إدغام ( بريئاً ) لأبي جعفر .... ما رأي أساتذتي الكرام فيه؟

إنضم
21/09/2008
المشاركات
80
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
منقـــــــــول
الإمام أبو جعفر برئ من إدغام "بريئًا"
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبــــــــعــــــــــــــد
"فإن الله عزوجل شرّف أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم وفضلهم بتلقى كتاب ربهم هذا التلقى -خلف عن سلف- فأقبلوا عليه إقبالاً وأتقنوا تجويده إتقانًا حتى حموه من خلل التحريف وحفظوه من الطغيان والتطفيف فلم يهملوا تحريكًا ولا تسكينًا ولا تفخيمًا ولا ترقيقًا حتى ضبطوا مقادير المدات وتفاوت الإمالات وميزوا بين الحروف بالصفات مما لم يهتد إليه فكر أمة من الأمم ولا يوصل إليه إلا بإلهام بارئ النسم*"

ولما كانت القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول بطل قياس مالا يروى على ما روى.

قال الشاطبى رحمه الله:
وما لقياس فى القراءة مدخل ****فدونك ما فيه الرضا متكفلا

وقد دفعنى إلى هذه المقدمة ما وقع من وهم بعض الطلبة أثناء قراءتهم الطيبة فى قول الله عزوجل :"وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَة ًأَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيْئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا"

(سورة النساء:112 )

فقرأوا لأبى جعفر بخلف عنه بإبدال الهمزة ياء وإدغامها فى الياء قبلها فتصير ياءً واحدةً مشددة (بريًّا)
وحين أخبرتُهم بأنَّ أبا جعفر ليس له إلا تحقيق الهمز سواء من الدرة أو الطيبة، أشاروا إلى ما فى مصحف الصحابة فى القراءات العشر من طريق الطيبة من ذكر الخلف لأبى جعفر كذا مصحف الكامل المفصل للدكتور المعصراوى كذا ما ذكره الإبيارى فى متنه منحة مولى البر بما زاده النشر فيما زاده كتاب النشر للقراء العشر على الشاطبية والدرة فقال فى باب الهمز المفرد:
وأدغم هنيئًا وبريئًا ومرى****ثبت وها أنتم بمد زر جرى

وأقول وبالله التوفيق
كل ما ورد بذكر الخلف عن أبى جعفر مخالف

أولاً: لما تلقيناه عن مشايخنا فقد قرأت على الشيخ عبد الرازق على موسى رحمه الله بتحقيق الهمز وجهًا واحدًا .
ثانيًا: مخالف لما ورد من نصوص فى كتب الأئمة السابقين وأخص منهم الإمام ابن الجزرى صاحب النشر والتقريب وابنه شهاب الدين صاحب شرح الطيبة وتلميذه الإمام النويرى شارح الطيبة أيضًا ومحقق العصر الإمام الإزميرى فى تحرير النشر واكتفى بذكر بعضًا من نصوصهم
قال الإمام ابن الجزرى رحمه الله فى النشر ما نصه :"وإن كان الساكن قبل الهمزة ياء فقد اختلفوا فى ذلك فى "النسئ" وفى "برئ" وجمعه و"هنيئًا" و "مريئًا" و"كهيئة" و"ييأس" وما جاء من لفظه فأما "النسئ" وهو فى التوبة فقرأ أبو جعفر وورش من طريق الأزرق بإبدال الهمزة منها ياء وإدغام الياء قبلها فيها وقرا الباقون بالهمز وانفرد الهذلى عن الأصبهانى بذلك فخالف سائر الرواة والله اعلم
وأما "برئ" و"بريئون" حيث وقع و"هنيئًا مريئًا" وهو فى النساء، فاختلف فيها عن ابى جعفر فروى هبة الله من طرقه والهذلى عن أصحابه عن ابن شبيب كلاهما عن ابن وردان بالإدغام كذلك وكذلك روى الهاشمى من طريق الجوهرى والمغازلى والدورى كلاهما عن ابن جماز وروى باقى أصحاب أبى جعفر من الروايتين ذلك بالهمز وبذلك قرأ الباقون"أ.هـ النشر صـ302ـــ .
وقال -رزقنا الله علمه- فى تقريب النشر:"وإن كان الساكن ياء فاختلفوا ،منه فى "النسئ " فى التوبة فأبو جعفر وورش من طريق الأزرق بالإبدال والإدغام فيصير ياء مشددة .
وانفرد الهذلى بهذا عن الأصبهانى وفى "برئ" و"بريئون" حيث وقعا وفى "هنيئًا"و"مريئًا" فأبو جعفر عنه من الروايتين بالإدغام كذلك
وفى كهيئة فى آل عمران والمائدة فاختلف عن أبى جعفر أيضًا فى إدغامه كذلك وانفرد الحنبلى عن هبة الله عن ابن وردان بمد الياء توسطًا كالأزرق فى أحد وجهيه والباقون بالهمز فى ذلك كله"أ.هـ تقريب النشرصـ66ـ.
وكلام ابن الجزرى نص ظاهر جلى لاشبهة فيه إذ قال برئ وجمعه وإلا لقال برئ وبابه أو وما جاء من لفظه كما قال عند ذكره كلمة ييأس.

