إسرئيليات التفسير.. إلى متى؟

العمري

New member
إنضم
18/09/2008
المشاركات
35
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
اليمن -إب
تمتلئ تفاسيرنا القديمة والحديثة بالكثير من القصص المنسوبة لأهل الذكر والتي اصطلح على تسميتها بالإسرائيليات سواء من التراث اليهودي أو المسيحي على حد سواء..
وكان مدخل هذه الروايات هم المفسرون الأوائل ولا سيما الصحابة من أهل الكتاب الذين اعتنقوا الإسلام كعبد الله بن سلام وكعب الأحبار وغيرهما.. وإذا كان سند المفسرين في حشو تفاسيرهم بهذه الروايات هو أحاديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» حول الإجازة التحدث عن بني إسرائيل حيث يقول: ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) وقوله: ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ) فهل في هذا النقل عن أحاديث أهل الكتاب عن أنبيائهم المذكورين في القرآن خصوصاً؟.
الحقيقة إن أشهر صحابي في التفسير وهو عبد الله بن عباس ( ترجمان القرآن ) قد أبدى استغرابه من الاعتماد على أخبار أهل الكتاب ـ ولو أجاز ذلك النبي «صلى الله عليه وسلم» فقال: «يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيه أحدث أخبارا لله تعرفونه غضا محضاً لم يشب قد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمناً أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسائلهم ولا والله ما رأينا منهم أحداً قط سألكم عن الذي أنزل إليكم؟».
بمثل هذه المنهجية يوضح ابن عباس خطأ الأخذ عن أهل الكتاب فلم لا يكذبون علينا وقد كذبوا على أنبيائهم أنفسهم؟ بل وسفكوا دماءهم؟ ويطرح كذلك تساؤلاً ذكياً لماذا لم نرَ رجلاً منهم يسأل المسلمين عن الذي انزل إليهم ما دام الامر متعلقاً بقصص رسل بني إسرائيل خاصة؟.
ألا يمثل هذا الزخم الهائل من المرويات الإسرئيلية في كتب التفسير المتداولة بين أيدينا خطراً على ثقافتنا الإسلامية خصوصاً أننا توارثنا تلك الروايات كابرا عن كابر بلا منقح ولا ناظر فيها بل جزءا لا يتجزأ عن منظومة التفسير لدينا؟!
أليس الأولى مناقشة تلك الروايات وحذف الرديء منها واللامعقول بل والمتنافي مع طبيعة الرسل والأنبياء المعصومين؟ أم أنه التهيب من مس تراثنا المقدس بأي خدش وتجميد عقولنا عند ذاك التراث؟!!
ألا ندرك أن التفسير ما هو إلا فهم لرجال التفسير للآيات واجتهاد بشري لا يصل إلى درجة القداسة ـ ما عدا ما روي من أحاديث النبي «صلى الله عليه وسلم» في التفسير وهي على العموم قليلة ـ أما ما سوى ذلك فقابل للمناقشة والأخذ والرد والترك والطرح أيضاً وخصوصاً الإسرائيليات ومن أراد أن يعرف عميق ( خزعبلات ) تلك الروايات في تفاسيرنا فليقرأ كتاب قصص الأنبياء المسمى بالعرائس للثعالبي ليرى أنبياء الله الكرام كلوط ونوح وداود وسليمان عليهم السلام جميعاً وهم يتصرفون تصرفات ـ كما تذكر تلك الروايات ـ لا تليق بمؤمنين عاديين فما بالك بأنبياء معصومين..
