أي القراءتين أصح لكلام الزركشي؟

إنضم
05/07/2004
المشاركات
103
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
قال الزركشي رحمه الله في البرهان في علوم القرآن: 1/291:
((النوع الثامن عشر: معرفة غريبة.
وهو معرفة المدلول، وقد صنف فيه جماعة منهم: أبو عبيدة كتاب "المجاز"، وأبو عمر غلام ثعلب "ياقوتة الصراط"، ومن أشهرها كتاب ابن عزيز، و"الغريبين" للهروي، ومن أحسنها كتاب "المفردات" للراغب.
وهو يتصيد المعانى من السياق لأن مدلولات الألفاظ خاصة)).
والجملة الأخيرة (وهو يتصيد...) جاءت في أول السطر في طبعتي (أبو الفضل والمرعشلي) مما يوهم أن الضمير (هو) عندهما يعود على (النوع الثامن عشر) فـ(هو معرفة المدلول...) و(هو يتصيد...). وقد وجدت بعض الباحثين يقرأ النص بهذا الفهم، كما في رسالة (مسائل المرفوعات في كتاب البيان في غريب إعراب القرآن) لعبدالكريم حجاج، قال: ((تحدث الامام الزركشى (ت 794هـ) فى كتابه "البرهان" عن (الغريب) فقال: إن من علوم القرآن معرفة غريبه –أي: معرفة المدلول– ثم أضاف: وهو -أي هذا العلم- يتصيد المعاني من السياق لأن مدلولات الألفاظ خاصة)).
ووجدت آخرين يعودون بالضمير إلى "المفردات" للراغب. ومنهم الأخ الحبيب والصديق العزيز د. محمد الربيعة في إحدى مقالاته عن (السياق) في الملتقى على هذا الرابط:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=8173
ومما ذكره:​
يعتبر الراغب الأصفهاني من أبرز المفسرين وأهل اللغة عناية ببيان السياق القرآني، من خلال كتابه المفردات خاصة، وذلك أنه يجمع الكلمات الغريبة في القرآن ويبين معناها حسب سياقها الذي وردت فيه، وهو من أهم ينبغي الرجوع إليه في معرفة السياق.​


ويؤكد عنايته بجانب السياق الزركشي فيقول: "وهذا ـ أي النظر إلى الآية بحسب السياق ـ يعتني به الراغب كثيراً في كتاب المفردات فيذكر قيداً زائداً على أهل اللغة في تفسير مدلول اللفظ لأنه اقتنصه من السياق"([7]).​



وقال أيضاً في حديثه عن كتب غريب القرآن: (ومن أحسنها كتاب (المفردات) للراغب وهو يتصيد المعاني من السياق؛ لأن مدلولات الألفاظ خاصة" ([8]).​
والنص الذي نقله عن الزركشي أولاً يؤكد الفهم الثاني؛ أن الضمير يعود على الراغب في المفردات، لكني لم أجد هذا النص في البرهان كما أحال إليه الشيخ في مقالته، فإما أني لم أحسن البحث أو أن الشيخ سبقه قلمه فأسنده إلى البرهان، وإنما هو لأحد الباحثين.
وعلى كل إذا لم يكن النص للزركشي فإن الإشكال باق. ولعل أحدًا يفتح الله عليه لإفادتي؛ لما بين الفهمين من الفرق. والله ولي التوفيق.​
 
الظاهرُ - والله أعلم - أن الضميرَ في قولِ الإمامِ الزَّرْكَشيِّ - رحمهُ اللهُ - يعودُ على كتابِ المفرداتِ، لا على النوعِ الثامنِ عشرَ.
وتأييدُ ذلك من كلامِ الزركشيِّ نفسه، حيثُ يقولُ تحتَ النوعِ الحادي والأربعينَ (معرفة تفسيره وتأويله): واعلمْ أن القرآنَ قسمان: أحدهما وردَ تفسيرُه بالنقلِ عمَّن يُعتبر تفسيرُه، وقسمٌ لم يَرِد...
الثاني: مالم يَرِدْ فيه نقلٌ عن المفسرينَ، وهو قليلٌ، وطريقُ التوصُّلِ إلى فهمِه النظرُ إلى مفرداتِ الألفاظِ من لغةِ العربِ ومدلولاتِها بحسبِ السِّياقِ، وهذا يعتني به الراغبُ كثيراً في كتابِ المفرداتِ، فيذكرُ قَيداً زائداً على أهلِ اللغةِ في تفسيرِ اللفظِ؛ لأنَّه اقتنصهُ من السِّياقِ". ا.هـ. الجزء الثاني من المجلد الأول/ص172، طبعة: دار عالم الكتب.
وقد سبقَ إلى بيانِ ذلكَ الدكتور الربيعة فيما أفدتم، وقبلَه الدكتور صفوان داوديّ في تقدِمةِ تحقيقِه للمفرداتِ ص19.
على ما تقدَّم: ينبغي أن تكونَ جملةُ: (وهو يتصيد المعانى من السياق لأن مدلولات الألفاظ خاصة) = واقعةً بعد كتاب الراغب مباشرةً؛ لا أول سطر مستقلٍّ، وأن يفصَلَ بينهما بفاصلةٍ، لا نقطة.
 
شكر الله لك يا شيخ (ضيف الله) على هذه الإفادة القيمة، التي تبين من خلالها أن الشيخ د. محمد الربيعة بريء من تهمة سبق القلم، ولكني لم أحسن البحث، فجزاك الله وإياه خير الجزاء ونفع بكما.
 
عودة
أعلى