إجابة 70 من أسئلة اليهود والنصارى والملحدين

إنضم
01/02/2016
المشاركات
752
مستوى التفاعل
29
النقاط
28
الإقامة
مصر
1) لماذا يذكر القرآن الدراهم كثمن بيع يوسف، في حين أنها عملة فضية ظهرت فيما بعد؟
2) ورد في القرآن "يا أخت هارون". هل يخلط القرآن بين مريم أم عيسى، ومريم أخت موسى بن عمران؟
3) أليس كلام محمد عن انقطاع أبهره على فراش الموت يعني أن تهديد الإله له بقطع الوتين قد تحقق؟
4) ما فائدة تخصيص الوحي سورة كاملة (المسد) للعن شخص؟ أليس من المفترض أن القرآن يصلح لآخر الزمان؟ فلماذا يتعبد الناس اليوم بتلاوة لعنة موجهة لشخص مات منذ قرون؟
5) ألم يقتبس القرآن قصة طوفان نوح من التوراة، بينما اقتبستها التوراة من أساطير السومريين والبابليين؟
6) لماذا تتمسحون في قصة هندية ضعيفة لإثبات رؤية حادثة انشقاق القمر؟ حدث عالمي كهذا كان من المفترض وجود آلاف الشهود عليه وأن يكون واضحا كالشمس.
7) هل يقول القرآن أن تكوين لحم الجنين يحدث بعد العظام؟
8) تنسب التوراة العجل الذهبي لهارون، بينما القرآن ينسبه للسامري. كيف يوجد سامري وقت موسى قبل تأسيس مدينة السامرة بعدة قرون؟
9) هل يقول القرآن أن مريم جزء من الثالوث؟
10) لماذا سمح محمد بتعدد الزوجات ومارسه لكنه اعترض عندما حاول زوج ابنته فاطمة الزواج بأخرى؟
11) لماذا لم يخبر محمد أتباعه كيف يحسبون مواقيت الصلاة والصيام في المناطق القطبية التي يطول فيها اليوم جدا؟
12) كيف تغرب الشمس في عين حمئة؟
13) قال بعض المسلمين مؤخرا أن تمييز القرآن بين لقب حاكم مصر أيام يوسف (ملك) وأيام موسى (فرعون) سببه أن يوسف كان أيام الهكسوس الحكام الأجانب. لكن الآية Q 40:34 تشير إلى أنهم نفس الأسرة الحاكمة!
14) تخلو اللغة المصرية القديمة من حرف اللام، فكيف كان يخاطبهم موسى ذاكرا الله أو إلوهيم؟
15) لو كل حيوانات العالم أصلها من سفينة نوح فكيف انتشرت في قارات العالم فيما بعد، عابرة المحيطات؟ وكيف تسع سفينة واحدة عينات من كل حيوانات الأرض أصلا؟ وكيف لشيخ عمره ألف سنة أن يبني مشروعا عملاقا مثل هذا؟
16) يقول علم التشريح أن العقل محله المخ في الرأس، بينما الإسلام يقول أنه القلوب التي في الصدور. كيف يمكن التوفيق بينهما؟
17) في الحديث أنه لولا بني إسرائيل ما فسد اللحم. هل تقولون أنه في عصور ما قبل موسى كانت اللحوم تظل صالحة للأكل لمئات السنين؟ وماذا عن جثث الحيوانات النافقة والبشر، ألم تكن تتحلل بالجراثيم وتأكلها الديدان؟
18) تقولون أن تطاول العرب في البنيان هو نبوءة محمدية تحققت. لكن أليس من المحتمل أن معرفة العرب بهذا الحديث هي ما دفعتهم لمحاولة تحقيقه في الواقع؟
19) هل أخطأ القرآن والحديث عندما اتهما اليهود بعبادة العزير وأنه ابن الله؟
20) لو في الجنة كل ما يشتهي المرء، هل يعني هذا أن المسلم الذي قاوم ميوله الجنسية الشاذة في الدنيا سيسمح له بإشباعها في الجنة؟
21) بعضهم يقول أن نبوءات فتح القسطنطينية في أحاديث الفتن والملاحم لا تبدو منطبقة على فتح العثمانيين لها. كيف التوفيق؟
22) كيف تقولون أن محمدا كان معصوما من الخطأ، ثم تروون حديث الفئران الممسوخة وتأبير النخل؟
23) قصة ذي القرنين تشبه خرافة قديمة منسوبة للاسكندر المقدوني الوثني. ما ردكم؟
24) إن كان يأجوج ومأجوج بشرا عددهم 999 ضعفا مقارنة بباقي كفار الدنيا، ومحجوزين وراء سد معدني، فأين هم اليوم في عصر خرائط الأقمار الصناعية والمسح الجغرافي الشامل للكرة الأرضية؟
25) لماذا ينسب القرآن لفرعون تعذيب أعدائه بالصلب بينما الصليب الروماني ظهر بعده بقرون؟
26) ألم يصعد محمد للسماء على حصان مجنح مثل أسطورة بيجاسوس الإغريقية؟
27) ألا تشبه آية "التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا" أسطورة بينيلوبي في الأوديسا؟
28) لماذا تزعمون أن كلمة ذرة مقصود بها في القرآن الاستخدام اللغوي الفيزيائي للكلمة (وهو مستحدث منذ فترة قصيرة)، بينما تفسرون "وجاءت سيارة" باستخدامها الأصلي القديم؟
29) كيف نثق في قرآن محمد بينما ألقى الشيطان في تلاوته مدح الأصنام ووصفها بالغرانيق؟
30) لماذا تقولون أن تكوير الليل والنهار يشير لكروية الأرض، بينما تكوير الشمس يوم القيامة يشير لذهاب ضوئها لا لأنها غير كروية اليوم؟
31) لماذا سارع محمد بإرسال علي بن أبي طالب لقطع رأس الرجل المتهم بالزنا بمارية القبطية؟ دون شهود ولا حتى مراعاة العقاب الشرعي (الجلد أو الرجم)؟
32) كيف توصف أيام الخلق بأنها أيام في حين أن بعضها يسبق خلق الشمس والقمر؟
33) هل خرجت امرأة لوط معه أم لم تخرج؟ في هود 81 قراءتان بإعرابين مختلفين، فتح وضم، واحدة يبدو أنها تأمرها بعدم الخروج أصلا والأخرى يبدو أنها تأمرها بعدم الالتفات بعد الخروج. فكيف يمكن الجمع بينهما؟
34) تقولون أن وصف الأرض بالتسطح مقصود به أجزاء سطحها لا الأرض ككل. فكيف تصبخ الخطوط المستقيمة دائرية عندما تتجاور؟
35) لو قوم نوح غرقوا فعلا في طوفان فكيف بقيت أسماء أصنامهم تعبد فيما بعد حتى وصلت للجاهليين العرب عن طريق عمرو بن لحي الذي استوردها من سوريا؟ ولماذا تبدو أسماؤهم عربية في حين أن نوح أقدم بكثير من ظهور العرب واللغة العربية؟ وكيف يتنبأ الحديث بأن الناس في آخر الزمان سيعودون لعبادة صنم ذي الخلصة الجاهلي؟
36) ما دام اليهود والنصارى والصابئون لهم أجرهم ولا خوف عليهم، فلماذا تصفونهم بالكفر؟ ومن هم الصابئون أصلا؟
37) لماذا يرسل الإله رسالته باللغة العربية إن أرادها لكل شعوب الدنيا؟
38) أليس من الأفضل ترك الشعوب على جهلها بمحمد بدلا من دعوتهم للإسلام وتعريضهم لخطر الكفر به وبالتالي العذاب الأبدي؟
39) لماذا يسمح الإسلام للأب بتزويج ابنته الصغيرة؟ أليس هذا استغلالا لعجز الصغار عن الاعتراض والجدال؟ وأليس الحمل المبكر خطرا صحيا؟ والزواج المبكر يؤذي الفتاة نفسيا؟ ولماذا يسمح بالزواج دون البلوغ إن تحملت الوطء؟ أليس هدف الزواج تكثير النسل؟
40) أليس تفضيل العرب على العجم عنصرية؟ وتفضيل الرجال على النساء تمييزا جنسيا؟
41) هل من العدل أن تضيع أعمال الكفار الخيرية يوم القيامة؟ ألا يستخدم المسلمون تكنولوجيا الكفار لنشر الإسلام؟
42) لماذا يحاسب الإله البشر على أفعالهم في حين أن مشيئتهم خاضعة لمشيئته؟ عليكم إما أن تنفوا القدر أو أن تقولوا أن الإنسان مجبر!
43) لماذا ينسخ الإله كلامه بكلام جديد؟ لماذا لم يرسل للبشر النسخة النهائية من البداية؟
44) ألسنا نستخدم نظرية التطور البيولوجي اليوم لتحسين السلالات ومقاومة الأوبئة؟ إذن قصة آدم خرافة.
45) أليس التشابه الجزئي في الجينات بين الكائنات المختلفة دليلا على تطورها من أصل مشترك؟
46) لماذا لم يتعهد الإله بحفظ الكتب السماوية السابقة؟
47) لماذا لم يجعل الإله كل الناس مؤمنين؟ ألا يريد الهداية للجميع ويحب كل البشر؟ ما دام أغلب البشرية كفارا إذن هل فشل الرسل في مهمتهم؟
48) أليس من التناقض أن تنسب السنة لمحمد معجزات كثيرة مع أنه يقول أنه لم يؤت معجزات مثل الرسل السابقين بل قرآنا؟ والقرآن نفسه يسجل تحدي قريش له بالإتيان بمعجزات وأنه لم يستجب لها؟
49) كيف تعرفون أن الإسلام هو الحق دون قضاء سنوات في دراسة الديانات الأخرى؟
50) كلما حدثت كارثة طبيعية نجدكم تنسبونها لغضب الإله. ما دليلكم؟
51) كما أبطلتم العبودية وجهاد الطلب والرجم وحد الردة، لماذا لا تبطلون باقي التشريعات الإسلامية المثيرة للجدل؟
52) كيف تقولون أن الإله خلق السماوات والأرض من أجل اختبار الإنسان، بينما عمرهما مليارات السنين، وظلت الأرض صالحة للحياة ملايين السنين قبل ظهور البشر؟ الديناصورات عاشت عليها فترة أطول من الإنسان.
53) مجتمعاتكم تجبر المتحولين جنسيا على كتمان ميولهم فتدفعهم للانتحار. أليس هذا قسوة؟
54) لو كنتم تثقون في القوة الإقناعية لديانتكم لتركتم الأطفال بلا ديانة ثم خيرتوهم ان يعتنقوا مايناسبهم عند البلوغ، بدلا من تلقينهم الإسلام منذ ولادتهم.
55) كيف تتوقع من العقلانيين أن يؤمنوا بالله وهو يحجب نفسه عن البشرية؟
56) كثير من الأقليات الدينية الأخرى تعيش بهدوء مندمجة في المجتمعات الغربية والشرقية، بينما المسلمون هناك دائما يسببون المشاكل. لماذا؟
57) ألم يناقض القرآن نفسه عندما استشهد بالتوراة والإنجيل الموجودة بأيدي أهل الكتاب ثم اعتبرها كتبا محرفة؟ وما هو الإنجيل أصلا من وجهة نظر المسلمين، وما علاقته بالأناجيل المتداولة حاليا؟
58) كلمة إنجيل يونانية، مع أن لغة عيسى الآرامية. فكيف يكون الإنجيل وحيا نزل على عيسى بينما المكتوب باليونانية فعلا هي سيرة حياته التي ألفها بشر فيما بعد؟
59) كيف يشير القرآن لانتصار أتباع عيسى على أعدائهم في حين أن رسالتهم اندثرت وانهزمت أمام عقيدة الثالوث؟
60) ألم يقتبس محمد من بولس وصف الجنة بأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟
61) يعتبر النصارى التلمود مجرد اختلاق يهودي، فلماذا يقتبس القرآن من التلمود أحيانا وكأنه وحي سماوي؟
62) لو قصة أهل الكهف حدثت لأتباع عيسى كما يقول بعض المفسرين، فكيف استيقظوا بعد 300 سنة ليجدوا قومهم موحدين؟ ألم تكن المسيحية وقتها قد انحرفت للثالوث بالفعل؟
63) لماذا يقتبس القرآن وصف عيسى بالمسيح، في حين أن المسح بالزيت علامة الملوك عند اليهود، ولم يكن عيسى حاكما ذا سلطة؟
64) لماذا عرّض الله أتباع عيسى للخداع بصلب شبيه له؟
65) تقولون أن اليهود والنصارى حرفوا الوحي. ما دوافعهم؟
66) لماذا أوصاف جنتكم شهوانية؟ الجنة عند النصارى روحانية فقط.
67) ألا يشير إحياء عيسى للموتى لألوهيته؟
68) روح عيسى المنفوخة في مريم، هل كانت طبيعتها إلهية (روح الله) أم ملائكية (روح القدس جبريل)؟
69) محمدكم مات بينما عيسى حي في السماء، إذن عيسى أفضل.
70) كل مولود جديد ينخسه الشيطان فيصرخ، إلا مريم وابنها عيسى. أليس هذا إشارة لكونها أم إله؟


ملف الإجابات
 
1) لماذا يذكر القرآن الدراهم كثمن بيع يوسف، في حين أنها عملة فضية ظهرت فيما بعد؟
لأنه يخبر العرب بالقيمة، فاستخدم العملة المألوفة لهم كي يفهموا الثمن الضئيل الذي بيع به يوسف. لماذا تريد من الله أن يخاطب العرب بعملة قديمة لا يفهمون قيمتها؟
ونحن اليوم نعاني من تباين قيمة العملات الدولية، فيرى المرء أن سعر الشيء 100 ين ياباني أو يوان صيني فلا يفهم إن كان رخيصا أم غاليا. ونسمع عن الجنيه السوداني فلا نعرف إن كان كالجنيه المصري أم لا. وحتى تقارير الأمم المتحدة عندما تشير لفقر بلد أفريقي نجدها تقول مثلا أن العامل هناك يعيش على مجرد دولار أمريكي في اليوم، ومفهوم أن العامل المحلي لا يستخدم العملة الأمريكية، لكن التقرير هنا يريد إفهام السامع فيستخدم عملة معروفة له.


