إجماعات في التفسير ينقلها غير المفسرين في كتبهم

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
كنت أقلب في موسوعة شروح الموطأ ـ بغرض مراجعة مسألة علمية ـ فوقفت على كلمة لابن عبدالبر ـ رحمه الله ـ حركت عندي التنبيه على ما يدل عليه عنوان هذا الموضوع : وهو ما يحكيه بعض العلماء من إجماعات ،أو اتفاقات في التفسير ،إذ هي في غير مظنتها ـ كما هو ظاهر ـ.

ولعلي أفتتح هذا الموضوع بهذا المثال الذي كان سبباً في كتابته :
قال ابن عبدالبر في التمهيد ـ كما في الموسوعة 4/372 ـ معلقاً على قول الله تعالى : (قد أجيبت دعوتمكا فاستقيما ولا تتبعآن سبيل الذين لا يعلمون) :
(ولا يختلف المفسرون أن موسى كان يدعو ،وهارون يؤمن).



تنبيه : هذا الأثر الذي حكى ابن عبدالبر الاتفاق عليه لا يثبت من حيث الصناعة الحديثية ،كما أفاده الحافظ ابن حجر.
 
الحمد لله ، وبعد ..

جميل ما طرحت يا شيخ عمر ، ولكن قد يكون فيها تكرار لما هو مدونٌ في كتب التفسير ؛ فيقال هنا :

أولاً : ألا يمكن أن يكون هذا القول _ الإجماع _ قد حكاه أو نقله المؤلف عن أحد علماء التفسير ؟

وإذا كان ؛ أفليس الأولى ذكر صاحب الاختصاص ؟ هذه واحدة .
والثانية ؛ لا ينبغي الاقتصار على كل قول مطلقاً ؛ بل لا بد من مدارسته ؛ فإن صحَّ الإجماع فالحمد لله وإلا فلا .

وثانياً : إذا لم يوجد في كتب التفاسير قول حكى الإجماع ، وجاء قول معتبر من غير مظان كتب التفسير ؛ فما شروط قبوله ؟ أهي نفس شروط المفسر حين يحكي الإجماع أم لا ، سيَّما ممن ليس من صنعته التفسير و لم يكتب فيه ولا في علومه . فكيف يكون بارك الله فيكم .

ودمتم على الخير أعواناً
 
أخي ابو العالية بارك الله فيك
إن احتمال نقل العالم الغير مشتغل بالتفسير لإجماعات المفسرين مع عدم التصريح بالنقل يحتمل كونه نقلا عن أحدهم أو استقراءا منه لأقوالهم,وفي كلا الحالين لن تنعدم الفائدة من جمع تلكالنقولات خصوصا وهي ترد في غير مظانها, فجزى الله طارح الموضوع على فكرته القيمة..
ولا يخفى على شريف علمكم أن سلفنا الصالح رحمهم الله لم يبتلوا بداء التخصص الذي سرى في الناس اليوم,كل من اطلع على كتبهم يلحظ ذلك جليا بارزاً..
خصوصا كتب الفقهالتي تبهر الناظر حين كلام مؤلفيها على أنواع الطيب في محظورات الإحرام وسردهم لما هو طيب الرائحة من الأشجار وغيرها حتى تجزم أنه لم يشتغل طيلة حياته إلا بالعطارة..
ثم تنبهر من معرفته بالحبوب والثمار,والمطالع والأهلة,والبهائم,والصيد وأدواته,وإلى غير ذلك مما لا يمكن حصره من مواطن تجلي موسوعية اولئك العلام,وإن كان طغى على بعضهم التأليف في فن واحد أو اثنين,أو لم يصلنا كل ما كتبوه, فرحمهم الله رحمة واسعة,وألحقنا بهم ونظمنا في سلك العلماء العاملين ... آميــــن
 
قال ابن الحافظ ابن حجر -رحمه الله - في فتح الباري (وسميت الساعة آزفة لقربها أو لضيق وقتها,واتفق المفسرون على أن معنى أزفت اقتربت أو دنت)11/389

ويقول رحمه الله تعالى عند باب (ولا يحسبنّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله..)الآية
(قال الواحدي:أجمع المفسرون على أنها نزلت في مانعي الزكاة,وفي صحة هذا النقل نظر,فقد قيل: إنها نزلت في اليهود الذين كتموا صفة محمد {صلى الله عليه وسلم}قاله ابن جريج واختاره الزجاج,وقيل فيمن يبخل بالنفقة في الجهاد وقيل على العيال وذي الرحم المحتاج.
نعم, الأول هو الراجح وإليه أشار البخاري
)8/230