وقد أحسن ابن كثير هو يناقش بعضاً من تلك الروايات موضحاً بطلانها وذلك لأن ابن كثير رجل تاريخ من الطراز الأول ويشهد له بذلك كتابه القيم «البداية والنهاية»، ومن مناقشاته في كتابه قصص الأنبياء في قصة نوح في معرض شرحه لقوله تعالى ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) والمقصود أن الله لم يبق من الكافرين ديارا فكيف يزعم بعض المفسرين أن عوج بن عنق ـ ويقال ابن عناق ـ كان موجوداً من قبل نوح إلى زمان موسى.
ويقولون كان كافراً متمرداً جباراً عنيداً ويقولون كان لغير رشده، بل ولدته أمه بنت آدم من زنا، وأنه كان يأخذ من طوله السمك من قرار البحار ويشويه في عين الشمس، وأنه كان يقول لنوح وهو في السفينة: ما هذه القصعة التي لك ؟ ويستهزىء به ويذكرون أنه كان طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين ذراعا وثلثا إلى غير ذلك من الهذيانات التي لولا أنها مسيطرة في كثير من كتب التفاسير وغيرها من التواريخ وأيام الناس، لما تعرضنا لحكايتها، لسقاطتها وركاكتها ثم إنها مخالفة للمعقول والمنقول.
أما المعقول: فكيف يسوغ فيه أن يهلك الله ولد نوح لكفره، وأبوه نبي الأمة وزعيم أهل الإيمان، ولا يهلك عوج بن عنق ـ ويقال عناق ـ وهو أظلم وأطغى على ما ذكروا؟
وكيف لا يرحم الله منهم أحدا ولا أم الصبي ولا الصبي، ويترك هذا الدعي الجبار العنيد الفاجر، الشديد الكافر، الشيطان المريد على ما ذكروا؟
وأما المنقول فقد قال الله تعالى : «ثم أغرقنا الآخرين» وقال: «رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا».
ثم هذا الطول الذي ذكروه مخالف لما في الصحيحين عن النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه قال: “ إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعا، ثم لو يزل الخلق ينقص حتى الآن”.
فهذا نص الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى «إن هو إلا وحي يوحى» إنه لم يزل الخلق ينقص حتى الآن، أي لم يزل الناس في نقصان في طولهم من آدم إلى يوم إخباره بذلك وهلم جرا إلى يوم القيامة، وهذا يقتضي أنه لم يوجد من ذرية آدم من كان أطول منه.
فكيف يترك هذا ويذهل عنه، ويصار إلى أقوال الكذبة الكفرة من أهل الكتاب، الذين بدلوا كتب الله المنزلة وحرفوها وأوّلوها ووضعوها على غير مواضعها؟ فما ظنك بما هم يستقلون بنقله أو يؤتمنون عليه ( وهم الخونة والكذبة عليهم لعائن الله التابعة إلى يوم القيامة ) وما أظن أن هذا الخبر عن عوج بن عناق إلا اختلاقاً من بعض زنادقتهم وفجارهم الذين كانوا أعداء الأنبياء.
بل إن الوضع قد تسرب إلى بعض القصص في السيرة النبوية المطهرة والمتعلقة بالقرآن الكريم وخير مثال على ذلك ما تناقلته كتب التفاسير حول قصة الغرانيق المذكورة في تفسير قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) النجم 19 ـ 20 مما يحدث أمراً خطيراً يهدد الرسالة المحمدية كلها وقد أحسن الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في كتابه«نصب المجانيق على قصة الغرانيق» المزعومة وإبطال سندها ومتنها من كل جهة..
ألم يحن الوقت لمراجعة مثل هذه الروايات بأسلوب علمي دقيق لأخذ السليم ورد السقيم منها؟ ولو تداولته كل كتب التفسير؟!
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال.
 
