محمود الشنقيطي
New member
الحمد لله القائل في كتابه{كِـتـَابٌ أَنزَلْنـَاهُ إِلَيْكَ مُبـَارَكٌ لِّيـَـدَّ بَّــرُوا آياَتِه} والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من اجتباه الله واصطفاه على جميع خلائقه وبرياته ,وعلى الطاهرين المطهرين من آل بيته وازواجه وذرياته ,وصحابته المتبعين لأثره وخطواته , والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ..
اما بعد:
فإن ذا النظرة المنصفة إلى بعض أوساط الناس العلمية يلحظ في بعض الأحايين ندرة أو انعدام الوعظ والتذكير بالله جل وعلا والتخويف منه سبحانه وتقدس ,فأصبح الواعظ في أنظار بعض المسلمين متشدداً داعيا للتزمت والكدر والتضييق على الناس,وأصبح بعض الفضلاء يعظ ويذكر - إن وُفِّقَ لذلك - على استحياء من رميه بالشدة والتضييق.
ولولا المواعظ ما تعرف الناس على سعة رحمة الله وشدة عذابه , ولولا المواعظ لما جرت بالدموع الصادقة عيون المخبتين التائبين , ولولا المواعظ لما حاسب نفسه من فرط في جنب الله , ولا عاد ورجع إلى الله العاصي والغافل والساهي واللاهي .
فبها تحيا القلوب ,وتدمع من خوف الله ورجائه العيون ,وتعاد للمظلومين المظالم والحقوق ,وبها يبارك الله للعالم وطالب العلم في علمه ,حتى يجعل الله تعالى نصب عينيه فلا ينبس ببنت شفة إلا وقد علم أنه محاسب على قيله فلا يتكلم إلا بما يعلم ويحسن.
وكتاب الله تعالى كتاب موعظة وتذكير ففيه وعد ووعيد وبشارة ونذارة وترغيب وترهيب , ولايستغني عن كل ذلك أحد مهما بلغ من العلم والصلاح ما بلغ.
ومن بين تلك الايات التي تخلع قلب القراء والمتدبرين آيتنا التي جعلتها عنواناً للموضوع وهي وصف لحالة من الإعياء والعجز والإنهاك والعذاب يصل إليها أهل النار-اجارنا الله - لأن من المتعارف عليه أن الإنسان إذا تعرض لضرب أو اعتداء أو هجوم فإنه يستخدم يديه أول ما يتأهب للدفاع عن نفسه , أما هذا الضال فقد غلت يداه إلى عنقه ثم ألقي به في النار على وجهه -عياذا بالله- ولذا فإنه لا يجد ما يدفع به لفح النار ولهبها عن نفسه عدا وجهه والوجه هو المحتوي على أرق حواس الإنسان كالعينين والنف والفم والأذنين والتي لا تتحمل من حر النار ما يتحمله الجلد في سائر أعضاء الجسد,قال الإمام القرطبي رحمه الله (قال عطاء وابن زيد:يرمى به مكتوفا في النار فأول شيء تمس منه النار وجهه)15/251
اللهم إنا نعوذ بك من أن تمسنا النار , اللهم حرمها على أجسادنا وحل بيننا وبينها بعفوك ومغفرتك ورضاك ,آمين آمين.
اما بعد:
فإن ذا النظرة المنصفة إلى بعض أوساط الناس العلمية يلحظ في بعض الأحايين ندرة أو انعدام الوعظ والتذكير بالله جل وعلا والتخويف منه سبحانه وتقدس ,فأصبح الواعظ في أنظار بعض المسلمين متشدداً داعيا للتزمت والكدر والتضييق على الناس,وأصبح بعض الفضلاء يعظ ويذكر - إن وُفِّقَ لذلك - على استحياء من رميه بالشدة والتضييق.
ولولا المواعظ ما تعرف الناس على سعة رحمة الله وشدة عذابه , ولولا المواعظ لما جرت بالدموع الصادقة عيون المخبتين التائبين , ولولا المواعظ لما حاسب نفسه من فرط في جنب الله , ولا عاد ورجع إلى الله العاصي والغافل والساهي واللاهي .
فبها تحيا القلوب ,وتدمع من خوف الله ورجائه العيون ,وتعاد للمظلومين المظالم والحقوق ,وبها يبارك الله للعالم وطالب العلم في علمه ,حتى يجعل الله تعالى نصب عينيه فلا ينبس ببنت شفة إلا وقد علم أنه محاسب على قيله فلا يتكلم إلا بما يعلم ويحسن.
وكتاب الله تعالى كتاب موعظة وتذكير ففيه وعد ووعيد وبشارة ونذارة وترغيب وترهيب , ولايستغني عن كل ذلك أحد مهما بلغ من العلم والصلاح ما بلغ.
ومن بين تلك الايات التي تخلع قلب القراء والمتدبرين آيتنا التي جعلتها عنواناً للموضوع وهي وصف لحالة من الإعياء والعجز والإنهاك والعذاب يصل إليها أهل النار-اجارنا الله - لأن من المتعارف عليه أن الإنسان إذا تعرض لضرب أو اعتداء أو هجوم فإنه يستخدم يديه أول ما يتأهب للدفاع عن نفسه , أما هذا الضال فقد غلت يداه إلى عنقه ثم ألقي به في النار على وجهه -عياذا بالله- ولذا فإنه لا يجد ما يدفع به لفح النار ولهبها عن نفسه عدا وجهه والوجه هو المحتوي على أرق حواس الإنسان كالعينين والنف والفم والأذنين والتي لا تتحمل من حر النار ما يتحمله الجلد في سائر أعضاء الجسد,قال الإمام القرطبي رحمه الله (قال عطاء وابن زيد:يرمى به مكتوفا في النار فأول شيء تمس منه النار وجهه)15/251
اللهم إنا نعوذ بك من أن تمسنا النار , اللهم حرمها على أجسادنا وحل بيننا وبينها بعفوك ومغفرتك ورضاك ,آمين آمين.