بلال الجزائري
New member
- إنضم
- 08/02/2009
- المشاركات
- 614
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
أُبي بن كعب سيِّدُ المسلمين لم يكن حبراً
حضرتُ مؤخراً ندوةً علميةً طيبةً في طيبة الطيبة بمناسبة اختيار المدينة المنورة عاصمةً للثقافة الإسلامية لعام 1434هـ/ 2013م بعنوان: (مدرسة التفسير في المدينة المنورة).وكان من أهم المحاور، الحديثُ عن أستاذ المدرسة وشيخها، ألا وهو سيدنا أبي بن كعب الأنصاري الخزرجي النجاري المعاوي t .
وقد عرف به المتحدث أنه كان حبراً من أحبار يهود، وهذه مسألة غريبة لفتت نظري. فأحببت التعليق عليها، وقد سبق طرحها ـ على استحياء ـ في هذا الملتقى قديماً مرتين ـ حسب بحثي ـ.
ووجدت مقالاً في الشبكة لزهير ظاظا بعنوان عثرات الكبار (2) قال فيه (قرأت على كثير من مواقع الإنترنيت أن أبي بن كعب t كان من أحبار اليهود قبل الإسلام. وهذا خطأ لا محالة، وأول من عثر قلمه فخط ذلك في كتاب هو المرحوم خير الدين الزركلي في كتابه (الأعلام) وكنت قد نبهت إلى ذلك في كتابي (ترتيب الأعلام على الأعوام) نشرة دار الأرقم بن أبي الأرقم عام 1990 (ج1 ص116) وقلت حرفياً (لا أدري من أين أتى الزركلي بيهودية أبي، فلعلها زلة قلم، أو أنه خلط بين أبي بن كعب وكعب الأحبار، وعلى الأعلام عمدة جماعة من المعاصرين الذين عدوا أبيا من أحبار اليهود، أمثال الذهبي صاحب: التفسير والمفسرون).
وقد تنبّه العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله لهذا ونبّه عليه فقال وتأمل أدب العبارة ورشاقتها ـ : ( الزركلي ـ تجاوز الله عنا وعنه ـ عضو حزب الاستقلال العربي فيه نَفَسٌ قوميٌّ حادٌّ، وهو القائل:
لو مثلوا لي موطني وثنا لهممت أعبد ذلك الوثنا
لهذا لم يترجم ـ حسب التتبع ـ لأحدٍ من سلاطين الدولة العثمانية في الأعلام. وهذه لفتة نفسية لم أر من تنه لها. وهي منقصة للزركلي، وكتابه. إذْ كيف يترجم للأعلام وفيهم: الكفار، والضلال من أهل القبلة ويترك تراجم دولةٍ عاشت نحو سبعة قرون، أليس في وُسعه أن يترجم للعَلم بما له وما عليه، أو يُعرف به فحسب كشأنه في عددٍ من الأعلام. هذا وللأستاذ محمد أحمد دهمان مقالٌ ذَكَرَ فيه بعض أوهام الزركلي في الأعلام ولي ضعفها، فإن نشطت جمعت ما هنالك في كتابٍ مستقلٍ.ومنها: قوله في أبي بن كعب t (كان قبل الإسلام حبراً من أحبار اليهود) اهـ. وحاشا أُبيًّا من ذلك.فلعله انقلبَ على الزركلي كعب الأحبار فالله أعلم .كتاب تحريف النصوص ص: 206 (من مجموع الردود).ط1/ 1414هـ دار العاصمة/الرياض.
ومن العجائب ـ والعجائبُ جمةٌ ـ أن د. محمد الخضيري وفقه الله أثبت بالإحصاء أن أبي بن كعب بعيدٌ كل البعد عن الاسرائيليات فقال: (يُعدُّ أُبي بن كعب t من أقل الصحابة اعتماداً على الاسرائيليات، فلم يرو عنه إلا خبران، وفي إسنادهما مقال).راجع تفسير التابعين ؟.