إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ؟

إنضم
24/05/2006
المشاركات
128
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.amrallah.com
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في كتابه الكريم العظيم " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ [النور : 15]"
والسادة المفسرون على أن " تلقونه " هنا بمعنى " تتلقونه" أي أن التأء الثانية محذوفة
ولكن لنا أن نسأل : ما مبرر الحذف ؟ وما الدليل عليه ؟ وما الداعي إليه إذا كان يمكن فهم اللفظة بدون حذف أو تقدير ؟ - وهذا هو الأصل -
لذا نرى أنه من الممكن ومن الأدق أن تفهم اللفظة كما هي , ويكون فعلها هو ال " لق " وهو كما جاء في مقاييس اللغة :
(لق) اللام والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على صِياح وجَلَبة. من ذلك اللَّقلقَة: الصِّياح. وكذلك اللَّقلاق. واللَّقلَق: اللِّسان. وفي الحديث: "من وقِيَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبقَبِه وذَبْذَبِهْ فقد وُقي شِرَّةَ الشَّبابِ كلَّها". ولَقَّ عينَه، إذا ضرَبَها بيده، ولعلَّ ذلك للوَقع([34]) يُسْمَع. وأمَّا اللَّقْلَقة فالاضطراب، وهو قريبٌ من المقلوب، كأنَّه مُقَلقَل" اهـ
فمن الاولى الحمل على هذا المعنى الموافق للنص والعقل
فمن البدهي ان التلقي باللسان بعيد جدا
كما أن هذا الفهم البعيد مبني على القول بالحذف
لذا والله أعلم فإن الفعل امشتق منه الكلمة هو " لق " والله أعلم
ويكون المعنى بذلك واضح ولا غموض فيه ولا حاجة إلى تقدير محذوف أو محاولة تحسين معنى بعيد والله أعلى وأعلم .
 
.

الفعل تلقّونه .. هو المضارع من تلقّى ..وحذف الفعل فيه مطّرد في كلام العرب
كما يقولون : تصدّى : أي : تتصدى ..
أما لو أُريد المضارع من " لقى " لقيل :
" تِلْقونه "
وقد روي أن عائشة رضي الله عنها قرأت بهذا ..
انظر تفسير البغوي للآية ...
فهناك فرق بين .. تلقّونه بتشديد القاف .. وتلقونه .. بكسر التاء وضم القاف !

والله أعلم ..
 
