د محمد الجبالي
Well-known member
سألني أخي:
أيهما أقوى في الدعاء:
[غفر الله لك] أم [ يغفر الله لك]؟
ولكي نقف على أيهما أقوى يجب أن نقف على دلالة الفعل الماضي ودلالة الفعل المضارع
إن الفعل الماضي: هو ما دل على حدوث فعل قبل زمن التكلم.
أما المضارع: فهو يدل على حدث في الحاضر أو المستقبل.
علما أن كلا منهما - باعتبار القرائن - قد يخرج عن هذه المعاني.
إن الفعل الماضي يدل على تحقق الفعل ووقوعه لذلك كان الدعاء به أقوى وآكد من الدعاء بالمضارع
ولكي نثبت ذلك تأملوا معي الدعاء في هاتين الآيتين:
الآية الأولى: قال الله تعالى مخاطبا النبي صلى الله عليه وسلم معاتبا إياه عتاب المحبين قال: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} [التوبة: 43]
فإن الله تعالى لما دعا لنبيه دعا له بلفظ الماضي : {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ} للتأكيد على تحقق هذا العفو وأن العفو قد حدث.
الآية الثانية: دعا سيدنا يوسف لإخوته قائلا : [{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ] } [يوسف: 92]
إن يوسف عليه السلام لما دعا لإخوته الذين فعلوا به ما فعلوا قال: [{يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ}] لقد عفا يوسف عنهم { [لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ]} ثم سأل الله أن يغفر لهم : [{يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ}]، ثم أكد أن مغفرة الله محققة بقوله:[{وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ]}.
والشاهد: أن الدعاء الأول الذي جاء بلفظ الماضي [{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ]} أقوى وآكد من الثاني
[{يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ}] الذي جاء بلفظ المضارع.
وعلى هذا فإن دعاء [غفر الله لك] أقوى وآكد من دعاء [يغفر الله لك].
والله أعلم.
د. محمد الجبالي
أيهما أقوى في الدعاء:
[غفر الله لك] أم [ يغفر الله لك]؟
ولكي نقف على أيهما أقوى يجب أن نقف على دلالة الفعل الماضي ودلالة الفعل المضارع
إن الفعل الماضي: هو ما دل على حدوث فعل قبل زمن التكلم.
أما المضارع: فهو يدل على حدث في الحاضر أو المستقبل.
علما أن كلا منهما - باعتبار القرائن - قد يخرج عن هذه المعاني.
إن الفعل الماضي يدل على تحقق الفعل ووقوعه لذلك كان الدعاء به أقوى وآكد من الدعاء بالمضارع
ولكي نثبت ذلك تأملوا معي الدعاء في هاتين الآيتين:
الآية الأولى: قال الله تعالى مخاطبا النبي صلى الله عليه وسلم معاتبا إياه عتاب المحبين قال: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} [التوبة: 43]
فإن الله تعالى لما دعا لنبيه دعا له بلفظ الماضي : {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ} للتأكيد على تحقق هذا العفو وأن العفو قد حدث.
الآية الثانية: دعا سيدنا يوسف لإخوته قائلا : [{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ] } [يوسف: 92]
إن يوسف عليه السلام لما دعا لإخوته الذين فعلوا به ما فعلوا قال: [{يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ}] لقد عفا يوسف عنهم { [لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ]} ثم سأل الله أن يغفر لهم : [{يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ}]، ثم أكد أن مغفرة الله محققة بقوله:[{وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ]}.
والشاهد: أن الدعاء الأول الذي جاء بلفظ الماضي [{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ]} أقوى وآكد من الثاني
[{يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ}] الذي جاء بلفظ المضارع.
وعلى هذا فإن دعاء [غفر الله لك] أقوى وآكد من دعاء [يغفر الله لك].
والله أعلم.
د. محمد الجبالي