أين قوة الفولاذ ؟ ( شعر )

إنضم
09/09/2009
المشاركات
363
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
أين قوة الفولاذ ؟​

أصمُّ أنت وفي القدس الأباطيلُ ؟ = وأبكمٌ لا تواتيك التعاليل ؟
هل مات حسّك ؟ والإحساس منقبة = وقد تكاثر في القوم المهازيلُ
أليس تأسى على سلمى وجارتها = في غزة ، دكت الدار الزلازيل ؟
تحت الجنازير أشلاءٌ مُمزّقةٌ = قد جُرّفت ألفُ "راشيلٍ" و"راشيلُ"
أما وقفتَ على الأطلال تسألها = لعل عن أهلها تُروى التفاصيلُ ؟
ألا يجيبك عنها ناعبٌ نكدٌ ؟ = والحال تفصحُ : تعذيب وتنكيل
آثار قُنبُلةٍ ، جنزيرُ مرْكبةٍ = حريقُ فسفورَ ، أوْ نسفٌ وتقتيلُ
قد يحفر النوحُ في أشجان سامعه = ما يعجَزُ الرسمُ عنه والأقاويلُ
ما مثلُ غزّة في التاريخ مَحرقةً = كأنما زارها الطيرُ الأبابيلُ !!
نُبّئتُ عن جدُر الفولاذ يَنقُبها = بقدرة الله قَدّومٌ وإزميلُ
قد ذوّبوهُ بأملاح مُصنّعةٍ = من تُرْب غزةَ ما فيهنّ مدخولُ
لان الحديدُ لمن داوودُ قُدوتُه = فعندنا فيه آثارٌ وتنزيلُ
صار العَصيّ تراباً ، أين شدته ؟ = وصار ما طال منه ما له طولُ
صار البناء دماراً ، أين ما بذلوا ؟ = أين الأساسات ؟ بل أين التهاويل ؟
تواضعَ اليومَ ذَوْباً في صفائحه = كأنّه - وهو مصقولٌ - غرابيلُ
بالأمس كان لذي القرنين مأثُرةً = لا يفتأُ الجيلُ يرويها له الجيلُ
صار المصنَّع في إبان جِدته = كخردة شأنها رمي وتبديلُ
قد أيّد "الغربُ" بالفولاذ دعمَهمُ = ومن تحصّن بالجدران مرذول !
من ظن بأسَ حديدٍ قد يقي قدراً = من بأس ربِّك فالظن الأحابيلُ
دُكّتْ مصانع أمريكا وشِرَّتُها = تبخَّرَ الكيدُ وانزاحت عقابيلُ
صخور غزة باتت ليس يقربها = موج العِدا ، فكأن قد راعها الغولُ
ركضاً إلى القُدسِ مسرى الأمس قد أزفت = كتائبُ الحق تُزجيها الأساطيلُ
"الله أكبرُ" تعلو فوق مسجدها = هناك ترفع راياتٌ وتهليلُ​


بنغازي . ليبيا
10 . 6 . 2010
نشر في موقع مجلة الرقيم
 
نُبّئتُ عن جدُر الفولاذ يَنقُبها
بقدرة الله قَدّومٌ وإزميلُ
قد ذوّبوهُ بأملاح مُصنّعةٍ
من تُرْب غزةَ ما فيهنّ مدخولُ
لان الحديدُ لمن داوودُ قُدوتُه
فعندنا فيه آثارٌ وتنزيلُ​
لله درّها من قصيدة بديعة ... لأجلها أهديكم هذه الفقرة من هذا الرابط :

http://vb.tafsir.net/report.php?p=100175

" يا بني آدم! لقد آتيت عبداً من عبادي أطاع أوامري وخضع لما كلفته به، آتيت لسانه فصل الخطاب، وملأتُ قلبه حكمةً ليفصل كل شئ على بينة ووضوح. ووضعت في يده من الحقيقة الرائعة ما يكون الحديد كالشمع فيها، فيغيّر شكله كيفما يشاء، ويستمد منه قوة عظيمة لإرساء اركان خلافته وادامة دولته وحكمه... "

و تحضرني هنا مقولة تبليغية دقيقة التشخيص , لطيفة العلاج :
" إن أطعنا الله فيما يريد و نستطيع .. هيّأ الله لنا ما نريد و لا نستطيع !؟! "
 
