محمد حسين القرني
New member
[FONT="]الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ، والصلاة والسلام على خير خلقه وأفضل رسله ، نبينا محمد عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين : [/FONT]
[FONT="]أما بعد : [/FONT]
[FONT="]فإن علم الوجوه والنظائر من العلوم الهامة التي لا غنى للمفسر عنها كي يفهم مراد الله تعالى في كتابه ، وقد تتابع فيها التدوين منذ القرن الثاني الهجري إلى يومنا هذا ، وأفردت بالمؤلفات في كثير من الأحيان ، وهذا يبين اهتمام السلف بهذا الباب العظيم من أبواب علوم القرآن الكريم . [/FONT]
[FONT="]وقد جمعت لكم في هذه العجالة ،، شيئاً يسيراً عن علم الوجوه والنظائر ، رتبته ونظمته على فقرات لعل الله تعالى أن ينفعنا به جميعاً . ولعل هذا هو الجزء الأول من الموضوع ، يأتي بعده أجزاءً أخرى بإذن الله تعالى ، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد : [/FONT]
[FONT="]تعريف الوجوه والنظائر : [/FONT]
[FONT="]أولاً تعريف الوجوه لغةً واصطلاحاً : [/FONT]
[FONT="]تعريف الوجوه في اللغة : [/FONT]
[FONT="]قال صاحب تاج العروس(1) : الوَجْهُ : ( مُسْتَقْبَلُ كلِّ شيءٍ ) ؛ ) ومنه قَوْلُه تعالى : { فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } ، جمعه : (وُجُوهٌ ) ؛ ) ومنه قَوْلُه تعالى : { فامْسَحُوا بوُجُوهِكُم } .[/FONT]
[FONT="]وقال ابن فارس(2) : الواو والجيم والهاء: أصلٌ واحد يدلُّ على مقابلةٍ لشيء. والوجه مستقبِلٌ لكلِّ شيء. يقال وَجْه الرّجلِ وغَيره .[/FONT][FONT="] وفي الحديث ((فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، تَأْتِيكُمْ مُشْتَبِهَةً كَوُجُوهِ الْبَقَرِ لاَ تَدْرُونَ أَيًّا مِنْ أَيٍّ ))(3) أي يشبه بعضها بعضًا؛ لأن وجوه البقر تتشابه كثيرًا.[/FONT]
[FONT="]تعريف الوجوه في الاصطلاح :[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]قال الزركشي في البرهان : الوجوه : اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ الأمة(4) [/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]إذ أن لفظ (أمه ) جاءت في القرآن بمعنى الطائفة من الناس وهو الغالب ، وبمعنى المدة ، وبمعنى الدين ، وبمعنى الإمام في الخير.[/FONT]
[FONT="]واللفظ المشترك أو المشترك اللفظي ، قال السيوطي: هو اللفظُ الواحدُ الدالُّ على معنيين مختلفين فأكثر دلالةً على السواء عند أهل تلك اللغة(5) . مثل : كلمة ( قسورة ) بمعنى : الأسد والرامي ، وكلمة ( قرء ) بمعنى : حيض وطهر . والمتأمل لما في كتب الوجوه والنظائر ، يجد أن ليس كل ما فيها من الألفاظ المشتركة المعلومة في اللسان العربي ، وذلك لأن المعتمد في معنى الكلمة عند المفسرين ليس اللغة ومادة الكلمة واشتقاقها اللغوي فحسب ، إنما هناك أمور أخرى تؤخذ بعين الاعتبار اعتمدها المفسرون في توجيه معنى اللفظ الواحد . وهذا هو ما يبين الفرق بين " الألفاظ المشتركة " وبين " الوجوه والنظائر " فالوجوه والنظائر أعم من المشترك اللفظي .[/FONT]
[FONT="]ثانياً تعريف النظائر لغةً واصطلاحاً: [/FONT]
[FONT="]تعريف النظائر في اللغة : [/FONT]
[FONT="]قال ابن منظور : والنَّظائِرُ جمع نَظِيرة وهي المِثْلُ والشِّبْهُ في الأَشكال الأَخلاق والأَفعال والأَقوال.(1) يقال: فلان نظير فلان ، إذا كان مثله وشبيهه والجمع نظراء .(2)[/FONT]
