله جهد بارز في تجديد علوم القرآن، وبخاصة أصول التفسير، ولا يخفى كتابه الفذ: فصول في أصول التفسير .
3. د/ غانم قدوري الحمد، وله نظرات مفيدة في تجديد علم التجويد، ورسم القرآن الكريم .

ولا شك أن هناك من له أثر بارز في تجديد علوم القرآن عن طريق المشاريع الحية، وإبراز الطاقات، ومنهم شيخنا الكريم د. عبد الرحمن الشهري، وهذا لا يحتاج إلى تنويه، فقد شهد بذلك القاصي والداني .

سادسًا: اتجاهات التجديد .
تحتلف اتجاهات التجديد في علوم القرآن، ومن أهم اتجاهات التجديد، التجديد في الأمور الآتية:
أولًا: التجديد في علوم القرآن كتأليف في عموم العلم:
ويكمن التجديد في علوم القرآن، في الأمور الآتية [(10)]:
1. التحديد الدقيق لموضوعات هذا العلم، ودراسة المسائل المشكلة دراسة وافية عبر مؤسسات .
وقد قام بعض العلماء بخطوات لا زالت تحتاج إلى إكمال، ومن ذلك: علوم القرآن، تاريخه وتصنيف أنواعه، د/ مساعد الطيار، ونشر بمجلة الإمام الشاطبي [(11)].
2. الدراسات الموازنة بين الكتب المتعلقة بعلوم القرآن، ومن ذلك: علوم القرآن بين الإتقان والبرهان، للدكتور/ حازم حيدر، وهو كتاب جيد .
3. جمع علوم القرآن من الكتب الحديثية، وهناك عمل يحتاج إلى إتمام، وهو: علوم القرآن عند الصحابة والتابعين، للباحث د/ بريك القرني .
4. جمع علوم القرآن من كتب التفسير، حيث إنها المجال الرحب لتطبيق علوم القرآن، ولا أعلم بحثًا في هذا المجال [(12)] .
5. دراسة علوم القرآن عند الأئمة المهتمين بهذا العلم، ومن النماذج، إمتاع ذوي العرفان بما اشتملت عليه كتب شيخ الإسلام من علوم القرآن .

ومن الدراسات التي تحتاج إلى إكمال: المحرر في علوم القرآن د. مساعد الطيار، والقواعد الأساسية ش/ عبد الله الجديع .

ثانيًا: التجديد في علم أصول التفسير:
وهذا العلم يسميه الدكتور/ الشاهد البوشيخي = أصول بيان القرآن، وعلى أي حال فقد ظهرت محاولات جيدة لتحديد مسائله، ومن ذلك:
1. فصول في أصول التفسير، وهو أهم كتاب في هذا الباب .
2. أصول التفسير محاولة في البناء، للدكتور/ مولاي بن عمر، من إصدارات مؤسسة مبدع .
وقد صدرت رسائل علمية متميزة، لإبراز مسائل هذا العلم، ومنها:
1. الإجماع في التفسير، د/ محمد الخضيري .
2. اختلاف السف، د/ محمد صالح .
3. استدراكات السلف، د/ نايف الزهراني .
4. نقد الصحابة والتابعين للتفسير، د/ عبد السلام الجار الله .

وقد قدم أبو عذرتها، بحثا فيه أفكار للتجديد في أصول التفسير، وذلك في بحث الشيخ الدكتور/ الطيار، جهود الأمة في أصول التفسير، ضمن بحوث المؤتمر الأول للباحثين في القرآن الكريم وعلومه .

ثالثًا:التجديد في مناهج المفسرين .
وهذا الفن من الفنون التي تحتاج إلى إعادة نظر في الطريقة التي تقوم عليها، فغالب الدراسات الموجودة في مناهج المفسرين هي دراسات وصفية .
وطريق التجديد أن نتجاوز هذه الدراسات الوصفية إلى الدراسات التحليلية، ومن البحوث المميزة:
1. الإسرائيليات في تفسير الطبري، د/ آمال ربيع .
2. ابن جزي ومنهجه في التفسير، د/ الزبيري .

