في كلام أبي حيان جواب سؤالك وفقك الله , حيث قال عند قوله تعالى {أفلا تعقلون}[البقرة44] :
(وزعم الزمخشري أن الواو والفاء وثم بعد الهمزة واقعة موقعها ، ولا تقديم ولا تأخير ، ويجعل بين الهمزة وحرف العطف جملة مقدرة يصح العطف عليها ، وكأنه رأى أن الحذف أولى من التقديم والتأخير . وقد رجع عن هذا القول في بعض تصانيفه إلى قول الجماعة ، وقد تكلمنا على هذه المسألة في شرحنا لكتاب التسهيل .
فعلى قول الجماعة يكون التقدير : فألا تعقلون .
وعلى قول الزمخشري يكون التقدير : أتعقلون فلا تعقلون ، أمكثوا فلم يسيروا في الأرض . أو ما كان شبه هذا الفعل مما يصح أن يعطف عليه الجملة التي بعد حرف العطف) .
فظاهر من هذا قول الجماعة وهو : أن التقديم والتأخير أولى من الحذف .
ولا يلزم أن تكون هذه قاعدة عامة في كل تقديم وتأخير وحذف , بل لكل مسألة حكمها , وعامَّة ما يُراعى في نحو هذه المسائل أمران :
أولهما : تقليل التغيير عن الأصل .
وثانيهما : استقامة المعنى به على وجهٍ أولى .
فحيثما اجتمع لك هذان في قولٍ فخذه , ولا تقف طويلاً على مذاهب النحويين ؛ فلهم فيها مآرب أخرى .