[FONT="]ومن ذلك قول ابن مسعود: (([/FONT][FONT="]لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرِنُ بَيْنَهُنَّ فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ [/FONT][FONT="]))(3) ، يريد السور المتماثلة في المعاني كالموعظة أو الحكم أو القصص، لا المتماثلة في عدد الآي.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]تعريف النظائر في الاصطلاح : [/FONT]
[FONT="]قال الزركشي : النظائر : كالألفاظ المتواطئة (4) .[/FONT]
[FONT="]الألفاظ المتواطئة هي : أن يوجد اللفظ له معنى واحد ، وهذا المعنى له أفراد كثيرون .[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]مثل : كلمة ( إنسان ) ، فإنها تصدق على زيد ، وعلي ، وصالح ، وناصر ....[/FONT]
[FONT="]الفرق بين الوجوه والنظائر : [/FONT]
[FONT="]عند تأمل التعريف الاصطلاحي لكلٍ من الوجوه والنظائر ، سنجد أن الوجوه تتعلق بالألفاظ المتحدة في النطق المختلفة في المعنى ، أما النظائر فهي تتعلق بالألفاظ المتحدة في النطق والمعنى معاً ولكن هذا المعنى يصلح لأفراد كثيرة .[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]وقد قيل: إن النظائر في اللفظ والوجوه في المعاني ، ولكن ضعف هذا القول ورده الزركشي والسيوطي. [/FONT]
[FONT="]قال الزركشي : [/FONT][FONT="]لأنه لو أريد هذا لكان الجمع في الألفاظ المشتركة وهم يذكرون في تلك الكتب اللفظ الذي معناه واحد في مواضع كثيرة فيجعلون الوجوه نوعا لأقسام والنظائر نوعا آخر كالأمثال(5).[/FONT]
[FONT="]أمثلة على الوجوه والنظائر في القرآن : [/FONT]
[FONT="]أولاً : الوجوه .[/FONT]
[FONT="]قال الإمام السيوطي(1) : ومن ذلك السوء يأتي على أوجه [/FONT]
[FONT="] 1 - الشدة : (يسومونكم سوء العذاب )[/FONT]
[FONT="] 2 - والعقر : (ولا تمسوها بسوء )[/FONT]
[FONT="] 3 - والزنى : (ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ما كان أبوك امرأ سوء )[/FONT]
[FONT="] 4 - والبرص : (بيضاء من غير سوء )[/FONT]
[FONT="] 5 - والعذاب : (إن الخزي اليوم والسوء )[/FONT]
[FONT="]ثانياً : مثال على النظائر في القرآن : [/FONT]
[FONT="]لفظه (قرية) حيث تكررت في القرآن في أكثر من خمسين موضعاً ، وفي كل هذه المواضع معنى القرية واحد فقط، لكن المراد منها يختلف، فمثلا في قوله تعالى:( وَإذِ قُلْناَ ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنهْا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً ) القرية هنا: أريحا، أو القدس.[/FONT]
[FONT="]وفي قوله تعالى: ( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّناَ أَخْرِجْناَ مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالم أَهْلُهَا ) القرية هنا: مكة .[/FONT]
[FONT="]وفي قوله تعالى: ( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتيِ كُناَّ فِيهَا ) القرية هنا: مصر. فمعنى القرية في كل هذه المواضع واحد، لكن المراد منها يختلف في كل موضع عن الآخر.[/FONT]
[FONT="]الأفراد : [/FONT]
[FONT="]الأفراد : في اللغة جمع فرد ، وهو الذي لا نظير له . وفي الاصطلاح : هي الألفاظ التي لا نظير لها ، فهي متوحدة فيما تدل عليه من معنى . بعكس الألفاظ ذات المعاني المتعددة الوجوه (2). [/FONT]
[FONT="]وقد ألف فيه ابن فارس كتاباً ، ظريفاً صغيراً سماه الأفراد : والكتاب مطبوع بتحقيق حاتم صالح الضامن ، طبعته دار البشائر بدمشق . [/FONT]