وقد بقي لكل علم من علوم القرآن ما يحتاج الباحث أن يعيد النظر في بعض نظرياته، ومسائله، ومن ذلك علم الرسم، وغيره من علوم القرآن، فليجتهد كل إنسان في تجديد هذا العلم المتعلق بأشرف كتاب .

والحمد لله رب العالمين


______________________________________________________​


1. أستثني من هذا العلوم علم القراءات = إذ له رجاله، وقد وجدت مقالًا للأخ الفاضل ضيف الله الشمراني، ولعله يتحدث عن هذا الأمر، وهناك عدة بحوث للدكتور/ أحمد شكري قدمها للمؤتمر المنعقد بفاس .
وكذلك عل التفسير إذ الكلام عليه يستحق أن يفرد .

2. وأفضل تحقيقاته ما قام به الدكتور/ زكي أبو سريع ونشرته دار الحضارة، وما قام به الشيخ محمد أبو الفضل إبراهيم .

3. وأفضل تحقيقاته في رسالة دكتوراة من جامعة الأزهر، للباحث الدكتور/ سعيد فودة، ونشرته دار الضياء، وطبعته أيضًا مكتبة الصحابة بمصر، وقد كان يعد من المفقودات .

4. وهو يعد الموسوعة الأبرز في هذا العلم، ومن أفضل تحقيقاته ما صدر أخيرًا عن مجمع الملك فهد، وهو تحقيق قام عليه عدد من أهل العلم، ويؤخذ عليه صعوبة الوصول إليه، وهكذا - للأسف - كثير من أعمال المجمع !! .

5. وقد حقق في رسائل جامعية بجامعة الشارقة، وأعاد مركز تفسير نشره، وعلى التحقيق ملحوظات ذكرها الدكتور/ أحمد شكري في مقال له على ملتقى أهل التفسير .

6. يمكن الرجوع في ذلك لكتاب شيخنا الدكتور/ مساعد الطيار، أنواع التصنيف .

7. وقد حققه الأستاذ الفاضل المحقق صفوان داودي، ونشرته دار القلم .

8. بتحقيق الأستاذ الدكتور/ أحمد شرشال، وهو تحقيق راقٍ نفيس، ونموذج يحتذى على مثاله .

9. وهو من أهم كتب هذا الباب، وقد حقق في رسالة علمية، نشرته دار ابن الجوزي .

10. يمكن مراجعة كتاب الدكتور مساعد الطيار = المحرر في علوم القرآن .

11. وله كتاب مهم في الحقيقة، وهو: انواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن، فليراجع .

12. هناك بحث لجمع علوم القرآن، د. صفاء حقي = لكنه من خلال مقدمات المفسرين فقط .
 
كما قال أستاذي طارق: هذا بحث طيب، نشكرك عليه فبارك الله فيك أخي الشرقاوي.

نظرا لمحتوى هذا البحث أرى من الأحسن إستعمال كلمة ((إحياء)) بدلا عن ((تجديد)) لأن هذه الأخيرة أصبحت فيها المفهوميّة تنافس الدلالة المعجميّة داخل التداول العصري على مشارف دائرة وسط الميدان بين (العيد) و (التحديث) رغم أنك قمت بصياغة بعض التراكيب بشكل يقترن بالتجديد، وطرحت نماذج قد تدل على بعض صفات تلك المنطقة الرمادية شرط أن تقوم ببسطها:

- إيجاد أو توضيح همزة الوصل بين هذه الفقرة النصيّة "وهذه الدراسات أحدثت نقلة نوعية في الدراسات القرآنية، وإن لم تخل من خلل واضح في بعض الجامعات !!، وبعض الأفراد ." وهذه "ومن العلوم المتعلقة بالقرآن ما لا يتجاوز في الأغلب منه الدراسات الوصفية، والاعتماد على كتب بعينها لا يتعداها للتحليل والنقد = كعلم مناهج المفسرين، فباستثناء دراسات معدودة تسير في الجانب التحليلي النقدي، نجد وفرة في الدراسات التي تعتمد على الوصف، بل على كتاب الذهبي -رحمه الله-، التفسير والمفسرون ." المندرجتين تحت "ثالثًا: الرسائل العلمية الأكاديمية وغيرها .".