2) ورد في القرآن "يا أخت هارون". هل يخلط القرآن بين مريم أم عيسى، ومريم أخت موسى بن عمران؟
لا. كان من عادة بني إسرائيل أن يسموا أبناءهم بأسماء الصالحين القدماء. فعمران القرن الأول قبل الميلاد ليس عمران القديم أبي موسى (والذي يسبقه بأكثر من ألف سنة). وعندما أنجب ابنا وبنتا (هارون ومريم) أطلق عليهما أسماء أبناء سميه التاريخي القديم، ربما تيمنا بها. وقد مات قبل أن تلد له امرأته طفلا ثالثا، وأظنه لو عاش وأنجب صبيا آخر لكان أسماه موسى، بحيث تطابق أسماء أبنائه نفس أسماء أبناء عمران القديم.
وصحيح أن النصارى لا يعرفون لعيسى خالا اسمه هارون، وصحيح أن بعض كتاباتهم خارج الإنجيل تجعل اسم والد مريم "يهوياقيم" لا عمران، لكن المسلم غير مضطر للأخذ بأقوال النصارى خصوصا عندما يخصص القرآن سورة كاملة باسم آل عمران.
ومن المحتمل أن كان للرجل أكثر من اسم، مثل ما في التوراة عن أبي زوجة موسى في مدين المسمى رعوئيل ويثرون.
قد يقول قائل: هل الأخ هارون هذا كان أكبر سنا من مريم أم أصغر؟ حيث يقال أن أمها (حنة) كانت عاقرا قبل الحبل بمريم. فنقول الله أعلم بصحة قصة حنة.
أما تعمد تسمية الأبناء بأسماء الصالحين القدماء فليس غريبا، بل نجده حتى اليوم، إذ نرى رجلا اسمه "علي" فيقرر أن يسمي أبناءه الحسن والحسين، تيمنا بأسماء أبناء علي بن ابي طالب. وفي إنجيل متى أن النجار خطيب مريم كان اسمه يوسف بن يعقوب، ومفهوم طبعا أنهم لا يقصدون النبي يوسف الشهير ابن النبي يعقوب.
وبعض المسلمين لم يسمعوا حديث الرسول الذي أوضح فيه أن المسألة مجرد تشابه أسماء، فلهذا حاولوا حل الإشكال من طريق أخرى، فقالوا أن المقصود هو أن مريم من سلالة هارون (أي أنها من سبط لاوي) مثل ما يقال "يا أخا العرب". وأشاروا لما في الإنجيل أن إليزابث امرأة زكريا كانت هارونية وأن مريم كانت قريبتها وبالتالي فمريم هارونية أيضا.
وربما ذكر الله اسم هارون توبيخا للنصارى إذ لم ينسبوا عيسى لأمه بل نسبوه ليوسف النجار. كان اليهود في نبوءاتهم يتوقعون أن يأتي المسيح من سلالة داود، وداود ليس من سلالة هارون اللاوي بل من سبط يهوذا، فلما رأى النصارى أن مريم هارونية وليست داودية وقعوا في إشكال. كيف يقنعوا اليهود أن عيسى هو المسيح؟ فتفتق ذهن مؤلفي الأناجيل المحرفة عن فكرة اختراع شخصية يوسف النجار، وجعلوه أبا لعيسى بالتبني، وقالوا أن النجار من سلالة داود، وبالتالي أصبح عيسى عندهم داوديا بالتبني!
وعلى أية حال، قارئ القرآن يعلم أن لموسى أختا، وهي التي تتبعت تابوته في اليم، وهي قصة عن فرعون وواضح انفصالها تماما عن قصة عيسى. والطريف أنه يمكننا نحن المسلمين أن نتهم النصارى بالخلط بين قصة موسى وعيسى! حيث تقول أناجيلهم أن الملك هيرود ذبح أبناء بني إسرائيل ففرت مريم ويوسف إلى مصر كي ينجو الرضيع عيسى. ألا يبدو هذا مشابها لقصة فرعون الذي ذبح أبناء بني إسرائيل ونجا موسى؟ وليس لقصة قتل هيرود للأطفال هذه دليل لا عند المؤرخين ولا عند المسلمين، فربما اخترعها النصارى لاستمالة اليهود للديانة الجديدة عن طريق إبراز تشابهات بين عيسى وموسى. ولما وجدوا في قصة موسى فراره من مصر جعلوا في قصة عيسى فرارا إلى مصر. والله أعلم بحقيقة تحريفاتهم.


3) أليس كلام محمد عن انقطاع أبهره على فراش الموت يعني أن تهديد الإله له بقطع الوتين قد تحقق؟
الإجابات المعتادة هي أن محمدا لم يمت بنزيف وريد ولا شريان بل مات بالحمى، أو أن الأبهر مختلف عن الوتين، أو أن التهديد بقطع الوتين يعني سرعة العقاب بينما موت محمد حدث بعد انتهائه من إيصال الرسالة وتمام الدين بعد 23 سنة من بعثته.
ثم إن الشبهة نفسها تتناقض مع عقيدة السائل، سواء كان ملحدا أو من أهل الكتاب، لأن اقتراحه أن آية التهديد الإلهي قد تحققت فعلا هو اعتراف ضمني منه أنها كانت وحيا قرآنيا حقيقيا نزل على نبي من أنبياء الله!


4) ما فائدة تخصيص الوحي سورة كاملة (المسد) للعن شخص؟ أليس من المفترض أن القرآن يصلح لآخر الزمان؟ فلماذا يتعبد الناس اليوم بتلاوة لعنة موجهة لشخص مات منذ قرون؟
لهذه السورة القصيرة فوائد كثيرة، منها مثلا: تذكير الناس أن القرابة لن تنقذ الكافرين من النار، إذ كان أبو لهب عم النبي ومع ذلك هو في النار. وأن الثراء أيضا لن ينقذ الكافر. وأنه على الزوجة أن تنصح زوجها لا أن تشاركه في إيذاء الصالحين.
والسورة أيضا معجزة غيبية، إذ نزلت وأبو لهب حي، وتنبأت بأنه لن يؤمن قبل موته، على عكس كثير من كفار قريش الذين دخلوا الإسلام فيما بعد.
والسورة دفاع عن الرسول، ترد على أبي لهب كلمته عندما قال لمحمد "تبا لك سائر اليوم".


5) ألم يقتبس القرآن قصة طوفان نوح من التوراة، بينما اقتبستها التوراة من أساطير السومريين والبابليين؟
بل السومريون هم من اقتبسوها من الذكريات البشرية القديمة عن واقعة الطوفان التاريخية، ثم حرفوها بحيث تناسب أساطيرهم. نفس الشيء حدث مع أمم كثيرة، ولهذا تعددت قصص الطوفان عند الشعوب. هذا التنوع والانتشار يعد دليلا على أن للقصة أصلا حقيقيا. فنوح هو أبو البشر الثاني بعد آدم، وطبيعي أن تبقى من سيرته شذرات متناثرة بين الناس، من سكان أستراليا الأصليين إلى الهنود الحمر الأمريكيين ومرورا بحضارات بابل ومصر.


6) لماذا تتمسحون في قصة هندية ضعيفة لإثبات رؤية حادثة انشقاق القمر؟ حدث عالمي كهذا كان من المفترض وجود آلاف الشهود عليه وأن يكون واضحا كالشمس.
المسلم المؤمن لا يحتاج شهادة منسوبة لأمير هندي ولا لنقش حجري مكسيكي يصور قمرا مشقوقا ولا لصورة أخاديد قمرية من ناسا.
أما عن عدم شيوع خبر هذا الحدث بين الأمم الأخرى فوراءه حكمة. ربما صرف الله أبصارهم عن النظر للسماء خلال الدقائق التي استغرقها الحدث لأنهم لم يكونوا معنيين بهذه المعجزة. الصين والهند وروسيا وقتها ما سمعوا عن محمد أصلا، فلماذا يريهم الله تلك الآية؟ كان ينقصهم سياق الحدث، وبالتالي لو رأوه لما فهموا هدفه، بل ربما انتحله كهنتهم لأنفسهم!
أما قريش فشاهدوه، ويقال أيضا أن تجار قريش المسافرين شاهدوه وشهدوا لقومهم برؤيته بعد عودتهم لمكة.
وقريش أنفسهم لم ينفوا رؤية انشقاق القمر، بل قالوا "سحر محمد أعيننا"، أي أنهم اعترفوا برؤية الحدث لكن اعتبروه خدعة سحرية بصرية غير حقيقية. إذن أعداء محمد اعترفوا برؤية القمر منشقا.


7) هل يقول القرآن أن تكوين لحم الجنين يحدث بعد العظام؟
لا. اقرأ الآية بدقة سترى أن الفعل المستخدم في الآية يتغير عندما يصل لهذه المرحلة من مراحل تكوين الجنين. خلقنا، خلقنا، خلقنا، ثم يقول "كسونا". فالكسوة غير الخلق.
"ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً" (المؤمنون 14)
ويمكن أن يقال أن اللحم كان موجودا بالفعل، لأن مرحلة المضغة تعني أنه يشبه اللحم الممضوغ.
وانتبه أيضا أن تفسير العلقة بأنها دم متجلط ليس خطأ، فهي وصف لشكل الجنين في تلك المرحلة وأنه يشبه الدم المتجلط، بغض النظر إن كان تكوينه فعلا تجلطا دمويا أو لا، تماما كما أن وصف المضغة لا يعني حرفيا أن الأم تمضغها بين أسنانها! فهو وصف للمظهر.


8) تنسب التوراة العجل الذهبي لهارون، بينما القرآن ينسبه للسامري. كيف يوجد سامري وقت موسى قبل تأسيس مدينة السامرة بعدة قرون؟
ومن قال لك أنه منسوب لمدينة السامرة؟ المدينة نفسها أسست على جبل اسمه شمرون، وهي كلمة سامية قديمة تعني الحارس.
فربما كان السامري حارسا ليليا وأنه اكتسب اسمه من وظيفته. وهذا يناسب انتباهه لأثر جبريل دونا عن باقي بني إسرائيل!


9) هل يقول القرآن أن مريم جزء من الثالوث؟
لا.
"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ" (المائدة 73)
"مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ" (المائدة 75)
"وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ" (المائدة 116)
"إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ" (النساء 171)
يعتبر الإسلام الاستنجاد بمريم وتوجيه الصلوات لها، كما تفعل بعض طوائف النصارى، عبادة وشرك، حتى إن لم يعتبروها جزءا من ثالوث الأب والابن والروح القدس. بل ويعتبر الانقياد للتشريعات التي اختلقها الأحبار والرهبان عبادة، "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً" (التوبة 31). وعبادة كفار العرب للملائكة والأصنام كي يقربوهم من الله كانت شركا أيضا، فقد كانت لهم معبودات كثيرة (مثل ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا) بالإضافة لثالوث اللات والعزى ومناة. والمصريون القدماء عبدوا عشرات المعبودات بالإضافة لثالوث أوزوريس وإيزيس وحورس.


10) لماذا سمح محمد بتعدد الزوجات ومارسه لكنه اعترض عندما حاول زوج ابنته فاطمة الزواج بأخرى؟
هذا خطأ شائع وشبهة تنتشر بين النسويات. الاعتراض لم يكن على مبدأ التعدد بل على نسب الزوجة الثانية المقترحة، فهي حالة خاصة جدا تتعلق بعدم جواز اجتماع ابنة رسول وابنة عدو الله تحت زوج واحد. فقد كان علي ين أبي طالب، ابن عم الرسول، ينوي الزواج بابنة أبي جهل.
 
11) لماذا لم يخبر محمد أتباعه كيف يحسبون مواقيت الصلاة والصيام في المناطق القطبية التي يطول فيها اليوم جدا؟
ترك لنا أدوات فقهية نقيس عليها ما يستجد من أمور، وعندما وصل المسلمون لشمال أوروبا وكندا استنبطوا أحكاما شرعية تناسب هذه البقاع الجغرافية النائية.
وقد أخبر الرسول الصحابة أن يقدروا مواقيت الصلاة كالمعتاد عندما تطول أيام الدجال (أحدها كسنة وآخر كشهر وثالث كأسبوع)


12) كيف تغرب الشمس في عين حمئة؟
الغروب هو الاختفاء، لا الدخول الفعلي في العين أو في البحر أو في الأرض.
ارجع للسان العرب ومختار الصحاح تجد "تغرب: تختفي جهة الغرب" ، "غربت الشمس: غابت في المغرب" ، "كل ما واراك وسترك فهو مغرب"


13) قال بعض المسلمين مؤخرا أن تمييز القرآن بين لقب حاكم مصر أيام يوسف (ملك) وأيام موسى (فرعون) سببه أن يوسف كان أيام الهكسوس الحكام الأجانب. لكن الآية Q 40:34 تشير إلى أنهم نفس الأسرة الحاكمة!
قال مؤمن آل فرعون: "وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً" (غافر 34)
النظريات التفسيرية الجديدة غير ملزمة للمسلم. ولا مانع أن يكون فرعون موسى من الهكسوس أيضا، كما قال أحمد سعد الدين في كتابه "فرعون ذو الأوتاد". بل ولا مانع من أن يكون فرعون اسما لا لقبا، مثل قارون، وأن اشتقاق اللقب من الهيروغليفية (بر عا: البيت العظيم) هو تشابه لفظي حدث فيما بعد.
وربما كان انهيار حكم الهكسوس وعودة المصريين للحكم أيام أحمس في القرن 16 ق م سببه القضاء الإلهي على جيش فرعون الهكسوسي. وقد كانت عاصمة الهكسوس في الدلتا الطينية، وربما لهذا صلة بأمر فرعون لهامان ببناء برج طيني، لا من الحجارة كما اعتاد المصريون.
وانتبه أيضا لخطأ التوراة عندما تفصل شخصية فرعون موسى لفرعونين، بينما في القرآن من غرق هو نفسه من تربى موسى في قصره.


