"أَن أَدّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّـهِ " - تساؤلات حول قصة موسى وفرعون ؟

منيب عرابي

New member
إنضم
07/06/2010
المشاركات
143
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
وَلَقَد فَتَنّا قَبلَهُم قَومَ فِرعَونَ وَجاءَهُم رَسولٌ كَريمٌ ﴿١٧﴾
أَن أَدّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّـهِ ۖ إِنّي لَكُم رَسولٌ أَمينٌ ﴿١٨﴾ - الدخان

جاء في التفسير الميسر:
وقال لهم موسى: أن سلِّموا إليَّ عباد الله من بني إسرائيل وأرسلوهم معي؛ ليعبدوا الله وحده لا شريك له، إني لكم رسول أمين على وحيه ورسالته. (١٨)

بنو إسرائيل كانوا من أقوام مصر المستضعفين.
قوم فرعون كانوا من أقوام مصر الأقوياء.
وكان هناك أقوام أخرى في مصر تتراوح بين الضعف والقوة.
فرعون استحيى نساء بني إسرائيل واتخذ رجالهم سخرياً. فأراد موسى عليه السلام أن يُخرج بني إسرائيل من هذا الذل فطلب من فرعون بأن يسمح لهم بالخروج من مصر وهذا ما رفضه فرعون.... الى آخر القصة

لدي بعض الأسئلة حول قصة موسى عليه السلام :

- هل كان هدف موسى عليه السلام من البداية أن يخرج هو وبني إسرائيل من مصر ؟ أم أنهم اضطروا إليها بعدما رفض فرعون وقومه الإيمان بموسى وهارون - عليهما السلام ؟

- قيد التفسير كلمة "عباد الله" بـ "بني إسرائيل". لماذا يظهر وكأن موسى عليه السلام اهتم ببني إسرائيل فقط - أي القوم الذين ينحدرون من يعقوب عليه السلام - ماذا بشأن الأقوام الأخرى؟

- هل آمن معظم بني إسرائيل أو كلهم ؟ أم أصلاً بني إسرائيل كانوا موحدين مؤمنين ولكنهم مقهورين ؟

- ماذا بالنسبة لامرأة فرعون التي آمنت - ومثيلاتها من الرجال والنساء الذين آمنوا وهم ليسوا من بني إسرائيل؟ هل طلب موسى عليه السلام منهم أجمعين أن يخرجوا معه ؟ أم كان الاقتصار فقط على بني إسرائيل ؟

جزاكم الله خيراً
 
أخي الكريم منيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأصل في رسالة موسى عليه الصلاة والسلام هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون تبع هذا ما تشير إليه الآيات:
"وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)" سورة الأعراف

"وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)" سورة طه
"وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)" سورة الشعراء

"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " الصف(5)

إذاً نخلص من هذا أن موسى عليه السلام كانت رسالته في أساسها هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون كانت تبعا لذلك.
أما من آمن لموسى عليه السلام ففي البداية لم يؤمن معه إلا القليل كما هو مبين في قول الله تعالى من سورة يونس:
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)"

أما بنو إسرائيل فقد كانوا على عقيدة التوحيد وربما انحرفوا عنها تحت الوضع القاهر الذي كانوا يعيشون تحته ، وإلا فهم كانوا على عقيدة يوسف عليه السلام وربما كان معهم بعض المصريين على هذه العقيدة وهذا ما يشر إليه قول الله تعالى في سور غافر:
"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" (34)
ثم كون موسى عليه السلام لم يكلف بدعوة بقية الأمم لا يعني ذلك أن الله يميز بين البشر لاختلاف عنصرهم وإنما لحكمة هو يعلمها ولا تخلو أمة من رسول يقيم الحجة عليها ، قال تعالى:
"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ " فاطر(24)

أرجوا أن أكون قد وفقت إلى الاجابة على بعض استفساراتك.
والسلام عليكم ورحمة الله
 
أخي الكريم منيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأصل في رسالة موسى عليه الصلاة والسلام هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون تبع هذا ما تشير إليه الآيات:
"وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)" سورة الأعراف

"وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)" سورة طه
"وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)" سورة الشعراء

"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " الصف(5)

إذاً نخلص من هذا أن موسى عليه السلام كانت رسالته في أساسها هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون كانت تبعا لذلك.
أما من آمن لموسى عليه السلام ففي البداية لم يؤمن معه إلا القليل كما هو مبين في قول الله تعالى من سورة يونس:
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)"

أما بنو إسرائيل فقد كانوا على عقيدة التوحيد وربما انحرفوا عنها تحت الوضع القاهر الذي كانوا يعيشون تحته ، وإلا فهم كانوا على عقيدة يوسف عليه السلام وربما كان معهم بعض المصريين على هذه العقيدة وهذا ما يشر إليه قول الله تعالى في سور غافر:
"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" (34)
ثم كون موسى عليه السلام لم يكلف بدعوة بقية الأمم لا يعني ذلك أن الله يميز بين البشر لاختلاف عنصرهم وإنما لحكمة هو يعلمها ولا تخلو أمة من رسول يقيم الحجة عليها ، قال تعالى:
"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ " فاطر(24)

أرجوا أن أكون قد وفقت إلى الاجابة على بعض استفساراتك.
والسلام عليكم ورحمة الله

جزاك الله خيراً.