ويقول الإمام العيني - رحمه الله - في عمدة القاري عند باب(قول الله تعالى{وَصَــلَّ عَــلـَيـْهـِـمْ}): (واتفق المفسرون على أن المراد بالصلاة هنا الدعاء,ومعناه: ادع لهم واستغفر)22/295

ويقول ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد :(ومن الدلائل على أن الإيمان قول وعمل كما قالت الجماعة والجمهور قول الله عز وجل {وما كان الله ليضيع إيمانكم} ولم يختلف المفسرون أنه أراد صلاتكم إلى بيت المقدس)9/245
 
للفائدة

رسالة الإجماع في التفسير للدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري
 
الأخ عبد الله العلي
هل رسالة الدكتور الخضيري في إجماعات المفسرين من خلال كتبهم؟؟
أم هي من خلال كتب غيرهم من شراح كتب السنة ومصنفات الفقهاء؟؟
أم من الجميع ؟؟
 
الحمد لله ، وبعد ..

جزاك الله خيراً أخي الكريم محمود وفتح الله عليك

أنتظر جواب أخي الكريم الشيخ عمر وفقه الله .
 
من الإجماعات التي وقفت عليها في هذا الباب ، قول العز بن عبدالسلام ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم (القواعد الكبرى) 2/382 :
(وأجمع المفسرون على أن المراد بالبالغة الحلقوم ـ التي ترجع إلى الجسد ـ : روح الإنسان ) انتهى .


تنبيه :
هذا الكلام ساقط من بعض الطبعات للكتاب ،وهو مستدرك في الطبعة التي حقهها : د.نزيه حماد ،ود.عثمان جمعة ضميرية ـ جزاهما الله خيراً ـ .
 
شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 97)
وَأَمَّا قَوْله عَزَّ وَجَلَّ : { إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ أَعْلَم بِالْمُهْتَدِينَ }
. فَقَدْ أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِب . وَكَذَا نَقَلَ إِجْمَاعهمْ عَلَى هَذَا الزَّجَّاج وَغَيْره . وَهِيَ عَامَّة فَإِنَّهُ لَا يَهْدِي وَلَا يُضِلّ إِلَّا اللَّه تَعَالَى .
 
عون المعبود - (ج 9 / ص 483)
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَاب غَرِيب الْحَدِيث فِي قَوْله تَعَالَى { وَاَللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَة مِنْ نِسَائِكُمْ } : أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّهُ الزِّنَا اِنْتَهَى .
 
تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 81)
وَقَالَ الْقَارِي : أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِصَاحِبِهِ فِي الْآيَةِ يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى { ثَانِيَ اِثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } هُوَ أَبُو بَكْرٍ ، وَقَدْ قَالُوا مَنْ أَنْكَرَ صُحْبَةَ أَبِي بَكْرٍ كَفَرَ لِأَنَّهُ أَنْكَرَ النَّصَّ الْجَلِيَّ بِخِلَافِ صُحْبَةِ غَيْرِهِ مِنْ عُمَرَ أَوْ عُثْمَانَ أَوْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .
 
شرح ابن بطال - (ج 13 / ص 383)
.... ولو كان من السنة طلاق الثلاث فى كلمة كما قال الشافعى لبطلت فائدة قوله تعالى: {لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا} [الطلاق: 1]، أجمع أهل التفسير أنه يعنى به الرجعة فى العدة، قالوا: وأى أمر يحدث بعد الثلاث، فدل أن الارتجاع لا يسوغ إلا فى المطلقة بدون الثلاث.
 
فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 372)
بَاب : { وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ }

قَوْلُهُ : ( بَاب وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ )
اِتَّفَقَ أَهْل التَّفْسِير عَلَى أَنَّ الْمُخَاطَب بِذَلِكَ الْأَوْلِيَاء ، ذَكَرَهُ اِبْن جَرِير وَغَيْره .
 
المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده - (ج 2 / ص 64)
( وقوله تعالى: (الحامِدونَ السائحونَ) قال الزجاج: السائحونَ في قول أهل التفسير واللغة جميعا، الصائمون، قال: ومذهب الحسن أنهم الذين يصومون الفرض، وقيل: أنهم الذين يديمون الصيام، وهو مما في الكتب الأول، وقيل إنما قيل للصائم سائح لأن الذي يسيح متعبدا، يسيح ولا زاد معه، إنما يطعم إذا وجد الزاد.)
 
في الزواجر عن اقتراف الكبائر 2 / 53 :
وقَوْله تَعَالَى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ } إلَخْ إذْ الْمُنَاظَرَةُ إنَّمَا كَانَتْ فِي الْمَيْتَةِ بِإِجْمَاعِ الْمُفَسِّرِينَ لَا فِي ذَبِيحَةِ تَارِكِ التَّسْمِيَةِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ .
 
عودة
أعلى