- توضيح المقصود بالدراسة الوصفيّة، التحليليّة و التحليليّة النّقديّة مع بيان الفرق بينها.

وقولك هذا: "وهذا الفن (دراسة مناهج المفسرين) من الفنون التي تحتاج إلى إعادة نظر في الطريقة التي تقوم عليها، فغالب الدراسات الموجودة في مناهج المفسرين هي دراسات وصفية." قول جميل جذّاب أخذني إلى التفكير في حاجتنا إلى علم جديد و حديث يهتم بعلوم القرآن وأصول هذه العلوم دون أن يكون موضوعه هذا و لا ذاك وهو: "فقه علوم القرآن" الذي قد يسميه البعض بفلسفة علوم القرآن لكن أنا أحبذ كلمة فقه مكان كلمة فلسفة لأسباب عديدة بسطها الدكتور عبد الرحمن طه في 'فقه الفلسفة'.
 
شكرا الله لك اخي شايب واعلم اني استفيد منكم وقد استفدت ايضا من بحث اخي الغالي عمرو الشرقاوي فأنا ابحث دائما عن ماينقصني من علم وضبط وترتيب وتهذيب وقد رأيته هنا-كمثال- في بحث اخي عمرو
مع فائدة البحث واشاراته المهمة او الهامة لااعرف ايهما اكتب
 
جزاك الله خيرًا على إثرائك للموضوع أستاذنا الكريم.​

وقولكم: ((نظرا لمحتوى هذا البحث أرى من الأحسن إستعمال كلمة ((إحياء)) بدلا عن ((تجديد)) لأن هذه الأخيرة أصبحت فيها المفهوميّة تنافس الدلالة المعجميّة داخل التداول العصري على مشارف دائرة وسط الميدان بين (العيد) و (التحديث) )) .

لا شك أن هناك نوع تداخل بين مفهوم الإحياء والتجديد، والمقصود هنا الدلالة المعجمية، وليس الدلالة المفهومية، وإن كان يرد على الدلالة المفهومية للفظ التجديد = بعض النقد لتضييق المفهوم على لون معين من الإحياء .
فالدراسات الوصفية مثلًا هي لون من ألوان التجديد ، وإن كانت قاصرة عن مفهوم التجديد الكلي، وهكذا .
___​
2. الدراسات العلمية الأكاديمية لها أهمية من وجوه متعددة، لكن هذه الأهمية تضاءلت حين خرجت بعض الرسائل بهدف إنجاز لقب علمي معين .
___​
3. بسط الفرق بين الدراسة الوصفية والدراسة التحليلية، أو التحليلية النقدية يضيق عنه هذا المقام، والذي أراه أن من الواجب تحديد المسائل الداخلة تحت منهج المفسر، ومنها:
1. القضية التنظيرية المتعلقة بحياة المؤلف ... إلخ .
2. عقيدة المؤلف .
3. مكانة المفسر العلمية .
4. مصادره .
5. كيفية تعامله مع أقوال المفسرين .
6. طريقته في تأليف الكتاب .
7. مادته العلمية .
8. القيمة العلمية لتفسيره .

والدراسة الوصفية، هي: التي تقوم على منهج الوصف العام لمنهج المؤلف، فيضع الباحث منهجًا معينًا ثم يبحث في كلام المؤلف عما يصلح للدخول تحت هذا الباب . (وبعضهم لا يقرأ الكتاب أصلًا = بل يذهب للموضع مباشرة!!!)) .
والدراسة التحليلية النقدية، هي: قراءة الكتاب قراءة حرة متأملة للخروج بنتائج جديدة قد ييغفل عنها إن كان معدًا لقوالب جاهزة .

