عمار الخطيب
New member
- إنضم
- 08/02/2005
- المشاركات
- 537
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
قال الأستاذ الجليل منصور مهران – حفظه الله – معلقا على موضوع " ابن برجان وتفسيره..." :
" كثيرا ما يرد في كلامنا ( لا زال ) بقصد إفادة الاستمرار ؛ مثل : لا زال الكتاب مخطوطا ، وذلك مما يخالف نهج العربية ؛ لأن الفعل ( زال ) بصيغة الماضي إذا استعمل ناقصاً وسبقته (لا) ينصرف إلى الدعاء ، كقولنا : لا زلت ممتعا بالصحة والعافية ؛ فهذا دعاء لا غير ، والصواب في المثال الأول : لا يزال الكتاب مخطوطا ، أو ما زال الكتاب مخطوطا . فإذا جاء الفعل بصيغة المضارع صح دخول النفي بما أو لا لإفادة معنى الاستمرار بلا حرج ، وبالله التوفيق ." اهـ
قلتُ : نبّه كثيرٌ من العلماء المعاصرين على خطأ استعمال " لا زال " بمعنى الإخبار ، وأذكر على سبيل المثال ما قاله الدكتور أحمد مختار عمر في كتابه " أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكُتَّاب والإذاعيِّين " ص167:
" إذا أريد نفي الفعل الماضي وجب نفيه " بما ". ولا يصح استخدام " لا " إلا إذا تكررت
مثل قوله تعالى: (فلا صدَّق ولا صلى ، ولكن كذب وتولى) ، أو كانت معطوفة على نفي سابق مثل: " ما جاء الضيف ولا اعتذر ". أما إذا نفى الماضي "بلا"في غير هاتين الحالتين ، فإنها تفيد الدعاء كما في قوله تعالى: (فلا اقتحم العقبة ، وما أدراك ما العقبة ، فك رقبة) ، وكما في قولنا: " لا زال فضلك غامرا"..." اهـ
ويؤيد كلامَ المعاصرين ما قاله الزجاجي في " حروف المعاني " ص 8:
" لا: نفي للمستقبل والحال ، وقبيحٌ دخولها على الماضي ، لئلا تشبه الدّعاء ؛ ألا ترى أنك لو قلت: لا قام زيد ، جَرَتْ كأنك دعوتَ عليه " اهـ
لكن أين نذهب بقول عنترة:
وحقك لا زال ظهر الجواد ** مقيلي وسيفي ودرعي وسادي
إلى أن أدوس بلاد العراق ** وأفني حواضرها والبوادي
فهل نعد قول عنترة من القبيح! وعنترة من الفحول الذين يحتج بكلامهم!
أم هل نعده من الشاذ الذي لا يُقاس عليه؟!
كما صرَّح بذلك ابن عاشور في " التحرير والتنوير" عند قوله تعالى: (فلا صدق ولا صلى) : " و { لا } نافية دخلت على الفعل الماضي والأكثر في دخولها على الماضي أن يعطف عليها نفي آخر وذلك حين يقصد المتكلم أمرين مثل ما هنا وقول زهير:
فلا هو أخفاها ولم يتقدم
وهذا معنى قول الكسائي «(لا) بمعنى (لَم) ولكنه يقرن بغيره يقول العرب: لا عبدُ الله خارج ولا فلان، ولا يقولون: مررت برجل لا محسن حتى يقال: ولا مجمل» اهـ فإذا لم يعطف عليه نفي آخر فلا يؤتى بعدها بفعل مُضِيٍّ إلاّ في إرادة الدعاء نحو: «لا فُضَّ فُوك» وشذ ما خالف ذلك. " اهـ
(29 / 361)
أرى –والله أعلم - أنّ المسألة تحتاج لتحرير أكثر...ولعل الأستاذ الكريم منصور -وفقه الله - يجود علينا بما عنده.
" كثيرا ما يرد في كلامنا ( لا زال ) بقصد إفادة الاستمرار ؛ مثل : لا زال الكتاب مخطوطا ، وذلك مما يخالف نهج العربية ؛ لأن الفعل ( زال ) بصيغة الماضي إذا استعمل ناقصاً وسبقته (لا) ينصرف إلى الدعاء ، كقولنا : لا زلت ممتعا بالصحة والعافية ؛ فهذا دعاء لا غير ، والصواب في المثال الأول : لا يزال الكتاب مخطوطا ، أو ما زال الكتاب مخطوطا . فإذا جاء الفعل بصيغة المضارع صح دخول النفي بما أو لا لإفادة معنى الاستمرار بلا حرج ، وبالله التوفيق ." اهـ
قلتُ : نبّه كثيرٌ من العلماء المعاصرين على خطأ استعمال " لا زال " بمعنى الإخبار ، وأذكر على سبيل المثال ما قاله الدكتور أحمد مختار عمر في كتابه " أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكُتَّاب والإذاعيِّين " ص167:
" إذا أريد نفي الفعل الماضي وجب نفيه " بما ". ولا يصح استخدام " لا " إلا إذا تكررت
مثل قوله تعالى: (فلا صدَّق ولا صلى ، ولكن كذب وتولى) ، أو كانت معطوفة على نفي سابق مثل: " ما جاء الضيف ولا اعتذر ". أما إذا نفى الماضي "بلا"في غير هاتين الحالتين ، فإنها تفيد الدعاء كما في قوله تعالى: (فلا اقتحم العقبة ، وما أدراك ما العقبة ، فك رقبة) ، وكما في قولنا: " لا زال فضلك غامرا"..." اهـ
ويؤيد كلامَ المعاصرين ما قاله الزجاجي في " حروف المعاني " ص 8:
" لا: نفي للمستقبل والحال ، وقبيحٌ دخولها على الماضي ، لئلا تشبه الدّعاء ؛ ألا ترى أنك لو قلت: لا قام زيد ، جَرَتْ كأنك دعوتَ عليه " اهـ
لكن أين نذهب بقول عنترة:
وحقك لا زال ظهر الجواد ** مقيلي وسيفي ودرعي وسادي
إلى أن أدوس بلاد العراق ** وأفني حواضرها والبوادي
فهل نعد قول عنترة من القبيح! وعنترة من الفحول الذين يحتج بكلامهم!
أم هل نعده من الشاذ الذي لا يُقاس عليه؟!
كما صرَّح بذلك ابن عاشور في " التحرير والتنوير" عند قوله تعالى: (فلا صدق ولا صلى) : " و { لا } نافية دخلت على الفعل الماضي والأكثر في دخولها على الماضي أن يعطف عليها نفي آخر وذلك حين يقصد المتكلم أمرين مثل ما هنا وقول زهير:
فلا هو أخفاها ولم يتقدم
وهذا معنى قول الكسائي «(لا) بمعنى (لَم) ولكنه يقرن بغيره يقول العرب: لا عبدُ الله خارج ولا فلان، ولا يقولون: مررت برجل لا محسن حتى يقال: ولا مجمل» اهـ فإذا لم يعطف عليه نفي آخر فلا يؤتى بعدها بفعل مُضِيٍّ إلاّ في إرادة الدعاء نحو: «لا فُضَّ فُوك» وشذ ما خالف ذلك. " اهـ
(29 / 361)
أرى –والله أعلم - أنّ المسألة تحتاج لتحرير أكثر...ولعل الأستاذ الكريم منصور -وفقه الله - يجود علينا بما عنده.