14) تخلو اللغة المصرية القديمة من حرف اللام، فكيف كان يخاطبهم موسى ذاكرا الله أو إلوهيم؟
صحيح أن الهيروغليفية ظلت خالية من اللام لآلاف السنين إلى أن احتلها الإغريق البطالمة فاضطر الكهنة لإدخال الحرف في كتابتهم كي يكتبوا اسم الملك بطليموس.
أما بنو إسرائيل فقبائل سامية (نسبة لسام بن نوح) ولغتهم مثل العربية تستخدم اللام. ولو كان فرعون من الهكسوس كما اقترح البعض فقومه من الشام وأسماؤهم قريبة من العربية والعبرية (الملك "خيان" على سبيل المثال) فلا إشكال عندهم في حرف اللام. أما لمخاطبة المصريين، إن كان سحرة فرعون المذكورين في القصة كهنة مصريين من المعروفين تاريخيا بتعاطي الطقوس السحرية، فربما استخدم موسى أسماء أخرى لله، مثل الرحمن.


15) لو كل حيوانات العالم أصلها من سفينة نوح فكيف انتشرت في قارات العالم فيما بعد، عابرة المحيطات؟ وكيف تسع سفينة واحدة عينات من كل حيوانات الأرض أصلا؟ وكيف لشيخ عمره ألف سنة أن يبني مشروعا عملاقا مثل هذا؟
على عكس التوراة، المسلم غير مضطر لاعتبار الطوفان عالميا شاملا للكرة الأرضية كلها، حيث أن لغة القرآن تسمح لكلمة الأرض في السياق أن تشير لبقعة من الأرض، تماما كما أن تمكين الله ليوسف في الأرض أو علو فرعون في الأرض يشير لبلد معينة في السياق لا للعالم كله.
وقوم نوح كانوا هم البشرية كلها في تلك الفترة القريبة نسبيا من عصر آدم، ولم ينتشروا في الأرض بعد، فيكفي طوفان محلي في القضاء عليهم كلهم.
ما الحاجة لإغراق الصين والنرويج والأمريكتين وأستراليا إن كان قوم نوح في سوريا مثلا أو تركيا؟ (يقع جبل الجودي على الحدود التركية السورية)
وبالتالي فلا حاجة لأخذ عينات من كل حيوانات الأرض، بل من بيئة نوح المحلية فقط. بل ولا حاجة أيضا لإنقاذ الزواحف وأمثالها، حيث أنها ستعود بالتدريج بعد الطوفان، قادمة من البلاد الجافة المجاورة التي لم تتعرض للغرق. كل ما يحتاجه أبناء نوح فور هبوطهم من السفينة هو عينات من الحيوانات المفيدة للبشر، كالأنعام وبعض الطيور كالدواجن وحيوانات الحمل وربما كلب صيد، كي لا يضطروا للسفر لمسافة بعيدة لاستجلاب عينات منها من البلاد التي لم يصلها الطوفان.
أما عمر نوح وقوته الجسدية فمرتبطان بحال البشر في بدايات البشرية، فقد كانوا أشد منا قوة، وعمالقة بالنسبة لأطوالنا، إذ نعلم مثلا من الحديث أن آدم كان طوله 60 ذراعا (حوالي 30 متر). ولا أثر اليوم لهياكل عظمية عملاقة، بل أقدم العينات المكتشفة في مصر والصين أطوالها عادية، مما يعني أن جثث البشر القدماء العملاقة لا زالت مدفونة تحت طبقات هائلة من الرواسب المتراكمة عبر آلاف السنين، وأن عمر البشرية أقدم بكثير من مجرد الـ 6000 سنة التي تزعمها التوراة المحرفة.


16) يقول علم التشريح أن العقل محله المخ في الرأس، بينما الإسلام يقول أنه القلوب التي في الصدور. كيف يمكن التوفيق بينهما؟
العقل المقصود إسلاميا في هذا السياق هو موضع الضمير والإيمان والكفر والعواطف (حسرة، سكينة، إلخ)، لا عضو التحكم في الوظائف الفسيولوجية وتلقي المنبهات العصبية وتنظيم الوظائف الجسدية.
والأمور المعنوية لا نتوقع أن نراها بالعين إن فتحنا عضلة القلب، لأنها مثل الروح التي تسري في الجسد لكن لا نراها. في حادثة شق الصدر أخرج الملك قطعة سوداء من قلب الرسول هي حظ الشيطان، لأن الملائكة تستطيع التعامل مع بعض الغيبيات، في حين أننا لو شققنا صدر الكفار اليوم فلن نر السواد المسيطر على قلوبهم، مع أننا نؤمن بوجوده، لكنه خفي عنا مثل الروح.
وفي حالة عمليات زرع القلب فإن هذه الأمور المعنوية تظل في نفس الجسد، وتحل ببساطة في العضو الجديد المزروع، سواء كان بشريا أو ميكانيكيا. فأمور الغيب والمعنويات لا تقاس بالحواس.


17) في الحديث أنه لولا بني إسرائيل ما فسد اللحم. هل تقولون أنه في عصور ما قبل موسى كانت اللحوم تظل صالحة للأكل لمئات السنين؟ وماذا عن جثث الحيوانات النافقة والبشر، ألم تكن تتحلل بالجراثيم وتأكلها الديدان؟
بعض الآراء تعتنق هذا التفسير، وبعضها تقول أن عادة التخزين لم تكن معروفة وأن اللحوم الفائضة كان الناس يتصدقون بها فورا على الجيران. لكن جائز أيضا أنه حديث عن القدر وعلم الله المسبق. قال العراقي في طرح التثريب: "ويحتمل أن التغير كان قديما قبل وجود بني إسرائيل، سببه ما علمه الله مما يحدث من بني إسرائيل بعد ذلك"
أي أن الله كان قادرا من البداية أن يضع خاصية عدم الفساد في اللحوم لكنه لم يضعها لأنه يعلم مسبقا أن بني إسرائيل (لبخلهم وعدم ثقتهم في استمرار رزق الله ونزول لحم السلوى عليهم في التيه) سيخزنونه. فلأجل هذه الحادثة المستقبلية الوحيدة كانت اللحوم تفسد منذ بداية الحياة على الأرض.
وباقي الحديث يخبرنا أنه لولا حواء لم تخن أنثى زوجها. أي أنه كان من الممكن لله أن يجعل الزوجات في كل زمان يسدين النصيحة الصادقة لأزواجهن دائما، لكنه قدر لحواء أن توافق آدم على معصية الأكل من الشجرة، فلأجل هذا الموقف الواحد جعل طبيعة الزوجات على ما هي عليه الآن.



18) تقولون أن تطاول العرب في البنيان هو نبوءة محمدية تحققت. لكن أليس من المحتمل أن معرفة العرب بهذا الحديث هي ما دفعتهم لمحاولة تحقيقه في الواقع؟
بالعكس، الحديث تحذير من هذا التنافس في البنيان! فهو لا يشجع المسلمين على تضييع جهودهم في بناء أعلى برج يدخل موسوعة الأرقام القياسية.


19) هل أخطأ القرآن والحديث عندما اتهما اليهود بعبادة العزير وأنه ابن الله؟
لا. صحيح أن اليهودية اليوم لا تصرح بتقديس العزير، على عكس تصريح النصارى بتقديس عيسى. الرد الإسلامي المعتاد هو أنه قول صدر من طائفة يهودية ثم اندثرت، لكن حديث سير اليهود وراء صورة العزير يوم القيامة قد يوحي بأنها عقيدة عامة فيهم لا مجرد فرقة صغيرة تطرفت. فوجود سبئيين ونصيريين عبدوا علي بن أبي طالب لا يعني بالتبعية أنه قول منسوب لعامة المسلمين.
لكن لا إشكال في اللغة أن يخاطب الله قوما ردا على قول صدر من أحد أفرادهم. في Q 63:8 نسب القول للمنافقين مع أن من قال هذه الكلمة شخص واحد منهم، "يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ" (المنافقون 8)، وفي المائدة 64 "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ" مع أن القائل شخص واحد (قالها فنحاص لأبي بكر)، وفي Q 3:45 أن الملائكة قالت لمريم بينما مفهوم أن المقصود هو بعض الملائكة فقط لا كل الملائكة والذين يزيد عددهم عن المليارات.
ولهذا قد نفهم نسبة تقديس العزير لليهود على أنها توبيخ، حيث عرف عنهم فخرهم على الأمم بعقيدة التوحيد، وتهكمهم خصوصا على ثالوث النصارى وتشبيهه بالوثنية، فعندما يصل الانحراف بإحدى فرقهم إلى تقليد نفس هذه العقائد فهذا يستحق التوبيخ. أما ابن أبي طالب فحرق أتباع ابن سبأ بالنار، وبرأ المسلمون أنفسهم من هذه الفرق ولا زال أهل السنة إلى اليوم في صراع صريح مع العلوية واشباههم.
في هذا الرد الشائع كفاية، لكن لمن أراد الزيادة أقول:
أسفار التوراة طافحة بأخبار انحراف يهود للوثنية عند مجاورتهم الوثنيين، خصوصا المملكة الشمالية التي ظهر فيها عبادة الأصنام قبل الغزو الأشوري. فالانحراف العقدي حدث بين اليهود في الماضي، بغض النظر عن التسجيل التاريخي لكل تفاصيل تلك الانحرافات. ويهود القبالاه الصوفية اليوم، وكتابهم الزوهار، يزعمون أن أخنوخ (حنوك) صعد للسماء وجلس عن يمين الله وأصبح كاتب أسفار ويسمونه "المتاترون". ونحن نعلم أن عزرا في التوراة أيضا كاتب أسفار، فربما نقلوا الفكرة من هذا لذاك.
تنسب الموسوعة اليهودية لبعض اليهود القول بأن أخنوخ الكاتب "أقل من الله بقليل".
وتوجد اليوم مخطوطات في كنائس إثيوبيا وغيرها منسوبة لعزرا، ويقال أن لها أصل يهودي قبل وضع المسحة المسيحية عليها فيما بعد. وأحد أسفار إذدراس عزرا هذه يقول:
"ستؤخذ من بين البشر ومن اليوم إلى نهاية الزمان ستعيش مع ابني ومن يشبهونك" (2Esdras 14:9)
فحتى إن كانت كلمة "ابني" هذه إضافة نصرانية من المترجم الكنسي، إلا أن النص بشكل عام يشير لمكانة خاصة لعزرا عند اليهود واعتقاد بعضهم أن الله رفعه إليه.
يؤمن النصارى أن عيسى مات وعاد للحياة، ويعتبرون هذا دليلا على ألوهيته، فلو صدق كلام بعض المفسرين أن الذي أماته الله مئة عام ثم أعاده للحياة (البقرة 259) هو العزير، إذن ربما افتتن اليهود بهذه المعجزة فعبدوه كما عبد النصارى عيسى الذي أحيا الموتى والذي شاهدوه حيا بعد أن رأوا شبيهه يموت على الصليب فظنوه مات وعاد للحياة.
وإن لم تكفي كل هذه الأدلة فلا إشكال إن قال بعض المسلمين أن حاخامات اليهود يخفون عقيدة عزيرية سرية، لا يصرحون بها إلا لخاصتهم شفهيا، مثلما كانوا يتداولون ما أسموه "وحيا شفهيا" لفترة طويلة قبل أن يدونوه في التلمود فيما بعد.
فكما ترى، عند المسلمين والحمد لله وفرة في الآراء والردود على هذه المسألة.


20) لو في الجنة كل ما يشتهي المرء، هل يعني هذا أن المسلم الذي قاوم ميوله الجنسية الشاذة في الدنيا سيسمح له بإشباعها في الجنة؟
سيتطهر قلبه منها قبل دخول الجنة، فلن يشتهيها. حتى الخصومات التي وقعت بين المسلمين في الدنيا سينزعها الله من قلوبهم فيصبحوا إخوانا. ليس في الجنة أمراض، لا جسدية ولا قلبية.
 
21) بعضهم يقول أن نبوءات فتح القسطنطينية في أحاديث الفتن والملاحم لا تبدو منطبقة على فتح العثمانيين لها. كيف التوفيق؟
أنها عن فتح ثاني في المستقبل، مما يعني إما أنها ستصبح علمانية أو ستقع تحت احتلال أوروبي يريد استعادة هويتها البيزنطية النصرانية القديمة. ولا غرابة، فقد ضاعت أسبانيا بعد أن فتحها المسلمون وعاشوا فيها قرونا، إذ استعادها الكاثوليك.


