بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
يحكي لنا الصلاح الصفدي في "الوافي بالوفيات" في ترجمة الإمام القرطبي المفسر، حادثة وقعت بين الإمام القرطبي (أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي القرطبي، ت. 671هـ)، صاحب التفسير المشهور، والإمام القرافي (شهاب الدين أحمد بن إدريس الصنهاجي، ت. 684هـ)، الأصولي والفقيه المالكي المشهور، صاحب المؤلفات العديدة في الفقه والأصول، كالذخيرة والفروق والتنقيح.
يقول الصفدي:
"ترافق القرطبي المفسر والشيخ شهاب الدين القرافي في السفر إلى الفيوم، وكل منهما شيخ فنه في عصره: القرطبي في التفسير والحديث والقرافي في المعقولات. فلما دخلاها ارتادا مكانا ينزلان فيه؛ فدلا على مكان، فلما أتياه قال لهما إنسان: "يا مولانا! بالله لا تدخلاه! فإنه معمور بالجان!". فقال الشيخ شهاب الدين [القرافي] للغلمان: "ادخلوا! ودعونا من هذا الهذيان!". ثم إنهما توجها إلى جامع البلد إلى أن يفرش الغلمان المكان، ثم عادا. فلما استقرا بالمكان سمعا صوت تيس من المعز يصيح من داخل الخرستان، وكرر ذلك الصياح؛ فامتقع لون القرافي، وخارت قواه، وبهت. ثم إن الباب فتح وخرج منه رأس تيس وجعل يصيح؛ فذاب القرافي خوفا، وأما القرطبي فإنه قام إلى الرأس وأمسك بقرنيه وجعل يتعوذ ويبسمل ويقرأ: "آلله أذن لكم أم على الله تفترون"، ولم يزل كذلك حتى دخل الغلام ومعه حبل وسكين، وقال: "يا سيدي تنح عنه!"، وجاء إليه وأخرجه وأتكاه وذبحه؛ فقالا له: "ما هذا؟!" فقال: "لما توجهتما رأيته مع واحد؛ فاسترخصته واشتريته لنذبحه ونأكله، وأودعته في هذا الخرستان". فأفاق القرافي من حاله وقال: "يا أخي! لا جزاك الله خيرا! ما كنت قلت لنا؟! وإن لاَّ طارت عقولنا!" أو كما قال.
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
يحكي لنا الصلاح الصفدي في "الوافي بالوفيات" في ترجمة الإمام القرطبي المفسر، حادثة وقعت بين الإمام القرطبي (أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي القرطبي، ت. 671هـ)، صاحب التفسير المشهور، والإمام القرافي (شهاب الدين أحمد بن إدريس الصنهاجي، ت. 684هـ)، الأصولي والفقيه المالكي المشهور، صاحب المؤلفات العديدة في الفقه والأصول، كالذخيرة والفروق والتنقيح.
يقول الصفدي:
"ترافق القرطبي المفسر والشيخ شهاب الدين القرافي في السفر إلى الفيوم، وكل منهما شيخ فنه في عصره: القرطبي في التفسير والحديث والقرافي في المعقولات. فلما دخلاها ارتادا مكانا ينزلان فيه؛ فدلا على مكان، فلما أتياه قال لهما إنسان: "يا مولانا! بالله لا تدخلاه! فإنه معمور بالجان!". فقال الشيخ شهاب الدين [القرافي] للغلمان: "ادخلوا! ودعونا من هذا الهذيان!". ثم إنهما توجها إلى جامع البلد إلى أن يفرش الغلمان المكان، ثم عادا. فلما استقرا بالمكان سمعا صوت تيس من المعز يصيح من داخل الخرستان، وكرر ذلك الصياح؛ فامتقع لون القرافي، وخارت قواه، وبهت. ثم إن الباب فتح وخرج منه رأس تيس وجعل يصيح؛ فذاب القرافي خوفا، وأما القرطبي فإنه قام إلى الرأس وأمسك بقرنيه وجعل يتعوذ ويبسمل ويقرأ: "آلله أذن لكم أم على الله تفترون"، ولم يزل كذلك حتى دخل الغلام ومعه حبل وسكين، وقال: "يا سيدي تنح عنه!"، وجاء إليه وأخرجه وأتكاه وذبحه؛ فقالا له: "ما هذا؟!" فقال: "لما توجهتما رأيته مع واحد؛ فاسترخصته واشتريته لنذبحه ونأكله، وأودعته في هذا الخرستان". فأفاق القرافي من حاله وقال: "يا أخي! لا جزاك الله خيرا! ما كنت قلت لنا؟! وإن لاَّ طارت عقولنا!" أو كما قال.