أين فاعل " نزل " في قوله تعالى ( وما نَزَل من الحق ) ؟؟

قال الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- في أضواء البيان:
إنّ هذا من عطف الشيء على الشيء ذاته أي:أن ذكر الله الذي هو القرآن أو الإسلام هو نفسه ما نزل من الحق , وعليه: فالفاعل هو ذكرُ الله , وقد عُبّر عنه بجملة (ما نزل من الحق).
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
 
وقال مكي في الكشف :".. وفي (نزل) ضمير (ما) يعود عليها وهو القرآن" ا ه ،فالفاعل على هذا ضمير مستتر تقديره" هو" يعود على الموصول (ما) والمراد به القرآن، والله أعلم.
 
شكر الله لمن سبق وجزاهم خيرا وهذه بعض النقول المؤكدة لما تفضلوا به :
قال القيسي:" وفي نزل ضمير الفاعل يعود على ما، ولا يجوز أن يكون " ما " مع الفعل مصدرا ؛ لأن الفعل يبقى بغير فاعل ، ومن قرأ نزَّل بالتشديد جعل في نزل اسم الله جل ذكره مضمرا وقدر هاء محذوفة تعود على "ما " ؛ لأن الفعل لما شدد تعدى إلى مفعول. انظر مشكل إعراب القرآن - القيسي ج2/ص718

وقال الشوكاني:" قيل المراد بالذكر هو القرآن فيكون هذا العطف من باب عطف التفسير أو باعتبار تغاير المفهومين، قرأ الجمهور نزَّل مشددا مبنيا للفاعل، وقرأ نافع وحفص بالتخفيف مبنيا للفاعل ، وقرأ الجحدري وأبو جعفر والأعمش وأبو عمرو في رواية عنه مشددا مبنيا للمفعول وقرأ بن مسعود أنزل مبنيا للفاعل . انظر فتح القدير - الشوكاني ج5/ص172
 
وعلى ما سبق يمكن اختصار القول بأن الفاعل: ضمير مستتر تقديره: (هو)، يعود في قراءة التخفيف على (ما) المراد بها االقرآن الكريم، وفي قراءة التشديد على اسم الله -جل ذكره- .
 
المشايخ الأفاضل الأحباب :
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم .
لكن لي سؤال اّخر :
شبه الجملة ( من الحق ) ماذا سيكون موقعها ؟؟
وجزاكم الله خيرا .
 
عودة
أعلى