بنت اسكندراني
New member
قُلِّي بربِّكَ كيفَ تهنَأُ أو تَنام؟ كَيف يَغمضُ جفنُكَ هانئاً وسائرُ جسدِكَ يئِنُّ ويشتَكي؟!
كيف تَشْبَعُ وتَرتَوي وأهلُ بيتِكَ قد بَاتُوا جِياعا؟!
قُلِّي بِربِّكَ كيف تُضحِكُكَ الحياةُ ووجومُ الثَّكَالَى حولَكَ غيمٌ قد لَبَّدَ سَمَائكَ؟! وصِيَاحُهُنّ بَرقٌ صاعِقٌ قد صَمَّ آذانكَ؟! ودمُوعُهنَّ سيلٌ ماطرٌ قد بلَّلَ ثيابكَ!!
أَوَلستَ تزعُم أنّ أُمّتَنا جسدٌ واحدٌ إذا اشتكى مِنه عُضوٌ تداعَى لَه سائرُ الأعضاءِ؟
فَقُلِّي بِربِّكَ كيف تهنَأُ أو تنام؟ كيف تشعر بالسَّعادةِ والوِئام؟!
أَمَا أَدْمَتْكَ سِياطُ الظلمِ التي أوجَعتْ أبناءَ تونسَ الخضراء؟
أَلم يُؤلِمكَ بَتْرُ جَنوبِ السودانِ من جسدكَ المنْهكِ الممزّق؟
أَلم تَزغْ عينَاكَ وتَضطرِب روحُكَ لاضطرابِ الأمنِ في مصرَ الأبيَّةَ الثائِرة؟
ألم تُظلمْ سمَاؤكَ حين أَظلَمَ الأفقُ الآمِنُ في سماءِ لبنانَ الغالية؟
ألم تَسِلْ دِماؤكَ تضامنا مع سيلِ أنهارِ الدِّماءِ الزَّكيةِ في ليبيا البَاسلة؟
ألم يتَّصِلْ موجُ البَحرينِ الحبيبِ حينَ هاجَ بموجِ بحرِكَ؟
ألم تغْلي الدِّمَاءُ ألَمَاً في عروقكَ إثرَ غليانِ أبناءِ يَمَنِكَ؟
قُلِّي بربِّكَ كيف تهنأُ أو تنام؟ وسائرُ جسدكَ قَد تربَّصَ به اللئامُ؟
والزَّحْفُ يُقْبِلُ نحو قَلبِكَ ... نَحو فؤادِكَ ... نَحو أَوْرِدَة الحياةِ من جسدِكَ!!
أَزِلِ الغِشاوَةَ عن عينيْكَ وانْتَبِهْ؛ فَبلادُ الحرميْنِ ـ قلبُ الأمةِ النابضِ ـ قدْ أُريدَ بهَا شرَا وسُوءا.
أنَا لَنْ أُذَكِّرَكَ بأَنَّ القلبَ للجسَدِ صَمَّامُ الأمَانِ... وأَنَّ بقاءَ الجسدِ حيا مَرهونٌ ببقاءِ القلبِ ينبضُ بانتظامٍ.
أنَا لَنْ أُذَكِّرَكَ أَنَّ السَّهمَ إِن أَصابَ القلبَ مِنْ جَسدِ أُمَّتِكَ فقدْ ضاعتْ جميع الشُّعوبِ والبلدانِ!
فَوَاعجباً يا بَنِي قَومي هَلْ مَلَلْنَا الأَمنَ والأمانَ؟!!
هَلْ سَئِمنا النِّعَمَ كَيْ نُقدِّمَها للفوضَى كَقُربانٍ؟!!
لِمَ نُطلقُ العصفورَ من يَدِنا ثمَّ نتقَافَزُ على مخَاطِرِ الأغصَانِ؟
أَيُّ نَموذجٍ آمنٍ ذاكَ الّذي نتطَلَّعُ أَن نَكُونَهُ؟ تونُس؟ مِصْر؟ ليبيَا؟ اليمَن أَمِ السودان؟
ومَنِ الّذي سَيُداوي جَسدَ أمَّتِنا المُمَزَّقِ هذا إِنْ شُغِلنا اليوم بلَمْلَمَةِ صَفِّنَا؟!