أخي الأديب المبدع عصام المجريسي عصمه الله من النار، وزاده علماً وتوفيقاً : لقد قرأتُ قصيدتك مرات، وأحببت هذه المرة أن أتوقف مع بعض أبياتها مستحسناً ومتسائلاً وشاكراً بعد إذنكم ، فإني أعلم أن الشاعرَ المبدع يفرح بنقد الناقد، ويحب أن يرتقي بشعره مع النَّقد البناء الذي سأحاول أن أمارسه وأجرب حظي مع قصيدتك التي تعبر عن كل مسلم صادق غيور، وهكذا الأديبُ دوماً يتكلم بلسان من يحبه ويطرب لأدبه .
وأدعو أخي مدير الإشراف على الملتقى المفتوح الأستاذ محمد بن مزهر - وهو المتخصص في اللغة العربية والنقد الأدبي من صناعته ولا بد - أن يعد لنا في هذا الباب شيئاً، بأن يتصدى هو للنقد الأدبي حتى نستفيد منه، ويدعو من المتخصصين في النقد الأدبي من يُمارسه على قصائد الزملاء الشعراء الذين ينشرون قصائدهم في هذا الملتقى المفتوح، وقد لا ينشرونه في غيرها، وأنا على ثقة أنه لو وجد الشعراء نقداً رصيناً هادفاً هنا أتوا إليه زرافات ووحدانا ، وإننا لمتفائلون .

ابتدأ أخي عصام قصيدته التي يريد من ورائها أن يوقظ فينا ذلك الشعور بالأخوة مع أهلنا في فلسطين وفي غزة خصوصاً الذي تبلَّد بسبب ما نحن فيه من الدنيا، والتكالب عليها، وعدم استشعار حقوق إخواننا المستضعفين في كل مكان، ونحن نراقب مثل هذه الأحداث ونشعر بالمهانة والذلة لما نحن فيه من الضعف والتخاذل، ونرى استكبار اليهود واستعلائهم علينا وهم أقل منا عدداً ، وأظنهم أقلُّ عدةً لو كنا صادقين.
وتبدأ أبيات القصيدة بأسئلة فيها خطاب للنفس، وهو ما يسمى بالتجريد وهو أن يجرد الشاعر من نفسه شخصاً آخر يخاطبه، وهو إنما يقصد نفسه، على غرار قول المتنبي : لا خيل عندك تهديها ولا مالُ وهو إنما يعني نفسَه .
أصمُّ أنت وفي القدس الأباطيلُ ؟ = وأبكمٌ لا تواتيك التعاليل ؟
هل مات حسّك ؟ والإحساس منقبة = وقد تكاثر في القوم المهازيلُ
أليس تأسى على سلمى وجارتها = في غزة ، دكت الدار الزلازيل ؟

ويوالي أخي عصام بين الاستفهامات في هذه القصيدة فقد بلغت استفهاماته عشرة استفهامات ليستثير هذه المشاعر التي ماتت فينا أو كادت ( أصمُّ أنت ؟ وأبكمٌ ؟ هل مات حسّك ؟ أليس تأسى؟ أما وقفتَ على الأطلال؟ ألا يجيبك عنها ناعبٌ نكدٌ ؟ أين شدته ؟ أين ما بذلوا ؟ أين الأساسات ؟ بل أين التهاويل ؟)
ودلالات الاستفهام كثيرة ، تحمل معاني التقريع للنفس المقصرة، ونعي المتخاذلين منا، وتشييع هذه النفوس التي ماتت في أجسادنا فلم نعد نتواصى بالمرحمة التي أمرنا بها في قوله تعالى : [FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P594]ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]
وليت شعري كيف نقتحم تلك العقبة مع تفريطنا في حق إخواننا لولا بقية من أهل الضمائر الذين تنادوا مؤخراً لإيقاف هذا الظلم الذي سكت الجميعُ عنه، وإنني أتذكر دائماً من قصيدة الشاعر أبي سلمى رحمه الله أول ما وقعت نكبة فلسطين قوله فيها :
فلسطينُ الحبيبة كيف أغفو * وفي عينيَّ أطياف العذابِ
أطهِّرُ باسمك الدنيا ولو لم * يُبَرِّح بي الهوى لكتمتُ ما بي
تَمرُّ قوافلُ الأيام تَروي * مُؤامرةَ الأعادي والصِّحابِ
فإن مؤامرة الصحابِ أشد من مؤامرة الأعادي منذ بدأت هذه النكبة حتى اليوم .

