إحصائيات السلف

إنضم
08/02/2009
المشاركات
614
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
من إحصاءات السلف فيما يتعلق بالقرآن الكريم، (وبعضها على سبيل التقريب لا التحديد)، وهذا يفيدنا إلى أن موضوع الإحصاء متقدم جداً، وليس كما هو شائع تأخر، أو ابتدعه المستشرقون، بل ضارب القدم في تاريخ ثقافتنا العربية الأسلامية، وهذا مثال على ذلك، من الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، إمام أهل السنة والجماعة ت/ 241هـ)قال: ((ذكر الله سبحانه الصبر في القرآن في تسعين موضعاً). عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن قيم الجوزية: 1 / 25.

وهاتان فائدتان أخريان:

الأولى في ضبط اسم الكتاب الذي نقلت منه، وهو عِدَةُ الصابرين، وهو بكسر العين لا ضمها، من الوعد لا العُدة، كما نبه عليه مشايخنا.

الأخرى: في ضبط اسم الشهرة لابن القيم، فإذا اقتصرنا على ابن القيم، حليناه بالألف واللام، وإذا اضفنا إليه الجوزية، لم نحله بهما فنقول، ابن قيم الجوزية فقط، لأنه يكتسب التعريف من الإضافة، والجوزية: اسم للمدرسة التي كان يديرها أبوه ويشرف عليها. والله أعلم.

وأنا أدعو الجميع للمشاركة في بحث مثل هذا الموضوع القيم، وفيه بيان علم السلف رحمهم الله، ومدى حرصهم وتتبعهم، ولم يك ثمتَ حواسيب ولا خلافه!
 
مثال عن ابن عباس...

مثال عن ابن عباس...

قال الجلال السيوطي في أول كتابه حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة: (عن ابن عباس - وقد ذكر مصر - ، فقال: سميت مصر بالأرض كلها في عشرة مواضع من القرآن).

قلت ـ أي السيوطي ـ : بل في أثنى عشر موضعاً أو أكثر.

وذكرها قبل ذلك :
(قال اجعلني على خزائن الأرض)
(وكذلك مكنا ليوسف في الأرض)
(فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي)
(إن فرعون علا في الأرض)
(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)
( ونمكن لهم في الأرض)
(إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض)
(لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض)
(أو أن يظهر في الأرض الفساد)
(أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض)
(إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده)
(قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض)​
 
موضوع الإحصاء متقدم جداً، وليس كما هو شائع تأخر، أو ابتدعه المستشرقون، بل ضارب القدم في تاريخ ثقافتنا العربية الأسلامية . . . وأنا أدعو الجميع للمشاركة في بحث مثل هذا الموضوع القيم، وفيه بيان علم السلف رحمهم الله، ومدى حرصهم وتتبعهم، ولم يك ثمتَ حواسيب ولا خلافه !
نحيي أخانا الفاضل بلال على تلك الشذرات التى نقلها لنا من كتب التراث ، والتى تدل دلالة قاطعة على أن الدراسات الإحصائية فى القرآن الكريم قد بدأت منذ عهد مبكر جدا ، وأنها ليست بالأمر الحديث أو المبتدع كما يظن البعض
واستجابة ً لدعوته الكريمة بالمشاركة فى الموضوع ، أضيف شواهد أخرى تدعم وتؤكد قِدَم وأصالة البحوث الإحصائية فى القرآن الكريم

( 1 )