[FONT="]قال ابن فارس (3) : [/FONT]
[FONT="]كل ما في القرآن من ذكر الأسف فمعناه الحزن إلا( فلما آسفونا) فمعناه أغضبونا [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وكل ما فيه من ذكر البروج فهي الكواكب إلا (ولو كنتم في بروج مشيدة )فهي القصور الطوال الحصينة [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وكل ما فيه من ذكر البر والبحر فالمراد بالبحر الماء وبالبر التراب اليابس إلا (ظهر الفساد في البر والبحر) فالمراد به البرية والعمران [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وكل ما فيه من بخس فهو النقص إلا ( وشروه بثمن بخس ) أي حرام [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وكل ما فيه من البعل فهو الزوج إلا (أتدعون بعلا ) فهو الصنم [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]نشأة وتطور وتدوين علم الوجوه والنظائر :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اعتنى العلماء المتخصصون بعلوم القرآن الكريم بهذا الجانب عناية خاصة، وذلك لأهميته ، إذ به تتسع قاعدة المفاهيم الإسلامية، وتصل إلى البعيد والقريب، والعالي والداني.[/FONT]
[FONT="]فكتب فيه العلماء منذ بداية القرن الثاني الهجري، فمن أول من صنّف فيه:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]عكرمة مولى ابن عباس ( ت 105هـ ) ، وعلي ابن أبي طلحة (ت 143هـ ) ، ومقاتل بن سليمان (ت 150) في كتابه : ([/FONT][FONT="]الوجوه والنظائر في القرآن الكريم) وقد قيل إنه أول كتاب وصل إلينا في هذا العلم ، وألف فيه هارون بن موسى الأعور ( ت 170هـ ) كتابه ( الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ) [/FONT][FONT="]ويحيى بن سلام ( ت 200هـ ) كتابه : (التصاريف ) ، [/FONT][FONT="]وفي القرن الثالث ألف الحكيم الترمذي ( ت 255هـ ) كتابه : ( تحصيل نظائر القرآن ) ، وألف محمد بن يزيد أبو عباس المبرد ( ت 286هـ ) كتابه : ((ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد) ، وفي القرن الخامس ألف الحسين الدمغاني ( ت 478هـ ) كتابه (الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ) ، وألف أبو منصور الثعالبي [/FONT]
[FONT="](ت 429هـ ) كتاباً أسماه:(الأشباه والنظائر في الألفاظ القرآنية التي ترادفت مبانيها وتنوعت معانيها ) وفي القرن السادس ألف ابن الجوزي ( ت 597هـ ) كتاباً اطلق عليه اسم : (نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر في القرآن الكريم) ، وفي القرن السابع ألف أبو العباس أحمد بن علي المقرئ[/FONT]
[FONT="]( ت 658هـ ) كتابه ( وجوه القرآن ) ، وفي القرن التاسع ألف أبو العماد المصري (ت 887هـ ) كتابه :( كشف السرائر في معنى الوجوه والأشباه والنظائر ) ، وفي القرن العاشر جاء الإمام السيوطي فألف فيه كتابه : (معترك الأقران في مشترك القرآن ) وهو مطبوع بعنوان : (معترك الأقران في إعجاز القرآن ).[/FONT]
[FONT="]ثم اهتم المتأخرون بهذا العلم ، فكانت هناك دراسات قيمة مثل : رسالة دكتوراه سليمان بن صالح القرعاوي بعنوان:( الوجوه والنظائر في القرآن دراسة وموازنة) من جامعة الإمام ،وطبعت عام 1410 هـ [/FONT]