والقصيدة على هذا الوزن والقافية تذكر قارئها ببردة كعب بن زهير : بانت سعادُ فقلبي اليوم متبولُ، وهي قصيدة جليلة فخمة، من نسج على منوالها فقد أحسن الاستنان في الشعر .
وقد أعجبني قول عصام :​
قد يحفر النوحُ في أشجان سامعه = ما يعجَزُ الرسمُ عنه والأقاويلُ

فإنَّ الشعرَ العذب يلخص لك الحكمةَ ويركزها في بيت أو بعض بيت، وهذا حقٌّ فإن ما نسمعه من بكاء الثكالى وأنات اليتامى حفر في نفوسنا أخاديد من الحزن تراكمت ولا زالت تتزايد، ولا ندري كيف سيكون التنفيس عنها يوماً من الدهر، في غفلةٍ من الظالمين المجرمين الذي يفسدون في الأرض ولا يصلحون .​

ثم ينتقل الشاعر إلى غرض قصيدته وهو الحديث عن جدار الفولاذ الذي يُبنَى بين أهل غزة وأهلهم وجيرانهم في مصر ظلماً وتخاذلاً ، على غير رضى من أهل مصر حفظهم الله، وإنما لأسباب سياسة جائرة أوردت بلاد الإسلام الموارد :​
نُبّئتُ عن جدُر الفولاذ يَنقُبها = بقدرة الله قَدّومٌ وإزميلُ
قد ذوّبوهُ بأملاح مُصنّعةٍ = من تُرْب غزةَ ما فيهنّ مدخولُ
لان الحديدُ لمن داوودُ قُدوتُه = فعندنا فيه آثارٌ وتنزيلُ
وقد أجاد الشاعرُ استحضار قصة داود عليه الصلاة والسلام، وكونه كان يُحكم تلك البلاد، وكيف أن الله ألان له الحديد، وهذه لفتة ذكية من الشاعر العزيز عصام رعاه الله . وقد أشار إلى أن أهل غزة وهم أهل الصلابة الفولاذية لا الجدار العازل قد تغلبوا عليه بمواد محلية الصنع، ولكنَّها مباركة، وقد حطموا بصمودهم كل التوقعات بالهزيمة والاستسلام.​

ثم يختم أبياته الجميلة بالإشارة إلى الفأل الحسن بكسر الحصار بواسطة بعض السفن التي ركبها أصحاب الضمائر الحيَّة من مختلف دول العالم، والتي رعتها تركيا ووقع بشأنها ما تعلمون فقال :
ركضاً إلى القُدسِ مسرى الأمس قد أزفت = كتائبُ الحق تُزجيها الأساطيلُ
"الله أكبرُ" تعلو فوق مسجدها = هناك ترفع راياتٌ وتهليلُ
وأتساءل عن قول الشاعر :
تحت الجنازير أشلاءٌ مُمزّقةٌ = قد جُرّفت ألفُ "راشيلٍ" و"راشيلُ"​
أليس اسم راشيل من أسْماء اليهوديات؟ حيث أفهمُ منه الكناية عن موت المسلمات من أهل غزة والتي عبرت أنت براشيل عنهنَّ .​

الخلاصة :
القصيدة لغتها راقية، وعاطفتها صادقة، وفيها استحضار لكثير من المعاني الإسلامية والتاريخية، واستلهام لآيات القرآن، وليس فيها أي عيب عروضي، ومفرداتها فصيحة، وإن كان فيها ما يثير سؤال أمثالي ممن يجهل مفردات اللغة العربية الفصيحة مثل (الزلازيل جَمع زلزال) وقول الشاعر : (وانزاحت عقابيلُ) يقصد بها العقبات، فهل العقابيل هي العقبات، أم أن العقابيل هي عواقب الأمور (مجرد تساؤل).
نسأل الله أن ينصر إخواننا نصراً عزيزاً، وأن يغفر لنا تقصيرنا في نصرتهم ، وشكر الله لأخي عصام هذه الأبيات الصادقة المعبِّرة .​

