إستفسار حول آية

أبو أميرة

New member
إنضم
01/08/2007
المشاركات
44
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عز وجل في سورة هود {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)

كان جواب الملائكة لن يصلوا إليك مع أن مراد قوم لوط كان الضيوف فكيف كان الجواب إليك و ليس إلينا

و جزاكم الله كل خير
 
أخي الكريم أبا أميرة :
أهلا وسهلا ومرحبا بك :

قال الشوكاني في تفسيره:

ومن قبل كانوا يعملون السيئات، أي ومن قبل مجيء الرسل في هذا الوقت كانوا يعملون السيئات، وقيل: ومن قبل لوط كانوا يعملون السيئات، أي كانت عادتهم إتيان الرجال. اهـ

وقد تصدى لقومه قبل علمه بأن الضيوف ملائكة.

وأما قوله تعالى: لن يصلوا إليك، فهو يحتمل معنيين :

الأول: لن يصلوا إلى إضرارك بإضرارنا الذي تخافه علينا .

الثاني: لن يصلوا إليك بالسوء الذي توعدوك به لما طمست عيونهم.

قال ابن الجوزي في زاد المسير:

قوله تعالى لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ، قال مقاتل: فيه إضمار تقديره لن يصلوا إليك بسوء وذلك أنهم قالوا للوط إنا نرى معك رجالا سحروا أبصارنا فستعلم غدا ما تلقى أنت وأهلك، فقال له جبريل إنا رسل ربك لن يصلوا إليك. اهـ

وقال البيضاوي في تفسيره:

قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ: لن يصلوا إلى إضرارك بإضرارنا، فهون عليك ودعنا وإياهم، فخلاهم أن يدخلوا فضرب جبريل عليه السلام بجناحه وجوههم فطمس أعينهم وأعماهم، فخرجوا يقولون النجاء النجاء فإن في بيت لوط سحرة. اهـ

وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير:

قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (هود:81).

هذا كلام الملائكة للوط عليه السلام كاشفوه بأنهم ملائكة مرسلون من الله تعالى...... وهذا الكلام الذي كلموا به لوطا عليه السلام وحي أوحاه الله إلى لوط عليه السلام بواسطة الملائكة، فإنه لما بلغ بلوط توقع أذى ضيفه مبلغ الجزع ونفاد الحيلة جاءه نصر الله على سنة الله تعالى مع رسله حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا.

وابتدأ الملائكة خطابهم لوطا عليه السلام بالتعريف بأنفسهم لتعجيل الطمأنينة إلى نفسه لأنه إذا علم أنهم ملائكة علم أنهم ما نزلوا إلا لإظهار الحق. قال تعالى: مَا نُنَزِّلُ المَلَائِكَةَ إِلَّا بِالحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ. ثم ألحقوا هذا التعريف بالبشارة بقولهم لن يصلوا إليك. وجيء بحرف تأكيد النفي للدلالة على أنهم خاطبوه بما يزيل الشك من نفسه. وقد صرف الله الكفار عن لوط عليه السلام فرجعوا من حيث أتوا، ولو أزال عن الملائكة التشكل بالأجساد البشرية فأخفاهم عن عيون الكفار لحسبوا أن لوطا عليه السلام أخفاهم فكانوا يؤذون لوطا عليه السلام. ولذلك قال له الملائكة لن يصلوا إليك ولم يقولوا لن ينالوا، لأن ذلك معلوم فإنهم لما أعلموا لوطا عليه السلام بأنهم ملائكة ما كان يشك في أن الكفار لا ينالونهم، ولكنه يخشى سورتهم أن يتهموه بأنه أخفاهم.

ووقع في التوراة أن الله أعمى أبصار المراودين لوطا عليه السلام عن ضيفه حتى قالوا: إن ضيف لوط سحرة فانصرفوا. وذلك ظاهر قوله تعالى في سورة القمر: وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ. اهـ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل الدكتور مروان بارك الله فيكم زادكم بسطة في العلم

يبقى أني أريد أن أشير إلى نكتة لطيفة في نسبة أذى القوم إلى لوط وذلك لإستحالة وصوله إلى الملائكة أصلا

أرجو منكم التعليق
 
الآية السابقة عليها " لو أن لي بكم قوة ...." كلامها موجه للرسل وهو لا يعلم أنهم رسل فردوا عليه بهذه الآية ويدل علي ذلك حرف الجر في "بكم " ولو كانت موجهة للقوم لقال -عليكم - والحديث الذي جاء في الآية -رحم الله أخي لوط لقد كان يأوي إلي ركن شديد -يحمل معني ماقاله الرسل حيث ردوا عليه بنفس المعني وكأنهم قالوا إن لك بنا قوة علي هؤلاء وإنك لتأوي إلي ركن شديد ،-ما هو -؟! "إنا رسل ربك ...."والله أعلم
 
وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)

القول أن قوله قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ كلاما موجها للرسل بعيد جدا

قال النسفي

{ قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ } حاجة لأن نكاح الإناث أمر خارج عن فمذهبنا إتيان الذكران { وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } عنوا إتيان الذكور وما لهم فيه من الشهوة { قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ اوِى إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ } جواب« لو» محذوف أي لفعلت بكم ولصنعت . والمعنى لو قويت عليكم بنفسي أو أويت إلى قوي أستند إليه وأتمنع به فيحميني منكم ، فشبه القوي العزيز بالركن من الجبل في شدته ومنعته . روي أنه أغلق بابه حين جاؤوا وجعل ترادّهم ما حكى الله عنه وتجادلهم . فتسوروا الجدار فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب .{ قَالُواْ يا لُوطٍ } إن ركنك لشديد { إِنَّا رُسُلُ رَبّكَ } فافتح الباب ودعنا وإياهم ، ففتح الباب فدخلوا فاستأذن جبريل عليه السلام ربه في عقوبتهم فأذن له ، فضرب بجناحه وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم كما قال الله تعالى { فطمسنا أعينهم } [ القمر : 37 ]

قال ابن عاشور

وجوابه بِ { لَوْ أنّ لي بكم قوة } جواب يائس من ارعوائهم .
و { لو } مستعملة في التمنّي ، وهذا أقصى ما أمكنه في تغيير هذا المنكر .
والباء في { بكم } للاستعلاء ، أي عليكم . يقال : ما لي به قوة وما لي به طاقة . ومنه قوله تعالى : { قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت } [ البقرة : 249 ] .
ويقولون : مَا لي بهذا الأمر يَدان ، أي قدرة أو حيلة عليه .
والمعنى : ليت لي قوة أدفعكم بها ، ويريد بذلك قوة أنصار لأنّه كان غريباً بينهم .
ومعنى { أو آوى إلى ركن شديد } أو أعتصم بما فيه مَنعة ، أي بمكان أو ذي سلطان يمنعني منكم .
والركن : الشق من الجبل المتّصل بالأرض .
 
عودة
أعلى