القداسة للمنهج وليست للأفراد ، وقولكم حفظكم الله : (ألا ندرك أن التفسير ما هو إلا فهم لرجال التفسير للآيات واجتهاد بشري لا يصل إلى درجة القداسة) فيه نظر كبير.
فلو كان الذي يروي الإسرائيليات واحد أو اثنان = لجاز قولكم.
لكن جمهور السلف على ذلك، والمجيزون أكثر بكثير من المانعين.
وابن عباس الذي نهى عن الأخذ عن بني إسرائيل = صحَّ عنه النقل عنهم في التفسير، فهل ستأخذ عنه نهيه دون فعله، وهل سيكون نهيه عندك (فهم لرجال التفسير) كما تقول فترفض نهية كما تريد أن ترفض فهم أولئك الرجالات.
أي : ألا ترى أنه ينطبق على نهيه حكمك الذي ذكرته؟
وأن اختيارك لحكمه دون فعله يحتاج إلى دليل .
ورفع الحرج من المشرِّع ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكبر دليل على جواز صنيعهم، فلماذا نضع من الحرج نحن في هذا العصر ما رفعه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أعلم وأرحم وأبرُّ بنا منَّا.
وأقول لك يا أخي الكريم:
لو كنت ممن يريد الأخذ بلوازم قولك لقلت لك : أنك تتهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدم العلم بحالهم ، حين تقول : (بمثل هذه المنهجية يوضح ابن عباس خطأ الأخذ عن أهل الكتاب فلم لا يكذبون علينا وقد كذبوا على أنبيائهم أنفسهم؟ بل وسفكوا دماءهم؟).
أفما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر بذلك حين يقول ( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) ، فأطلق ولم يقيد؟!
ثم أنحن نأخذ عن ابن عباس أم عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي رفع الحرج؟!
واسمح لي أن أقول : إن من أكبر مشكلاتنا ـ نحن المعاصرين ـ عدم معرفة مناهج السابقين، وبالأخص الصحابة والتابعين وأتباعهم الذين نقلت الأمة تفسيراتهم بالرضى والقبول جيلاً بعد جيلٍ.
بل إن الحدَّ يصل ببعض المعاصرين أن يكون حاله كمن قال الله فيهم ( فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ)، فيظن أنه في مثل هذه المسألة قد وصل إلى التحقيق والتدقيق.
والحال في الواقع أن عنده من الخطأ المنهجي ، ومن اللوازم الباطلة ما لم ينتبه له.
علينا معاشر المعاصرين أن نفهم مناهج العلماء قبل الشروع في النقد والتقويم، وإلا سنصير ممن يرى القطيعة مع التراث ، ويذهب إلى مناهج علمية غير إسلامية يستلهم منها المنهج.
ولا تفهم من كلامي أنني أصفك بهذا، حاشاك، لكنها نصيحة عامة لئلا يقع في براثن أمثال هؤلاء الذين يحسبون ـ أو يحسب من اغتر بهم ـ أنهم يحسنون صنعًا.
وأخيرًا : أعتذر إليك إن وجدت في كلامي قسوة، فأنا لا أقصدك بذاتك، لكنني يستفزُّني مثل هذا المنهج الذي يتهم مناهج علمائنا السابقين، ذلك المنهج الذي يريناهم لا يدركون ما أدركناه ، ولم يصلوا إلى حقائق الأمور كما وصلنا إليها، وأننا أبصر منهم بها.
وهذا الموضوع يستحق الكتابة بجدٍّ وتحقيق ، لما أرى اليوم من انبهار بما يكتبه بعض الباحثين في نقد التراث، ولما يجمد عليه أقوام من أهل العلوم على أمور فيها مجال للاجتهاد ، فيبيحون لأولئك النقض والطعن.
والحق بينهما أبلج، فعليك بالمنهج، ولا تشغلك الأسماء والشخوص.
فإن قلت فكيف لي بالمنهج ، فأقول لك : إن من علامته أن يكون الأمر من الأمور الظاهرة ، وترى توارد علماء الأمة جيلا بعد جيل عليه دون نكير، كهذه المسألة التي طرحتها، فتلك علامة، وله علامات أخرى لعل الله يقيض من يكتب فيها .
أشكر لك طرحك، وتقبل محبتي وودي ، وإن خالفتك في رأيي.
 