الرياض في 21/7/1431هـ​
 
شيخنا الدكتور عبدالرحمن حفظه الله
ما كنت أظن أن ما كتبته سيوضع في هذا الموضع من اهتمامك الوردي ووقت الذهبي ونقدك القيرواني ، فقصارى ما كنت أؤمله أن تُقرأ القصيدة وتذكّر بإخواننا في فلسطين فيكون طالب العلم مع فلسطين والأقصى حيثما حل وارتحل .
أما وقد حظيت منك بذلك فأنا لك شاكر !، ولنقدك الشاكر ذاكر !.
وليس من عادة الشعراء أن يدافعوا عن شعرهم ، الذي ينامون عنه ملء جفونهم : ويسهر القوم جراها ويختصموا .
فإذ لم يفعلوا ولن يفعلوا فهذا يدل على أن الشعر أحياناً أوسع الشاعر نفسه !
ولأني لست منهم ولم أبلغ مبلغهم ! فسأردّ عن أسئلتك !:
- راشيل كوري : فتاة ايرلندية ، قدمت إلى فلسطين / غزة ، مع بعض المناصرين الأجانب، وساكنت أهل غزة ، وقتلت حتى جنزير جرافة من جرافات الصهاينة ، وأثار مقتلها الإعلام ولا يزال ، وذكرتها في معرض الأسى تنبيهاً على أن " النساء " المقتولات من أمثالها ممن لم يذكرهن الإعلام يبلغ الألف وأكثر ، فهي مقيدة بالمناسبة ، ولا أعرف ديانتها ، وأحسبها نصرانية ، وحتى لو كانت يهودية ، فقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على مُخَيْريق ، وقال : "خير اليهود مخيريق!".
- عقابيل : ج عقبول ، داء كالدمامل يصيب الفم ، يستعار لما يعسر من الأمر ، ويرد كذلك كثيراً في نهج البلاغة .
- زلازيل : زلزال تجمع على زلازِل وزلازيل ، لأن صيغة ( فَعالِل ) يجوز فيها قياساً زيادة الياء قبل الآخر ، نحو : جعافر وجعافير ، وفرازق وفرازيق ، وفرادس وقراديس.
 
أحسنتَ وفقك الله .
أما راشيلُ هذه فقد تذكرتُ قصتها فعلاً وفقك الله، ولم أتنبه له إلا بعد شرحك وبيانك، وأقترح عليك أن تضع حاشية عند اسمها في القصيدة، وتبين أن المقصود بها الفتاة راشيل الإيرلندية التي كان من قصتها كذا وكذا، حتى إذا قررت قصيدتك على الطلاب في المدارس يوماً من الدهرِ، أو أراد ناقد أن يشرحها يكون المقصود واضحاً، فالاسم ذكرني برواية (مشرد بلا خطئية) وكان اسم الفتاة اليهودية فيها راشيل .
وأما الإيضاحات اللغوية فقد أجدتَ وأفدتَ وفقك الله .
 
نعم الشعر

نعم الشعر

ما شاء الله عليك أيها الشاعر عصام فقد أصبت كبد الحقيقة في شعرك وقد ذكرتني قصيدتك فعلاً وكما ذكر فضيلة الدكتور الشهري بكعب بن زهير التي قالها أمام النبي عليه الصلاة والسلام والتي يقول في بعض أبياتها :
إن الرسول لنور يستضاء به = مهند من سيوف الله مسلول
في عصبة من قريش قال قائلهم = ببطن مكة لما أسلموا زولوا
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف = عند اللقاء ولا ميل معازيل
يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم = ضرب إذا عرّد السود التنابيل
لا يقع الطعن إلا في نحورهم = ما إن لهم عن حياض الموت تهليل
فلعل شاعرنا قد تأثر ببعض كلماتها وإفراداتها مثل قوله الغرابيل والغول وغيرها
يقول كعب:
فما تدوم على حال تكون بها = كما تلون أثوابها الغول
وما تمسك بالوصل الذي زعمت = إلا كما تمسك الماء الغرابيل
لله درك فقد طوعّت الكلمات والتعابير كما طوع الله تعالى الحديد لداوود .
ولكن مهلاً ما معنى قولك:
ما مثلُ غزّة في التاريخ مَحرقةً = كأنما زارها الطيرُ الأبابيلُ !!
هل الأبابيل هنا نوع الطيور أم أن الأبابيل هنا هي الجماعات؟؟؟ فإذا كان مقصودها جماعات الطير وأظن أن الآية تتجه الى هذا المعنى فلا داعٍ عندئذ للتعريف كما أظن .ويكفي أن تقول أبابيل أي جماعات لأنه لا معنى لإضافة التعريف . هذا ما أظنه وأرجو أن أكون مخطئاً .
وفقك الله تعالى يا شاعرنا الماجد والى إتحافات أخرى مثل هذه . وبارك الله بك
 
أخي تيسير بارك الله فيك وأنعم عليك
والحمد لله أن نزلت عليك بمنزلة بردة كعب ، وهذا من حسن ظنك .. وشتان .
أما " الأبابيل " في البيت فنعت لـ( الطير ) ، والنعت تابع للمتبوع .
كما كانت "أبابيل" في قوله: ( طيراً أبابيلَ ) نعتاً لطيراً .
والفرق أنها في البيت معرفة ، وفي الآية منكرة .
أبابيل : جماعات .
 