أَنا أُؤمِنُ أَنَّه لا يخلو حُكْمٌ مِن نقائِص ومظَالم إلّا أَن يَكونَ حُكم مَلائِكةٍ!, وأُؤمِنُ أَنَّ طبائعَ البشرِ لَنْ تُهدِي رِضَاها تَاما كامِلا لبَشرٍ مِثْلها. كما أَنِّي لا أُعيبُ أعيناً ترى العيوبَ والمساوئَ حَوْلها؛ لكنِّي أُعِيبُها حينَ يقتصِرُ بصَرها على تلكَ العيوبِ والمسَاوِئِ الطَّافِيَةَ عَلَى سَطحِ بَحْرٍ عَظيمٍ مِن ِالمميِّزاتِ والمحاسنِ والنِّعمِ.
إِنَّ غَايَةَ غَايَاتِ الثَّائِرينَ الّذِينَ خَرجوا فِي شَتَّى البِقاعِ حَوْلَنا هي أَنْ يَنَالوا قَبْضَةً مِنَ النِّعَمِ التي نَكَادُ أَنْ نُوَلِّيها ظَهرنا.
عَجَبَاً يا أَبناءَ قومِي, إذا قِيلَ لنا أَنَّ الأَبوابَ مشَرّعة فَلِمَ التَّسَلُّقُ على النَّوافِذِ والشُّرَفِ؟!!
ولمَََِ نصمُّ أسمَاعنا إِذا قَالَ عُلماؤُنا: قالَ اللهُ وقالَ ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ ثُمَّ نمضِي بهَوَانا ننقُضُ البَيْعَةَ ومَوَاثِيقَ الشَّرَفِ؟!!
فيَا أَبناءِ مملكَتِنا الحبيبةَ اتَّحِدوا قلباً على قلب, وتَكَاتَفوا لدرءِ الفتْنَةِ يَداً بيد, والْتَفُّوا حولَ عُلَمَاءِكُم, وأَعلِنُوا الوَفَاءَ لولاةِ أَمْرِكُم, وقَدِّموا النُّصْحَ تُلوَ النُّصْحِ, وابذُلوا الجُهدَ إِثرَ الجُهدِ, وارفَعوا أَكُفَّكم للهِ بالدُّعَاءِ, فَاللهُ وحدَهُ هو المُستَعانِ وعلَيهِ التُّكْلَانُ.
حَفِظَ اللهُ لِبلادِ الحرمَيْنِ أَمْنَها وأَمَانَها, وَكفَاها وسَائرَ بلادِ المُسلِمينَ شَرَّ الحاسِدينَ ومَكرَ الماكِرِينَ.
كيف تَشْبَعُ وتَرتَوي وأهلُ بيتِكَ قد بَاتُوا جِياعا؟!
قُلِّي بِربِّكَ كيف تُضحِكُكَ الحياةُ ووجومُ الثَّكَالَى حولَكَ غيمٌ قد لَبَّدَ سَمَائكَ؟! وصِيَاحُهُنّ بَرقٌ صاعِقٌ قد صَمَّ آذانكَ؟! ودمُوعُهنَّ سيلٌ ماطرٌ قد بلَّلَ ثيابكَ!!
أَوَلستَ تزعُم أنّ أُمّتَنا جسدٌ واحدٌ إذا اشتكى مِنه عُضوٌ تداعَى لَه سائرُ الأعضاءِ؟
فَقُلِّي بِربِّكَ كيف تهنَأُ أو تنام؟ كيف تشعر بالسَّعادةِ والوِئام؟!
أَمَا أَدْمَتْكَ سِياطُ الظلمِ التي أوجَعتْ أبناءَ تونسَ الخضراء؟
أَلم يُؤلِمكَ بَتْرُ جَنوبِ السودانِ من جسدكَ المنْهكِ الممزّق؟
أَلم تَزغْ عينَاكَ وتَضطرِب روحُكَ لاضطرابِ الأمنِ في مصرَ الأبيَّةَ الثائِرة؟
ألم تُظلمْ سمَاؤكَ حين أَظلَمَ الأفقُ الآمِنُ في سماءِ لبنانَ الغالية؟
ألم تَسِلْ دِماؤكَ تضامنا مع سيلِ أنهارِ الدِّماءِ الزَّكيةِ في ليبيا البَاسلة؟
ألم يتَّصِلْ موجُ البَحرينِ الحبيبِ حينَ هاجَ بموجِ بحرِكَ؟
ألم تغْلي الدِّمَاءُ ألَمَاً في عروقكَ إثرَ غليانِ أبناءِ يَمَنِكَ؟
قُلِّي بربِّكَ كيف تهنأُ أو تنام؟ وسائرُ جسدكَ قَد تربَّصَ به اللئامُ؟
والزَّحْفُ يُقْبِلُ نحو قَلبِكَ ... نَحو فؤادِكَ ... نَحو أَوْرِدَة الحياةِ من جسدِكَ!!