التعديل الأخير:
جزاك الله خيرا الشيخ الكريم مساعد الطيار على إفاداتك.

يُستغرب حقيقةً أن يأتي في زمننا من يحبط علم الأولين لأنه لا يروق له ، وهو أمر يطالب به البعض في كل فنون الشريعة.

عندما قرأت الجمل الأولى ، قلت في نفسي : هل سمع كاتب الموضوع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ((حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)) قبل أن يكتب موضوعه أم لا.
أصلح الله أحوالنا.
 
حبيبنا العمري
تقول : (بل إن الوضع قد تسرب إلى بعض القصص في السيرة النبوية المطهرة والمتعلقة بالقرآن الكريم وخير مثال على ذلك ما تناقلته كتب التفاسير حول قصة الغرانيق المذكورة في تفسير قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) النجم 19 ـ 20 مما يحدث أمراً خطيراً يهدد الرسالة المحمدية كلها وقد أحسن الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في كتابه«نصب المجانيق على قصة الغرانيق» المزعومة وإبطال سندها ومتنها من كل جهة.. ).
وسأذكر لك أمرًا، وأريدك أن تفكر فيه وتجيبني:
هذه القصة دليل على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف ذلك؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يتعلق بالمنهج السليم في تفسير كتاب الله الكريم يجب ملاحظة بعض الأمور:
أولاً: قوله عليه الصلاة والسلام: "وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" هل يعني مطلق التحديث؟
ثانياً: هل يعني التحديث عن بني إسرائيل تفسير كتاب الله بأخبار بني إسرائيل؟
ثالثاً: إذا كان التحديث شيء يختلف عن التفسير فهل يجوز أن نفسر كتاب الله بأخبار بني إسرائيل؟
رابعاً: هل كل ما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم في نقل الإسرائيليات التي تفسر كتاب الله تعالى صحيح سنداً؟
خامساً: هل كل ما ورد عنهم رضي الله عنهم في نقل الإسرائيليات هو تفسير منهم لآيات الكتاب؟
سادساً: هل نقل القصص الإسرائيلية المتعلقة بالأنبياء هي بالضرورة منقولة للتفسير؟
سابعاً: هل الربط بين القصص الإسرائيلي المتعلق بالأنبياء وبين القصص القرآني وجعله تفسيراً لكتاب الله تعالى هو من صنيع الصحابة رضي الله عنهم؟ أو هو من صنيع غيرهم؟
ثامناً: هل إيراد الصحابي رواية إسرائيلية - بعد صحتها - وذكره آية قرآنية بعدها يعني بالضرورة أنها تفسير للآية؟ أو أن الأمر من باب تصديق الرواية بالنص القرآني، ولا يعني هذا بالضرورة أبداً أن تكون هذه القصة هي المفسرة؟
وأما قول أخينا الكريم الدكتور مساعد: "هذه القصة دليل على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف ذلك؟" إشارة إلى قصة الغرانيق، فلم أفهم حقيقة السؤال، هل هو على فرض صحتها أو بطلانها، وإذا كانت باطلة غير ثابتة فإن المنفي له حكم العدم والعدم لا يثبت شيئاً ولا ينفي، فأرجو التوضيح؟ ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 
اشكركم جميعا

الذي اريد قوله هو غربلة الاسرائليات من التفاسير ليس الا وليس القدح في المفسرين الاوائل رحمهم الله جميعا حاش لله
 
حبيبنا العمري
تقول : (بل إن الوضع قد تسرب إلى بعض القصص في السيرة النبوية المطهرة والمتعلقة بالقرآن الكريم وخير مثال على ذلك ما تناقلته كتب التفاسير حول قصة الغرانيق المذكورة في تفسير قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) النجم 19 ـ 20 مما يحدث أمراً خطيراً يهدد الرسالة المحمدية كلها وقد أحسن الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في كتابه«نصب المجانيق على قصة الغرانيق» المزعومة وإبطال سندها ومتنها من كل جهة.. ).
وسأذكر لك أمرًا، وأريدك أن تفكر فيه وتجيبني:
هذه القصة دليل على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف ذلك؟
ننتظر الجواب دكتور مساعد​
 
الحمد لله و بعد
هذه القصة دليل على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف ذلك؟
إذا أثبتنا القصة مقلدين بذالك الحافظ ابن حجر فإنه يمكننا الإستدلال بها على عصمة النبي صلى الله عليه و سلم من جهة أن الله يحكم آياته حتى لو تخللت عملية تبليغ الوحي شيء من التشويش من شياطين الإنس و الجن فلو لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم معصوما في تبليغ الوحي لاختلط ما يلقى الشيطان مع وحي الرحمن إلى يومنا هذا من غير حدوث نسخ و لا إحكام من الملك العلام عند زمن النتزيل ...
هذه محاولة للجواب على سؤال الشيخ مساعد إذا سلمنا لصحة القصة و إلا فأنا من المقتنعين بضعف القصة و نكارتها كما حقق ذالك جملة من الأئمة كابن العربي و عياض و الألباني ...
 
جوابي ما قاله بعض المحققين :
(( وَالْكَلَامُ فِي هَذَا الْمَقَامِ مَبْنِيٌّ عَلَى " أَصْلٍ ": وَهُوَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - مَعْصُومُونَ فِيمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَفِي تَبْلِيغِ رِسَالَاتِهِ بِاتِّفَاقِ الْأُمَّةِ، وَلِهَذَا وَجَبَ الْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا أُوتُوهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136] {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] .


وَقَالَ: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: 177] . وَقَالَ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285] .


بِخِلَافِ غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا مَعْصُومِينَ كَمَا عُصِمَ الْأَنْبِيَاءُ، وَلَوْ كَانُوا أَوْلِيَاءَ لِلَّهِ، وَلِهَذَا مَنْ سَبَّ نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ قُتِلَ بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ، وَمَنْ سَبَّ غَيْرَهُمْ لَمْ يُقْتَلْ.


