أين الله ؟ هل يجوز أن نقولها

غازي أحمد

New member
إنضم
15/10/2013
المشاركات
97
مستوى التفاعل
1
النقاط
6
الإقامة
عمان ، الأردن
الحمد لله العلي الأعلى والصلاة والسلام على مبلغ الهدى،
بعض المتكلمين وأتباعهم يتحرجون من سؤال "أين الله" لأن ذلك بزعمهم يصف الله بالتحيز في مكان وبالتالي التجسيم .
قلت: هذا لأنهم ما فهموا علوا إلا كعلو الأجسام ، فما زال علماء الإسلام يحتجون بحديث الجارية الذي يتصمن سؤال النبي (صلى الله عليه وسلم) لها : "أين الله"وهي قالت: "في السماء" أو أشارت الى السماء ، والمعنى واحد.
قلت: ومن تأمل صنيع العلماء الذين صنفوا في العقائد وجدهم قد احتجوا بهذا الحديث عينه على إثبات علوه سبحانه على عرشه خلافا للمعطلة.


قال الإمام شيخ الإسلام سليمان التيمي (46- 143 ه) وهو من ثقات التابعين روى عن سيدنا أنس بن مالك
قال: « لو سئلت: أين الله تبارك وتعالى؟ قلت: في السماء، فإن قال: فأين عرشه قبل أن يخلق السماء؟ قلت: على الماء، فإن قال لي: أين كان عرشه قبل أن يخلق الماء؟ قلت: لا أدري » (شرح اعتقاد أهل السنة لللالكائي برقم 671 والعلو لابن قدامة برقم 74 بإسناد جيد)
قلت: ورواه عند الإمام البخاري مثبتا به عقيدة السلف (خلق أفعال العباد) ولو كان كلامه منكرا عنده لما أورده محتجا به


قال الإمام المحدث أبو بكر بن أبي عاصم (287 ه) : « باب ما ذكر أنّ اللّه تعالى في سمائه دون أرضه » ثم روى حديث الجارية (السنة لابن أبي عاصم 489)


قال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة الشافعي (311 ه): «وفي الأخبار دلالةٌ واضحةٌ أنّ النّبيّ (صلى الله عليه وسلم) عرج به من الدّنيا إلى السّماء السّابعة، وأنّ اللّه تعالى فرض عليه الصّلوات على ما جاء في الأخبار، فتلك الأخبار كلّها دالّةٌ على أنّ الخالق البارئ فوق سبع سماواته لا على ما زعمت المعطّلة: أنّ معبودهم هو معهم في منازلهم، وكنفهم على ما هو على عرشه قد استوى.»
ثم روى حديث الجارية (التوحيد لابن خزيمة 1/273)


قال الإمام الحافظ محمد بن إسحاق بن مندة (395 ه): «ذكرُ ما يدلّ على أنّ المقرّ بالتّوحيدِ إشارةً إلى السّماءِ بأنّ الله في السّماءِ دونَ الأرضِ وأنّ محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُسمّى مؤمناً»
ثم روى بإسناده حديث الجارية (الإيمان لابن مندة 17/43)


قال الفقيه المحدث المفسر محمد بن أبي الزمنين (399 ه): «وهذا الحديث بين أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون الأرض، وهو أيضا بين في كتاب الله، وفي غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.»
ثم روى حديث الجارية (أصول السنة ص 57)


قال الإمام الحافظ، المجود المفتي، أبو القاسم اللالكائي (418 ه) « سياق ما روى في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وأن الله على عرشه فى السماء »
ثم روى حديث الجارية (اعتقاد أهل السنة 3/387)



قال الإمام أبو نصر السجزي (444 ه) « وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته فوق العرش بلا كيفية بحيث لا مكان » ثم روى حديث الجارية (الرد على من أنكر الحرف والصوت)


قال الإمام المحدث أبو بكر البيهقي الشافعي (458 ه): « قال اللّه (عز وجل):( فسيحوا في الأرض)، وقال:( ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل)، ومعناه: على الأرض وعلى النّخل، فكذلك قوله في السّماء: أي على العرش فوق السّماء، كما صحّت الأخبار عن النّبيّ (صلى الله عليه وسلم): يريد ما مضى من الرّوايات » ثم روى حديث الجارية (الأسماء والصفات 1/324)

