أَعْظَمُ النَّفَقَةِ نَفَقَةُ الْعِلْمِ يَا عُلَمَاءَ المُلْتَقَى -فَتَصَدَّقُوا

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
أَعْظَمُ النَّفَقَةِ نَفَقَةُ الْعِلْمِ يَا عُلَمَاءَ المُلْتَقَى -فَتَصَدَّقُوا

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في مَجْمُوع الْفَتَاوَى........

وَكَمَا أَنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً مُوكَلَةً بِالسَّحَابِ وَالْمَطَرِ فَلَهُ مَلَائِكَةٌ مُوكَلَةٌ بِالْهُدَى وَالْعِلْمِ. هَذَا رِزْقُ الْقُلُوبِ وَقُوتُهَا وَهَذَا رِزْقُ الْأَجْسَادِ وَقُوتُهَا قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي قَوْله تَعَالَى {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} قَالَ: " إنَّ مِنْ أَعْظَمِ النَّفَقَةِ نَفَقَةَ الْعِلْمِ " أَوْ نَحْوَ هَذَا الْكَلَامِ وَفِي أَثَرٍ آخَرَ: " {نِعْمَتْ الْعَطِيَّةُ وَنِعْمَتْ الْهَدِيَّةُ: الْكَلِمَةُ مِنْ الْخَيْرِ يَسْمَعُهَا الرَّجُلُ فَيُهْدِيهَا إلَى أَخ لَهُ مُسْلِمٍ} ". وَفِي أَثَرٍ آخَرَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: " {مَا تَصَدَّقَ عَبْدٌ بِصَدَقَةِ أَفْضَلَ مِنْ مَوْعِظَةٍ يَعِظُ بِهَا إخْوَانًا لَهُ مُؤْمِنِينَ فَيَتَفَرَّقُونَ وَقَدْ نَفَعَهُمْ اللَّهُ بِهَا} " أَوْ مَا يُشْبِهُ هَذَا الْكَلَامَ. وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: " {أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً ؟ فَذَكَرَ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} ".
وَرَوَى ابْنُ مَاجَه فِي سُنَنِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " {أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ عِلْمًا ثُمَّ يُعَلِّمَهُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ} " وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: " عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ فَإِنَّ طَلَبَهُ عِبَادَةٌ وَتَعَلُّمَهُ لِلَّهِ حَسَنَةٌ وَبَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ وَتَعْلِيمَهُ لِمَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ وَمُذَاكَرَتَهُ تَسْبِيحٌ ". وَلِهَذَا كَانَ مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ وَاَللَّهُ وَمَلَائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ عُمُومِ النَّفْعِ لِكُلِّ شَيْءٍ. وَعَكْسُهُ كَاتِمُوا الْعِلْمِ فَإِنَّهُمْ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ .
 
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في مَجْمُوع الْفَتَاوَى........

قَوْله تَعَالَى {إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} فِي النِّسَاءِ وَفِي الْحَدِيدِ أَنَّهُ {لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} قَدْ تُؤُوِّلَتْ فِي الْبُخْلِ بِالْمَالِ وَالْمَنْعِ وَالْبُخْلِ بِالْعِلْمِ وَنَحْوِهِ وَهِيَ تَعُمُّ الْبُخْلَ بِكُلِّ مَا يَنْفَعُ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا مِنْ عِلْمٍ وَمَالٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ كَمَا تَأَوَّلُوا قَوْلَهُ: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} النَّفَقَةُ مِنْ الْمَالِ وَالنَّفَقَةُ مِنْ الْعِلْمِ. وَقَالَ مُعَاذٌ فِي الْعِلْمِ: تَعَلُّمُهُ لِمَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ. وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِصَدَقَةِ أَفْضَلَ مِنْ مَوْعِظَةٍ يَعِظُ بِهَا جَمَاعَةً فَيَتَفَرَّقُونَ وَقَدْ نَفَعَهُمْ اللَّهُ بِهَا. أَوْ كَمَا قَالَ. وَفِي الْأَثَرِ نِعْمَةُ الْعَطِيَّةِ وَنِعْمَت الْهَدِيَّةُ الْكَلِمَةُ مِنْ الْخَبَرِ يَسْمَعُهَا الرَّجُلُ ثُمَّ يُهْدِيهَا إلَى أَخ لَهُ أَوْ كَمَا قَالَ: وَهَذِهِ صَدَقَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَوَرَثَتُهُمْ الْعُلَمَاءُ؛ وَلِهَذَا كَانَ اللَّهُ وَمَلَائِكَتُهُ وَحِيتَانُ الْبَحْرِ وَطَيْرُ الْهَوَاءِ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ كَمَا أَنَّ كَاتِمَ الْعِلْمِ يَلْعَنُهُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُ اللَّاعِنُونَ .

قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي الفَتْحِ ............

وَيُرْوَى مَا تَصَدَّقَ عَبْدٌ بِصَدَقَةٍ أَعْظَمَ مِنْ مَوْعِظَةٍ يَعِظُ بِهَا أَصْحَابًا لَهُ؛ فَيَتَفَرَّقُونَ وَقَدْ نَفَعَهُمْ اللَّهُ بِهَا.
 
قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ :{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)}

قَالَ الرَّازِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ ..........

وَاعْلَمْ أَنَّ الْإِحْسَانَ إِلَى الْغَيْرِ إِمَّا أَنْ يَكُونَ بِإِيصَالِ النَّفْعِ إِلَيْهِ أَوْ بِدَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُ. أَمَّا إِيصَالُ النَّفْعِ إِلَيْهِ فَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَيَدْخُلُ فِيهِ إِنْفَاقُ الْعِلْمِ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَشْتَغِلَ بِتَعْلِيمِ الْجَاهِلِينَ وَهِدَايَةِ الضَّالِّينَ.

قَالَ ابْنُ الْقِيَمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ مِفْتَاحِ دَارِ السَّعَادَةِ وَمَنْشُورِ ولَايَة أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِرَادَةِ.......

الْعَالِمُ كُلَّمَا بَذَلَ عِلْمَهُ لِلنَّاسِ وَأَنْفَقَ مِنْهُ تَفَجَّرَتْ يَنَابِيعُهُ, فَازْدَادَ كَثْرَةً وَقُوَّةً وَظُهُورَا,
فَيَكْتَسِبُ بِتَعْلِيمِهِ حِفْظُ مَا عَلِمَهُ وَيَحْصُلُ لَهُ بِهِ عِلْمُ مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ ,وَرُبمَا تَكُونُ الْمَسْأَلَةُ فِي نَفسِهِ غَيْرَ مَكْشُوفَةٍ وَلَا خَارِجَةً مِنْ حَيّزِ الْإِشْكَالِ , فَإِذَا تَكَلَّمَ بِهَا وَعَلَّمَهَا اتَّضَحَتْ لَهُ وَأَضَاءَتْ وَانْفَتحَ لَهُ مِنْهَا عُلُومٌ أُخَرُ . وَأيْضَا فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ -

فَكَمَا عَلَّمَ الْخَلْقَ مِنْ جَهَالَتِهِم جَزَاهُ اللهُ بِأَنْ عَلَّمَهُ مِنْ جَهَالَتِهِ -كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِى أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ».

وَهَذَا يتَنَاوَلُ نَفَقَة الْعِلْمِ إِمَّا بِلَفْظِهِ وَإِمَّا بِتَنْبِيهِهِ وَإِشَارِتِهِ وَفَحْوَاهُ.
وَلِزَكَاءِ الْعِلْمِ وَنَحْوِهُ طَرِيقَانِ : أَحَدُهُمَا: تَعْلِيمُهُ- وَالثَّانِي الْعَمَلُ بِهِ- فَإِنَّ الْعَمَلَ بِهِ أَيْضَا يُنَمِّيهِ وَيُكَثِّرُهُ وَيَفْتَحُ لِصَاحِبِهِ أَبْوَابَهُ وَخَبَايَاهُ.
 
جَاءَ فِي سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاءِ لِلْشَيْخِ الإِمَامِ الذَّهَبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى...........
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ الفُضَيْلَ يَقُوْلُ:رَهْبَةُ العَبْدِ مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِ بِاللهِ، وَزَهَادَتُهُ فِي الدُّنْيَا عَلَى قَدْرِ رَغْبَتِهِ فِي الآخِرَةِ، مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ، اسْتَغنَى عَمَّا لاَ يَعْلَمُ، وَمَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ، وَفَّقَهُ اللهُ لِمَا لاَ يَعْلَمُ، وَمَنْ سَاءَ خُلُقَهُ شَانَ دِيْنَهُ، وَحَسَبَهُ، وَمُرُوءتَهُ.