أَزِلِ الغِشاوَةَ عن عينيْكَ وانْتَبِهْ؛ فَبلادُ الحرميْنِ ـ قلبُ الأمةِ النابضِ ـ قدْ أُريدَ بهَا شرَا وسُوءا.
أنَا لَنْ أُذَكِّرَكَ بأَنَّ القلبَ للجسَدِ صَمَّامُ الأمَانِ... وأَنَّ بقاءَ الجسدِ حيا مَرهونٌ ببقاءِ القلبِ ينبضُ بانتظامٍ.
أنَا لَنْ أُذَكِّرَكَ أَنَّ السَّهمَ إِن أَصابَ القلبَ مِنْ جَسدِ أُمَّتِكَ فقدْ ضاعتْ جميع الشُّعوبِ والبلدانِ!
فَوَاعجباً يا بَنِي قَومي هَلْ مَلَلْنَا الأَمنَ والأمانَ؟!!
هَلْ سَئِمنا النِّعَمَ كَيْ نُقدِّمَها للفوضَى كَقُربانٍ؟!!
لِمَ نُطلقُ العصفورَ من يَدِنا ثمَّ نتقَافَزُ على مخَاطِرِ الأغصَانِ؟
أَيُّ نَموذجٍ آمنٍ ذاكَ الّذي نتطَلَّعُ أَن نَكُونَهُ؟ تونُس؟ مِصْر؟ ليبيَا؟ اليمَن أَمِ السودان؟
ومَنِ الّذي سَيُداوي جَسدَ أمَّتِنا المُمَزَّقِ هذا إِنْ شُغِلنا اليوم بلَمْلَمَةِ صَفِّنَا؟!
أَنا أُؤمِنُ أَنَّه لا يخلو حُكْمٌ مِن نقائِص ومظَالم إلّا أَن يَكونَ حُكم مَلائِكةٍ!, وأُؤمِنُ أَنَّ طبائعَ البشرِ لَنْ تُهدِي رِضَاها تَاما كامِلا لبَشرٍ مِثْلها. كما أَنِّي لا أُعيبُ أعيناً ترى العيوبَ والمساوئَ حَوْلها؛ لكنِّي أُعِيبُها حينَ يقتصِرُ بصَرها على تلكَ العيوبِ والمسَاوِئِ الطَّافِيَةَ عَلَى سَطحِ بَحْرٍ عَظيمٍ مِن ِالمميِّزاتِ والمحاسنِ والنِّعمِ.
إِنَّ غَايَةَ غَايَاتِ الثَّائِرينَ الّذِينَ خَرجوا فِي شَتَّى البِقاعِ حَوْلَنا هي أَنْ يَنَالوا قَبْضَةً مِنَ النِّعَمِ التي نَكَادُ أَنْ نُوَلِّيها ظَهرنا.
عَجَبَاً يا أَبناءَ قومِي, إذا قِيلَ لنا أَنَّ الأَبوابَ مشَرّعة فَلِمَ التَّسَلُّقُ على النَّوافِذِ والشُّرَفِ؟!!
ولمَََِ نصمُّ أسمَاعنا إِذا قَالَ عُلماؤُنا: قالَ اللهُ وقالَ ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ ثُمَّ نمضِي بهَوَانا ننقُضُ البَيْعَةَ ومَوَاثِيقَ الشَّرَفِ؟!!
فيَا أَبناءِ مملكَتِنا الحبيبةَ اتَّحِدوا قلباً على قلب, وتَكَاتَفوا لدرءِ الفتْنَةِ يَداً بيد, والْتَفُّوا حولَ عُلَمَاءِكُم, وأَعلِنُوا الوَفَاءَ لولاةِ أَمْرِكُم, وقَدِّموا النُّصْحَ تُلوَ النُّصْحِ, وابذُلوا الجُهدَ إِثرَ الجُهدِ, وارفَعوا أَكُفَّكم للهِ بالدُّعَاءِ, فَاللهُ وحدَهُ هو المُستَعانِ وعلَيهِ التُّكْلَانُ.
حَفِظَ اللهُ لِبلادِ الحرمَيْنِ أَمْنَها وأَمَانَها, وَكفَاها وسَائرَ بلادِ المُسلِمينَ شَرَّ الحاسِدينَ ومَكرَ الماكِرِينَ.
بقلم
بنت اسكندراني
بنت اسكندراني
حفظ الحقوق لأهلها أمانة على الناقل, وسيُسأل عنها