[FONT="]وللدكتور محمد علي الحسن بحث نشره في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي ، العدد السابع 1993م ، بعنوان : ( نحو موسوعة إسلامية في الوجوه والنظائر القرآنية ) ، وضع فيه تصوراً مقترحاً للوجوه والألفاظ القرآنية ، تيسر على الباحثين سبل البحث للوصول إلى المعاني المنشودة . [/FONT]
[FONT="]وللباحثة سلوى بنت محمد بن سليم العوا رسالة ماجستير ، بعنوان : ( الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ) ، من جامعة عين شمس ، طبعت عام 1998م . [/FONT]
[FONT="]وهناك بحث مفيد للدكتور / أحمد محمد البريدي ، بعنوان ( الوجوه والنظائر في القرآن الكريم دراسة تأصيلية ) .[/FONT]
[FONT="]هذا ما يسر الله تعالى لي جمعه ، عن هذا العلم ، يأتي بعده بإذن الله جمع آخر في وقت آخر ،، وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا جميعاً هداةً مهتدين إنه سميع قريب مجيب . [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="](1)[/FONT][FONT="] البرهان في علوم القرآن(1/102)[/FONT]
[FONT="](2)[/FONT][FONT="] معجم مقاييس اللغة ( 6/88)[/FONT]
[FONT="](3)[/FONT][FONT="] مسند أحمد ( 5/391)[/FONT]
[FONT="](4)[/FONT][FONT="] البرهان في علوم القرآن(1/102)[/FONT]
[FONT="](5)[/FONT][FONT="] المزهر في علوم اللغة .[/FONT]
[FONT="](1)[/FONT][FONT="] لسان العرب (5/215)[/FONT]
[FONT="](2)[/FONT][FONT="] جمهرة اللغة ( 1/420)[/FONT]
[FONT="](3)[/FONT][FONT="] صحيح البخاري (1/197)[/FONT]
[FONT="](4)[/FONT][FONT="] البرهان في علوم القرآن ( 1/102 )[/FONT]
[FONT="](5)[/FONT][FONT="] البرهان في علوم القرآن ( 1/102)[/FONT]
[FONT="](1)[/FONT][FONT="] الإتقان في علوم القرآن (1/411)[/FONT]
[FONT="](2)[/FONT][FONT="] انظر مقدمة كتاب الأفراد لابن فارس ص 5 ، تحقيق : د/ حاتم الضامن .[/FONT]
[FONT="](3)[/FONT][FONT="] أفراد كلمات القرآن العزيز ص 9 ، ص10 .[/FONT]
[FONT="]أما بعد : [/FONT]
[FONT="]فإن علم الوجوه والنظائر من العلوم الهامة التي لا غنى للمفسر عنها كي يفهم مراد الله تعالى في كتابه ، وقد تتابع فيها التدوين منذ القرن الثاني الهجري إلى يومنا هذا ، وأفردت بالمؤلفات في كثير من الأحيان ، وهذا يبين اهتمام السلف بهذا الباب العظيم من أبواب علوم القرآن الكريم . [/FONT]
[FONT="]وقد جمعت لكم في هذه العجالة ،، شيئاً يسيراً عن علم الوجوه والنظائر ، رتبته ونظمته على فقرات لعل الله تعالى أن ينفعنا به جميعاً . ولعل هذا هو الجزء الأول من الموضوع ، يأتي بعده أجزاءً أخرى بإذن الله تعالى ، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد : [/FONT]
[FONT="]تعريف الوجوه والنظائر : [/FONT]
[FONT="]أولاً تعريف الوجوه لغةً واصطلاحاً : [/FONT]
[FONT="]تعريف الوجوه في اللغة : [/FONT]
[FONT="]قال صاحب تاج العروس(1) : الوَجْهُ : ( مُسْتَقْبَلُ كلِّ شيءٍ ) ؛ ) ومنه قَوْلُه تعالى : { فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } ، جمعه : (وُجُوهٌ ) ؛ ) ومنه قَوْلُه تعالى : { فامْسَحُوا بوُجُوهِكُم } .[/FONT]
[FONT="]وقال ابن فارس(2) : الواو والجيم والهاء: أصلٌ واحد يدلُّ على مقابلةٍ لشيء. والوجه مستقبِلٌ لكلِّ شيء. يقال وَجْه الرّجلِ وغَيره .[/FONT][FONT="] وفي الحديث ((فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، تَأْتِيكُمْ مُشْتَبِهَةً كَوُجُوهِ الْبَقَرِ لاَ تَدْرُونَ أَيًّا مِنْ أَيٍّ ))(3) أي يشبه بعضها بعضًا؛ لأن وجوه البقر تتشابه كثيرًا.[/FONT]