جَاءَ فِي كِتَابِ حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ وَطَبَقَاتِ الأَصْفِيَاءِ ..................

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا ابْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ فَتَحَ اللهُ لَهُ مَا لَا يَعْلَمُ ".

جاءَ فِي (مَوَارِدَ الظَّمْآنِ لِدُرِوْسِ الزَّمَان) لِلسَّلْمَان رَحِمَهُ اللهُ :

عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا حَمَلَةَ الْعِلْمِ اعْمَلُوا بِهِ، فَإِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ، وَوَافَقَ عِلْمَه عَمَلُه، وَسَيَكُونُ أَقْوَامٌ يَحْمِلُونَ الْعِلْمَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهمْ، يُخَالِفُ عَمَلُهُمْ عِلْمَهُم، وَتُخَالِفُ سَرِيرَتُهم عَلانِيَّتَهُمْ يَجْلِسُونَ حِلَقًا فَيُبَاهِي بَعْضُهُم بَعْضًا، حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَ لِيَغْضَب عَلَى جَلِيسِه أَنْ يَجْلِسَ إِلى غَيْرِهِ وَيَدَعَهُ أُولَئِكَ لا تَصْعَدُ أَعْمَالَهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ تِلْكَ إِلى اللهِ. رَوَاهُ الدَّارِمِي.
قَالَ الْعُلَمَاءُ: وَهَذَا الأَثَرُ لَهُ حُكْمُ الْمَرْفُوعِ لأَنَّهُ إِخْبَارٌ عَنْ أَمْرٍ غَيْبِيّ فَلا يُقَالُ إِلا عَنْ تَوْقِيفٍ.
 
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْم يُنْتَفَع بِهِ أَوْ وَلَد صَالِح يَدْعُو لَهُ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ

قَالَ العُثَيمِينُ رِحِمَهُ اللهُ فِي شَرْحِ رِيَاضِ الصَّالِحِينَ...................

وَأَفْضَلُ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الْعِلْمُ الَّذِي يُنْتَفَع بِهِ -وَأَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلَا بَلْ أَمْثَالَا كَثِيرَةً-

أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَفْقَهِ الصَّحَابَةِ بَعْدَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسقط أَحْيَانَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ وَمَعَ ذَلِكَ أَكْثرُ الْمُسْلِمِينَ الْآنَ لَا يَقْرَأُونَ إِلَّا رِوَايَاتِهِ- فَهُوَ الَّذِي نَقَلَ لَنَا هَذِهِ الْأَحَادِيثَ وَهِيَ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ إِذَا مَا قُورِنَتْ بِأَيَّ صَدَقَاتٍ أُخْرَى فِي عَهْدِهِ .
الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَشَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى يُدَرِّسُوا لَنَا وَهُمَا فِي قَبْرَيْهِمَا, لِأَنَّ كُتُبَهُمَا بَيْنَ أَيْدِينَا .

إِنَّ أَكْبَرَ خَلِيفَةٍ وَأَكْبَرَ تَاجِرٍ فِي عَصْرِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - هَلْ وَصَلَ خَبَرُهُم إِلَيْنَا الْيَوْمَ ؟
إَذَا الْعِلْمُ هُوَ أَنْفَعُ الثَّلَاثَةُ- فَالصَّدَقَةُ الْجَارِيَةُ قَدْ تَتَعَثَّرُ وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ قَدْ يَمُوتُ, لَكِنَّ الْعِلْمَّ النَّافِعَ الَّذِي يَنْتَفَعُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ بَاقٍ إَلَى مَا شَاءَ اللهُ.

فَعِلْم يُنْتَفَع بِهِ : هَذَا أَعَمُّهَا وَأَشْمَلُهَا وَأَنْفَعُهَا - أَنْ يَتْرُكَ الِإِنْسَانُ وَرَاءَهُ عِلْمَا يَنْتَفِعُ الْمُسْلِمُونَ بِهِ سَوَاءٌ وُرِثَ مِنْ بَعْدِهِ بِالتَّعْلِيمِ الشَّفَوِيِّ أّوْ بِالْكِتَابَةِ, فَتَأْلِيفُ الْكُتُبِ وَتَعْلِيمِ النَّاسِ - وَتَدَاوُلُ النَّاسِ لِهَذِهِ الْمَعْلُومَاتِ مَادَامَ مُسْتَمِرَّا فَأَجْرُ الْمُعَلِّمِ جَارٍ مُسْتَمِرٌّ لِأَنَّ النَّاسَ يَنْتَفِعُونَ بِهَذَا الْعِلْمِ الَّذِي وَرَّثَهُ .