22) كيف تقولون أن محمدا كان معصوما من الخطأ، ثم تروون حديث الفئران الممسوخة وتأبير النخل؟
العصمة في الوحي، لا اجتهاداته الشخصية. وحتى هذه الاجتهادات لم يلبث الوحي أن نزل ليصححها. بناء على معرفته بتحريم نوع معين من اللبن على يعقوب وبني إسرائيل، ورؤيته للفئران تتجنب هذا النوع، ومعرفته أن اليهود تعرضوا في السابق للمسخ قردة وخنازير، اجتهد واستنتج أن بعض اليهود مسخهم الله فئران. ثم نزل الوحي وأخبره أن الممسوخين لا يتناسلون، وبالتالي لا صلة بين فئران عصره وبين اليهود القدماء.
وقد كان الصحابة فاهمين للفرق بين الوحي والاجتهاد، كما رأينا في قصة موقع غزوة بدر حين سألوه إن كان اختياره نابعا من الوحي أم أنه مجرد اجتهاد، فلما علموا أنه اجتهاد أشاروا عليه بموقع أفضل من الناحية العسكرية، فأخذ بنصيحتهم.


23) قصة ذي القرنين تشبه خرافة قديمة منسوبة للاسكندر المقدوني الوثني. ما ردكم؟
من نسبوا قصة السد ومطلع الشمس للاسكندر انتحلوها وأخذوها من ذكريات آبائهم عن ذي القرنين. لما نسى الناس اسم ذي القرنين نسبوا بعض أحداث قصته للمقدوني الشهير، تماما كما نسب السومريون والبابليون قصة الطوفان لأبطالهم مع أنها في الحقيقة أقدم منهم ووقعت لنوح.


24) إن كان يأجوج ومأجوج بشرا عددهم 999 ضعفا مقارنة بباقي كفار الدنيا، ومحجوزين وراء سد معدني، فأين هم اليوم في عصر خرائط الأقمار الصناعية والمسح الجغرافي الشامل للكرة الأرضية؟
لا نعلم مكانهم. ربما أخفاهم الله فيما بعد عن الأبصار كما أن مليارات الشياطين والملائكة مختفين عن الأنظار مع أنهم حولنا ويؤثرون في حياتنا.
وربما يكونون في فجوات داخل الجبال أو ان أغلبهم دخل في أرض من الأرضين الست الأخرى. المسلم لا يشغل نفسه بمكانهم، بل يخشى فتح الردم وخروجهم.
وقد استشكل بعض العلماء المسألة فحاول ربطهم بالصين أو بالمغول، وهذا يتناقض مع نص الأحاديث التي تربطهم بنزول عيسى. وسور الصين ارتفاعه منخفض جدا، وليس معدنيا، وهو مجرد خط دفاعي لتأخير الأعداء، والصينيون هم من بنوه لصد هجمات المغول، فكيف يكون الصينيون هم يأجوج ومأجوج المحبوسين خلف السور؟! وقد فشل في صد المغول، إذ احتلوا الصين حوالي قرنين كما هو معروف تاريخيا. فلا حاجة لتركيب الأحداث التاريخية على نبوءات الفتن والملاحم التي لا تنطبق عليها.


25) لماذا ينسب القرآن لفرعون تعذيب أعدائه بالصلب بينما الصليب الروماني ظهر بعده بقرون؟
الأسلوب الروماني في صلب المحكوم عليهم بالإعدام، على خشبتين متقاطعتين، ليس هو الأسلوب الوحيد. كلمة "صلب" في اللغة العربية أشمل من هذا، ويدخل فيها التعليق على خشبة أو الربط في شجرة. وفي الرموز الهيروغليفية المصورة نجد مثالا على وضع الأعداء على خشبة.
فلا تحصر تصورك في الصورة الرومانية الشائعة اليوم في الأذهان. الرومان لم يخترعوا فكرة التعذيب بالتعليق. وأذكر أن في التوراة جملة عن لعن من مات معلقا على خشبة، فواضح أنه عقاب معروف للقدماء.


26) ألم يصعد محمد للسماء على حصان مجنح مثل أسطورة بيجاسوس الإغريقية؟
الروايات الصحيحة لا تقول أن البراق كانت له اجنحة ولا أنه يطير، ولا أنه كان وسيلة العروج للسماء. بل أنه سريع الخطو، وأنه كان وسيلة الإسراء من وإلى القدس، وأن الرسول ربطه بحلقة في جدار بيت المقدس. أما العروج للسماء فكان بالمعراج، والمعارج هي سلالم تصعد عليها الملائكة. أصل الكلمة في اللغة من التعرج لأنها تكون ملتفة وصاعدة بشكل حلزوني مثل درجات المنارات.
وحتى إن افترضنا وجود تشابه بين البراق وأساطير الإغريق فإما أن البراق كان دابة استخدمها أنبياء قدماء فبقي وصفه بين البشر إلى أن وصل للإغريق، وإما أن المخيلة الإغريقية الخصبة توصلت للفكرة بشكل مستقل، إذ لطالما أعجب البشر بسرعة الخيل حتى شبهوها بالريح وبأنها تكاد تطير.
وقد ابتسم الرسول عندما رأى عائشة تلعب بدمى على شكل خيول مجنحة وقالت أن جياد سليمان كانت تشبهها.


27) ألا تشبه آية "التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا" أسطورة بينيلوبي في الأوديسا؟
الغزل حرفة معروفة بين النساء من آلاف السنين، فهي صورة بلاغية مشتركة بين الأمم ولم يخترعها هوميروس الإغريقي. والآية تحذر من نقض العهود، أما في ملحمة الأوديسة فالقصة عن زوجة محارب شاع خبر غرقه، فكانت تنقض ليلا ما تغزله نهارا كي تحتال على خاطبيها المنتظرين فراغها، إذ كانت تأمل عودة زوجها سالما.


28) لماذا تزعمون أن كلمة ذرة مقصود بها في القرآن الاستخدام اللغوي الفيزيائي للكلمة (وهو مستحدث منذ فترة قصيرة)، بينما تفسرون "وجاءت سيارة" باستخدامها الأصلي القديم؟
تفسيرات الإعجازيين العصرية ليست ملزمة للمسلم. نزل القرآن بلغة العرب ولا يجوز تفسير ألفاظه بأثر رجعي بالاستخدامات اللغوية التي استحدثت فيما بعد.
الذرة في لغة العرب هي النملة أو هباءة التراب. وقد نسى الرسول مرة اسم الصحابي أبي ذر فدعاه أبا نملة.
وحتى عندما ترجم الأمويون والعباسيون كتب الفلاسفة الإغريق القدماء لم يسموا وحدة بناء المادة "ذرة" بل قالوا عن الأتوم "جوهر".
إطلاق كلمة "ذرة" على وحدة بناء المادة هو استخدام جديد ظهر في المجتمعات العربية مؤخرا، أي أنه تطور لغوي مبتدع. كلمة ذرة في القرآن ليست عن النظرية الذرية، وكلمة سيارة في سورة يوسف لا تعني المركبات المعدنية التي تعمل بالمحرك.



29) كيف نثق في قرآن محمد بينما ألقى الشيطان في تلاوته مدح الأصنام ووصفها بالغرانيق؟
لم ينطق محمد بما يسمى الآيات الشيطانية، بل قالها الشيطان نفسه مستغلا سكتة قصيرة في القراءة المحمدية. وحيث أن الشيطان مخفي، والكفار السامعين يتمنون في أنفسهم أن يمدح محمد أصنامهم، فظنوا أنه طاوعهم أخيرا، ثم تحطمت آمالهم عندما أعاد القراءة الصحيحة، وضاع جهد الشيطان.
ويتسرع بعض المسلمين المتحمسين فينفون قصة الغرانيق كلها لمجرد وجود رواية ضعيفة لها، لكن توجد رواية أخرى حسنة ومقبولة كسبب نزول آية "ألقى الشيطان في أمنيته".
وقد تكلم الشيطان مرة أخرى صارخا عند البيعة السرية لوفد يثرب، محاولا تنبيه قريش لنجاح محمد في الحصول على أنصار تعهدوا بحماية رسالته. وسيتكلم أيضا عند فتوحات المهدي لأوروبا كي يعطلها، صارخا في آذان المسلمين أن الدجال قد خرج وبدأ يفتن أهلهم، فيعودون لبلادهم. وقد أحكم الله آياته وحفظ القرآن من محاولات التحريف الشيطانية، ونجح الرسول في الهجرة للمدينة، وسينزل عيسى لقتل الدجال. وحتى عندما تجسد الشيطان في يوم بدر متمنيا أن يقضي كفار قريش على الدعوة المحمدية في مهدها، فشل أيضا وهرب أمام الملائكة.


30) لماذا تقولون أن تكوير الليل والنهار يشير لكروية الأرض، بينما تكوير الشمس يوم القيامة يشير لذهاب ضوئها لا لأنها غير كروية اليوم؟
صحيح أن التكوير في اللغة العربية قد يعني دخول الشيء في الشيء (مثل لف العمامة) وذهاب الضوء. وصحيح أن الشمس اليوم كروية بالفعل، وبالتالي تكويرها يوم القيامة يعني ذهاب ضوءها. والقرآن لم ينزل ككتاب علوم دنيوية نتوقع منه أن يخبرنا شكل جرم الأرض ككل، بل اهتم بسطحها الذي نعيش عليه وكيف أنه منبسط، بغض النظر عن شكلها الإجمالي.
وإن استدل ابن تيمية بالآية على كروية الأرض فهذا رأيه، وهي على أية حال معلومة معروفة للجغرافيين والفلكيين قبل نزول القرآن بمئات السنين، وكانت تدرس في كتاب المجسطي لبطليموس في القرن الثالث الميلادي، وعرفها البشر بمجرد النظر بالعين والاستدلال العقلي (اختلاف ارتفاع النجم الشمالي عند السفر للشمال أو الجنوب. رؤية ظل الأرض مستديرا على القمر عند الخسوف مهما اختلفت الزاوية)، فليست معلومة عجز البشر عن معرفتها.
وقد نجد إشارة لكروية الأرض في وصف القرآن لليل والنهار بأنهما يسبحان في فلك، والفلك في اللغة هو المستدير، وحيث أن ظاهرة النهار تحدث في الغلاف الجوي الملاصق للأرض فربما تكون إشارة لشكل هذا الغلاف وهذا السطح بأنه مستدير.
وعلى أية حال لسنا بحاجة لاستخراج العلوم الدنيوية من القرآن.

31) لماذا سارع محمد بإرسال علي بن أبي طالب لقطع رأس الرجل المتهم بالزنا بمارية القبطية؟ دون شهود ولا حتى مراعاة العقاب الشرعي (الجلد أو الرجم)؟
هذه الحادثة أراها كرامة دبرها الله كي يقطع الإشاعات ويكشف براءة المتهمين.
فقد توافق التوقيت قدرا بحيث يجد علي الرجل يتبرد عريانا في حوضه ورأى بنفسه أن الرجل مخصي. وبهذا ظهرت براءته للجميع وبراءة الجارية وصين عرضها وسمعة النبي. فهي نهاية سعيدة لجميع الأطراف.
وهي تشبه قصة طيران الحجر بثوب موسى فركض عريانا أمام بني إسرائيل وبرأه الله من إشاعاتهم التي نشروها عن تشوه خصيتيه، عندما كان يغتسل منفردا إذ منعه حياؤه من الاغتسال معهم.

32) كيف توصف أيام الخلق بأنها أيام في حين أن بعضها يسبق خلق الشمس والقمر؟
الشروق والغروب مجرد علامة على مرور الزمن،أما الزمن نفسه فيمكن تقديره حتى قبل وجود العلامات الدالة عليه. ألم يقدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؟ إذن الوحدة الزمنية المسماة سنة كان لها وجود قبل وجود الكون.
وعندما وقفت الشمس لأحد أنبياء بني إسرائيل وهو يجاهد لم تتوقف الأحداث الزمنية ولم يتجمد الناس في مكانهم، بل استمروا يقاتلون في المعركة حتى انتصروا. الزمن لا يتوقف بسبب عدم وجود الشمس أو وقوف الشمس.