وأخيرًا، فلا شك أن عندنا في العلوم الشرعية تقصير وخلل في دراسة:
1. فلسفة العلوم .
2. تاريخ الأفكار، وطريقة تطورها، وكنت أعزم على دراسة علوم القرآن من جهة التطور والتاريخ، والله يوفق لتحقيق المأمول إنه خير مسئول .
 
بارك الله فيك أستاذنا الشرقاوي عمرو ،،
قلتَ:
وأخيرًا، فلا شك أن عندنا في العلوم الشرعية تقصير وخلل في دراسة:
1. فلسفة العلوم .
2. تاريخ الأفكار، وطريقة تطورها، وكنت أعزم على دراسة علوم القرآن من جهة التطور والتاريخ، والله يوفق لتحقيق المأمول إنه خير مسئول .
حاجتنا إلى 'فقه علوم القرآن' هي حاجة ينبغي أن لا تساير العادة وهي تطوير فلسفة بجوار كل علم كما فعل ويفعل المهتمون بفلسفة الفقه (علم مازال في مرحلة النمو والتشكيل) -أنظر تجديد مناهج الاجتهاد من اصول الفقه الى فلسفة الفقه لعبد الجبار الرفاعي- ولهذا لا أريد أن أضع أي رابط بين فلسفة العلوم (الطبيعيّة والإنسانيّة) و فقه علوم القرآن رغم أن تلك الفلسفة مشخّصة بآليات ومناهج وعقليات في البحث يمكن الإستفادة منها بل يلتقي فيها هذا الفقه بتلك الفلسفة، ولا أريد ذلك لسبب آخر وهو أن فلسفة العلوم تساعدك للتفكير في تلك العلوم و لا تنهض بك للمارسة فيها وإن هذا هو الحال كما يمكن تجاهل المرحلة الأولى التي ظهرت فيها نواة هذه الفلسفة وهي مرحلة متميزة بأبعاد فكرانيّة (وضعيّة الفرنسي أوغست كونت مثلا).

أما فقه علوم القرآن فيجب أن يكون تنظيري وعملي يساعد الباحث للجنوح نحو خلق فضاء تواصلي إبداعي بين المشتغلين بعلوم القرآن ودراساته من جهة والمشتغلين بالعلوم الاخرى من جهة ثانية من أجل نقد الذات والتجديد (الحداثة الإبداعية التي تجمع بين الاصالة والمعاصرة) في الخطاب وغربلة التراث والتأليف والإجتهاد وإحياء علوم القرآن وغير ذلك.

خاطرة لإستفزاز الإثراء والمناقشة.
 
جوزيت خيرا أبا عبد الله.. استقصاء موفق.. ولبنة في رصد الجهود..
 
جزاك الله خيرًا يا شيخ رائد، ولعل اللبنة تكتمل إن شاء الله
 
تجديد علوم القرآن .vs فقه التفسير

تجديد علوم القرآن .vs فقه التفسير

لعل اللبنة تكتمل إن شاء الله
إن شاء الله، أستاذنا المحترم/عمرو الشرقاوي. أين وصلت بالبحث، وهل إرتقيت بتفصيل رسم مسارات "التجديد" في علوم القرآن ؟

كان هذا الموضوع قد طرح في الأصل للإثراء والمناقشة، وأنا قد عدت إليه لأن بعض محتويات الرسم لها علاقة وطيدة بما أسميه "فقه التفسير". أنظر:
فقه التفسير: لماذا؟
لعل في مناقشة الموضوع ما يفيدني في رسم معالم النظرية التي وضعت لها بعض اللبنات الإفتراضية قصد الوصول إلى وصف ((العقل التفسيري)) ثم تحليله. والله الموفق.
 
أحاول أن أكتب في هذا الموضوع كتابة أكثر تفصيلًا، أعان الله على إتمامه .
 
عودة
أعلى