وأخيرا..............

نَتَمَنَّى مِنَ عُلَمَاءِ الْمُلْتَقَى أَنْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُم بِالْعَوْنِ لِكُلِّ فِكْرَةٍ طَيِّبَةٍ تَخْرُجُ إِلَى النُّورِ وَيَدْعَمُوهَا بِمَا عَلَّمَهُمُ اللهُ تَعَالَى .

وَأَنْ يَكُونُوا أَحَدَ رَجُلَيْنِ :إِمَّا نَاصِحٌ مُعِينٌ أَوْ مُصَحِّحٌ مُبِينٌ - وَلَا أَعْتَقِدُ أَنَّ هُنَاكَ رَجُلَا ثَالِثَاً .
 
قال تعالى :

هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقا نستغرب غياب شيوخ الملتقى.

لا ندري ما السبب.

والله المستعان.
 
أحسن الله إليكم في الدنيا والآخرة - وجزاكم جميعا خيرا على ما شاركتم وتفضلتم .
 
كُنتُ قَد ختَمتُ كَلامِي بِآيَةِ سُورَةِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ...
وَهِي :
{هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)

- فَهِيَ فِي سُورَةِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ...صاحِبِ السُّنَّة ....


- وهِيَ آيةٌ جَامِعَةٌ ....

لكنَّ الردَّ كما رأينَا جَميعَا ...........

فَأَرَدتُ أن أُضِيفَ لِمَزِيدِ بَيَانٍ .....


قَوْلُهُ تَعَالَى {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)}

قَالَ السَّعديُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ .....................

أَيْ: وَلَا يَظُنُّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ، أَيْ: يَمْنَعُونَ مَا عِنْدَهُم مِمَّا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ، مِنَ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَالْعِلْمِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا مَنَحَهُمُ اللهُ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِم بِهِ، وَأَمَرَهُم بِبَذْلِ مَا لَا يَضُرُّهُم مِنْهُ لِعِبَادِهِ، فَبَخِلُوا بِذَلِكَ، وَأَمْسَكُوهُ، وَضَنُّوا بِهِ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ ، وَظَنُّوا أَنَّهُ خَيْرٌ لَهُم، بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ، فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ ، وَعَاجِلِهِم وَآجِلِهِم { سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } أَيْ: يَجْعَلُ مَا بَخِلُوا بِهِ طَوْقَاً فِي أَعْنَاقِهِم، يُعَذَّبُونَ بِهِ.
 
قَوْلُهُ تَعَالَى {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37) }

قَالَ السَّعديُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ .....................

{ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ } أَيْ: يَمْنَعُونَ مَا عَلَيْهِم مِنَ الْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ. { وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } بِأَقْوَالِهِم وَأَفْعَالِهِم { وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } أَيْ: مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ الضَّالُّونَ وَيَسْتَرْشِدُ بِهِ الْجَاهِلُونَ فَيَكْتُمُونَهَ عَنْهُم، وَيُظْهِرُونَ لَهُم مِنَ الْبَاطِلِ مَا يَحُولُ بَيْنَهُم وَبَيْنَ الْحَقِّ. فَجَمَعُوا بَيْنَ الْبُخْلِ بِالْمَالِ وَالْبُخْلِ بِالْعِلْمِ، وَبَيْنَ السَّعْي فِي خَسَارَةِ أَنْفُسِهِم وَخَسَارَةِ غَيْرِهِم، وَهَذِهِ هِيَ صَفَاتُ الْكَافِرِينَ، فَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا } أَيْ: كَمَا تَكَبَّرُوا عَلَى عِبَادِ اللهِ وَمَنَعُوا حُقُوقَهُ وَتَسَبَّبُوا فِي مَنْعِ غَيْرِهِم مِنَ الْبُخْلِ وَعَدَمِ الِاهْتِدَاءِ، أَهَانَهُم بِالْعَذَابِ الْأَلِيمِ وَالْخِزْي الدَّائِمِ. فَعِيَاذًا بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ كُلِّ سُوءٍ.
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم الاستاذ الكريم جزاكم الله تعالى خيرا
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ........... وجزاكم .أخي الكريم .
 
عودة
أعلى