[FONT="]تعريف الوجوه في الاصطلاح :[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]قال الزركشي في البرهان : الوجوه : اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ الأمة(4) [/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]إذ أن لفظ (أمه ) جاءت في القرآن بمعنى الطائفة من الناس وهو الغالب ، وبمعنى المدة ، وبمعنى الدين ، وبمعنى الإمام في الخير.[/FONT]
[FONT="]واللفظ المشترك أو المشترك اللفظي ، قال السيوطي: هو اللفظُ الواحدُ الدالُّ على معنيين مختلفين فأكثر دلالةً على السواء عند أهل تلك اللغة(5) . مثل : كلمة ( قسورة ) بمعنى : الأسد والرامي ، وكلمة ( قرء ) بمعنى : حيض وطهر . والمتأمل لما في كتب الوجوه والنظائر ، يجد أن ليس كل ما فيها من الألفاظ المشتركة المعلومة في اللسان العربي ، وذلك لأن المعتمد في معنى الكلمة عند المفسرين ليس اللغة ومادة الكلمة واشتقاقها اللغوي فحسب ، إنما هناك أمور أخرى تؤخذ بعين الاعتبار اعتمدها المفسرون في توجيه معنى اللفظ الواحد . وهذا هو ما يبين الفرق بين " الألفاظ المشتركة " وبين " الوجوه والنظائر " فالوجوه والنظائر أعم من المشترك اللفظي .[/FONT]
[FONT="]ثانياً تعريف النظائر لغةً واصطلاحاً: [/FONT]
[FONT="]تعريف النظائر في اللغة : [/FONT]
[FONT="]قال ابن منظور : والنَّظائِرُ جمع نَظِيرة وهي المِثْلُ والشِّبْهُ في الأَشكال الأَخلاق والأَفعال والأَقوال.(1) يقال: فلان نظير فلان ، إذا كان مثله وشبيهه والجمع نظراء .(2)[/FONT]
[FONT="]ومن ذلك قول ابن مسعود: (([/FONT][FONT="]لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرِنُ بَيْنَهُنَّ فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ [/FONT][FONT="]))(3) ، يريد السور المتماثلة في المعاني كالموعظة أو الحكم أو القصص، لا المتماثلة في عدد الآي.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]تعريف النظائر في الاصطلاح : [/FONT]
[FONT="]قال الزركشي : النظائر : كالألفاظ المتواطئة (4) .[/FONT]
[FONT="]الألفاظ المتواطئة هي : أن يوجد اللفظ له معنى واحد ، وهذا المعنى له أفراد كثيرون .[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]مثل : كلمة ( إنسان ) ، فإنها تصدق على زيد ، وعلي ، وصالح ، وناصر ....[/FONT]
[FONT="]الفرق بين الوجوه والنظائر : [/FONT]
[FONT="]عند تأمل التعريف الاصطلاحي لكلٍ من الوجوه والنظائر ، سنجد أن الوجوه تتعلق بالألفاظ المتحدة في النطق المختلفة في المعنى ، أما النظائر فهي تتعلق بالألفاظ المتحدة في النطق والمعنى معاً ولكن هذا المعنى يصلح لأفراد كثيرة .[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]وقد قيل: إن النظائر في اللفظ والوجوه في المعاني ، ولكن ضعف هذا القول ورده الزركشي والسيوطي. [/FONT]
[FONT="]قال الزركشي : [/FONT][FONT="]لأنه لو أريد هذا لكان الجمع في الألفاظ المشتركة وهم يذكرون في تلك الكتب اللفظ الذي معناه واحد في مواضع كثيرة فيجعلون الوجوه نوعا لأقسام والنظائر نوعا آخر كالأمثال(5).[/FONT]
[FONT="]أمثلة على الوجوه والنظائر في القرآن : [/FONT]
[FONT="]أولاً : الوجوه .[/FONT]
[FONT="]قال الإمام السيوطي(1) : ومن ذلك السوء يأتي على أوجه [/FONT]
[FONT="] 1 - الشدة : (يسومونكم سوء العذاب )[/FONT]
[FONT="] 2 - والعقر : (ولا تمسوها بسوء )[/FONT]