وقال الإزميرى رحمه الله فى تحرير النشر:

"424-وقرأ "هنيئًا مريئًا" بالإدغام من غاية ابن مهران وبالإدغام لابن جماز من المصباح وللحنبلى من الإرشاد.

425-وقرأ "برئ" و"بريئون" بالإدغام من غاية ابن مهران وللحنبلى من الإرشاد .
426-وقرأ بالهمز فى "هنيئًا" و"مريئًا" و"برئ" و"كهيئة" من الروضة.
427-وقرأ "كهيئة بالإدغام من غاية ابن مهران والشطوى بالادغام والحنبلى بأدنى مد والنهروانى بالتحقيق من الإرشاد."أ.هـ تحرير النشر صـ272ـــ.

وهذا النص الأخير-أعنى نص الإزميرى- حجة قوية إذ لم يتعرض لذكر أى خلاف فى كلمة" بريئًا "وإنما النص على كلمتى "برئ" و"بريئون" حيث وقعا
وعلى هذا يكون مقصد ابن الجزرى رحمه الله بقوله:

هيئة أدغم مع هنى برى مرى****خلف ثنا





كلمة "برئ" وجمعه "بريئون" كما نص عليه فى النشر، وقد اجتمعا فى قول الله عزوجل :"وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّى عَمَلِى وَلَكُم عَمَلُكُم أَنتُم بَرِيْئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِئٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ"






( يونس:41)


وبهذا يتضح لنا أن الخلف المتوهم لأبى جعفر خلاف الصواب ولا يقرأ له إلا بتحقيق الهمز.
وفى الختام نسأل الله عزوجل أن يهدينا وإياكم سواء السبيل ،
وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يجعلنا من العالمين العاملين وأن يستعملنا لخدمة هذا الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


*من كتاب النشر لابن الجزرى بتصرف.



وباقى المناقشة فى هذا الرابط





برجاء الرد ومناقشة هذا الموضوع لأنه فيه جدل كبير وحتى نصل إن شاء الله إلى القول الفصل فى هذه المسألة​


وجزاكم الله خير الجزاء​



المصدر :منتدى شبكة القراءات القرءانية
 
السلام عليكم
أول مرة أري هذا الكلام هنا أو عند د/ الجكني
وأقول : لو فرضنا أن ابن الجزري سكت عن كلمة بريئا مثلا ، فالبحث عند من قرب من عهد ابن الجزري ننظر ماذا يقولون في هذا الوجه .
قال النشار في " البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة :
(( قوله تعالي " خطيئة " قرأ أبو جعفر بخلاف عنه بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء في الياء وكذا يفعل حمزة في الوقف ،والباقون بالهمزة .
(( قوله تعالي " بريئا" : مثل خطيئة .))ا.هـ ص78 طبعة دار الصحابة .
ومعني قوله " بريئا" : مثل خطيئة .. أي قرأ أبو جعفر بخلاف عنه بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء في الياء من كلمة " بريئا" وكذا يفعل حمزة في الوقف ،والباقون بالهمزة .
والنشار ـ رحمه الله ـ توفي عام 938 هـ وكان هذا الوجه معمولا به في هذا العصر .
وكلام النشار واضح صريح لا يوجد تأويل ولا غيره .
فرفض مثل هذا الوجه يحتاج استقراء تاما لأننا جميعا قرأنا بهذا الوجه (( هل كنتُ أقرأ التوراة أو الإنجيل ))
والسلام عليكم
 