من المقالات التى أعجبتنى : المقالة التالية للدكتور ناصر بن محمّد الماجد، الأستاذ بكلّيّة أصول الدّين بالسّعوديّة ، حيث عالج فيها موضوع الإعجاز العددى معالجة تتسم بقدر كبير من الإعتدال والتوازن ، وبموضوعية علمية محايدة ، وسأقتصر فى نقلى منها على ما كان له صلة وتعلّق بموضوع حديثنا هنا ، قال فضيلته :
(( أولا/ مصطلح ( الإعجاز العددي ) مصطلح متأخر بدأ تداوله في العصر الحديث ، غير أن الباحث ربما وجد عند المتقدمين ما يمكن أن يسمى إرهاصات له ،واستحضر الآن مثالين على ذلك :
أولها : ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2172)والبيهقي في السنن الكبرى (4/213) والحاكم في المستدرك (1639) وصححه عن ابن عباس قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ويقول لي: لا تتكلم حتى يتكلموا، قال: فدعاهم وسألهم عن ليلة القدر ، أي ليلة ترونها ؟قال: فقال بعضهم: ليلة إحدى، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال آخر: خمس، وأنا ساكت فقال: ما لك لا تتكلم ؟ ماأرسلت إليك إلا لتتكلم ، قال: فقلت :السبع، رأيت الله ذكر سبع سماوات، ومن الأرضين سبعا،وخلق الإنسان من سبع ،وبرز نبت الأرض من سبع. قال فقال: هذا أخبرتني ما أعلم ، أرأيت ما لا أعلم ، ما قولك: نبت الأرض من سبع، قال فقلت، إن الله يقول "شققنا الأرض شقا" [عبس:26] إلى قوله: "وفاكهةوأبا" [عبس:31] والأب نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس، قال: فقال عمررضي الله عنه - : أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه بعد ؟! ، إني والله ما أرى القول إلا كما قلت
فابن عباس – رضي الله عنهما - نظر إلى تكرر رقم سبعة في عدد من آيات القرآن الكريم ، مما يدل على أن له معنى خاصا ، فجعله أمارة يستنبط منها أن ليلة القدر الوارد ذكرها في قوله تعالى:"إنا أنزلناه في ليلة القدر" [القدر:1] هي ليلة السابع من العشر الآواخر من رمضان ، وهذا لا يمنع أن يكون – رضي الله عنه- استند في فهمه إلى قرائن أخرى.

والثاني : أننا نجد عند بعض المفسرين من السلف ومن بعدهم محاولات لبيان معنى حروف التهجي التي افتتح بها بعض سور القرآن الكريم معتمدين في ذلك على حساب الجمل (وهو ما كان يعرف عند العرب قديما من وضع قيمة رقمية لكل حرف عربي حسب ترتيب (أبجد هوز) ويسمونه: حساب الجمل)، وانظر في هذا إلى ما أشار إليه الألوسي وابن عاشور في تفسيرهما رحمهما الله ، ولا يضيرنا أن تكون تلك المحاولات قد أصابت الحق أو أخطأته ، لأن المراد البحث في نشأة هذا النوع من الدراسة. ))

( يتبع )
 
( 2 )​


( منهجية عد الحروف عند السلف الصالح )


عدّ واحصاء حروف القرآن الكريم يعتبر من المناهج الأساسية فى الإعجاز الإحصائى للقرآن ، ويوجد أكثر من شاهد على أن هذا المنهج تعود أصوله الأولى إلى السلف الصالح رضى الله عنهم ، ولنتأمل فى الشاهدين التاليين على سبيل المثال :
الشاهد الأول :
وهو يخص الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه – وذلك حين ربط بين عدد حروف البسملة التّسعة عشر " بسم الله الرحمن الرحيم " ، وعدد خزنة سقر المذكورة في سورة المدّثّر، فقال – رضي الله تعالى عنه - : من أراد أن ينجّيه الله من الزّبانية التّسعة عشر فليقرأ: بسم الله الرّحمن الرّحيم ؛ ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جُنّة من كل واحد
فعدد حروف البسملة يبلغ تسعة عشر حرفاً على عدد زبانية سقر الّذين قال الله فيهم : " عليها تسعة عشر " ( المدّثّر 74 /30)