[FONT="] 3 - والزنى : (ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ما كان أبوك امرأ سوء )[/FONT]
[FONT="] 4 - والبرص : (بيضاء من غير سوء )[/FONT]
[FONT="] 5 - والعذاب : (إن الخزي اليوم والسوء )[/FONT]
[FONT="]ثانياً : مثال على النظائر في القرآن : [/FONT]
[FONT="]لفظه (قرية) حيث تكررت في القرآن في أكثر من خمسين موضعاً ، وفي كل هذه المواضع معنى القرية واحد فقط، لكن المراد منها يختلف، فمثلا في قوله تعالى:( وَإذِ قُلْناَ ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنهْا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً ) القرية هنا: أريحا، أو القدس.[/FONT]
[FONT="]وفي قوله تعالى: ( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّناَ أَخْرِجْناَ مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالم أَهْلُهَا ) القرية هنا: مكة .[/FONT]
[FONT="]وفي قوله تعالى: ( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتيِ كُناَّ فِيهَا ) القرية هنا: مصر. فمعنى القرية في كل هذه المواضع واحد، لكن المراد منها يختلف في كل موضع عن الآخر.[/FONT]
[FONT="]الأفراد : [/FONT]
[FONT="]الأفراد : في اللغة جمع فرد ، وهو الذي لا نظير له . وفي الاصطلاح : هي الألفاظ التي لا نظير لها ، فهي متوحدة فيما تدل عليه من معنى . بعكس الألفاظ ذات المعاني المتعددة الوجوه (2). [/FONT]
[FONT="]وقد ألف فيه ابن فارس كتاباً ، ظريفاً صغيراً سماه الأفراد : والكتاب مطبوع بتحقيق حاتم صالح الضامن ، طبعته دار البشائر بدمشق . [/FONT]
[FONT="]قال ابن فارس (3) : [/FONT]
[FONT="]كل ما في القرآن من ذكر الأسف فمعناه الحزن إلا( فلما آسفونا) فمعناه أغضبونا [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وكل ما فيه من ذكر البروج فهي الكواكب إلا (ولو كنتم في بروج مشيدة )فهي القصور الطوال الحصينة [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وكل ما فيه من ذكر البر والبحر فالمراد بالبحر الماء وبالبر التراب اليابس إلا (ظهر الفساد في البر والبحر) فالمراد به البرية والعمران [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وكل ما فيه من بخس فهو النقص إلا ( وشروه بثمن بخس ) أي حرام [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وكل ما فيه من البعل فهو الزوج إلا (أتدعون بعلا ) فهو الصنم [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]نشأة وتطور وتدوين علم الوجوه والنظائر :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اعتنى العلماء المتخصصون بعلوم القرآن الكريم بهذا الجانب عناية خاصة، وذلك لأهميته ، إذ به تتسع قاعدة المفاهيم الإسلامية، وتصل إلى البعيد والقريب، والعالي والداني.[/FONT]
[FONT="]فكتب فيه العلماء منذ بداية القرن الثاني الهجري، فمن أول من صنّف فيه:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]عكرمة مولى ابن عباس ( ت 105هـ ) ، وعلي ابن أبي طلحة (ت 143هـ ) ، ومقاتل بن سليمان (ت 150) في كتابه : ([/FONT][FONT="]الوجوه والنظائر في القرآن الكريم) وقد قيل إنه أول كتاب وصل إلينا في هذا العلم ، وألف فيه هارون بن موسى الأعور ( ت 170هـ ) كتابه ( الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ) [/FONT][FONT="]ويحيى بن سلام ( ت 200هـ ) كتابه : (التصاريف ) ، [/FONT][FONT="]وفي القرن الثالث ألف الحكيم الترمذي ( ت 255هـ ) كتابه : ( تحصيل نظائر القرآن ) ، وألف محمد بن يزيد أبو عباس المبرد ( ت 286هـ ) كتابه : ((ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد) ، وفي القرن الخامس ألف الحسين الدمغاني ( ت 478هـ ) كتابه (الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ) ، وألف أبو منصور الثعالبي [/FONT]