قصيدة طيبة ، ونقد مفيد .
نرجو المزيد من هذا الأدب الهادف ودمتم .
 
ماشاء الله تبارك الله ...
قصيدةٌ بديعةٌ .. رائعةٌ .. ومؤثرةٌ .
تجعلني ـ هي وأمثالها ـ أغبطُ ـ في نفسي ـ الشعراءَ على ما وهبهم الله مِن شاعريةٍ تسعفهم لصوغِ مكنوناتِ صدورهم , والتنفيسِ بآهةٍ من جملةِ آلامهم , وترجمةِ شفرةٍ من شفراتِ قلوبهم , وتحريرٍ مشروعٍ لبنياتِ أفكارهم , كل ذلك في أبياتٍ موزنةٍ رشيقةٍ ...وساحرةٍ .​

هذه أبياتٌ غُزلَ نسيجها لترطيبِ قلوبٍ أبكتْها غزة ...
فهلّا حظينا بمَنْ يُرطِّبُ قلوبَنا في جراحِ أمَّتنا المتلاحقةِ في العراقِ , وفي السودانِ , وفي تونس الأبيّة ؟؟!!.​
 
الأخت بنت اسكندراني بارك الله فيك
الحقيقة أن المشاعر مع ما يحصل في تونس لا توصف بسهولة ، فهي ما بين الصدمة الجميلة العجيبة مع زوال عدو الصلاة والأذان زين الهاربين في آية جليلة من آيات الله ، والحذر من مغبة الاضطراب .
وعندي قصيدة بالمناسبة ، وحقها أن تسمى : أين قبضة الفولاذ ؟ مطلعها :


كذا فليجلّ الخطبُ يا ثورة الشعبِ .. فبورك من خَطْبٍ وبورك من شعبِ

تنفس عنكَ الكربُ يا شعب ضارباً .. بأطنابه لا يرعوي كاربُ الكربِ

ومن ظن فيك السوءَ باء بسوئه .. تقاربت من بُعدٍ وأمعنت في القربِ

وكذّبت من خالوك رأس نعامةٍ .. وأبهرت كُهّان السياسة والحربِ

فكيف قبستُم من شرارة يائسٍ .. وأوقدتمُ النيرانَ في صَنَم الرُّعْبِ

......................


ثبت الله إخواننا في تونس وهداهم لما فيه خير دنياهم وأخراهم .
أما السودان :​

سودانُ ! ماذا ؟ كيف ؟ يا سودانُ !
ما هذه اللأواء والأحزانُ ؟!!
 
ما شاء الله ...
رغم أنك قد أوجزتَ فقد أجملتَ فأبدعتَ ثم أطربتَ .
زادك الله من نعيمه , ورزقنا وإياكم المزيد من التفاني الصادق في نصرة قضايا أمتنا العربية والإسلامية .
وما أجمل ما قلت َحين قلتَ ...​
كذا فليجلّ الخطبُ يا ثورة الشعبِ .. فبورك من خَطْبٍ وبورك من شعبِ

تنفس عنكَ الكربُ يا شعب ضارباً .. بأطنابه لا يرعوي كاربُ الكربِ

ومن ظن فيك السوءَ باء بسوئه .. تقاربت من بُعدٍ وأمعنت في القربِ

وكذّبت من خالوك رأس نعامةٍ .. وأبهرت كُهّان السياسة والحربِ

فكيف قبستُم من شرارة يائسٍ .. وأوقدتمُ النيرانَ في صَنَم الرُّعْبِ
 
ما شاء الله يا شيخ عصام ، نظمتم سجّادة معانٍ نفيسة سامية خليقة بالارتقاء بناسجها إلى ذرى المجد ، وكلمات نبيلة جليلة شفتْ أفئدةً عليلة كليلة ..
بارككم الرّحمن وأدبكم ، وقيّض نِعَمَهُ عليكم فيما يُرضيه ، وجمعَ شمائلَ قلبكم على محابّه ومراضيه ..
 
أرفعُها لنفاستها ، رفع الله شأن الكاتب ودثّرَ أمجاده ، ولا أخلى من صوغ الشعر مِداده ..
كما أسأله سُبحانه أن يرفع الغمّة والكربة عن فلسطين الجريحة ، ويلمّ شملهم ، ويجبر كسرهم !..
 
عودة
أعلى