قال شيخ الإسلام الإمام أبو إسماعيل الهروي (عبد الله بن محمد الأنصاري) (481 ه) « باب الدّليل على أنّه (عز وجل) على العرش » ثم روى حديث الجارية (الأربعين في دلائل التوحيد 1/33)
قال السمعاني: كان مظهرا للسنة داعياً إليها محرضاً عليها. وقال السيوطي: شيخ الإسلام ۔۔۔ كان إماما كاملا في التفسير حسن السيرة في التصوف على حظ تام من معرفة العربية والحديث التواريخ والأنساب قائما بنصر السنة والدين من غير مداهنة ولا مراقبة ) (طبقات المفسرين)


قال الإمام الحافظ الفقيه قوام السنة الأصبهاني الشافعي (535 ه):
« جماهير المسلمين، وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع عَلَى الإشارة إلى الله جل ثناؤه من جهة الفوق فِي الدعاء، والسؤال، فاتفاقهم بأجمعهم عَلَى ذَلِكَ حجة.ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل، ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق.»
ثم روى حديث الجارية
(الحجة في بيان المحجة)


قال الإمام الحافظ المقرئ العلامة شيخ الإسلام الحسن بن أحمد بن محمد بن العطار (569 ه) «فصلٌ في الاستواء قال اللّه تعالى:( إنّ ربّكم اللّه الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ ثمّ استوى على العرش)، وقال تعالى: (الرّحمن على العرش استوى).وقال تعالى: (أأمنتم من في السّماء).»
ثم روى حديث الجارية (فتيا وجوابها)


قال شيخ الإسلام الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي (620 ه) :
« أعلم أن الكلام فِي هَذَا الخبر فِي فصلين: أحدهما: فِي جواز السؤال عنه سُبْحَانَهُ بأين هو، وجواز الإخبار عنه بأنه فِي السماء.والثاني قوله: " اعتقها فإنها مؤمنة ".أما الفصل الأول فظاهر الخبر يقتضي جواز السؤال عنه، وجواز الإخبار عنه بأنه فِي السماء، لأن النبي، () قَالَ لها: " أين الله " فلولا أن السؤال عنه جائز لم يسأل وأجابته بأنه فِي السماء وأقرها عَلَى ذَلِكَ، فلولا أنه يجوز الإخبار عنه سُبْحَانَهُ بذلك لم يقرها عليه » (إبطال التأويلات لأخبار الصفات )

قال الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي (748 ه): « قوله ( أأمنتم من في السماء ) أي: من على السماء.وكل ما علا فهو سماء، والمراد بالسماء في ذلك بأنه العرش، إذ هو على السماوات. وكون (عز وجل) في السماء متواترا عن رسول الله((صلى الله عليه وسلم) تواترا لفظيا، فمن ذلك: قوله للجارية: " أين الله؟ قالت: في السماء.» (الأربعين في صفات رب العالمين)
 
جزاك الله خيرًا جمع طيب ونفيس نحتاج اليه جميعا في ظل انتشار حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تنشر شبهات أهل التأويل والتعطيل وكذلك المقاطع المرئية لها

والفطرة البشرية تدعو إليها فإني لا أعلم أحد من خلق الله يؤمن بالله ولو كان على غير ملة الإسلام ، إذا حزبه أمر واضطر ودعا الله عزوجل إلا وجدته اتجه الى السماء بقلبه وبصره ويديه ...

قال أبو العلاء الهمذاني: يا أستاذ، دعنا من ذكر العرش، لأن الاستواء على العرش دليله غير عقلي بل دليله سمعي، فلولا أن الله أخبرنا أنه استوى على العرش ما علمنا ذلك، أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في نفوسنا، ما قال عارف قط: يا الله، إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو، فصرخ أبو المعالي، وضرب على رأسه، وقال: حيرني الهمذاني!!
 
عودة
أعلى