الشاهد الثانى :
ويستمد هذا الشاهد قوته المطلقة من كونه قد ورد على لسان النبى نفسه صلى الله عليه وسلم ، وهو يتعلق بعدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل : " ربّنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه " ، فإنّ هذا القول مُكوّن من بضعة وثلاثون حرفاً ، فلذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ( لقد رأيت بِضعة وثلاثين مَلَكاً يبتدرونها أيّهم يكتبها أوّلَ ) ( رواه الإمام البخاريّ – رحمه الله – بإسناده عن رِفَاعَةَ بن رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ – رضي الله تعالى عنه- قال: كنّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - فلمّا رَفَعَ رَأْسَهُ من الرَّكْعَةِ، قال: " سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ " قال رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فيه. فلمّا انْصَرَفَ قال: "من الْمُتَكَلِّمُ؟" قال: أنا. قال: " رأيت بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ" ، أنظر : البخاريّ ، الجامع الصّحيح المختصر، كتاب صفة الصّلاة ، باب فضل اللهمّ ربّنا ولك الحمد ، رقم الحديث : 766 )
 
( 3 )

كما أعجبتنى المقالة التالية والتى طالعتها فى أحد المواقع ، حيث قال كاتبها :
(( إن أصل المسألة وهي العمليات الحسابية لها وجود عند السلف الصالح رضى الله عنهم ، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال :( جميع حروف القرآن ثلاثمئة ألف وعشرون ألف حرف وستمئة حرف وسبعون حرفا ) ، فالكلام على عدد الآيات وعدد الأحرف معروف قديما
ثم إن بعض القراء ذكروا أن للقرآن أنصاف باعتبارات ......
وقد ذكر الزمخشري والباقلاني في الأحرف المقطعة في القرآن الكريم ما يدل على هذا التناسق العددي لحروف الفواتح ، وقد أفاضوا فى تقسيمها عدديا إلى مجموعات متناسقة
فالقول بأن الإعجاز العددى أمر مُحدَث هو قول فيه نظر ، وذلك بالنظر إلى اصل المسألة من حيث الكلام على استخدام أرقام الحساب في القرآن. . . ففرق بين الابتداع بالدين وإحداث أمر لم يكن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه والقياس عليه ، مع أمر كانت بذوره موجودة في عصرهم وهو ذلك التناسب العددي ، وأما معرفته بتفصيل واسع من بعد عصرهم فلأنه لم تكن هناك حاجة لذلك فى ذلك الوقت لأن الله تحداهم بما عرفوا ، ولم تكن هذه المعرفة موجودة عندهم حينئذ ولم تكن وسائلها متاحة لهم
ثم إننا في هذا العصر قد عرفنا أموراًقد أشار إليها القرآن منذ اكثر من الف وأربعمئة سنة مما يُعرف الآن باسم الإعجازالعلمي للقرآن الكريم ، فهل يقال أيضا أن هذا أمر محدث لأن المفسرين لم يتكلموا عليه في تفسيرهم أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته لم يذكروه ؟!
(( ملحوظة من عندى للتأمل فيها : إن الإعجاز العلمى للقرآن قد قوبل بالمعارضة من قبل ، والآن يعترف به أغلب المسلمين ، وسيأتى كذلك بمشيئة الله الوقت الذى يصبح فيه الإعجاز العددى معترفا به على أوسع نطاق مثلما حدث مع الإعجاز العلمى ))

وهذا يذكرني تماما بإحداث التنقيط بالقرآن وكذلك ترقيم الآيات فلم يكن هذا ولا ذاك معروفا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا معمولا به فلما وضع أبو الأسود الدؤلي هذه الطريقة وجدناهم استعملوها ، فهل هناك من يقول الآن أن التنقيط أوالترقيم في القرآن أمر محدث بالمعنى الشرعي ؟!!
وانظر ما يقول ابن عباس لتعرف حقيقة الأمر قال رحمه الله :
(جمع الله في هذا الكتاب علم الأولين والآخرين وعلم ما كان وما سيكون . . )
فتنبه إلى قوله : ( وعلم ما كان وما سيكون ) والأمر عام لم يختص بأمر دون أمر
ثم اني لأعجب ممن ينكر هذا التناسق الحسابي ؟!!
لأنه إذا كان قد تبين لنا أن القرآن معجز من كل الوجوه ( البياني والتشريعي والبلاغي والتاريخي ) فهل نقول أن الأسلوب الرقمي وحده كان ناقصا بالقرآن فلم يكن له وجه يذكر ؟! ، وإذا كان الجانب الحسابي هو أحد الوجوه التى تربط بين سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه فما هو وجه الإعتراض عليه والتنكر له ؟؟ ، وهل يصح حينئذ مع ما تبين أن نقول أن هذا الذى رأيناه من شواهد الإعجاز العددى قد جاء بطريق الصدفة والعياذ بالله ، فيكون قدحا في كلام الله ، نعوذ بالله من ذلك ))
كتبه / أحمد بوادي.
المصدر :
شبكة الصراط المستقيم و شبكة أنا المسلم
 