ما هكذا تورد ياسعد الإبل

ما هكذا تورد ياسعد الإبل

[align=justify]الأخ الشاعر :
السلام عليكم
حين يكون البحث لُغويّا (نحويا او صرفيا) فيجب الحذر في مقارعة المفسرين أو الردّ عليهم، احتراماً لأنفسنا أولاً وتوقياً لستر أنفسنا على قلة بضاعتنا. والتفسير ركن ركين من علم الدلالة العام ، لكن القضية الدقيقة هي من أخصّ خصائص المفسرين وعلماء اللغة.
لذلك لو سمعت نصيحتي لا تقارعهم في مثل هذه الأمور البتة.
الأخ السعيد: القراءة التي أحلت إليها هي تَلِقونه بكسر اللام ، وهي ليست من الفعل الذي وقعت عليه عينا الأخ الكاتب فظنّ أنه اكتشف نظرية. لكنّ فعله إذا كان له تصريف من الباب الرابع من أبواب الثلاثي المجرّد كالفصيح في (شمّ يشَمُ بفتح الشين وملّ يملُّ وعضَّ يعضُّ بفتح العين) ففي مثل هذه الحال يكون (تلَقُّوْنَهُ) بفتح اللام كما نقول(تمَلّونه)و(تعضُّونه). ولكن ستكون القاف مضمومة ولا بدَّ، كما هو الحال في لام تملونه وضاد تعضونه.وهي خلاف الرواية الصحيحة لدى الأمة (تلَقَّونه) بفتح القاف. ولا أعلم أحداً قرأها بضمِّ القاف.[فكيف إذا كان بابه من الباب الثاني لقَّ يلِقّ-سيكون الخطأ مضاعفاً!!]
فصارت العمدة على الرواية وهي أحد أركان القراءة الثلاثة المعروفة(الرسم والعربية وصحة السند).
وعليه يكون الأخ كاتب المقال قد أبعد النُّجعة، وصار كابن مقسم الذي عقد له مجلس تأديب لإجازته مثل هذه الطريقة في اختيار القراءات.[وإنصافاً للأخ الكاتب نقول إنه لم يقُلْ بجواز قراءة الكلمة بضمِّ القاف خلافاً للرواية، بل ظنَّ فقط أنها على قراءتها الحالية قابلة لأن تكون مضارعاً لـ(لقَّ)، فيكون خطـؤه صرفيّاً فقط لا يتحمَّل جريرة من أجاز القراءة بموافقة الرسم والعربية دون اشتراط صحة السند كابن مقسم ومن سلك دربه]
وهي من الناحية العلمية تختلف عن اجتهاد (ابن شنَبوذ) رحمه الله ، في إقرائه بما صحّ سنده وإن خالف المصحف لأن المصحف كان اجتهاداً نال إجماعاً ، أما طريقة ابن مقسم فقد ردّها أهل العلم بشدّة.فعمَلُ ابنِ شنَبوذ عملٌ علميّ كان ينبغي فقط حصره بين أهل الاختصاص ولا يُقرأَ به في الصلاة كما فعل هو رحمه الله. أما عمَلُ ابن مقسم ومن سار على دربه(إذ قد يرتكب الزمخشريّ أحياناً هذا المركب الصعب) فليس من العلم في شيء.والله أعلم

والسلام عليكم
[/align]
 
جزاك الله أخي دكتور عبدالرحمن خيرا ولقد لاحظت أنا من قبل أن مضارع " لق " من البعيد جدا -إن لم يكن من المستحيل - أن يكون بفتح القاف , إذ لا مبرر لفتحها , والقاف هنا في الآية مفتوحة
ولكن أخي في الله ما معنى التلقي باللسان ؟ لقد قرأت تفسير هذه الآية في كتب التفسير ولم يقنعني أي تخريج لها , فهل من تخريج مقبول لها
كما أعتقد أنه من المفروض أن تكون " تتلقونه " فما مبرر حذف التاء ؟
ولقد قال لي الأخ عبيد السعيد " الفعل تلقّونه .. هو المضارع من تلقّى ..وحذف الفعل فيه مطّرد في كلام العرب " !!!!
و لعله يقصد حذف الحرف !!! , وأنا لا أقبل أن يكون هناك محذوفا مفترضا في القرآن
فنرجو من الأخوة ممن فتح الله عليهم في الآية أن يعطونا تخريجا جيدا
وفي النهاية نحن نحاول أن نفتح بابا للنقاش حول الآية
ولقد قرأ الموضوع كثيرون ولم يرد إلا اثنان , فإذا كنت أخطأت فليصححوا لنا
وإذا كان هناك من فتح الله عليه في فهم الآية فليعرض لنا ما فتح الله عليه أو حتى ما قرأه ورآه حسنا
وجزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن على كل حال ونفع بك
 
معنى التلَقّي باللسان!

معنى التلَقّي باللسان!

أخي الكريم إنّ البلاغةَ كلَّ البلاغة في لومِهم على (التلقّّـــي باللســــان)، فهو يقول لمن خاض في الموضوع : عليك التفكّــرُ عميقاً فيما تنطــــق به ، لا أن تتلاعبوا بالموضوع بألسنتكم دون تريث أو تروٍّ.
فالحكماء والأتقياء والعقلاء يتلقَّوْن الموضوع بأسماعهم ويديرونه بعقولهم وقلوبهم النقية فلا يسمحون لألسنتهم أن تخوض فيه ، لأنه قفوٌ لما ليس لهم به علم مما ينأى عنه المؤمنون أو من عصمه الله من المؤمنين.
ويوجد صنفٌ من الناس أقلُّ حظّا من العقل والتروّي وعُمْق الرؤية يسمحون لألسنتهم الخوض في الموضوع قبل التفكير فيه، وفي مثل هؤلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كفى بالمرء كذباً أن يحدِّث بكل ما سمع" رواه مسلم في مقدمة صحيحه، وفي روايةٍ:"بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع‏"ورواه أيضاً موقوفاً على عمر بن الخطاب وعبدالله بن مسعود.وقال مالك: "لا يصبحُ الرجلُ إماماً حتى يمسك عن بعض ما سمع"، ونحوه عن ابن مهدي..
فهذا هو التلقي باللسان ، فهو محرم شرعاً. لأنه عبث بالأمور العظيمة. والله أعلم
 