سأناقش الموضوع حين أفرغ ـ ولعله في الساعات المقبلة إن شاء الله .
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
 
مازلت فى انتظار رد أساتذى الكرام
نفع الله بكم وجعله فى ميزان حسناتكم
 
السلام عليكم
وهذا جزء من كتابي قيد التحرير " غاية البشر في تحرير طرق الطيبة والحرز والتيسير والتحبير "

من الطيبة : "هيئة أدغم مع بري مري هني ـ خلف"
يعني : أن لأبي جعفر الوجهين بين إبدال الهمزة ياء وإدغام الياء المدية قبلها فيها وبين التحقيق كالجماعة ,
والوجهان لأبي جعفر من الروايتين وكذلك قال في النشر [1/405 ] " وأما (بريء وبريئون) حيث وقع (وهنيئاً ومريئاً) وهو في النساء، فاختلف فيها عن أبي جعفر فروى هبة الله من طرقه والهذلي عن أصحابه عن ابن شبيب كلاهما عن ابن وردان بالإدغام كذلك وكذلك روى الهاشمي من طريق الجوهري والمغازلي والدوري كلاهما عن ابن جماز وروى باقي أصحاب أبي جعفر من الروايتين ذلك بالهمز وبذلك قرأ الباقون" اهـ .
قلت : وذلك تحت عنوان عريض واضح عنون به هذه المسألة وهو قوله في النشر " وإن كان الساكن قبل الهمزة ياء " اهـ وهكذا أضاف في نظم الطيبة كلمة " كهيئة " إلى الكلمات : " هنيئا مريئا " ، " بريئا " ، "بريء " ، " بريئون " ، وفي النشر كذلك وأضاف إليهن كلمة : ييأس " لاشتراكهن في الضابط وهو الياء قبل الهمزة سواء كانت تلك الياء مدية أو حرف لين ، وليس من الدراية ولا تحرير الرواية اقتصار وجه الإدغام لأبي جعفر على حرفي " بريء " حيث وقع وحرف " بريئون " معه لورود في النظم على سبيل المثال ، ولو أراد ذلك لقيّدهما بالرفع أو احترز من المنصوب وهو حرف النساء ، ويدل ابتداء المسألة في النشر والطيبة بحرف " كهيئة " على أن المراد هو ضابط الياء قبل الهمزة لا غير ، وهكذا أورد في الطيبة كلمتي :" هنيئا مريئا " المنصوبتان في القرآن بصيغة الرفع لأمن اللبس فقال " هيئة أدغم مع بري مري هني " اهـ
وكذالك عمّم الخلاف لأبي جعفر في تقريب النشر صفحة [ 68 ] فقال " وفي بريء وبريئون حيث وقعا " اهـ ولم يذكر ضابط الرفع في بريء بل جمعها مع الحرفين المنصوبين "هنيئا مريئا " ومع " كهيئة " ولم تشترك هذه الكلمات إلا في ضابط الياء الساكنة قبل الهمزة ،
وعند الرجوع إلى أمهات النشر نجد وثيقة علمية في غاية الاختصار صفحة [ 1/206 ] لأبي العلاء الهمذاني المتوفى سنة [ 596 هـ ] قال " في باب الهمز المفرد المتحرك بعد ساكن " ما نصه " إلا أن يكون [ ياء فعيل ] أو [ واو فعول ] فإنه يقلب الهمزة في [ فعيل ] ياء وفي [ فعول ] واوا ويدغم الساكن في المتحرك وذلك نحو " هنيّا مريّا " وبريّ وبريّون وخطيّة ، وإنما النسيّ ، وثلاثة قروّ ، وامثالها " اهـ بلفظه ولا شك في دخول حرف : بريئا ، في النساء في قوله وأمثالها وفي الضابط في غاية الاختصار وفي النشر وتقريبه وفي إطلاق طيبة النشر " مع بري مري هني " بل قد مثلت الطيبة بأحرف النساء الثلاثة وكلهم بالنصب ،
ولا يصح الاحتجاج بقراءة المتأخرين المفصولة عن النص .
وأما تحرير طرق الطيبة فكالتالي :
الإدغام في الكلمات المذكورة لابن وردان من :
ـ من جميع طرق هبة الله جعفر بن محمد عن جعفر بن محمد بن الهيثم عن الحلواني عن قالون عن ابن وردان وهي التالية :