قال الجلال السيوطي في أول كتابه حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة: (عن ابن عباس - وقد ذكر مصر - ، فقال: سميت مصر بالأرض كلها في عشرة مواضع من القرآن).

قلت ــــــــــــــــ أي السيوطي ــــــــــــ : بل في أثنى عشر موضعاً أو أكثر.

وذكرها قبل ذلك :
(قال اجعلني على خزائن الأرض)
(وكذلك مكنا ليوسف في الأرض)
(فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي)
(إن فرعون علا في الأرض)
(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)
( ونمكن لهم في الأرض)
(إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض)
(لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض)
(أو أن يظهر في الأرض الفساد)
(أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض)
(إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده)
(قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض)​
قلتــُــــ أى العليمى المصرى ـــــ :
بل سُميت مصر بالأرض فى أربعة عشر موضعاً لا ريب فيها ، منها اثنى عشر موضعاً سبق أن ذكرها الإمام السّيوطى - رحمه الله - ، ثم يضاف اليها ما يلى :
13 – " قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياءُ فى الأرض وما نحن لكما بمؤمنين " ( يونس : 78 )
14 – " فأراد أن يستفزهم من الأرض ، فأغرقناه ومن معه جميعا " ( الإسراء : 103 )
هذا ، وبالله التوفيق
 
ذكر الشيخ محمد العاقب ولد ما يابا في آخر منظومته "كشف العمى والرين عن ناظري مصحف ذي النورين" عن ابن عباس أن حروف القرآن: ثلث مئة وثلث وعشرون ألفا وست مئة وواحد وسبعون حرفا، وذلك عند قوله:
وجاءنا عن ابن عباس الأغر حروفه من الألوف جك قر
وبعدها ست من المئين وواحد مع أحرف سبعينا
خلافا لما هنا، وخلافا لروايات كثيرة في الإتقان
 
شكرا لك أستاذ عليمي، أنا هنا أتحدث عن علم الإحصاء كعلم مجرد، يدل على عناية السلف بكتاب الله عزوجل، ولا أقصد ماوراء ذلك، من قضايا الإعجاز، التي قد تحمل ما لا تحتمل.
وما ذكرته عن جهود السلف في إحصاء حروف القرآن وكلماته... لفتة طيبة،
وكمثال فإن الإمام الثعلبي ( 427هـ ) يذكر في أول كل سورة عدد حروفها وكلماتها.
ونجد أن الاهتمام الأبرز بل الذي كان ينص عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو عد الآي دون غيره، لما له من أهمية ....
 
التعديل الأخير:
بيان هام حول :