33) هل خرجت امرأة لوط معه أم لم تخرج؟ في هود 81 قراءتان بإعرابين مختلفين، فتح وضم، واحدة يبدو أنها تأمرها بعدم الخروج أصلا والأخرى يبدو أنها تأمرها بعدم الالتفات بعد الخروج. فكيف يمكن الجمع بينهما؟
"فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ"
اقترح أبو شامة أن الاستثناء منقطع أصلا، فالآية ليست عن استثناء الزوجة من الأمر بالخروج ولا من النهي عن الالتفات، بل عن استثنائها من النجاة. فخرجت والتفتت وأصابها ما أصاب قومها.
وهذا متسق مع الآيات الأخرى التي تصرح بأنها كانت مستثناة من النجاة.
"إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ"
"فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ"
"إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ"
"إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ"


34) تقولون أن وصف الأرض بالتسطح مقصود به أجزاء سطحها لا الأرض ككل. فكيف تصبخ الخطوط المستقيمة دائرية عندما تتجاور؟
ألا تعلم أن الأشكال الدائرية التي تراها مرسومة على الشاشات هي في الحقيقة مكونة من ملايين البكسلات الصغيرة المتجاورة، وأن كل بكسل مربع الشكل، أي مكون من خطوط مستقيمة؟
الخطوط المستقيمة الصغيرة المتجاورة إن مالت بالتدريج بزاوية ضئيلة فإنها في النهاية تصبح منحنى مستديرا. ألم تر في الأبنية كيف أن قطع الطوب المستطيلة يصنع منها المهندسون قوسا أو قبة؟


35) لو قوم نوح غرقوا فعلا في طوفان فكيف بقيت أسماء أصنامهم تعبد فيما بعد حتى وصلت للجاهليين العرب عن طريق عمرو بن لحي الذي استوردها من سوريا؟ ولماذا تبدو أسماؤهم عربية في حين أن نوح أقدم بكثير من ظهور العرب واللغة العربية؟ وكيف يتنبأ الحديث بأن الناس في آخر الزمان سيعودون لعبادة صنم ذي الخلصة الجاهلي؟
ذكرى الاسم تبقى حتى بين الأجيال التي لا تعبد هذه الأصنام. فالقرآن نفسه حفظ للمسلمين أسماء اللات والعزى مع أنها لا تعبد اليوم. فما حدث هو ان سفينة نوح رست على الجودي على الحدود التركية السورية وبقيت أسماء هذه الأصنام في ذاكرة أبنائه وأحفاده ثم عادت الوثنية لسوريا فنحت الناس أصناما وأطلقوا عليها نفس الأسماء القديمة، ثم استوردها العرب من سوريا.
وربما ساهم الشيطان نفسه في العملية، بتذكير الأجيال بهذه الأسماء عن طريق الوسوسة أو الوحي الشيطاني الذي يتنزل على الكهنة، لأنه هو شخصيا - كما نعرف من الحديث - من أقنع قوم نوح بعبادتها (عندما نصحهم بتمجيد ذكرى الصالحين بنحت تماثيل لهم كي يقتدوا بهم، وغرضه أنه مع مرور الوقت يتحول الاقتداء والاحترام إلى عبادة وثنية).
وحركة ديانات العصر الجديد وعبادة الطبيعة تقوم اليوم بإحياء الوثنية القديمة في بريطانيا، بل ويوجد بين الغربيين من يعتنقون الديانة "الكمتية" المصرية القديمة ويعبدون إيزيس!
وأسماء ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ليست بالضرورة عربية، بل اللغة العربية نفسها (والعبرية، ولغات أخرى) مشتقة من لغة البشر القدماء، تماما كما أن اسم آدم نفسه يشير لاديم الأرض في اللغة العربية والعبرية مع أن آدم بطبيعة الحال يسبق ظهور هذه اللغات للوجود.


36) ما دام اليهود والنصارى والصابئون لهم أجرهم ولا خوف عليهم، فلماذا تصفونهم بالكفر؟ ومن هم الصابئون أصلا؟
المأجورون منهم هم القدماء الذين اتبعوا أنبياءهم في زمانهم، أما بعد بعثة محمد لحميع البشر فإن كفرهم به يجعلهم كفارا.
"وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" آل عمران 85
العقيدة الإسلامية واحدة منذ أيام آدم، فمن مات أيام موسى مؤمنا بديانة موسى قبل تحريفها فهو مسلم، وعمله لن يضيع لمجرد أنه عاش قبل إرسال محمد.
أما النصرانية فأوقعت نفسها في إشكال، إذ قالت أن البشر قبل عيسى كانوا يجهلون عقيدة الثالوث وأنهم مولودون في الخطيئة الأصلية، ولهذا اخترع النصارى فكرة أن عيسى نزل لجهنم يومين، بين صلبه وقيامته، كي يحرر أرواح الموتى الصالحين من سلاسل العذاب.
أما الصابئون فمن السياق الذي يجمعهم باليهود والنصارى نفهم أنهم كانوا اتباع نبي من الانبياء ثم انحرفوا مع مر الزمن. نعرف طائفتين بهذا الاسم: صبة العراق وفلاسفة حران بتركيا. صبة العراق طائفة صغيرة تكاد تنقرض اليوم، ينسبون أنفسهم ليحيى، وطقوسهم تركز على الاغتسال فيعيشون جوار الأنهار. بعض الآراء تربطهم بنوح أو إبراهيم، لكنهم على أية حال قد انحرفوا كما هو واضح من كتبهم، وتأثروا بعقائد غنوصية عرفانية. أما من كانوا في حران فيقال أنه لا علاقة لهم بالصابئين القدماء بل هو اسم ادعوه لأنفسهم خوفا من أن يضطرهم المسلمون للدخول في الإسلام أو التحول لديانة أهل الكتاب اليهود والنصارى، حيث أن عقائدهم كان فيها وثنية مثل عبادة الكواكب، والإسلام لا يسمح بوجود أقليات وثنية، فانتحلوا اسم الصابئين كي يعتبرهم المسلمون ضمن أهل الذمة.


37) لماذا يرسل الإله رسالته باللغة العربية إن أرادها لكل شعوب الدنيا؟
اختار الله العرب كي يحملوا الرسالة لباقي الأمم، ولهذا خاطبهم بالعربية ثم كلفهم نشر الدين بين الشعوب. وقد بذلوا الجهد في هذا ولا زالوا، ففتحوا البلاد بالجيوش ثم لما ضعفوا استمروا في جهود الدعوة والترجمة. وقد انتشر الإسلام بحيث أن أغلب المسلمين اليوم ليسوا عربا.
وقد كان العرب مهيئين لتلقي الرسالة، وكانت وثنيتهم ساذجة، يصنع أحدهم صنم العجوة ثم يأكله إن جاع، أما الحضارات الشهيرة الأخرى فكانوا متشبثين بموروثهم الثقافي، وربما لو نزل القرآن بالصينية لما قبله الصينيون، ونفس الشيء بالنسبة للعجم الفرس أو البيزنطيين النصارى. واليهود لا ينشرون ديانتهم أصلا ولا يحبون دخول الأغيار فيها ويريدونها مقتصرة على عرقيتهم. أما الأمم الأخرى التي كانت بلا حضارة وكانت وثنيتها ساذجة فربما كانت ستقبل القرآن لو نزل بلغتهم لكن ربما عجزوا عن نشره، لانعزالهم عن الشعوب الأخرى (مثل انعزال الهنود الحمر في أمريكا)، بينما العرب على الأقل كانوا في منطقة متوسطة من خريطة العالم ولهم علاقات تجارية بالامبراطوريات الكبرى فكان من السهل عليهم أن ينشروا الدعوة الإسلامية.
وانظر كيف نجح العرب في التخلي عن ماضيهم الوثني حتى أن كثيرا من معتقداتهم لا نعرفها اليوم إلا من ذكر القرآن لها، بينما أوروبا لا زالت مهووسة بأساطير الإغريق واللاتين ويعتبرونها عنصرا هاما من ثقافتهم. بل أن النصرانية نفسها لم تنتشر بينهم إلا عندما امتزجت بوثنيتهم، حتى أن الكريسماس هو عيد روماني وثني في الأصل، وكثير من "القديسين" عند الكاثوليك كانوا في الأصل معبودات أوروبية وثنية أعطوها صبغة مسيحية. أما العرب الجاهليون فعلى الأقل كانوا يعرفون إبراهيم وإسماعيل ويطوفون حول الكعبة ويعرفون اسم الله، فبعد أن طهرهم الإسلام من الشرك وعبادة الملائكة والأصنام قبلوا الإسلام ونشروه.


38) أليس من الأفضل ترك الشعوب على جهلها بمحمد بدلا من دعوتهم للإسلام وتعريضهم لخطر الكفر به وبالتالي العذاب الأبدي؟
لا يجوز إخفاء الحق، وليس من الرحمة بالناس تركهم في جهلهم، بل نشر الدعوة الإسلامية من فروض الكفاية التي كلف الله بها الأمة، وإن لم يقم به بعض أفرادها أصاب الإثم الجميع. ثم إن اسم محمد والإسلام انتشرا في كل بقاع الأرض اليوم، ولا يكاد يمر يوم دون سماع خبر عن المسلمين في وسائل الإعلام، ومن الحديث نعرف أن كل من سمع بمحمد ولم يؤمن به فهو في النار، فعلى المسلم أن يصل لهؤلاء السامعين ويوضح لهم حقيقة الإسلام ورسالة التوحيد إن أراد بهم خيرا.
ثم إن الجهل ليس عذرا، فحتى أهل الفترة الذين عاشوا في عصور فتور الوحي وانقطاعه يقال أن الله سيختبرهم يوم القيامة وأن رد فعلهم (طاعة أو عناد) سيكشف ما كان قدره الله لهم من الأزل (سعداء أهل جنة أو أشقياء أهل جحيم)


39) لماذا يسمح الإسلام للأب بتزويج ابنته الصغيرة؟ أليس هذا استغلالا لعجز الصغار عن الاعتراض والجدال؟ وأليس الحمل المبكر خطرا صحيا؟ والزواج المبكر يؤذي الفتاة نفسيا؟ ولماذا يسمح بالزواج دون البلوغ إن تحملت الوطء؟ أليس هدف الزواج تكثير النسل؟
الوالد يختار لأطفاله مدارسهم وملابسهم وديانتهم ويتخير لهم الأطعمة المفيدة لهم، ومئات بل آلاف الاختيارات الأخرى. فهل نتوقع من الطفل أن يختار بنفسه؟ وهل يفهم الطفل أصلا مصلحته؟ وما دور الأب إذن؟ هل نترك الأطفال بلا تعليم ولا ديانة ولا تربية ولا توجيه أخلاقي إلى أن يصلوا لسن البلوغ ويبدأوا اختياراتهم الحياتية من الصفر؟ لا، بل نختار لهم ما نرى فيه مصلحتهم. فنفس الشيء في اختيار الأب تزويج ابنته مبكرا إن رأى فيه مصلحتها.
أما الحبل فما دام الجسد قد بدأ إنتاج البويضات والرحم يتهيئ شهريا للتخصيب ثم يهدم بطانة الرحم ويتخلص منها مع دم الحيض عندما يمر الشهر دون تخصيب، إذن من الواضح أن الجسد مستعد تماما للحمل، وإلا فما فائدة دورة الطمث؟!
أما النسل فهو أحد أهداف الزواج، وليس الهدف الوحيد. وإلا لألزمناكم ساعتها أن تحرموا كبيرة السن من الزواج بعد أن انقطع عنها الطمث، أو أن تمنعوا العاقر من الزواج!
وانظروا لعائشة وكيف كانت قوية الشخصية لا منكسرة نفسيا كما تزعمون. كانت تستدرك على الصحابة بعض الروايات الحديثية والأحكام الفقهية، وتجاوز عمرها الستين ومع ذلك ظلت محبة للرسول تتمنى أن تدفن جوار زوجها، ومواقف غيرتها عليه شهيرة. وظلت تساهم في نشر رسالته. كيف يدعي النسويون أنها مستضعفة بينما أبوها صار الحاكم بعد موت الرسول؟ كيف تكون مستضعفة مكسورة الجناح ونحن نعرف أنها قادت جيوش في معارك؟ لو أن زواج الصغيرات من الصالحين ينتج لنا شخصيات قوية مستقلة وورعة وسخية مثل عائشة فأهلا به!


40) أليس تفضيل العرب على العجم عنصرية؟ وتفضيل الرجال على النساء تمييزا جنسيا؟
العرب بشكل عام أفضل من غير العرب، لكن هذا لا يعني أن كل أفراد العرب هم بالضرورة أفضل من غيرهم. كثير من مشاهير علماء وفقهاء المسلمين لم يكونوا عربا بالنسب بل باللسان. ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، لكن ماذا لو تساوت التقوى؟
والغربيون اليوم على أية حال يتطرفون في نفي تميز كل عنصر بصفات معينة. وهذا النفي رد فعل على ماضيهم العنصري، فكأنهم أرادوا التبرؤ من فكرة تفوق الرجل الأبيض التي اعتنقوها قديما فقالوا لا فروق بين الأجناس أصلا. وهذا مخالف لما نراه في الواقع، إذ أن الهنود يبرعون في الحساب والألمان في الهندسة والتصنيع والأفارقة تفوقهم في الرياضة مشهور وتكنولوجيا اليابان أفضل من تكنولوجيا المصريين على سبيل المثال. وقد مدح عمرو بن العاص الروم لرحمتهم بالضعيف وسرعة إفاقتهم من الهزائم السياسية، مع أنه كان عدوهم وانتصر عليهم في مصر.
أما عن الذكور والإناث فهناك فروق واضحة في القدرات والاهتمامات وأساليب التعامل مع الأزمات، ومن العبث إنكارها. والإسلام دين عدل لا دين مساواة، فالجيوش التي تجبر النساء مثلا على الجندية لا تفهم أن المرأة لم تخلق لهذا. وحتى بعد أن فتحت الجامعات كل حقول الدراسة للجنسين دون تمييز لا زلنا نجد نفورا أنثويا من دراسة البرمجة والفيزياء، وعدد الفتيات بهذه الأقسام لا بصل للنصف ولا حتى الربع، وهذا دليل واضح على تباين الجنسين في الميول والاهتمامات.
 
41) هل من العدل أن تضيع أعمال الكفار الخيرية يوم القيامة؟ ألا يستخدم المسلمون تكنولوجيا الكفار لنشر الإسلام؟
ما يفعله الكفار من خير في الدنيا ينتفعون به في الدنيا، أما في الآخرة فليس لهم نصيب، بل يضيع العمل هباء منثورا. وهذا منطقي لأنهم لم يقدموه لله على الكيفية التي طلبها منهم، أي مسبوقا بإيمان. لو أن طالبا أجاب على أسئلة امتحان ثم رفض أن يسلم ورقة الإجابة للأستاذ، أو أجاب بلغة أجنبية مخالفة لما أراده الأستاذ، أو جعل إجابته مقالا ممتازا عن الكيمياء بينما الامتحان كان في علم الجغرافيا، فهل من الغريب أن يرسب في الاختبار؟
والأعمال بالنيات، فإن كان صانع الأداة التكنولوجية لا ينوي من ورائها نصرة دين الله فلماذا يتوقع أن يشترك مع مستخدمها المسلم في الثواب؟ هب أن قاتلا قتل شخصا بسكين مطبخ ،فهل المصنع الذي صنع السكين يشترك معه في العقاب القانوني؟


42) لماذا يحاسب الإله البشر على أفعالهم في حين أن مشيئتهم خاضعة لمشيئته؟ عليكم إما أن تنفوا القدر أو أن تقولوا أن الإنسان مجبر!
"وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (التكوير 29)
لا تعارض بين أن للبشر إرادة وبين أن إرادتهم هذه خاضعة لإرادة الله. إرادة الإنسان ليست حرة، لكن هذا لا يعني أنه ليس للإنسان إرادة. وكيف تتوقع أصلا أن يكون للمخلوق إرادة مساوية لإرادة الخالق؟!
المثال التوضيحي الذي اعتدت استخدامه في المناظرات لتقريب الفكرة هو دائرة كبيرة داخلها دائرة صغيرة. الصغيرة محاطة بالكبيرة، ولا تستطيع الخروج عن حدودها، لكن هذا لا يعني أن الدائرة الصغيرة ليس لها وجود! بل الإرادة البشرية موجودة، لكنها محكومة بإرادة أعلى منها.
وأفعال البشر يفعلها البشر، مع أن الله هو من يخلق هذه الأفعال.