.

أحسنت أخي الدكتور : الصالح ..
هي كما قلت أنت في تفسير البغوي الذي خانتني الذاكرة فيما قال !
وعلى العموم هذه مجموعة ردود من منتدى آخر حول الموضوع
بمصادرها لعل الله أن ينفع بها:




أستاذي جمال بعد طواف يسير في جنان التفاسير وجدت ما يلي :
الكشاف للزمخشري :
{ تَلَقَّوْنَهُ } يأخذه بعضكم من بعض. يقال: تلقى القول وتلقنه وتلقفه. ومنه قوله تعالى:
{ فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ }
[البقرة: 37] وقرىء على الأصل: «تتلقونه» [إذ تلقونه] بإدغام الذال في التاء. و «تلقونه» من لقيه بمعنى لقفه، و«تلقونه»، من إلقائه بعضهم على بعض. و «تلقونه» و «تأْلِقُونه»، من الولق والألق: وهو الكذب، و «تلقونه»: محكية عن عائشة رضي الله عنها، وعن سفيان: سمعت أمي تقرأ: إذ تثقفونه، وكان أبوها يقرأ بحرف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. فإن قلت: ما معنى قوله: { بِأَفْوٰهِكُمْ } والقول لا يكون إلاّ بالفم؟ قلت: معناه أن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب، فيترجم عنه اللسان. وهذا الإفك ليس إلاّ قولاً يجري على ألسنتكم ويدور في أفواهكم من غير ترجمة عن علم به في القلب، كقوله تعالى:
{ يَقُولُونَ بِأَفْوٰهِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ }
[آل عمران: 167]
مفاتيح الغيب للرازي :
قال صاحب «الكشاف» إذ ظرف لمسكم أو لأفضتم ومعنى تلقونه يأخذه بعضكم من بعض يقال تلقى القول وتلقنه وتلقفه ومنه قوله تعالى:
{ فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ }
[البقرة: 37] وقرىء على الأصل تتلقونه وإتلقونه بإدغام الذال في التاء وتلقونه من لقيه بمعنى لفقه وتلقونه من إلقائه بعضهم على بعض وتلقونه، وتألقونه من الولق والألف وهو الكذب، وتلقونه محكية عن عائشة، وعن سفيان: سمعت أمي تقرأ إذ تثقفونه، وكان أبوها يقرأ بحرف عبدالله بن مسعود، واعلم أن الله تعالى وصفهم بارتكاب ثلاثة آثام وعلق مس العذاب العظيم بها أحدها: تلقي الإفك بألسنتهم وذلك أن الرجل كان يلقى الرجل فيقول له ما وراءك؟ فيحدثه بحديث الإفك حتى شاع واشتهر فلم يبق بيت ولا ناد إلا طار فيه، فكأنهم سعوا في إشاعة الفاحشة وذلك من العظائم وثانيها: أنهم كانوا يتكلمون بما لا علم لهم به، وذلك يدل على أنه لا يجوز الإخبار إلا مع العلم فأما الذي لا يعلم صدقه فالإخبار عنه كالإخبار عما علم كذبه في الحرمة، ونظيره قوله:
{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }
[الإسراء: 36]فإن قيل ما معنى قوله: { بِأَفْوٰهِكُمْ } والقول لا يكون إلا بالفم؟ قلنا معناه أن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب فيترجم عنه باللسان وهذا الإفك ليس إلا قولاً يجري على ألسنتكم من غير أن يحصل في القلب علم به، كقوله:
{ يَقُولُونَ بِأَفْوٰهِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ }
[آل عمران: 167].
لاحظوا هنا ان الرازي يتابع الزمخشري في جميع تفسيره لهذه الآية إلا في ما خططته باللون الأحمر فإنه يخرج بحكم شرعي وهو :وذلك يدل على أنه لا يجوز الإخبار إلا مع العلم فأما الذي لا يعلم صدقه فالإخبار عنه كالإخبار عما علم كذبه في الحرمة .
النكت والعيون للماوردي :
قوله تعالى: { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } فيه وجهان:

أحدهما: هو أن تتحدث به وتلقيه بين الناس حتى ينتشر.

الثاني:أن يتلقاه بالقبول إذا حدث به ولا ينكره.وحكى ابن أبي مليكة أنه سمع عائشة تقرأ إذ تلِقونه بكسر اللام مخففة وفي تأويل هذه القراءة وجهان:

أحدهما: ترددونه، قاله اليزيدي.

الثاني: تسرعون في الكذب وغيره،ومنه قول الراجز:............... جَاءَتْ به عنسٌ من الشام تَلِقْ
أي تسرع.
لاحظوا معي أن هناك معنى آخر اضافه الماوردي ، وهو الأخذ وعدم الإنكار .

التحرير والتنوير للطاهر عاشور :

{ إذ } ظرف متعلق بــــ
{ أفضتم }
[النور: 14] والمقصود منه ومن الجملة المضاف هو إليها استحضار صورة حديثهم في الإفك وبتفظيعها.وأصل { تلقونه } تتلقونه بتاءين حذفت إحداهما. وأصل التلقي أنه التكلف للقاء الغير، وتقدم في قوله تعالى:
{ فتلقى آدم من ربه كلمات }
[البقرة: 37] أي علمها ولقنها، ثم يطلق التلقي على أخذ شيء باليد من يد الغير كما قال الشماخ:
إذا ما راية رُفعت لمجد تلقاها عَرابة باليمين
وفي الحديث: " من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً تلقاها الرحمٰن بيمينه.. " الحديث، وذلك بتشبيه التهيُؤ لأخذ المعطى بالتهيؤ للقاء الغير وذلك هو إطلاقه في قوله: { إذ تلقونه بألسنتكم }. ففي قوله: { بألسنتكم } تشبيه الخبر بشخص وتشبيه الراوي للخبر بمن يتهيأ ويستعد للقائه استعارة مكنية فجعلت الألسن آلة للتلقي على طريقة تخييلية بتشبيه الألسن في رواية الخبر بالأيدي في تناول الشيء. وإنما جعلت الألسن آلة للتلقي مع أن تلقي الأخبار بالأسماع لأنه لما كان هذا التلقي غايته التحدث بالخبر جعلت الألسن مكان الأسماع مجازاً بعلاقة الأيلولة. وفيه تعريض بحرصهم على تلقي هذا الخبر فهم حين يتلقونه يبادرون بالإخبار به بلا ترو ولا تريث. وهذا تعريض بالتوبيخ أيضاً.(وفي كلامه هذا رحمه الله نلحظ استعراضه للإستعارة، إذ شبه المتلقي بفيه كالمتلقي بيده آلت إلى استعارة مكنية . واستعراضه المجاز وهو هنا بادٍ ، بحيث جعل الألسن مكان التلقي بدل الآذان ، مجازاً بعلاقة ما ستؤول إليه . ).
وأما قوله: { وتقولون بأفواهكم } فوجه ذكر { بأفواهكم } مع أن القول لا يكون بغير الأفواه أنه أريد التمهيد لقوله: { ما ليس لكم به علم } ، أي هو قول غير موافق لما في العلم ولكنه عن مجرد تصور لأن أدلة العلم قائمة بنقيض مدلول هذا القول فصار الكلام مجرد ألفاظ تجري على الأفواه.