وَهَذِهِ الْعِصْمَةُ الثَّابِتَةُ لِلْأَنْبِيَاءِ هِيَ الَّتِي يَحْصُلُ بِهَا مَقْصُودُ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ؛ فَإِنَّ " النَّبِيَّ " هُوَ الْمُنَبِّئُ عَنْ اللَّهِ، " وَالرَّسُولَ " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ وَلَيْسَ كُلِّ نَبِيٍّ رَسُولًا، وَالْعِصْمَةُ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ عَنْ اللَّهِ ثَابِتَةٌ فَلَا يَسْتَقِرُّ فِي ذَلِكَ خَطَأٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ.


وَلَكِنْ هَلْ يَصْدُرُ مَا يَسْتَدْرِكُهُ اللَّهُ فَيَنْسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ وَيُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ؟ هَذَا فِيهِ قَوْلَانِ. وَالْمَأْثُورُ عَنْ السَّلَفِ يُوَافِقُ الْقُرْآنَ بِذَلِكَ. وَاَلَّذِينَ مَنَعُوا ذَلِكَ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ طَعَنُوا فِيمَا يُنْقَلُ مِنْ الزِّيَادَةِ فِي سُورَةِ النَّجْمِ بِقَوْلِهِ: تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى، وَإِنَّ شَفَاعَتُهُنَّ لَتُرْتَجَى، وَقَالُوا: إنَّ هَذَا لَمْ يَثْبُتْ، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ ثَبَتَ: قَالَ هَذَا أَلْقَاهُ الشَّيْطَانُ فِي مَسَامِعِهِمْ وَلَمْ يَلْفِظْ بِهِ الرَّسُولُ.


وَلَكِنَّ السُّؤَالَ وَارِدٌ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ أَيْضًا. وَقَالُوا فِي قَوْلِهِ: {إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] هُوَ حَدِيثُ النَّفْسِ.


وَأَمَّا الَّذِينَ قَرَّرُوا مَا نُقِلَ عَنْ السَّلَفِ فَقَالُوا هَذَا مَنْقُولٌ نَقْلًا ثَابِتًا لَا يُمْكِنُ الْقَدْحُ فِيهِ وَالْقُرْآنُ يَدُلُّ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52] {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ - وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الحج: 53 - 54] . فَقَالُوا الْآثَارُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ مَعْرُوفَةٌ ثَابِتَةٌ فِي كُتُبِ التَّفْسِيرِ، وَالْحَدِيثِ، وَالْقُرْآنُ يُوَافِقُ ذَلِكَ فَإِنَّ نَسْخَ اللَّهِ لِمَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ وَإِحْكَامُهُ آيَاتِهِ إنَّمَا يَكُونُ لِرَفْعِ مَا وَقَعَ فِي آيَاتِهِ، وَتَمْيِيزِ الْحَقِّ مِنْ الْبَاطِلِ حَتَّى لَا تَخْتَلِطَ آيَاتُهُ بِغَيْرِهَا. وَجَعْلُ مَا أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ إنَّمَا يَكُونُ إذَا كَانَ ذَلِكَ ظَاهِرًا يَسْمَعُهُ النَّاسُ لَا بَاطِنًا فِي النَّفْسِ وَالْفِتْنَةُ الَّتِي تَحْصُلُ بِهَذَا النَّوْعِ مِنْ النَّسْخِ مِنْ جِنْسِ الْفِتْنَةِ الَّتِي تَحْصُلُ بِالنَّوْعِ الْآخَرِ مِنْ النَّسْخِ.