43) لماذا ينسخ الإله كلامه بكلام جديد؟ لماذا لم يرسل للبشر النسخة النهائية من البداية؟
لأنه يختبر طاعة البشر، كما في آية تغيير القبلة
"وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ" (البقرة 143)
ولأنه حكيم يعلم أن ما قد يناسب قوم موسى قد لا يناسبهم أيام عيسى أو أيام محمد. زواج الأخت كان مباحا أيام آدم لأن البشرية لم يكن أمامها بديل، ثم حرمها فيما بعد.
ولأنه رحيم يريد منا أن نعلم أنه مستحق للعبادة ليلا ونهارا، خمسين صلاة، لكنه يرحم ضعفنا فجعلها خمس فقط.
ولاحظ أنه لا ينسخ الأخبار والعقائد أبدا، بل الأحكام الشرعية فقط. فكل الرسل والأنبياء عقيدتهم إسلامية، حتى إن اختلفت شرائعهم.


44) ألسنا نستخدم نظرية التطور البيولوجي اليوم لتحسين السلالات ومقاومة الأوبئة؟ إذن قصة آدم خرافة.
لا تخلط بين التطور داخل النوع الواحد (وهو معروف للبشر منذ آلاف السنين) وتطور نوع إلى نوع آخر مختلف تماما (وهو مستحيل إثباته عمليا في معمل). يمكن تحسين سلالة القمح لكنه في النهاية يظل قمحا ولن يتحول إلى عنب. وتوالد ملايين الأجيال من فيروس كورونا لن يحوله إلى فيروس الإيدز. هناك مئات الأنواع من الكلاب، لكن نسلها لن يتحول إلى قطط مع مرور الزمن. الإنسان الصيني يختلف عن الأفريقي لكنهما في النهاية بشر وأبناء بشر وسيلدون بشرا.
التطور الجزئي لا إشكال فيه، أما التطور الكلي (الماكرو) فيعترف العلماء بعجزهم عن تكراره معمليا لأنه - حسب زعمهم - يستغرق آلاف السنين. إذن هو مجرد عقيدة يؤمنون بها، ونحن عندنا عقائدنا بالفعل فلماذا نستورد عقائدهم؟
يقول العلم اليوم أن الديناصورات التي نجت من الانقراض تحولت مع مرور الزمن إلى طيور، أي أن دجاج اليوم هو حفيد دناصير الأمس البعيد. هذه الأفكار تصلح لألف ليلة وليلة أو أساطير الإغريق، وعيب أن يضيع العلم فيها وقته وموارده.


45) أليس التشابه الجزئي في الجينات بين الكائنات المختلفة دليلا على تطورها من أصل مشترك؟
لا. تشابهت لأنه خلقها نفس الإله وأراد لها أن تعيش على نفس الأرض. كي تعيش الكائنات في نفس البيئة، وكي يكونوا جزءا من نفس السلسلة الغذائية، طبيعي أن توجد تشابهات بينهم. تصور لو أن طعامنا مصنوع من عناصر فضائية غريبة تماما عن الأرض، كيف ستهضمه أجسامنا وتستفيد منه؟
وجود تشابه بين لوحتين قد يعني أن الرسام واحد، لا أن لوحات قديمة تناسلت! المايكروويف وخلاط المطبخ قد يصنعان في نفس المصنع، ويستخدمان نفس الفولت الكهربائي، فالتشابهات سببها تصميمهما بحيث يستخدمان في نفس البيئة المنزلية، وليس سببها هو أن جدهما كان ثلاجة!
وجود جينات مشتركة اليوم بين البطريق الجنوبي والدب القطبي الشمالي لا يعني أنهما ورثاها من جد مشترك بينهما، بل ببساطة أن البطريق القديم تطور بحيث يناسب البيئة الباردة، والدب القديم تطور بنفس الطريقة بحيث يناسب البيئة الباردة أيضا.


46) لماذا لم يتعهد الإله بحفظ الكتب السماوية السابقة؟
كان يختبر تلك الأمم هل سيحفظون كلامه أم يحرفونه. وكان يمكن أن يختبر المسلمين أيضا بنفس الطريقة، لكنه حفظ هذه الرسالة. ربما لأن ما سبق كان مرحليا ومؤقتا ومرسل لأمم محددة، بينما القرآن آخر رسالة ومستمر لنهاية الزمن ومرسل للناس كافة وينسخ كل ما سبقه.
والكتب السابقة محفوظة على أية حال في اللوح السماوي المحفوظ، مهما أضاعها أصحابها هنا في الأرض.
وانتبه أيضا أن كلمات الله الكونية لا تبديل لها، فما يقدّر وقوعه سيقع حتما.


47) لماذا لم يجعل الإله كل الناس مؤمنين؟ ألا يريد الهداية للجميع ويحب كل البشر؟ ما دام أغلب البشرية كفارا إذن هل فشل الرسل في مهمتهم؟
من قال لك أن الله يحب كل البشر؟! بالعكس، النخبة الصالحة فقط هي من تنال رضاه، ويتميزون عن الغالبية.
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً" (يونس 99)
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" (هود 118-119)
"وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ" (المائدة 48)
وما فائدة الاختبار إن جعل كافة الناس مؤمنين؟ لقد خلق الملائكة بالفعل لا يعصون له أمرا، أما الجن والإنس فاختبرهم وخيرهم بين الطاعة والمعصية.
وظيفة الرسل التبشير والإنذار، أي تقوية إيمان المؤمنين وتحذير الكافرين، حتى لا يكون للكفار حجة فيما بعد. إيمان البشر لن يزيد الله شيئا وكفرهم لن ينقص منه شيئا، فهو مستغني تماما عن الخلق.


48) أليس من التناقض أن تنسب السنة لمحمد معجزات كثيرة مع أنه يقول أنه لم يؤت معجزات مثل الرسل السابقين بل قرآنا؟ والقرآن نفسه يسجل تحدي قريش له بالإتيان بمعجزات وأنه لم يستجب لها؟
"وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ" (الإسراء 59 وانظر أيضا 90-94)
الخوارق شيء والاستجابة لتحدي محدد شيء آخر. ثبت عن الرسول تكثير الطعام والماء والإسراء وحنين الجذع وغيرها، لكن عندما طلبوا منه أن يسقط عليها السماء أو يأتي بالله والملائكة أو أن يرقى أمامهم للسماء ويعود بكتاب ملموس، إلى آخر تحدياتهم له، لم يستجب الله لهم.
وهذا رحمة من الله بهذه الأمة، حيث أن الأمم السابقة عندما جاءتهم المعجزات واستمروا على كفرهم عاقبهم الله، كما فعل مع قوم صالح بعد قتلهم الناقة. فأراد الله أن ينصلح حال قريش في النهاية ويؤمنوا ويصيروا قادة المسلمين ولهذا لم يعجل عليهم بقبول تحديات ربما كانت ستؤدي للقضاء عليهم تماما.
(لكن قد يعكر على هذا الرأي أن أنس بن مالك يرى أن معجزة شق القمر كانت ردا على قريش عندما طلبوا آية. البخاري 4586)


49) كيف تعرفون أن الإسلام هو الحق دون قضاء سنوات في دراسة الديانات الأخرى؟
إن أعطاك الطبيب دواء شافيا فمن الجنون أن تضيع عمرك في تجريب 50 دواء آخر!
المسلم ما دام عرف الحق وآمن أن الدين عند الله الإسلام فلماذا يشغل نفسه بمعرفة الباطل؟
أما غير المسلم، الباحث عن الحق، فتكفيه فقرة قصيرة أو جملة تختصر عقيدة كل ديانة يسمع بها، بلا حاجة للتعمق في التفاصيل. الهندوسية مثلا يكفي في نبذها معرفة تقديسها للأصنام وإيمانها بتناسخ الأرواح، والعلمولوجيا فحواها أن مخترعها كان مؤلف روايات خيال علمي وأنها عن الكائنات الفضائية، وهكذا. فلا حاجة أبدا لسنوات من مقارنة الأديان. الإسلام مثلا يمكن اختصاره في أن الله واحد لا إله سواه، لم يلد ولم يولد، وأنه أرسل محمدا للإنس والجن كافة.


50) كلما حدثت كارثة طبيعية نجدكم تنسبونها لغضب الإله. ما دليلكم؟
المسلمون متسقون مع أنفسهم في هذا، حيث ينسبون لله تقدير كل ما يحدث في العالم ولا يظنون أنها أحداث طبيعية عشوائية غير مقصودة. أما اللا-أدريون فيعجزون عن تحديد معيار يخبرهم إن كان الحدث من فعل الطبيعة أم من فعل إله.
عندما انتشر الانحلال الجنسي في بومبي ثم احترقوا لما انفجر بركان فيزوف في القرن الأول، هل يستطيع غير المؤمن التمييز بين إن كان هذا الحدث رسالة تحذير ربانية أم مجرد حدث طبيعي لا علاقة له بفساد القوم؟ لا. ليس عنده أي وسيلة للتمييز. إذن كيف يدعي أن الله لا يعاقب البشر بالكوارث أحيانا؟
أما المؤمن فيرى أن كل الأحداث الدنيوية مقصودة ولها حكمة. إن حدثت للمؤمنين فهي خير لهم لأنها تنصحهم أن يعودوا للصراط المستقيم إن كانوا بدؤوا ينحرفون، وهي أيضا خير لهم إن لم يكونوا قد انحرفوا حيث أن الصبر عليها له ثواب. وإن وقعت للكفار فهي إنذار لهم ولغيرهم، وهي أيضا عقاب دنيوي يسبق العقاب الأخروي.
ونفس الشيء بالنسبة للدعاء. منطق الملحدين متناقض بينما منطق المسلمين متسق مع نفسه. لو أن ملحدا لعن الله فأصابته صاعقة أو شلل لقال أنها صدفة وليست دليلا على شيء، ولو لم تصبه لقال هذا دليل على عدم وجود إله! أما المسلم فلو دعا الله فتحقق الدعاء فإيمانه يخبره أن الله استجاب له، وإن لم يتحقق الدعاء فهو يؤمن أيضا أن وراء هذا حكمة لا يراها، إما أن تحقق أمنيته كان سيصيبه بضرر (وهنا فمن رحمة الله به أن منعها من التحقق) أو أن الله أبدله بها شيئا آخر أنفع له في الدنيا أو ادخرها له كثواب في الآخرة. فالدعاء مفيد في جميع الأحوال حسب العقيدة الإسلامية، سواء رأينا نتيجته عاجلا أو آجلا.


51) كما أبطلتم العبودية وجهاد الطلب والرجم وحد الردة، لماذا لا تبطلون باقي التشريعات الإسلامية المثيرة للجدل؟
لا يحق للمسلم إبطال أي جزء من الشريعة. وإلغاء الدولة العثمانية للرق كان بضغط من الأوروبيين. وعجز بلاد المسلمين اليوم عن الفتوحات سببه ضعفهم دينيا وعسكريا، وتعطيل بعض الحدود هو محاولة لإرضاء الغربيين وتأثر بالأفكار الليبرالية. وكل هذا سيعود عندما ينصلح حال المسلمين.
ثم إن الغرب لا زال يعتمد على العبودية في العصر الحديث حتى إن أخفاها تحت مسميات مختلفة. فالملابس في متاجر أمريكا تستورد من مصانع شرق آسيا التي توظف الأطفال الفقراء في ظروف عمل قاسية، وقد ارتفع معدل الانتحار بينهم لدرجة أن أصحاب هذه الورش وضعوا شبكات على الأسطح لمنع الأطفال من القفز لحتفهم! ودول شرق أوروبا أصبحت مصدرا لتصدير فتيات الدعارة للعالم واستغلالهم جنسيا بعنف وتحت ظروف غير آدمية. حتى سجون الولايات المتحدة توظف السجناء في حرف مقابل سنتات يومية قليلة، وكأنهم أسرى حرب في معسكرات اعتقال. وأغلبهم من الزنوج والأسبان بالمناسبة، وكأن الوضع الاقتصادي والقانوني في أمريكا عنصري ومصمم ضد الأقليات.
واضح أن البشرية لا تستطيع الحياة دون عبودية، وأن الرق جزء من نسيج المجتمع حتى إن حاولوا إخفاءه عن العيون. أما الصورة الإسلامية للعبودية فأفضل من هذه الصور الحديثة، إذ أن الأمة على الأقل تعيش مصونة في بيت مالكها ولا تضطر لخدمة مئات الزبائن جنسيا كما يحدث اليوم مع الرقيق الأبيض الأوروبي، ولا يجوز لصاحبها المسلم إيذاءها على عكس الجنس السادي والمازوخي الذي تتعرض له بنات الدعارة اليوم، ولا يحق للمسلم إكراهها على البغاء على عكس آلاف الواقعات اليوم في قبضة القوادين في الشرق والغرب. ولا يجوز للمسلم تكليف عبده بما لا يطيق، على عكس ما يحدث اليوم من ضغط شديد على العبيد يدفعهم للانتحار.