وفي هذا من الأدب الأخلاقي أن المرء لا يقول بلسانه إلا ما يعلمه ويتحققه وإلا فهو أحد رجلين: أفن الرأي يقول الشيء قبل أن يتبين له الأمر فيوشك أن يقول الكذب فيحسبه الناس كذاباً. وفي الحديث: بــــ " حسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع " أو رجل مموه مُراء يقول ما يعتقد خلافه قال تعالى:
{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام }
[البقرة: 204] وقال:
{ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }
[الصف: 3].

ويجب أن نلاحظ أن الطاهر عاشور رحمه الله قد تكلم عن البلاغة بشيء من التفصيل ، فيه نسمات بلاغية راقية المستوى ، وهو ما فقدناه في تفاسير أمهات التفاسير في هذه الآية تحديدا .

وفي الخصائص لابن جني هذا القول ، وهو تشبيه حال المتلقين لحديث الأفك وتداوله بسرعة مما توافق مع رأي ابن جني في أصل هذه اللفظة .

جاء في الخصائص :
((الرابع "و ل ق" قالوا: ولق يلق: إذا أسرع.
قال: جاءت به عنس من الشام تلق
أي تخف وتسرع. وقرىء "إذ تلقونه بألسنتكم" أي تخفون وتسرعون.))

ومع تبين معنى الولق وهو الإسراع ، وقراءة من قرأ بكسر اللام (( تلِقونه )) فتنسجم الصورة التخييلية للموقف مع معنى الكلمة ، وهو حرصهم على الإسراع في نقل هذه الحديث ، حتى أنهم تلقوه بألسنتهم قبل آذانهم وفي هذا النقل في الآلة المختصة للسمع إلى الآلة المختصة بالنطق ، لإشارة إلى سرعة سماع الخبر ونقله بأسرع ما يمكن دون التبين من صحته .


والله أعلم .


2 -


جاء عند إبن عطيّة في المحرر الوجيز

(وقرأ محمد بن السميفع " إذ تُلْقُونه " بضم التاء وسكون اللام وضم القاف من لإلقاء، وهذه قراءة بينة

وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود " إذ تتلقونه " بضم التاء من التلقي بتاءين،

وقرأ جمهور السبعة " إذ تلقونه " بحذف التاء الواحدة وإظهار الذال دون إدغام وهو ايضاً من التلقي،

وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي " أتلقونه " بإدغام الذال في التاء،

وقرأ ابن كثير " إذ تلقونه " بإظهار الذال وإدغام التاء في التاء وهذه قراءة قلقة لأنها تقتضي اجتماع ساكنين وليس كالإدغام في قراءة من قرأ فلا " تناجوا ولا تنابزوا " لأن لدونة الألف الساكنة وكونها حرف لين حسنت هنالك ما لا يحسن مع سكون الدال،

وقرأ ابن يعمر وعائشة رضي الله عنها وهي أعلم الناس بهذا الأمر " إذ تَلِقُونه " بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف، ومعنى هذه القراءة من قول العرب ولق الرجل ولقاً إذا كذب قال ابن سيده في المحكم قرىء " إذ تلقونه " وحكى أَهل اللغة أَنها من ولق إذا كذب فجاؤوا بالمتعدي شاهداً على غير المتعدي

وعندي أنه أراد إذ تلقون فيه فحذف حرف الجر ووصل بالضمير،


وحكى الطبري وغيره أَن هذه اللفظة مأخوذة من الولق الذي هو إسراعك بالشيء بعد الشيء كعدو في إثر عدو وكلام في إثر كلام يقال ولق في سيره إذا أسرع ومنه قول الشاعر:

" جاءت به عنس من الشام تلق " )

ولم أجد هذا الكلام (وحكى الطبري وغيره أَن هذه اللفظة مأخوذة من الولق الذي هو إسراعك بالشيء بعد الشيء كعدو في إثر عدو وكلام في إثر كلام )عند الطبري



.



وشكراً لكم ..


.
 
عودة
أعلى