وَهَذَا النَّوْعُ أَدَلُّ عَلَى صِدْقِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبُعْدِهِ عَنْ الْهَوَى مِنْ ذَلِكَ النَّوْعِ، فَإِنَّهُ إذَا كَانَ يَأْمُرُ بِأَمْرٍ ثُمَّ يَأْمُرُ بِخِلَافِهِ وَكِلَاهُمَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَهُوَ مُصَدَّقٌ فِي ذَلِكَ، فَإِذَا قَالَ عَنْ نَفْسِهِ إنَّ الثَّانِيَ هُوَ الَّذِي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَهُوَ النَّاسِخُ وَإِنَّ ذَلِكَ الْمَرْفُوعَ الَّذِي نَسَخَهُ اللَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ كَانَ أَدَلَّ عَلَى اعْتِمَادِهِ لِلصِّدْقِ وَقَوْلِهِ الْحَقَّ، وَهَذَا كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: لَوْ كَانَ مُحَمَّدٌ كَاتِمًا شَيْئًا مِنْ الْوَحْيِ لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37] أَلَا تَرَى أَنَّ الَّذِي يُعَظِّمُ نَفْسَهُ بِالْبَاطِلِ يُرِيدُ أَنْ يَنْصُرَ كُلَّ مَا قَالَهُ وَلَوْ كَانَ خَطَأً، فَبَيَانُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ اللَّهَ أَحْكَمَ آيَاتِهِ وَنَسَخَ مَا أَلْقَاهُ الشَّيْطَانُ هُوَ أَدَلُّ عَلَى تَحَرِّيهِ لِلصِّدْقِ وَبَرَاءَتِهِ مِنْ الْكَذِبِ، وَهَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ بِالرِّسَالَةِ فَإِنَّهُ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَسْلِيمًا، وَلِهَذَا كَانَ تَكْذِيبُهُ كُفْرًا مَحْضًا بِلَا رَيْبٍ))​
 
التعديل الأخير:
الاسرائيليات في التفسير

الاسرائيليات في التفسير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لابد من الاشارة الى ان موضوع الاسرائيليات في التفسير هو من المواضيع التي تشغل بال المسلم الذي يقرأ التفاسير الكثيرة ويحب ان يكون ملما بعلم التفسير. كيف لا وهو علم يتصل بكتاب الله الكريم الذي يجب علينا تتدارسه وتعلمه ليصلح حالنا في الدنيا والاخرة. ولا ارى اي باس في عملية نقد هذا الكم المنقول من الاسرائيليات في تفاسيرنا ودراستها دراسة علمية وموضوعية وان يقوم بهذا الموضوع اساثذة متخصصون كالدكتور مساعد الطيار والدكتور الشهري وغيرهم بارك الله فيهم جميعا كذلك لا ارى ان عملية النقد والحكم على هذا المنقول هو بمثابة اتهام ناقلي الرواية من السلف الذين كتبوا التفاسير ونقلوا هذه الاسرائيليات بالجهل والطعن فيهم. وكما ان هناك احاديث ضعيفة وموضوعة في كتب ائمة الحديث فكذلك هناك الروايات الضعيفة والموضوعة في كتب التفسير ومنها الاسرائيليات فهي اكثر الموضوع في التفسير.
هذا ما احببت الاشارة اليه ... مع فائق تقديري واحترامي للاساتذة والاخوة جميعا...
 
