د محمد الجبالي
Well-known member
سألني زميلي الماليزي:
أيهما أفضل في الكلام الجملة الاسمية أم الجملة الفعلية؟
فأجبته: بحسب الحال والموقف يكون الكلام، فإن كان الحال والموقف ثابت دائم كانت الجملة الاسمية أنسب، كقولك: [أحمد رجل كريم]، فقد أردتَ أن خصلة الكرم ثابتة ملازمة لأحمد، وإن كان الحال والموقف حادث متجدد فالجملة الفعلية أنسب كقولك [أكرم أحمد ضيوفه] فالفعل دل على الحدوث ويدل على تجدد الفعل بتجدد حدوثه، فلو قلتَ [يكرم أحمد ضيوفه] دل ذلك على الحدوث والاستمرار، فإن قلت [أحمد يكرم ضيوفه] كانت آكد على الصفة بثباتها ودوامها بالجمع بين الاسمية والإخبار بالفعل.
لأن الأصل في الجملة الاسمية أنها تدل على الثبوت والدوام، وقد تدل على التأكيد أيضا، أما الجملة الفعلية فالأصل فيها الحدوث والتجدد.
وقد يلحق قرائن وأدوات بالجملة الاسمية فترمي الدلالة إلى الاستمرار والتجدد، وكذلك الجملة الفعلية قد يلحق بها ما يرمي بدلالتها إلى الاستمرارية مع الحدوث والتجدد.
مثال ذلك: قول زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}[40 آل عمرا]
جملتا {وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ ، وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ}كل منهما وقعت حالا لزكريا، والأولى فعلية والثانية اسمية، فالجملة الأولى {وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ} وصفت حالا حادثة متجددة، فالكبر والضعف يزداد يوما بعد يوم؛ لذلك كان الأدق والأبلغ هنا استعمال الجملة الفعلية لا الاسمية، أما الجملة الثانية {وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ} فقد وصفت حالا ثابتة لا تتغير وهي حال كون زوجه عاقر، فكان الأدق والأبلغ هنا الجملة الاسمية.
وفي موطن آخر لنفس القصة قال زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: 8]، نجد أن الكلام آكد في آية مريم منه في آية آل عمران؛ فقد دخلت كان الناقصة على الجملة الاسمية في {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا} فأكدت حال زوجه من أنها عاقر مع ثبات ذلك ودوامه، أما في وصفه لحاله فقد بالغ في الوصف مبالغة شديدة بزيادة لفظ [عتيا] في {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}، وزيادة [من] التي تدل على أنه قطع شوطا طويلا من العمر والكبر والضعف. والله أعلم
د. محمد الجبالي
أيهما أفضل في الكلام الجملة الاسمية أم الجملة الفعلية؟
فأجبته: بحسب الحال والموقف يكون الكلام، فإن كان الحال والموقف ثابت دائم كانت الجملة الاسمية أنسب، كقولك: [أحمد رجل كريم]، فقد أردتَ أن خصلة الكرم ثابتة ملازمة لأحمد، وإن كان الحال والموقف حادث متجدد فالجملة الفعلية أنسب كقولك [أكرم أحمد ضيوفه] فالفعل دل على الحدوث ويدل على تجدد الفعل بتجدد حدوثه، فلو قلتَ [يكرم أحمد ضيوفه] دل ذلك على الحدوث والاستمرار، فإن قلت [أحمد يكرم ضيوفه] كانت آكد على الصفة بثباتها ودوامها بالجمع بين الاسمية والإخبار بالفعل.
لأن الأصل في الجملة الاسمية أنها تدل على الثبوت والدوام، وقد تدل على التأكيد أيضا، أما الجملة الفعلية فالأصل فيها الحدوث والتجدد.
وقد يلحق قرائن وأدوات بالجملة الاسمية فترمي الدلالة إلى الاستمرار والتجدد، وكذلك الجملة الفعلية قد يلحق بها ما يرمي بدلالتها إلى الاستمرارية مع الحدوث والتجدد.
مثال ذلك: قول زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}[40 آل عمرا]
جملتا {وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ ، وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ}كل منهما وقعت حالا لزكريا، والأولى فعلية والثانية اسمية، فالجملة الأولى {وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ} وصفت حالا حادثة متجددة، فالكبر والضعف يزداد يوما بعد يوم؛ لذلك كان الأدق والأبلغ هنا استعمال الجملة الفعلية لا الاسمية، أما الجملة الثانية {وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ} فقد وصفت حالا ثابتة لا تتغير وهي حال كون زوجه عاقر، فكان الأدق والأبلغ هنا الجملة الاسمية.
وفي موطن آخر لنفس القصة قال زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: 8]، نجد أن الكلام آكد في آية مريم منه في آية آل عمران؛ فقد دخلت كان الناقصة على الجملة الاسمية في {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا} فأكدت حال زوجه من أنها عاقر مع ثبات ذلك ودوامه، أما في وصفه لحاله فقد بالغ في الوصف مبالغة شديدة بزيادة لفظ [عتيا] في {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}، وزيادة [من] التي تدل على أنه قطع شوطا طويلا من العمر والكبر والضعف. والله أعلم
د. محمد الجبالي