[FONT="](ت 429هـ ) كتاباً أسماه:(الأشباه والنظائر في الألفاظ القرآنية التي ترادفت مبانيها وتنوعت معانيها ) وفي القرن السادس ألف ابن الجوزي ( ت 597هـ ) كتاباً اطلق عليه اسم : (نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر في القرآن الكريم) ، وفي القرن السابع ألف أبو العباس أحمد بن علي المقرئ[/FONT]
[FONT="]( ت 658هـ ) كتابه ( وجوه القرآن ) ، وفي القرن التاسع ألف أبو العماد المصري (ت 887هـ ) كتابه :( كشف السرائر في معنى الوجوه والأشباه والنظائر ) ، وفي القرن العاشر جاء الإمام السيوطي فألف فيه كتابه : (معترك الأقران في مشترك القرآن ) وهو مطبوع بعنوان : (معترك الأقران في إعجاز القرآن ).[/FONT]
[FONT="]ثم اهتم المتأخرون بهذا العلم ، فكانت هناك دراسات قيمة مثل : رسالة دكتوراه سليمان بن صالح القرعاوي بعنوان:( الوجوه والنظائر في القرآن دراسة وموازنة) من جامعة الإمام ،وطبعت عام 1410 هـ [/FONT]
[FONT="]وللدكتور محمد علي الحسن بحث نشره في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي ، العدد السابع 1993م ، بعنوان : ( نحو موسوعة إسلامية في الوجوه والنظائر القرآنية ) ، وضع فيه تصوراً مقترحاً للوجوه والألفاظ القرآنية ، تيسر على الباحثين سبل البحث للوصول إلى المعاني المنشودة . [/FONT]
[FONT="]وللباحثة سلوى بنت محمد بن سليم العوا رسالة ماجستير ، بعنوان : ( الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ) ، من جامعة عين شمس ، طبعت عام 1998م . [/FONT]
[FONT="]وهناك بحث مفيد للدكتور / أحمد محمد البريدي ، بعنوان ( الوجوه والنظائر في القرآن الكريم دراسة تأصيلية ) .[/FONT]
[FONT="]هذا ما يسر الله تعالى لي جمعه ، عن هذا العلم ، يأتي بعده بإذن الله جمع آخر في وقت آخر ،، وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا جميعاً هداةً مهتدين إنه سميع قريب مجيب . [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="](1)[/FONT][FONT="] البرهان في علوم القرآن(1/102)[/FONT]
[FONT="](2)[/FONT][FONT="] معجم مقاييس اللغة ( 6/88)[/FONT]
[FONT="](3)[/FONT][FONT="] مسند أحمد ( 5/391)[/FONT]
[FONT="](4)[/FONT][FONT="] البرهان في علوم القرآن(1/102)[/FONT]
[FONT="](5)[/FONT][FONT="] المزهر في علوم اللغة .[/FONT]
[FONT="](1)[/FONT][FONT="] لسان العرب (5/215)[/FONT]
[FONT="](2)[/FONT][FONT="] جمهرة اللغة ( 1/420)[/FONT]
[FONT="](3)[/FONT][FONT="] صحيح البخاري (1/197)[/FONT]
[FONT="](4)[/FONT][FONT="] البرهان في علوم القرآن ( 1/102 )[/FONT]
[FONT="](5)[/FONT][FONT="] البرهان في علوم القرآن ( 1/102)[/FONT]
[FONT="](1)[/FONT][FONT="] الإتقان في علوم القرآن (1/411)[/FONT]
[FONT="](2)[/FONT][FONT="] انظر مقدمة كتاب الأفراد لابن فارس ص 5 ، تحقيق : د/ حاتم الضامن .[/FONT]
[FONT="](3)[/FONT][FONT="] أفراد كلمات القرآن العزيز ص 9 ، ص10 .[/FONT]