أخي عادل شفيق كلامك جميل جدًا في قولك : (كذلك لا ارى ان عملية النقد والحكم على هذا المنقول هو بمثابة اتهام ناقلي الرواية من السلف الذين كتبوا التفاسير ونقلوا هذه الاسرائيليات بالجهل والطعن فيهم).
لكن انظر إلى هذا الكلام ، لتعلم ما يقع من النقد غير الموزون على المفسرين :
يقول أحد من كتب في نقد الإسرائيليات :
(ومن العجيب حقا: أن الإمام ابن جرير على جلالة قدره يحاول أن يضعف في تفسيره مذهب الخلف الذين ينفون هذا الزور والبهتان، ويفسرون الآيات على حسب ما تقتضيه اللغة، وقواعد الشرع، وما جاء في القرآن والسنة الصحيحة الثابتة، ويعتبر هذا المرويات التي سُقْتُ لك زروًا منها آنفا، هي: قول جميع أهل العلم بتأويل القرآن الذين يؤخذ عنهم1!!! وكذلك تابعه على مقالته تلك الثعلبي والبغوي في تفسيريهما2!!
وهذا المرويات الغثة المكذوبة التي يأباها النظم الكريم، ويجزم العقل والنقل باستحالتها على الأنبياء عليهم السلام هي التي اعتبرها الطبري ومن تبعه أقوال السلف!!
بل يسير في خط اعتبار هذا المرويات، فيورد على نفسه سؤالا فيقول: فإن قال قائل: وكيف يجوز أن يوصف يوسف بمثل هذا وهو لله نبي؟! ثم أجاب بما لا طائل تحته، ولا يليق بمقام الأنبياء3 قاله الواحدى في تفسيره: "البسيط".
وأعجب من ذلك: ما ذهب إليه الواحدي في: "البسيط" قال: قال المفسرون الموثوق بعلمهم، المرجوع إلى روايتهم، الآخذون للتأويل، عمن شاهدوا التنزيل: هَمَّ يوسف عليه السلام بهذه المرأة هما صحيحا وجلس منها مجلس الرجل من المرأة، فلما رأى البرهان من ربه زالت كل شهوة منه.
وهي غفلة شديدة من هؤلاء الأئمة لا نرضاها، ولولا أني أنزه لساني وقلمي عن الهجر من القول، وأنهم خلطوا في مؤلفاتهم عملا صالحا وآخر سيئا لقسوت عليهم، وحق لي هذا، لكني أسأل الله لي ولهم العفو والمغفرة.
وهذه الأقوال التي أسرف في ذكرها هؤلاء المفسرون: إما إسرائيليات وخرافات وضعها زنادقة أهل الكتاب القدماء، الذي أرادوا بها النيل من الأنبياء والمرسلين، ثم
حملها معهم أهل الكتاب الذين أسلموا وتلقاها عنهم بعض الصحابة، والتابعين، بحسن نية، أو اعتمادا على ظهور كذبها وزيفها.
وإما أن تكون مدسوسة على هؤلاء الأئمة، دسها عليهم أعداء الأديان، كي تروج تحت هذا الستار، وبذلك يصلون إلى ما يريدون من إفساد العقائد، وتعكير صفو الثقافة الإسلامية الأصيلة الصحيحة، وهذا ما أميل إليه!).
ألا ترى كيف يعالج هذه القضية ، ويستبطن الطعن في السادة العلماء المحققين حينما يقول : (وإما أن تكون مدسوسة على هؤلاء الأئمة، دسها عليهم أعداء الأديان، كي تروج تحت هذا الستار، وبذلك يصلون إلى ما يريدون من إفساد العقائد، وتعكير صفو الثقافة الإسلامية الأصيلة الصحيحة، وهذا ما أميل إليه) .
فإذا كان أعداء الدين قد دسوها ، فكيف خفيت على هؤلاء الكرام ، وتبينها هو؟!
أليس هذا نقدًا غريبًا ، ومنهجًا عجيبًا؟
__________
1 تفسير الطبري: ج 12 ص 110.
2 تفسير البغوي على هامش تفسير ابن كثير: ج 4 ص 43.
3 تفسير الطبري: ج 12 ص 109، 110.
 
التعديل الأخير:
لكن هناك سؤال يطرح نفسه: هل ذكر أئمة التفسير من المتقدمين للإسرائيليات في تفاسيرهم هو لتفسير القرآن أقصد بيان المعنى؟؟ بمعنى آخر هل لجأ أئمة التفسير للإسرائيليات لبيان معاني كلام الله عز وجل أم هي في جلها قصص لا تؤثر في بيان المعنى- وهذا الذي أعتقده - فينبغي لنا أن نفصل بين تفسير كلام الله بالاسرائيليات و بين ذكرها استطرادا و بما هو زائد عن حد التفسير والله أعلم
 
الاسرائيليات في التفسير

الاسرائيليات في التفسير

استاذي الفاضل الدكتور مساعد الطيار
اشكر لكم ردكم الكريم على ما جاء في تعليقي على هذا الموضوع واني مؤيد لك في ما ذهبت اليه من ان هناك نقد غير موزون لسلفنا الصالح الذين ابدعوا في ايصال هذا الدين العظيم الينا. فكما كانت عقيدتهم سليمة كذلك كان منهجهم في النقل سليما وكان هو المنهج الحق فلذلك وجب على من اراد الحق ان يتبع منهجهم ويحذو حذوهم. وكما قدموا الدين الينا صافيا وجب علينا نحن المسلمن اليوم ان نقدم هذا الدين للاخرين. اعود الى الموضوع فاقول الا تعتقد ان ساحة النقد في كل زمان ومكان تحفل بالغث والسمين من النقاد؟ فوجود الناقد الغث يجب ان لا يلغي وجود الناقد السمين واعتقد ان اتباع المنهج السليم في نقد تراثنا سيفوت الفرصة على من اراد النقد غير الموزون عمدا او جهلا منه او سيقلل من تأثيره على الساحة. هذا ما احببت ذكره وبارك الله فيكم .........
 
عودة
أعلى