52) كيف تقولون أن الإله خلق السماوات والأرض من أجل اختبار الإنسان، بينما عمرهما مليارات السنين، وظلت الأرض صالحة للحياة ملايين السنين قبل ظهور البشر؟ الديناصورات عاشت عليها فترة أطول من الإنسان.
"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" (هود 7)
الأعمار الجيولوجية المنسوبة للأرض ليست ملزمة للمسلم، حيث أنها تفترض استحالة ظهور شيء من العدم مكتمل الخلقة، بل تفترض دائما أنه حدث تدريجيا ببطء شديد وتراكم. أما المسلم فلا يجد حرجا في الإيمان بقدرة الإله على خلق شيء بمجرد كلمة كن فيكون أو في ستة أيام عادية كطول أيامنا. النظريات العلمية مضطرة للقول بهذه الأحقاب الطويلة لأن البديل هو وجود قوة فوق طبيعية كونت الجبال مثلا في لمح البصر، وهو ما يرفض العلم الإيمان به.
لكن حتى لو كان عمر الأرض قبل آدم طويلا جدا، فإن الجنة والنار أيضا فارغتان ومخلوقتان وتنتظران سكانهما. فلا إشكال في الإيمان بأن الدار مبنية ولا يدخلها ساكنها وينتفع بها إلا بعد بنائها بفترة طويلة.


53) مجتمعاتكم تجبر المتحولين جنسيا على كتمان ميولهم فتدفعهم للانتحار. أليس هذا قسوة؟
تقول الإحصاءات أن معدلات الانتحار بشكل عام في البلاد الإسلامية ضئيلة جدا جدا بالمقارنة بالبلاد الأوروبية والليبرالية. معنى هذا أن كثيرا من المنحرفين الذين يعيشون في المجتمعات التي تطاوعهم وتتقبلهم تصل بهم التعاسة لقتل الذات، بينما المجتمعات التي تضغط عليهم كي يندمجوا في الأعراف السائدة تنجح في إنقاذهم، فينصلح حالهم ويقاومون ميولهم!
ثم أن المجتمعات الليبرالية اليوم أخذت تطاوع حتى الأطفال، فتعطيهم هرمونات التحول إن أعلنوا عن رغبتهم فيها، وليس هذا من الرحمة في شيء، بل هو تشويه كثيرا ما يندمون عليه فيما بعد عندما يكتشفون أن الرغبة كانت مجرد اضطراب نفسي عابر ومؤقت.
ومطاوعة البالغين الراغبين في التحول هو تشويه لخلق الله، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال فيه هدم لأسس المجتمع، بالإضافة لما يترتب عليها من غرائب مثل إجبار الناس على استخدام ضمائر مخاطبة مذكرة للإناث ومؤنثة للذكور.
وانظر ما فعلته فتوى الخميني في إيران الشيعية، حيث أصبحت حرية التحول الجندري بابا للشذوذ الجنسي، إذ أن اللوطي الراغب في الرجال يستميلهم إليه عن طريق اكتسابه صفات أنثوية بالمعالجة الهرمونية، أما المجتمعات السنية فلم ينتشر فيها هذا.


54) لو كنتم تثقون في القوة الإقناعية لديانتكم لتركتم الأطفال بلا ديانة ثم خيرتوهم ان يعتنقوا مايناسبهم عند البلوغ، بدلا من تلقينهم الإسلام منذ ولادتهم.
بل كثير من الناس يعاندون الحقائق التاريخية والعلمية والطبية، حتى مع توفر الأدلة المقنعة. وما أتباع نظرية الأرض المسطحة ببعيد، إذ أن حقيقة كروية الأرض عليها مئات الأدلة لكنهم يتبعون الهوى ويعاندون. ونفس الشيء في الجدالات السياسية بين أتباع الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أمريكا. لو كان مجرد إخبار الناس بالحقيقة سيقنعهم بها لما كان هناك جدل ومناظرات وعشرات الطوائف والفرق السياسية المتناحرة! وانظر لوباء كوفيد وكيف أن كثيرا من الناس أصروا على الكفر بالحقائق العلمية المقنعة.
تربية الناس على الحقيقة منذ الصغر أفضل من تركهم على جهلهم لسنوات ثم تخييرهم.
ثم أي والد هذا المستعد للمقامرة بمصير ابنه، فيتعمد حجب الحقيقة عنه؟ أليس من الأفضل أن يحمد هذا الابن الله أن وفر عليه الحيرة الدينية والبحث ومقارنة الأديان، فخلقه في أسرة تعلم الحق بدلا من أن يجعله في أسرة تؤمن بالباطل؟! هي منحة ربانية أن جعله في بيت مسلم، وأنتم تغارون منهم فتريدون أن تحرموهم منها. فهذا كشخص ولد لأسرة ثرية فقال له حاسدوه اترك هذا الميراث وابدأ من الصفر!


55) كيف تتوقع من العقلانيين أن يؤمنوا بالله وهو يحجب نفسه عن البشرية؟
إبليس كان في السماء وكلم الله، ومع ذلك لم ينفعه هذا، بل قاده الكبر للكفر والمعصية. فمع أنه يعلم يقينا أن الله حقيقي، إلا أنه اختار أن يعصاه على الرغم من هذا.
وقد شاهد القدماء معجزات فكذبوا بها واعتبروها سحرا للأعين لا دليلا على صدق الرسل.
ولو رأى الملحد معجزة اليوم فقد يقول: خدعة هولوجرافية، أو هلوسة جماعية، أو تكنولوجيا كائنات فضائية.
بعض القلوب المريضة تظل مريضة مهما رأت.


56) كثير من الأقليات الدينية الأخرى تعيش بهدوء مندمجة في المجتمعات الغربية والشرقية، بينما المسلمون هناك دائما يسببون المشاكل. لماذا؟
الإسلام يرفض التخلي عن أصوله، بينما أغلب الديانات الأخرى غيرت من نفسها وانهزمت نفسيا أمام موجة العصرنة. الفاتيكان كل فترة يقدم تنازلا جديدا، والنصارى في أمريكا يرون السخرية من يسوع في التليفزيون بحجة حرية التعبير فلا يستطيعون الاعتراض، بينما مجرد رسوم كرتونية أقامت البلاد الإسلامية وأخافت برد فعلها كثيرا ممن كانوا سيتجرؤون.
الإسلام ليس دينا يصلح للإخفاء أو الطقوس السرية، بل يظهر فورا سواء في الزي الإسلامي، الصلاة أثناء ساعات العمل، عدم مصافحة الرجال للنساء، غض البصر، وغيرها. الاندماج في مجتمع غير إسلامي سيؤدي للكثير من التنازلات الدينية. كيف سيطيع المسلم القانون الأجنبي عندما يتعارض مع الشريعة؟ إن كان القانون يترك لهم حرية تناول الطعام الحلال، فماذا عن قوانين الوراثة؟ وماذا عن تعدد الزوجات الذي يعتبرونه جريمة؟ وماذا لو ضرب المسلم ابنه ذا العشر سنوات بسبب الصلاة فتعرض للمساءلة القانونية؟ وماذا لو كان القانون الفرنسي يمنع النقاب؟
وكيف يعيش المسلم الصيني بهدوء تحت سلطة شيوعيين يعتبرون العقائد الدينية خرافات ضارة بالمجتمع؟ في أمريكا رفع شواذ قضية ضد خباز نصراني لأنه رفض عمل كعكة زفافهما، وهذا في بلد تاريخها مسيحي وأغلبيتها مسيحية، فما بالك بالضغط الذي يتعرض له المسلم هناك وهو أقلية عددية؟


57) ألم يناقض القرآن نفسه عندما استشهد بالتوراة والإنجيل الموجودة بأيدي أهل الكتاب ثم اعتبرها كتبا محرفة؟ وما هو الإنجيل أصلا من وجهة نظر المسلمين، وما علاقته بالأناجيل المتداولة حاليا؟
التحريف المقصود هو تحريف جزئي، فالله يستشهد بالأجزاء الوحيية الحقيقية الباقية في أسفار اليهود والنصارى، لا الأجزاء الملفقة.
ومفهوم التحريف نفسه يشير لوجود بقايا من الأصل وإلا لم يوصف الشيء بأنه محرف، إذ لو كان شيئا جديدا تماما لا يشبه الأصل في أي جزء من أجزائه فلا يصح ساعتها وصفه بأنه محرف عن الأصل، بل يصبح شيئا مختلفا تماما لا علاقة له بالأصل.
فالمسلمون يصدقون التوراة عندما تقول أن موسى وهارون كانا رسولين لبني إسرائيل، لكن يرفضون التوراة عندما تقول أن هارون كان صانع العجل الذهبي.
ولا يجوز الاعتماد على أقوال بعض علماء المسلمين الذين قالوا أن تحريف التوراة كان مجرد تحريف في التفسير لا في الألفاظ، لأنهم ببساطة لم يكونوا مطلعين على الأسفار العبرية ولم يشغلوا أنفسهم بدراستها، أما من درسوها منهم فأكدوا تحريف التوراة، كابن حزم الأندلسي، وسردوا مئات الأمثلة على تحريف النص بالحذف والتبديل والإضافة.
أما الرواية الحديثية التي يعتمد عليها البعض، والتي تنسب للرسول احترامه لنسخة التوراة ووضعها على وسادة وقوله أنه يؤمن بها، فهذه زيادات ضعيفة لن تجدها في الرواية الصحيحة الموجودة في البخاري. وحتى إن قبلنا هذه الزيادات فنفهمها على أنها تشير للأجزاء الباقية من التوراة الأصلية، مثلما قد يحترم الأب المسلم ورقة كتب فيها ابنه سورة قرآنية يتعلمها فخرجت بها بعض الاخطاء. فقد يتحرج الأب هنا من أن يمزقها، لأن بها على الأقل اسم الله وآيات قرآنية صحيحة جوار ما بها من تصحيفات أخطأ فيها الابن.
أما الإنجيل فهو وحي أوحاه الله لعيسى، مثلما أوحى التوراة لموسى والقرآن لمحمد. إذن فقائل الكلام هو الله. أما أسفار العهد الجديد التي يؤمن بها النصارى فتحوي داخلها بقايا من هذا الوحي، ولهذا توصف بأنها إنجيل، لكنها في الإجمال كتب سيرة ورسائل، ولها مؤلفون بشريون.
مؤلف إنجيل لوقا نفسه يصرح في المقدمة أنه جهد شخصي قام به ليجمع أخبار عيسى بعد رفعه، فكيف نقول أنه وحي أرسله الله لعيسى؟! هل سيرة ابن إسحق وابن هشام هي القرآن؟
وهل رسائل بولس لأصدقائه هي كلام الله الذي أرسله لعيسى؟


58) كلمة إنجيل يونانية، مع أن لغة عيسى الآرامية. فكيف يكون الإنجيل وحيا نزل على عيسى بينما المكتوب باليونانية فعلا هي سيرة حياته التي ألفها بشر فيما بعد؟
إنجيل فعلا كلمة يونانية (إيو انجيليون) معناها الأخبار السعيدة أو البشارة، لكن اليونان أنفسهم أخذوا كلمة "أخبار" من لغة سامية قديمة أو من الفارسية القديمة، وكانت تعني حامل الرسالة كما يقول الباحثون اللغويون. وفي اللغة الإنجليزية الحديثة كلمة "إنجل" تعني ملك من الملائكة، وفي اللغة العربية أيضا كلمة ملك تعني الرسول والألوكة معناها الرسالة لأن الوحي الإلهي تحمله الملائكة للرسل البشريين. فالملائكة رسل إلى الرسل. فكان من المناسب أن يكون اسم وحي الله لعيسى يشير لكلمة قديمة تعني رسالة ورسول لأن الإنجيل كان رسالة أرسلها الله لعيسى الرسول عن طريق رسول ملائكي. وبشارته كانت "وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ" (الصف 6)
وعلى أية حال الأرامية أيام عيسى كانت معاصرة لليونانية، لأن الثقافة الإغريقية كانت معروفة بين يهود فلسطين لوقوعهم تحت سلطة حكام متعاونين مع قيصر روما، والرومان اللاتين ورثة الثقافة اليونانية. وفلسطين نفسها قبل عيسى كانت في صراع بين الحشمونيين المكابيين وبين السلوقيين الإغريق. وقبل عيسى كان يهود الإسكندرية في مصر قد تأثروا باللغة اليونانية لدرجة أن كهنتهم اضطروا لترجمة التوراة العبرية إلى اليونانية فيما يسمى الترجمة السبعينية. فالعلاقة بين اليهودية والهلينية أيام عيسى لا شك فيها. فما دام عيسى أرسل لقومه خاصة لا للناس كافة، وما دام كل رسول يرسل بلسان قومه، وإن كان قومه تحدثوا الأرامية ويعرفون أيضا شيئا من اليونانية، فمن الجائز أنه خاطبهم باللغتين، خصوصا طبقة الأغنياء من كانت لهم صلات بالثقافة الهلينية اليونانية.