طرق جمعت بين : الأداء والنص
/ (1) أبو عليّ المالكي ( ت 438 هـ ) من الروضة كما في النشر ، (2) أبو الحسين الفارسي ( ت 461 هـ ) من الجامع كما في النشر ، كلاهما ـ الحمامي ـ هبة الله بن جعفر ـ جعفر بن محمد بن الهيثم ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان .
/ أبو العز ( ت 521 هـ ) من الإرشاد والكفاية ـ الحسن أبي عليّ الواسطي ـ القاضي أبي العلاء الواسطي ـ ابن سيما الحنبلي ـ هبة الله بن جعفر ـ ابن الهيثم ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان .
/ (1) ابن خيرون ( ت 539 هـ ) من الموضح والمفتاح ، (2) أبو الكرم ( ت 550 هـ ) من المصباح ، كلاهما ـ عبد السيد بن عتاب ـ القاضي أبي العلاء الواسطي ـ ابن سيما الحنبلي ـ هبة الله بن جعفر ـ ابن الهيثم أبي جعفر البغدادي ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان .
طرق الأداء دون النص :
/ سبط الخياط ـ السيبي القصري ـ الحمّامي ـ هبة الله بن جعفر ـ ابن الهيثم ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان .
وكذلك الإدغام لابن وردان من طريق أخرى جمعت بين الأداء والنص هي :
/ الهذلي من الكامل ـ [1]أبي علي المالكي من الروضة [2] ابن شابور ، كلاهما ـ عبد الملك بن بكران ـ زيد بن عليّ ـ الداجوني ـ ابن شبيب ـ الفضل بن شاذان ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان
الهذليفي الكامل ـ ابن المظفر ـ الخزاعي من المنتهى ـ ابن السندي الوراق ـ زيد بن عليّ ـ الداجوني ـ ابن شبيب ـ الفضل بن شاذان ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان .
ومن طريق أخرى بالتحديث هي :
/ الهذلي من الكامل [ أنا ] ـ القهندزي ـ الخبازي ـ زيد بن عليّ ـ الداجوني ـ ابن شبيب ـ الفضل بن شاذان ـ الحلواني ـ قالون ـ ابن وردان .، قلت وسبقني إلى التحقيق في هذا الإسناد الدكتور أيمن رشدي سويد فقال في السلاسل الذهبية [ ص 444 ] " سقط من الكامل ذكر الوراق بين الخزاعي وزيد بن أبي بلال ، والصواب إثباته كما في المنتهى للخزاعي وقد نبّه الجزري على ذلك في غاية النهاية [ 1/ 299 ] في ترجمة زيد والله أعلم " اهـ ولا يخفى حسنه ، فلم يبق لي إلا إسناد الفضل لأهله والابتعاد عن سرقة جهود الآخرين .
والإغام لابن جماز في الكلمات المذكورة من طريق جمعت بالأداء دون النص هي :
/ [1] أبو بكر الجوهري ، [2] المغازلي ، كلاهما ـ الكسائي الثقفي ـ الصيرفي الرملي الضرير ـ أبي العباس الطيان ـ الخزاز البزاز ـ ابن رزين الأصبهاني ـ الهاشمي ـ إسماعيل بن جعفر ـ ابن جماز ، ورواها فيما بعد الهذلي بالتحديث .
ومن طريق جمعت بين الأداء والنص هي :
/ الهذلي من الكامل ـ الذارع الطيراني الخطيب ـ المغازلي التميمي ـ ابن بهرام السلمي ـ ابن نهشل ـ الدوري ـ إسماعيل بن جعفر ـ ابن جماز .
ومن طريق أخرى بالأداء دون النص هي :
/ سبط الخياط ـ الشريف أبي الفضل ـ الكارزيني ـ المطوعي ـ ابن النفاح ـ الدوري ـ إسماعيل بن جعفر ـ ابن جماز .
والإظهار في الروايتين من سائر طرقهما .
طالب العلم
الحسن بن ماديك
 
بارك الله فيك أخى الكريم وجعله فى ميزان حسنات والديك وجزاكم الله خير الجزاء
 
عودة
أعلى