منهجية عد حروف القرآن عند السلف الصالح

تحدثتُ فى المشاركة الرابعة عن " منهجية عد الحروف عند السلف الصالح " رضوان الله عليهم
وذكرتُ مثالاً على ذلك يخص الصحابى الجليل " عبد الله بن مسعود " رضى الله عنه وأرضاه ، وكيف أنه عدّ حروف " بسم الله الرحمن الرحيم " فوجدها تسعة عشر حرفاً
ثم تذكرت جدالاً كنتُ قد طالعته حديثاً حول صحة هذا العدد لحروف البسملة ، حيث شكك البعض فى ذلك لدوافع معروفة ليس هنا مجال ذكرها
والعجيب أن هؤلاء المشككين لم يتفقوا على عدد واحد فيما بينهم !!
فنجد أحدهم – مثلاً - يَدّعى أن عدد أحرف البسملة هو 22 حرفا !! مبرراً هذا بأن حَرْف " الراء " في كلٍ من (الرحمن ) و (الرحيم ) عبارة عن حرفين لأنه مُشَدّد ، كما يرى وجوب احتساب حرف المدّ المحذوف من (الرحمـن)، وينتهى إلى القول العجيب التالى:
لو كتبنا البسملة مِن أجل العَدّ لكانت 22 حرفاً هكذا : ( بسم الله الررحمان الررحيم ) !!!
بينما نجد شخصاً آخر يتطرف فيجعلها 21 حرفا لكن بطريقة أخرى تُسَمّى طريقة التقطيع العروضى هكذا :
بسم اللاه اررحمان اررحيم !!!
وبديهى أن كل هذا غير صحيح ، لأن من المعروف أن الأحرف المُشَدّدة تُنطق ولا تُكتب ، وكذلك ألف المد فى ( الرحمان ) تُحذَف فى الكتابة ، حتى إنها تُسَمّى ( الف محذوف )
ولكن ليس هذا هو المهم ههنا ، وإنما الذى يهمنا بالدرجة الأولى أن هؤلاء المشككين فى عدد حروف البسملة قد تجاهلوا تماما الأثر الذى أوردناه عن ابن مسعود رضى الله عنه ، والذى قد حدد عدد حروف البسملة بدقة وبلا أدنى لبس بأنها 19 حرفاً لا تزيد ولا تنقص
والعجيب أنهم قد تجاهلوا هذا الأثر برغم أنه ثابت صحيح عن ابن مسعود ، وقد صححه الشيخ أحمد بن شعبان بن احمد ، والشيخ محمد بن عيادي بن عبد الحليم في مختصر تفسير ابن كثير .
كما أن الحافظ ابن كثير قد قال فيه : ذكره ابن عطية والقرطبي ووجهه ابن عطية ونصره بحديث " لقد رايت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها " لقول رجل " ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه " من أجل أنها بضعة وثلاثين حرفا وغير ذلك.
فهذا إقرار من الحافظ ابن كثير والحافظالمفسر القرطبي وابن عطية أنها تسعة عشر حرفا كما قال ابن مسعود رضى الله عنه ، فقد صح الإسناد إليه .
وقد عثرت على فتوى رسمية تؤكد صحة هذا الأثر ، وقد جاء فيها :
هذا الأثر ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (1/92) وابن كثير في "تفسيره" (1/18) عن وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه، وهذا سند صحيح من وكيع إلى ابن مسعود.
والأعمش وإن كان مدلساً إلا أنه يقبل منه ما رواه عمَّن لازمهم كأبي وائل وابراهيم النخعى ، وأبي صالح السمان ، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال كما قال الذهبي في ترجمة الأعمش من "ميزان الاعتدال" (2/224)
والآن بعد أن تثبتنا من صحة هذا الأثر الوارد عن الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود يصبح فى إمكاننا أن نستنبط منه معالم منهجه فى احصاء حروف القرآن الكريم ، ولعل من أهم ما يمكن استنباطه أنه – رضى الله عنه – كان يعد الحروف وفقاً للمرسوم فحسب ، أى ملتزماً كل الإلتزام برسم المصحف الشريف
ومنها كذلك أنه لم يكن يحتسب فى عده الحرف المُضعف ( المُشدّد ) إلا حرفاً واحداً فحسب ، أى أن عده كان يأتى موافقاً للمرسوم ، لا للملفوظ
هذا هو ما أردت التنبيه عليه نظراً لأهميته الفائقة للباحثين فى الإعجاز الإحصائى ، حيث إنه يبين لهم منهجية السلف الصالح فى عد حروف القرآن ، وهى والحمد لله نفس المنهجية التى وجدنا أغلب الباحثين المعاصرين يأخذون بها ويسيرون على هَديها
فهذا الشاهد يَصلُح بالتالى دليلاً معتبراً على قِدَم وأصالة المنهج الإحصائى المُتَبع اليوم فى عد الحروف لدى أغلب الباحثين ، حيث يثبت أنهم قد ساروا بالفطرة على هَدى السلف الصالح رضوان الله عليهم فى هذا الصدد ، والموفق هو الله
 
عودة
أعلى