59) كيف يشير القرآن لانتصار أتباع عيسى على أعدائهم في حين أن رسالتهم اندثرت وانهزمت أمام عقيدة الثالوث؟
"قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ" (الصف 14)
"إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (آل عمران 55)
اختلف المفسرون في المقصود بأتباع عيسى هنا وفي معنى فوقيتهم. فإن كانت التفوق بالحجة لا بالنصر العسكري فقد كانت الحجة مع الحواريين ضد أعدائهم اليهود وضد الرومان الوثنيين، وإن كان التفوق بالسلطة والحجة معا فقد انتصر المسلمون على اليهود والنصارى بالجيوش والمناظرات، والمسلمون هم أتباع عيسى الحقيقيون المؤمنون برسالته التوحيدية. أما إن كانت التبعية مقصود بها التبعية الاسمية فقط فإن النصارى ينسبون أنفسهم لعيسى وقد تفوق النصارى على اليهود عبر التاريخ وتفوقوا أيضا على الوثنيين الرومان بحيث أصبحت المسيحية ديانة روما بعد أن كان الرومان يضطهدون النصارى.


60) ألم يقتبس محمد من بولس وصف الجنة بأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟
بولس لم يخترع هذه الجملة، بل قال في رسالة كورنثوس الأولى (2: 9) أنه اقتبسها من وحي قديم. وهذه الجملة التي أوحاها الله لمحمد كان قد أوحاها من قبل لموسى.
والطريف أن كلام بولس دليل على تحريف التوراة، لأنه يصرح بأن هذه الجملة موجودة بالفعل في كتب التوراة المعروفة في زمنه، لكنها غير موجودة في كتب التوراة الموجودة في زماننا!
وقد حاول النصارى عبثا ربط اقتباس بولس بأسفار التوراة المعروفة، فقالوا ربما اقتبس المعنى من موضعين مختلفين في سفر إشعياء ثم دمجهما ثم أعاد صياغتهما بأسلوبه. لكن إن نظرنا لإصحاح 64 من سفر إشعياء المشار إليه لوجدنا النص مختلفا والسياق أيضا مختلفا، بل أن الترجمة اليسوعية تقول في الهامش: "يصعب علينا اليوم أن نعرف هل يستشهد بتصرف أم هل كان لديه نص لإشعيا يختلف عن هذا النص"
 
61) يعتبر النصارى التلمود مجرد اختلاق يهودي، فلماذا يقتبس القرآن من التلمود أحيانا وكأنه وحي سماوي؟
لأن اليهود لم يدونوا في أسفار التوراة كل الوحي الذي نزل على انبيائهم، بل نجد منه بقايا في كتبهم الأخرى، جملا صحيحة بين مئات الجمل المختلقة. فالترجوم الآرامي وكتب المدراش التفسيرية والمشنا والجمارا في التلمودين البابلي والفلسطيني قد توجد فيها أحاديث وآيات من بقايا الوحي. "قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا".
وفي قصة ابني آدم أشار القرآن لجملة لا نجدها اليوم في التوراة بل في التلمود:
"مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً" (المائدة 32).
وبعض نسخ التلمود تقول "من قتل نفسا إسرائيلية" (وربما يكون تعديلا نابعا من عنصريتهم، أو وحيا حقيقيا إذ كان بنو إسرائيل وقتها يعتبرون مسلمي زمانهم، وفي الشريعة أنه لا يُقتل مسلم بكافر)
وليس من الغريب أن توجد بقايا وحي في كتابات من خارج أسفار التوراة والإنجيل. فقصة خلق عيسى لطير من الطين لا نجدها في الأناجيل بل في أبوكريفا لا يعترف النصارى بها. وكتب الأبوكريفا هذه مثلها مثل التلمود، مليئة بالخرافات والتحريف، لكن أحيانا نجد ضمنها فقرة صحيحة مدفونة وسط مئات الفقرات المختلقة.
ثم إن النصارى أنفسهم يعتمدون أحيانا على كتابات من خارج أسفار العهدين القديم والجديد. ألم يعترضوا على تسمية القرآن لأبي مريم باسم عمران لأن أحد هذه الكتابات الخارجية تسميه "يهوياقيم"؟


62) لو قصة أهل الكهف حدثت لأتباع عيسى كما يقول بعض المفسرين، فكيف استيقظوا بعد 300 سنة ليجدوا قومهم موحدين؟ ألم تكن المسيحية وقتها قد انحرفت للثالوث بالفعل؟
لم يحدد القرآن تاريخ وقوع القصة، فلسنا ملزمين برأي من ينسبها لأتباع عيسى. ثم أن سبب نزول السورة هو أسئلة جاءت لمحمد من اليهود عن طريق كفار قريش، فلماذا يتحدى اليهود محمدا بكرامة حدثت لأتباع عيسى بينما اليهود لا يؤمنون بعيسى أصلا؟
ما أظنه هو أن قصة النائمين السبعة انتحلها النصارى لأنفسهم وأنها كانت واقعة يهودية في الأصل.
بالإضافة إلى أن من أهداف هذه المعجزة الإشارة لقيامة الموتى، وهي عقيدة لا يشك فيها النصارى أصلا، بل ديانتهم كلها قائمة على فكرة إحياء الموتى وبعثهم، بينما اليهود مرت عليهم فترات شككوا فيها في فكرة البعث، وكهنة الهيكل الصدوقيون كانوا ينفون القيامة بشكل رسمي، على عكس فرقة الحاخامات الفريسيين.
"وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا"


63) لماذا يقتبس القرآن وصف عيسى بالمسيح، في حين أن المسح بالزيت علامة الملوك عند اليهود، ولم يكن عيسى حاكما ذا سلطة؟
سينزل عيسى حاكما، وسينتصر على المسيح الدجال ويقتله، وسيأمر النصارى باتباع الإسلام أو أن يتعرضوا للقتل بالسيف (حيث سيضع الجزية ويكسر الصليب).
وبالإضافة لهذا ربما كان المسح بالزيت طقسا يشترك فيه الملوك والأنبياء. في مزمور 105 "لا تمسوا مسحائي ولا تؤذوا أنبيائي"


64) لماذا عرّض الله أتباع عيسى للخداع بصلب شبيه له؟
قبل نزول القرآن بتوضيح المسألة كان لا حرج في أن يظن الشخص أن المسيح قد مات مصلوبا. ما لا يقبله الله أبدا هو تأليه عيسى أو أنه ابن الإله، أما مجرد اعتقاد قتله فكان مقبولا، لأن اليهود والكفار قتلوا كثيرا من الرسل والأنبياء في الماضي. أما بعد نزول القرآن (في القرن السابع الميلادي) فلا يجوز اعتقاد أنهم قتلوه أو صلبوه.
والعجيب أن النصارى يقولون أن المسيح دعا الله أن ينجيه في الليلة السابقة، وأنه صرخ على الصليب باقتباس من المزمور "إلهي لماذا تركتني؟"، وهذه الأحداث تتعارض تماما مع عقيدتهم!
فكيف يكون جزءا من الثالوث ثم يطلب من جزء آخر أن يستجيب له فلا يستجيب له ولا يخلصه من أعدائه؟ ألم يكن عيسى مستجاب الدعوة؟ ثم كيف يزعمون أنه ضحى بنفسه طواعية من أجل البشرية في حين أن صراخ المصلوب يدل على أنه شخص عادي كان يتوقع أن يخلصه الرب من مأزقه وخاب ظنه وظن أن الرب تخلى عنه؟


65) تقولون أن اليهود والنصارى حرفوا الوحي. ما دوافعهم؟
التكسب المالي. الخروج كل فترة بأسفار جديدة وبيع نسخها للعامة. إخفاء الكهنة للعلم عن العوام كي لا يفقدوا مكانتهم الاجتماعية إن شاعت المعرفة بين الجميع. عنصرية تكره وجود نبوءات ظهور انبياء من غير بني إسرائيل. تبرير فساد الكهنة الخلقي عن طريق تشويه سمعة الأنبياء القدماء والصالحين. تخفيف العقوبات عن الأغنياء بإخفاء النصوص الشرعية. رد فعل نفسي ضد الإله الذي سمح للوثنيين البابليين بسبي اليهود واضطهادهم بعد أن انحرفوا عن الصراط المستقيم.
دمج الوثنية الرومانية مع الديانة الجديدة لتيسير نشرها بين الحكام الرومان لتخفيف حملات اضطهادهم. دمج العقائد المصرية الوثنية عن ثالوث إيزيس وأوزوريس وحورس بالديانة الجديدة كي يتقبلها المصريون. الانهزام أمام الفلسفة الإغريقية واستيراد أفكارها مثل اللوجوس. أهواء ومعتقدات دعاة الفرق المختلفة مثل بولس والغنوصية.


66) لماذا أوصاف جنتكم شهوانية؟ الجنة عند النصارى روحانية فقط.
ولهذا انتشر الإلحاد وحب الشهوات في روسيا والبلاد الغربية التي كانت نصرانية، لأنها ديانة لا تعدهم بإشباع أخروي جسدي، فقرروا الانغماس في الدنيا.
الله يعرف طباع مخلوقاته البشرية، فلهذا خوفهم بعذاب الجحيم (آلام جسدية) وبشرهم بنعيم الفردوس (أنهار، حور، قصور، فاكهة). أما بولس فلم يفهم أن الوعد بالتحول لأرواح سماوية شفافة لا يكفي لتشجيع البشر. وأفكار بولس تشبه عقيدة الغنوصية الذين يكرهون الجسد والمادة.


67) ألا يشير إحياء عيسى للموتى لألوهيته؟
جرت معجزة إحياء الموتى على يد أنبياء سابقين، كما تنسب التوراة لإليشع في قصة ابن المرأة الثرية. واسم سورة البقرة في القرآن يشير لقصة موسى وإحياء المقتول بضربه ببعض البقرة المذبوحة.
معجزات عيسى كانت ردا مناسبا على كهنة اليهود في زمنه، حيث أن طائفة الصدوقيين المسيطرين على الهيكل كانوا ينفون البعث، بحجة أن التوراة التي في أيديهم لا تذكر إحياء الموتى يوم القيامة إلا في جملة واحدة عابرة في سفر دانيال (12: 2). فكان إحياء الموتى دليلا قويا على عقيدة بعث الموتى للحساب. ولما هدم الرومان الهيكل فقد الصدوقيون مكانتهم الاجتماعية، وحل محلهم الفريسيون الحاخامات الذين يعترفون بالبعث.


68) روح عيسى المنفوخة في مريم، هل كانت طبيعتها إلهية (روح الله) أم ملائكية (روح القدس جبريل)؟
لا هذا ولا ذاك. بل روح بشرية مثل أرواح باقي البشر.
إضافتها لله هي إضافة تملك، مثل ناقة الله وعبد الله وبيت الله وأرض الله، فروح عيسى البشرية مملوكة لله وليست جزءا من الله.
"وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا" (التحريم 12)
"فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً" (مريم 17)
كل البشر بلا استثناء، مؤمنهم وكافرهم، تنفخ الملائكة أرواحهم في رحم أمهاتهم! الفرق في حالة عيسى هو تمثل الملك للأم في صورة بشرية كي يبشرها وجها لوجه بمعجزة خلق إنسان بلا أب.
نفخ الروح العادية يحدث بعد بداية تكون الجنين بفترة (وهي الفترة التي يجوز فيها الإجهاض، لأن الروح لم تنفخ في الجنين بعد). عيسى كجنين خلقه الله بمجرد الكلمة، كن فكان، دون تخصيب ذكوري للبويضة، ثم لما حانت مرحلة نفخ الروح في الجنين أرسل الله، كالعادة، أحد الملائكة لإيصال الروح البشرية. الفرق في هذه الحالة هو أنه بدلا من إرسال ملك عادي أرسل الله ملكا شهيرا هو جبريل، وبدلا من أن تكون عملية النفخ الروتينية خفية (كما يحدث لآلاف النساء الحوامل كل يوم) جعل الله الملك هذه المرة يظهر للأم ويكلمها.


69) محمدكم مات بينما عيسى حي في السماء، إذن عيسى أفضل.
سينزل عيسى ويتبع الشريعة المحمدية أيام المهدي. وفي المعراج تجاوز محمد سماء عيسى. وفي الإسراء صلى محمد إماما بالرسل والأنبياء. ورسالة عيسى كانت تبشيرا ببعثة محمد.
ولا حاجة للمفاضلة بين الأنبياء، فكلهم إخوة لعلات.
ثم إنه من الغريب أن تأخذ طول الحياة معيارا للأفضلية، إذ أن إبليس نفسه حياته أطول من حياة عيسى عليه السلام.


70) كل مولود جديد ينخسه الشيطان فيصرخ، إلا مريم وابنها عيسى. أليس هذا إشارة لكونها أم إله؟
يميز الله بعض البشر الصالحين بمميزات، ولا يعني هذا أنهم صاروا آلهة! كان الشيطان يخاف من السير في طريق عمر بن الخطاب، وقرين محمد أسلم، وآدم خلقه الله بيديه دونا عن بقية البشر، وسخرت الشياطين لسليمان. فهل يعني هذا أن نعبد عمر ومحمد وآدم وسليمان لما حباهم الله من كرامات؟
استجاب الله دعاء امرأة عمران عندما قالت "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ".
وبالمناسبة، عقيدة "الخطيئة الأصلية" عند النصارى تزعم أن كل المواليد يستحقون النار بسبب خطيئة آدم، وأن يسوع فداهم بموته على الصليب. ثم أصدر الفاتيكان فتوى بعد ظهور الإسلام بقرون وقال للكاثوليك أن أم مريم ولدتها بلا خطيئة (على الرغم من أن يسوع حينئذ لم يكن قد ولد ولا مات)، ويسمونها عقيدة "الحبل بلا دنس" (وبعض الناس يخلطون بينها وبين عقيدة "الولادة العذرية")


انتهت الردود. اللهم انفع بها المسلمين ورد كيد المشككين، واجعل العمل خالصا لوجهك.
 
عودة
أعلى