وقد أجبت عن بعضها ولكن أضفت لي تساؤلات جديدة :)

سأبسط الأمر كما أتخيله وصححني إن أخطأت:
يعيش في مصر - في تلك الفترات - الكثير من العائلات ومن ضمنهم:
- عائلة "فرعون" - وهي العائلة المالكة ذو السلطة والنفوذ والمال
- عائلة "بني إسرائيل" - وهي من أفقر العائلات وأضعفها وتعمل لدى عائلة فرعون
- وغيرها من العائلات التي تترواح في مكانتها في المجتمع.

هل موسى عليه السلام جاء ليطلب من فرعون الموافقة على استقالة بني إسرائيل من العمل عنده ويخرج بهم خارج مصر (طبعاً بعد تسطيح وتبسيط العلاقة بين بني إسرائيل وفرعون)؟

إذا كانت هكذا دعوة النبي موسى عليه السلام فتبدو وكأنها مختلفة عن دعوة باقي الأنبياء. أي أن دعوة باقي الأنبياء كانت إلى قومهم مباشرة بجميع أطيافهم بغض النظر عن عائلاتهم أو نسبهم.

ولم يطلب من الأنبياء مغادرة أرضهم إلا بعد أن يحدث أمرٍ ما (مثل اضطهاد شديد أو إنزال عقاب أو غيره ) حتى أن يونس عليه السلام عوتب عندما ترك قومه دون إذن الله سبحانه وتعالى.

ولكن يبدو أن إرسال موسى عليه السلام كان أولاً لإخراج قوم بني إسرائيل من أرض مصر - لحكمة يعلمها الله - ... ثم إقامة الدولة الإسلامية وما إلى ذلك. وخلال الفترة التي يحاول موسى عليه السلام إقناع فرعون بالسماح لبني إسرائيل بالخروج فإن موسى عليه السلام كان - بلا شك - يدعو الناس للتوحيد والإيمان والعمل الصالح.... ولكن لم تكن هذه مهمته الأساسية في مصر ... إنها كذلك بعدما خرج ولكن ليس في مصر. هل هذا ما تحاول أن تقوله شيخنا الغامدي ؟

ماذا بشأن العائلات الأخرى في مصر ؟ ألم يرسل الله لهم موسى عليه السلام ؟
ألا تعتقد أن السحرة كانوا يريدون أن يخرجوا مع موسى عليه السلام ؟ والسحرة ليسوا من بني إسرائيل.
 
الأخ الفاضل منيب عرابي
يجب أن تقف على التسلسل التاريخي للقضية وهي باختصار:
أن الله سبحانه وتعالى اصطفى خليله إبراهيم وجعله إماما للناس وجعل في ذريته النبوة والكتاب ومن ذريته يعقوب عليه السلام وهو "إسرائيل" وقد نزل هو وأبناؤه مصر بعد قصة يوسف عليه السلام وهناك عاشوا وتكاثروا ثم وقع عليهم الاضطهاد من الفراعنة وهذا الاضطهاد لبني اسرائيل يبدو أن سببه كان التفرقة العنصرية والذي ربما دلت عليه الآيات من سورة القصص:
"إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" القصص (4)
وبناء على وعد الله تعالى لإبراهيم كانت النبوة في بني إسرائيل وكان في مقدمتهم أبوهم يعقوب ومن ثم يوسف عليهما السلام ومن خلال النبوة كان الوعد لبني إسرائيل بالأرض المقدسة وهي بيت المقدس وما حولها ولهذا كانت مهمة موسى عليه الصلاة والسلام المقدرة مسبقا هو الخروج ببني إسرائيل من الاضطهاد الفرعوني ، ولكن هذا لم يمنع موسى من دعوة فرعون وقومه إلى توحيد الله ، وقد فعل كما أمره الله تعالى ولكن فرعون لم يستجب وربما لو أنه استجاب لتبعته مملكته على الإيمان ولكنه استكبر وعلا في الأرض بغير الحق واستخف قومه فأطاعوه على الكفر وعدواة موسى ، وحين استنفد موسى كل أسباب بيان الحق لفرعون من خلال الآيات التي أظهره الله على يديه أمره الله بالخروج ليلا ببني اسرائيل ، وحين علم فرعون بخروج بني إسرائيل أرسل في مدائنه يجمع الجند من أجل ملاحقة بني اسرائيل واستردادهم للعبودية أو ربما لقتلهم.
إذا في هذه الحالة لا يمكن أن نسأل موسى عليه السلام لماذا لم تدع الأقوام الأخرى ، إنه في مهمة تدار من السماء ، إنه يفعل ما يؤمر ، ولقد مر بعد نجاته هو وقومه بقوم يعبدون الأصنام ولم يُذكر أنه دعاهم إنهم خارج المهمة التي أنيطت به ، ولكنه أخبر عن مصيرهم كما جاء في الآيات من سورة الأعراف:
"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139)"
لقد كانت رسالة موسى تخص بني إسرائيل وإقامة شريعة الله فيهم حتى يأتي موعد النبوة الخاتمة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
 
ما شاء الله. بارك الله فيك شيخنا الغامدي.
وفكرة صحيحة أبو تيماء.
 
عودة
أعلى